في 2025... أوكرانيا ستقاتل «في الميدان» و«على طاولة المفاوضات»

روسيا تبدأ العام الجديد بهجوم مكثف بالمسيرات ضد كييف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

في 2025... أوكرانيا ستقاتل «في الميدان» و«على طاولة المفاوضات»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

هنأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شعبه بمناسبة العام الجديد مؤكداً أن واشنطن ستقف إلى جانب كييف في كفاحها لوقف الاجتياح الروسي. وتزامن خطابه في مقطع مصور مع شن روسيا هجوماً مكثفاً بطائرات مسيرة على العاصمة الأوكرانية كييف في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل وإلحاق أضرار بمبنيين في منطقتين.

روسيا تشن هجوماً مكثفاً بطائرات مسيرة على العاصمة الأوكرانية (إ.ب.أ)

وتحدث زيلينسكي في مقطعه بالمناسبة بينما ظهر في خلفه لونا العلم الوطني الأزرق والأصفر مع مشاهد من ساحات المعارك وصور للأطفال. وقال «نعلم أن السلام لن يُمنح لنا كهدية، لكننا سنفعل كل ما بوسعنا لوقف روسيا وإنهاء الحرب». وأعلن زيلينسكي أنّه سيتعيّن على بلاده في العام 2025 مواصلة القتال «في الميدان» لتحقيق مكاسب تعزز موقفها على «طاولة المفاوضات» من أجل إنهاء الهجوم الروسي المتواصل على أراضيها الذي شارف على إكمال عامه الثالث الشهر المقبل.

وأشار إلى محادثاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب و«كل من يدعمنا في الولايات المتحدة». وقال «لا يساورني شك في أن الرئيس الأميركي الجديد (ترمب) يريد تحقيق السلام وإنهاء عدوان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وأنه سيكون قادراً على ذلك».

وتابع «إنه يدرك أن تحقيق الأول مستحيل من دون الثاني. لأن الأمر لا يتعلق بمشاجرة في الشارع حيث يتعين تهدئة الجانبين. بل يتعلق بعدوان شامل من دولة مختلة على دولة متحضرة. وأعتقد أننا، بالتعاون مع الولايات المتحدة، قادرون على امتلاك القوة اللازمة لإجبار روسيا على قبول سلام عادل». وأكد زيلينسكي أنه لا يمكن الوثوق بروسيا سواء في المعركة أو في المحادثات.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

وقال «يجب علي وعلى كل منا أن يكافح في كل يوم في العام المقبل حتى تصبح أوكرانيا قوية بما يكفي. إن أوكرانيا التي تتسم بذلك فقط هي التي تحظى بالاحترام والآذان الصاغية، سواء في ساحة المعركة أو على طاولة المفاوضات».

وكان 2024 صعباً على كييف التي خسرت خلال هذا العام أمام الجيش الروسي سبعة أضعاف المساحات التي خسرتها في 2023، وفقاً لتقييم أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فيما لا يبدو المشهد أفضل لأوكرانيا في 2025 إذ إنّها مهدّدة بانخفاض الدعم العسكري والسياسي الأميركي لها مع عودة دونالد ترمب إلى الرئاسة بعد ثلاثة أسابيع.

وكان ترمب أعلن أنه سينهي الحرب في أوكرانيا في غضون «24 ساعة» من عودته إلى البيت الأبيض، في وعد أثار مخاوف من أن تضطر أوكرانيا في سبيل تحقيق السلام إلى التخلّي عن الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.

فلاديمير بوتين (رويترز)

وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن الاثنين تقديم حزمة مساعدات أمنية واقتصادية لكييف بقيمة تناهز ستة مليارات دولار، في خطوة بدت فيها واشنطن وكأنها تسابق الزمن لتزويد كييف بما أمكن من الدعم قبل تنصيب ترمب.

ومنذ أسابيع، تنتشر تكهنات حول محادثات سلام مستقبلية محتملة، بعد أن خلفت الحرب مئات الآلاف من القتلى والجرحى من الجانبين.

وتبقى تبعات الحرب على الأوكرانيين هائلة، مع ملايين النازحين واللاجئين وقصف روسي مستمر خصوصاً على منشآت الطاقة، ما يتسبب بانتظام في إغراقهم في الظلام والبرد.

من جهته، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتقدم الذي أحرزته قواته في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، مؤكداً أنه يمسك «بزمام الأمور» في نهاية عام «محوري». وفي خطابه لمناسبة حلول العام الجديد، لم يذكر بوتين صراحة الحرب في أوكرانيا، لكنه أشاد بالجنود الروس على «شجاعتهم».

ذكرت وكالة «تاس» للأنباء الأربعاء أن الرئيس الروسي أصدر توجيهات للحكومة ولأكبر بنك في البلاد، سبير بنك، بتعزيز التعاون مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي. وأدت عقوبات فرضتها دول غربية بهدف تقييد قدرة روسيا على الوصول إلى التقنيات التي تحتاجها للصمود في حربها ضد أوكرانيا إلى توقف كبرى شركات إنتاج الرقائق الدقيقة في العالم عن التصدير إلى روسيا، مما قلص بشدة طموحات موسكو في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويستفيد زيلينسكي من واقع أن جيشه احتل مئات الكيلومترات المربعة من منطقة كورسك الروسية منذ أغسطس (آب)، وهو ما يمثل شوكة في خاصرة فلاديمير بوتين. لكن الأخير يحظى الآن بدعم آلاف الجنود الكوريين الشماليين، كما أنه صعد من تهديداته بإثارة حرب عالمية إذا عزز الغرب دعمه لأوكرانيا بالمزيد من الصواريخ طويلة المدى. ولا يزال بوتين يطالب باستسلام أوكرانيا وبتخليها عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والأراضي الأوكرانية التي ضمّتها روسيا.

وليل الاثنين الثلاثاء، استُهدفت أوكرانيا مجدداً بـ21 صاروخا ونحو 40 طائرة مسيّرة، أُسقط منها سبعة صواريخ و16 مسيّرة. وأكّد الجيش الروسي أنه ضرب «مطاراً عسكرياً ومؤسسة تابعة للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني». ومن الجانب الروسي، تسبب هجوم بمسيّرة أوكرانية في نشوب حريق في مستودع نفط في منطقة سمولينسك، على مسافة 500 كيلومتر من كييف، بحسب الحاكم الإقليمي.

وصباح الأربعاء قال مسؤولون في كييف إن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة على المدينة في ساعة مبكرة. ودوت انفجارات في سماء المدينة خلال الصباح بعد وقت قصير من تحذير سلاح الجو الأوكراني من اقتراب طائرات مسيرة من المدينة. وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن الدفاعات الجوية صدت هجوماً للعدو، وإن طابقين من مبنى سكني تعرضا للدمار بشكل جزئي جراء الهجوم. وأظهرت صور نشرتها خدمة الطوارئ الحكومية رجال إطفاء وهم يطفئون ركناً التهمته النيران في أحد المباني ويساعدون الضحايا من كبار السن.

امرأة تمشي بين الأنقاض في موقع هجوم صاروخي في كييف (أ.ف.ب)

وأضاف كليتشكو، كما نقلت عنه «رويترز»، أن حطام الطائرات المسيرة ألحق أضراراً أيضاً بمبنى غير سكني في حي آخر. وكتبت يوليا سفيريدينكو نائبة رئيس الوزراء الأوكراني على منصة «إكس» بعد فترة وجيزة من هجوم الصباح «هذا تذكير آخر للعالم بأن العدوان الروسي لا يعرف عطلات أو إجازات». وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط 63 من أصل 111 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل على مناطق متفرقة من أوكرانيا. وأضاف الجيش أنه أسقط 46 طائرة مسيرة أخرى باستخدام التشويش الإلكتروني. وتنفذ روسيا غارات جوية منتظمة على المدن والبلدات الأوكرانية البعيدة عن خط المواجهة في غزوها المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.


مقالات ذات صلة

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا مسيرة روسية في سماء كييف (رويترز)

زيلينسكي قلق من قدوم ترمب ويقول إنه «قوي ولا يمكن التنبؤ بسلوكه»

مع اقتراب تسلم الرئيس الأميركي المنتخب زمام الأمور في واشنطن تشعر كييف بالقلق إزاء ما يمكن أن يفعله أو لا يفعله دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

برلين تؤيد التواصل مع موسكو لإنهاء الحرب الأوكرانية من خلال المفاوضات

برلين تعلن عن تأييدها لإجراء مزيد من المكالمات الهاتفية من المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث مع المسؤولين التنفيذيين والمديرين خلال زيارة لمنشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال كاميرون في هاكبيري (رويترز)

تهوين أوروبي من توقف ضخ الغاز الروسي

هوّنت المفوضية الأوروبية من توقف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، أمس (الأربعاء)، مؤكدةً أن الاتحاد الأوروبي استعدَّ مبكراً لمواجهة هذا الأمر الذي كان متوقعاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

التشيك تعيد فتح سفارتها في دمشق وتدعو لتلبية نداء «الإدارة الجديدة»

أرشيفية وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي (رويترز)
أرشيفية وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي (رويترز)
TT

التشيك تعيد فتح سفارتها في دمشق وتدعو لتلبية نداء «الإدارة الجديدة»

أرشيفية وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي (رويترز)
أرشيفية وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي (رويترز)

أعادت الجمهورية التشيكية التي رعت سفارتها في سوريا مصالح الولايات المتحدة منذ 2012، فتح بعثتها الدبلوماسية في دمشق بعدما أغلقتها الشهر الماضي عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

ومثّلت الجمهورية التشيكية الولايات المتحدة وبلدان غربية أخرى في سوريا بعدما أغلقت دول سفاراتها بسبب الحرب الأهلية.

وقال وزير الخارجية يان ليبافسكي: «استأنفنا نشاطات سفارتنا خلال فترة عيد الميلاد».

وأضاف: «عاد مسؤول القسم الموكل شؤون الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اتصل به أخيراً "لضمان أنّنا سنواصل الخدمة».

ولفت إلى أنّ براغ، الداعم القوي لإسرائيل في الشرق الأوسط ولأوكرانيا التي تواجه الغزو الروسي، تتصرّف «بحذر شديد» في ما يتعلق بالوضع في سوريا.

وقال ليبافسكي، إنّ «المسؤولين الذين يشكّلون الحكومة السورية الجديدة مدرجون في قوائم عقوبات مختلفة بسبب تاريخهم».

وأضاف: «لكنّهم يعلنون رغبتهم في إعادة تأسيس علاقات مع العالم وأعتقد أنّ علينا أن نلبّي النداء، على سبيل المثال، من أجل إخراج الروس من سوريا".

والقوات الروسية التي تدخّلت في 2015 لصالح الأسد خلال الحرب الأهلية السورية لا تزال متمركزة في سوريا.

والجمعة، أعلنت وزارة الخارجية التشيكية أنّها عيّنت على رأس السفارة في دمشق الدبلوماسي فيتسلاف بيفونكا برتبة قائم بالأعمال.

وأمضى بيفونكا ستّ سنوات سفيراً في موسكو حتى مايو (أيار) 2024.

وكان بيفونكا سفيراً في روسيا حين تبادلت براغ وموسكو في 2021 طرد عشرات الدبلوماسيين عقب اتهامات وجّهتها الحكومة التشيكية لنظيرتها الروسية بالوقوف خلف انفجار وقع في 2014 في مستودع للذخيرة على الأراضي التشيكية وأدّى لمقتل شخصين.