«ناقلتا مضيق كيرتش» تسلطان الضوء على مخاطر «أسطول الظل» الروسي

تسرب نفطي يمثل إحدى أكبر الكوارث البيئية في المنطقة

صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)
صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)
TT

«ناقلتا مضيق كيرتش» تسلطان الضوء على مخاطر «أسطول الظل» الروسي

صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)
صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)

سعت السلطات الروسية، اليوم الاثنين، إلى احتواء الأضرار الناجمة عن تسرب النفط إلى مضيق كيرتش من ناقلتين متقادمتين انشطرت واحدة منهما وتضررت الأخرى خلال عاصفة شديدة أمس، مما يسلط الضوء على المخاطر البيئية والتأمينية الناتجة عن استخدام «أسطول الظل» الروسي.

ولقي أحد أفراد طاقم «فولغونفت 212» حتفه بعدما انشطرت الناقلة إلى نصفين وغرقت مقدمتها، فيما أنقذت السلطات 12 شخصاً، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت وزارة خدمات الطوارئ الروسية، اليوم الاثنين، إن جميع أفراد طاقم السفينة «فولغونفت 239»، وعددهم 14 شخصاً، تم إنقاذهم. وكانت السفينة قد جنحت على بعد 80 متراً من الشاطئ بالقرب من ميناء تامان.

وذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء أن ناقلتي النفط، اللتين يزيد عمرهما على 50 عاماً، كانتا تحملان 9200 طن من المنتجات النفطية. وأضافت أنه لم يتسن تحديد كمية الوقود التي تسربت بعد.

ووفقاً لشهادات اطلعت عليها «رويترز»، بُنيت الناقلة «فولغونفت 212» في 1969، فيما بُنيت «فولغونفت 239» في 1973.

ومن المحتمل أن يمثل التسرب واحدة من أكبر الكوارث البيئية في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من أن حجم المطالبات التأمينية المحتملة لم يتضح بعد.

التفاف على العقوبات الدولية

وأثار قطاع الشحن مخاوف في الأشهر القليلة الماضية بشأن المخاطر واحتمالات الاصطدام التي تشكلها مئات من «ناقلات الظل» في الممرات البحرية، مع وجود حافز ضئيل لهذه السفن لاتباع معايير شحن نظيفة.

وتعتمد روسيا بشكل متزايد على أسطول الظل الذي يستخدم تقنيات مختلفة للالتفاف على العقوبات الدولية.

ويعد مضيق كيرتش، الذي يفصل البر الرئيسي الروسي عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، طريقاً رئيسياً لصادرات الحبوب ومنتجات الوقود الروسية.

وترفض روسيا الضغوط الغربية للحد من صادراتها النفطية، وفي العام الماضي زاد عدد الناقلات التي تحمل شحنات لا تخضع للإجراءات التنظيمية أو التأمينية من قبل مقدمي الخدمات الغربيين.

ونقلت وكالات أنباء، أمس الأحد، عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين وجّه الحكومة بتشكيل مجموعة عمل تكون مسؤولة عن عملية الإنقاذ والحد من أثر تسرب الوقود.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يتبنى عقوبات جديدة على روسيا تستهدف الصين و«أسطول الظل»

أوروبا الشرطة تطوق المنطقة بعد عملية لها في سكاربيك بالقرب من بروكسل عاصمة بلجيكا (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يتبنى عقوبات جديدة على روسيا تستهدف الصين و«أسطول الظل»

قالت المفوضية الأوروبية في بيان، اليوم (الاثنين)، إن الاتحاد الأوروبي تبنى الحزمة الـ15 من العقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث خلال اجتماع موسع لمجلس وزارة الدفاع في موسكو الاثنين (أ.ب)

بوتين يحدد أولويات بلاده... مواصلة الحسم العسكري وتعزيز التحالفات في مواجهة أميركا

أوجز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، مجريات العام الحالي على خطوط المواجهة في أوكرانيا وعدّه «عاماً تاريخياً».

رائد جبر (موسكو)
المشرق العربي رجل يعبر صورة للرئيس حافظ الأسد معروضة عند المدخل الرئيس لمبنى في العاصمة دمشق 9 ديسمبر (أ.ف.ب)

محامون دوليون يلاحقون ثروات آل الأسد

يقود محامو حقوق الإنسان الجهود للعثور على أصول ثروات قامت عائلة الأسد بتخزينها على مدى نصف قرن من الحكم الاستبدادي، بغرض استردادها لصالح الشعب السوري.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)

تسرُّب النفط في مضيق كيرتش بعد انشطار ناقلة نفط روسية جرَّاء عاصفة

لحقت أضرار بناقلتَي نفط روسيتين جراء الطقس العاصف في البحر الأسود، ما تسبب في تسرب منتجات نفطية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر وحدة دفاع جوي من طراز «إس - 400» في قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية بسوريا (رويترز)

طائرة شحن روسية تغادر قاعدة حميميم في سوريا إلى ليبيا

قال مسؤول أمني سوري متمركز خارج القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية إن طائرة شحن روسية غادرت القاعدة متجهةً إلى ليبيا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

استمرار البحث عن ناجين وإحصاء القتلى في مايوت الفرنسية بعد الإعصار

TT

استمرار البحث عن ناجين وإحصاء القتلى في مايوت الفرنسية بعد الإعصار

دمر الإعصار «تشيدو» أنحاءً شاسعة من مايوت بعد أن صاحبته رياح تجاوزت سرعتها 200 كيلومتر في الساعة (أ.ف.ب)
دمر الإعصار «تشيدو» أنحاءً شاسعة من مايوت بعد أن صاحبته رياح تجاوزت سرعتها 200 كيلومتر في الساعة (أ.ف.ب)

بحث عمال الطوارئ عن ناجين، الاثنين، وسابقوا الزمن لاستعادة الخدمات الأساسية في مايوت، وهي من الأراضي الفرنسية ما وراء البحار، حيث يُخشى من مقتل المئات أو حتى الآلاف جراء أقوى إعصار يضرب الجزيرة منذ ما يقرب من قرن. وفقاً لـ«رويترز».

ودمر الإعصار «تشيدو» أنحاءً شاسعة من الأرخبيل الواقع قبالة شرق أفريقيا في مطلع الأسبوع بعد أن صاحبته رياح تجاوزت سرعتها 200 كيلومتر في الساعة، ما أدى إلى تدمير منازل وتناثر حطامها فوق التلال، وقطع شبكات الاتصالات والكهرباء وإمدادات مياه الشرب.

وقال برونو روتايو القائم بأعمال وزير الداخلية الفرنسي عند وصوله إلى منطقة الكارثة إن معرفة المدى الكامل للأضرار وعدد الوفيات ستستغرق أياماً مع استمرار تعذُّر الوصول إلى بعض المناطق.

وسيعقد الرئيس الفرنسي اجتماعاً طارئاً بشأن مايوت في وقت لاحق، الاثنين. وقالت جونوفييف داريوسيك القائمة بأعمال وزير الصحة إن المستشفى الرئيسي في العاصمة مامودزو استأنف عملياته بعد تصريف مياه السيول، بينما سيجري إنشاء مستشفى ميداني ونشر 100 آخرين من أفراد القطاع الطبي.

وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية بأن «تشيدو» هو أقوى إعصار يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً.

وقالت السلطات الفرنسية إن العمليات البحرية والجوية جارية لنقل الإمدادات والمعدات الإغاثية، بما في ذلك من جزيرة ريونيون، وهي أيضاً من الأراضي الفرنسية ما وراء البحار.

وقال فرنسوا زافييه بيوفيل حاكم مايوت، الأحد، إن عدد القتلى «سيكون بالتأكيد مئات عدة، وربما يصل إلى ألف أو حتى آلاف».