ماكرون وشولتس يجتمعان لمناقشة «تهديدات» ترمب

ماكرون مستقبلاً شولتس بالقصر الرئاسي في باريس اليوم (د.ب.أ)
ماكرون مستقبلاً شولتس بالقصر الرئاسي في باريس اليوم (د.ب.أ)
TT

ماكرون وشولتس يجتمعان لمناقشة «تهديدات» ترمب

ماكرون مستقبلاً شولتس بالقصر الرئاسي في باريس اليوم (د.ب.أ)
ماكرون مستقبلاً شولتس بالقصر الرئاسي في باريس اليوم (د.ب.أ)

سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، إلى إظهار الوحدة خلال اجتماع في باريس، اليوم (الأربعاء)، في وقت تكافح فيه أوروبا للرد بصورة موحدة على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وفي تصريحات للصحفيين قبل غداء عمل جمعهما في قصر الإليزيه، أصر ماكرون وشولتس على أن أوروبا قوية وأن التحالف الفرنسي الألماني متين على الرغم من أنهما يتوقعان مواجهة صعوبات.

وقال شولتس: «سيشكل الرئيس ترمب تحدياً، وهذا واضح بالفعل».

وأضاف: «موقفنا واضح، أوروبا منطقة اقتصادية كبيرة يبلغ عدد سكانها نحو 450 مليون نسمة. نحن أقوياء، ونقف متحدين. وأوروبا لن تختبئ».

ولطالما دفع ماكرون من أجل أن تعتمد أوروبا على نفسها.

وقال ماكرون: «بعد تنصيب إدارة جديدة في الولايات المتحدة، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن يؤدي الأوروبيون وبَلَدانا (فرنسا وألمانيا) دورهم في تعزيز أوروبا الموحدة القوية ذات السيادة».

وذكر الزعيمان قطاعات الصلب والسيارات والكيماويات بوصفها مهمة للاقتصاد الأوروبي، وهي أهداف محتملة للرسوم الجمركية الأميركية.

وقال ترمب، الذي هدد أيضاً كندا والمكسيك والصين بفرض رسوم جمركية باهظة، أمس، إن أوروبا لديها فائض تجاري مثير للقلق مع الولايات المتحدة، وإنها «مشمولة في الرسوم الجمركية».


مقالات ذات صلة

رئيس وزراء كندا: حرب ترمب التجارية تضر الأميركيين

الولايات المتحدة​ مارك كارني أثناء حديثه خلال توقفه الانتخابي عند جسر السفير في وندسور بأونتاريو (أ.ب)

رئيس وزراء كندا: حرب ترمب التجارية تضر الأميركيين

أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، اليوم (الأربعاء)، أن الحرب التجارية التي يثيرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تضر الأميركيين.

«الشرق الأوسط» (تورونتو )
الولايات المتحدة​ أشخاص يشاركون في تجمع جماهيري لمطالبة الكونغرس بحماية تمويل هيئات البثّ العامة الأميركية في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

ترمب يصوّب على القضاء والمحامين ويصبّ غضبه على الإعلام

كثّف الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملته على القضاة الذين يُصدرون أحكاماً ضد خططه لإحداث تغيير عميق في الحكومة الأميركية، مستهدفاً وسائل الإعلام أيضاً.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي والتز يتحمل مسؤولية «واقعة سيغنال»

البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي والتز يتحمل مسؤولية «واقعة سيغنال»

حمّل البيت الأبيض اليوم (الأربعاء)، مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز المسؤولية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ زعيم الجمهوريين في «الشيوخ» جون ثون يتحدث مع الصحافيين بالكونغرس في 25 مارس 2025 (إ.ب.أ)

«حادثة سيغنال» تهزّ أروقة الكونغرس

نشرت «ذي أتلانتيك» لقطة شاشة لمحادثة نصية حدّد فيها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث موعد بدء عملية مقررة ضد الحوثيين.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جانب من محادثة الدردشة على «سيغنال» (ذي أتلانتيك)

«ذي أتلانتيك» تنشر خطة الضربة ضد الحوثيين من دردشة «سيغنال»

نشرت مجلة «ذي أتلانتيك»، الأربعاء، ما قالت إنه النص الكامل لخطة هجوم أميركي وشيك (في حينه) على اليمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ما نعرفه عن الهدنة المقترحة في البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا

تعدّ روسيا وأوكرانيا من بين أكبر مصدّري الحبوب في العالم (أرشيفية - رويترز)
تعدّ روسيا وأوكرانيا من بين أكبر مصدّري الحبوب في العالم (أرشيفية - رويترز)
TT

ما نعرفه عن الهدنة المقترحة في البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا

تعدّ روسيا وأوكرانيا من بين أكبر مصدّري الحبوب في العالم (أرشيفية - رويترز)
تعدّ روسيا وأوكرانيا من بين أكبر مصدّري الحبوب في العالم (أرشيفية - رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أنها حصلت على موافقة مبدئية من روسيا وأوكرانيا على وقف محتمل لإطلاق النار في البحر الأسود، خلال مفاوضات منفصلة مع مسؤولين أميركيين في السعودية.

ورغم أن موسكو وكييف تبادلتا الاتهامات بمحاولة إفشال الاتفاق، فإن التفاصيل العملية لتنفيذه ما زالت غير واضحة.

وفيما يلي ما نعرفه عن الهدنة المقترحة في البحر الأسود:

ما تم الإعلان عنه

أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على «ضمان سلامة الملاحة، والتخلي عن استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية في البحر الأسود». وأكدت أوكرانيا هذا الاتفاق، وقالت إنها تريد الحصول على «تفاصيل» بشأن تنفيذه من الولايات المتحدة. وأكدته روسيا من جانبها، لكنها قالت إنها لن تلتزم به إلا عندما يتم رفع العقوبات التي تستهدف صادراتها الزراعية.

ولم يُعرف بعد موعد دخول هذه الهدنة المقترحة حيز التنفيذ؛ إذ لم تطرح واشنطن تواريخ محددة.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يعتقد أن الاتفاق دخل حيز التنفيذ بمجرد أن أعلنته الولايات المتحدة، الثلاثاء. لكن الكرملين أصر على الالتزام المسبق بالشروط التي وضعها.

ما هو الوضع في البحر الأسود؟

حققت أوكرانيا، وهي ليست قوة بحرية، خلافاً لروسيا، نجاحات في البحر على مدى السنوات الثلاث الماضية فألحقت هجماتها بالطائرات المُسيرة والصواريخ خسائر كبيرة بالسفن الحربية الروسية التي أجبرتها على البقاء في شرق البحر الأسود.

في أبريل (نيسان) 2022، أغرقت القوات الأوكرانية الطراد موسكفا، مفخرة الأسطول البحر الأسود الروسي؛ ما شكل نكسة مهينة لموسكو.

بعد تدمير الأسطول الأوكراني بالكامل تقريباً، لم تحدث معارك بحرية حقيقية في البحر الأسود خلال الحرب. لكن أوكرانيا قادرة على مهاجمة السفن والمواني الروسية بالمسيرات البحرية. من جانبها، تقوم روسيا بقصف المواني الأوكرانية من الجو، وخصوصاً ميناء أوديسا.

حذرت أوكرانيا، الثلاثاء، من أنها ستعدّ تحرك السفن الروسية إلى ما هو أبعد من الجزء الشرقي من البحر انتهاكاً للاتفاق.

فشل اتفاقية الحبوب

كانت روسيا وأوكرانيا طرفين في اتفاق استمر من يوليو (تموز) 2022 إلى يوليو 2023 وسمح لأوكرانيا بمواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود دون أن تتعرض سفن الشحن التابعة لها لهجمات.

لكن روسيا انسحبت من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة، جراء عدم الامتثال لاتفاقية أخرى تهدف إلى ضمان الصادرات الروسية من الأسمدة والمنتجات الزراعية على الرغم من العقوبات.

ومنذ ذلك الحين، بدأت أوكرانيا بالتصدير عبر طريق الشحن الذي يمتد على طول دول البحر الأسود الأوروبية مثل رومانيا وبلغاريا، وهو طريق أطول، لكنه بعيد عن مرمى السفن الحربية الروسية.

تعدّ روسيا وأوكرانيا من بين أكبر مصدري الحبوب في العالم وهي منتجات ضرورية للكثير من الدول في أفريقيا وآسيا على وجه الخصوص.

ومنذ انتهاء اتفاق الحبوب، هاجمت روسيا على نحو متكرر مرافق ميناء أوديسا وتلك المقامة على نهر الدانوب، وهو طريق آخر لنقل الحبوب الأوكرانية إلى الخارج.

وتأمل أوكرانيا أن تنهي الهدنة هذه الهجمات. وقال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية دميترو بلينتشوك هذا الأسبوع: «بالنسبة إلينا، الهدنة في البحر تعني نهاية قصف البنية التحتية للمواني الأوكرانية».

ماذا تريد روسيا؟

من جانبها، تأمل روسيا في تخفيف القيود الغربية المفروضة على بنك «روسلخوزبانك» الزراعي المملوك للدولة وغيره من المؤسسات المالية الروسية المرتبطة بالغذاء والأسمدة.

وأكدت الولايات المتحدة في بيانها أنها ستساعد في «استعادة قدرة روسيا على الوصول إلى السوق العالمية للصادرات الزراعية والأسمدة»، وستعمل على تحسين «الوصول إلى المواني وأنظمة الدفع لهذه المعاملات».

وقال الكرملين أيضاً إنه طالب بإنهاء القيود المفروضة على «معاملات تمويل التجارة» و«الخدمات المرفئية والعقوبات على السفن التي ترفع العلم الروسي والتي تشارك في تجارة المواد الغذائية... والأسمدة».

ولكن على المستوى العسكري، لن تساهم الهدنة في البحر الأسود إلا بشكل طفيف جداً في إنهاء الهجمات العسكرية على نطاق أوسع.

ومن الناحية العسكرية، تبدو مبادرة البحر الأسود «غير ذات معنى» لعدم حدوث أي معارك فيه، مثلما يؤكد المحلل الروسي سيرغي ماركوف.

ومن ثم، يقول ماركوف إن الأمر يتعلق قبل كل شيء بإظهار أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسجل «نجاحات» في جهوده لإنهاء الحرب، حتى وإن كانت محدودة جداً.