طلب محاكمة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي وكارلوس غصن بتهمة الفساد

رئيس مجلس إدارة شركة نيسان السابق كارلوس غصن خلال مؤتمر صحافي في مدينة جونية بلبنان، 29 سبتمبر 2020 (أ.ف.ب)
رئيس مجلس إدارة شركة نيسان السابق كارلوس غصن خلال مؤتمر صحافي في مدينة جونية بلبنان، 29 سبتمبر 2020 (أ.ف.ب)
TT

طلب محاكمة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي وكارلوس غصن بتهمة الفساد

رئيس مجلس إدارة شركة نيسان السابق كارلوس غصن خلال مؤتمر صحافي في مدينة جونية بلبنان، 29 سبتمبر 2020 (أ.ف.ب)
رئيس مجلس إدارة شركة نيسان السابق كارلوس غصن خلال مؤتمر صحافي في مدينة جونية بلبنان، 29 سبتمبر 2020 (أ.ف.ب)

طلبت النيابة العامة المالية الوطنية الفرنسية، اليوم (الأربعاء)، محاكمة وزيرة الثقافة الحالية رشيدة داتي ورئيس مجموعة «رينو - نيسان» السابق كارلوس غصن، أمام محكمة الجنايات، بتهمة الفساد واستغلال النفوذ، وفق ما أعلنت وزارة العدل الجمعة.

وزيرة الثقافة والتراث الفرنسية رشيدة داتي تلقي كلمة خلال جلسة أسئلة للحكومة في الجمعية الوطنية الفرنسية في باريس في 13 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ويُشتبه في أن داتي تلقت 900 ألف يورو من أحد فروع تحالف «رينو - نيسان»، من دون القيام بأي عمل فعلي في مقابل هذا المبلغ، فيما كانت محامية ونائبة أوروبية (2009 - 2019)؛ ما قد يكون ساهم في إخفاء نشاط مجموعة ضغط في البرلمان الأوروبي. وفي هذا الملف صدرت في حق كارلوس غصن مذكرة توقيف دولية منذ أبريل (نيسان) 2023.

وينفي الإثنان التهمة.


مقالات ذات صلة

عائلة مالكوم إكس تقاضي وكالات الأمن والاستخبارات الأميركية بتهمة السماح باغتياله

الولايات المتحدة​ إلياسا شباز ابنة الناشط الحقوقي الراحل مالكوم إكس تتحدث إلى جانب شقيقتها قُبيلة والفريق القانوني خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن دعوى قضائية ضد وكالات حكومية وشرطة نيويورك بتهمة الاغتيال المزعومة وإخفاء الأدلة المحيطة بقتل مالكوم إكس 21 فبراير 2023 (رويترز)

عائلة مالكوم إكس تقاضي وكالات الأمن والاستخبارات الأميركية بتهمة السماح باغتياله

رفعت عائلة مالكوم إكس، الناشط في الحقوق المدنية الذي اغتِيل قبل ما يقرب من 60 عاماً، دعوة قضائية على وكالات الأمن والاستخبارات الأميركية بتهمة السماح باغتياله.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في 8 يونيو 2024 (د.ب.أ)

محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتنياهو تأجيل الإدلاء بشهادته في محاكمته المرتبطة بقضايا فساد

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، أن محكمة في القدس رفضت طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأجيل الإدلاء بشهادته في محاكمته بقضايا فساد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان يتحدث خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في لاهاي بهولندا في 12 فبراير 2024 (رويترز)

«الجنائية الدولية» تؤكد التحقيق مع مدعيها العام بتهمة سوء السلوك الجنسي

أعلنت رئاسة جمعية الدول الأطراف في المحكمة الجنائية الدولية أنها تسعى إلى إجراء «تحقيق خارجي» في مزاعم سوء سلوك مفترض للمدعي العام للهيئة القضائية كريم خان.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
شمال افريقيا وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي (الشرق الأوسط)

السجن لصحافي مغربي بتهمة سب وقذف وزير العدل

قضت المحكمة الابتدائية بالرباط على رئيس تحرير موقع «بديل» الإلكتروني، حميد المهداوي، بتعويض مدني قدره 150 ألف دولار.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
أوروبا الناشط اليميني المتطرف راسموس بالودان (رويترز)

محكمة تأمر بسجن متطرف بالسويد بتهمة التحريض ضد المسلمين

أدانت محكمة سويدية، اليوم (الثلاثاء)، ناشطاً ينتمي لتيار اليمين المتطرف بتهمتين تتعلقان بجريمة الكراهية بعدما أدلى بتصريحات بذيئة ضد المسلمين.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

مارين لوبن في مبنى المحكمة يوم الأربعاء الماضي خلال جلسات المحاكمة مع 24 من رفاقها في البرلمان الأوروبي (أ.ف.ب)
مارين لوبن في مبنى المحكمة يوم الأربعاء الماضي خلال جلسات المحاكمة مع 24 من رفاقها في البرلمان الأوروبي (أ.ف.ب)
TT

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

مارين لوبن في مبنى المحكمة يوم الأربعاء الماضي خلال جلسات المحاكمة مع 24 من رفاقها في البرلمان الأوروبي (أ.ف.ب)
مارين لوبن في مبنى المحكمة يوم الأربعاء الماضي خلال جلسات المحاكمة مع 24 من رفاقها في البرلمان الأوروبي (أ.ف.ب)

تعيش فرنسا هذه الأيام تداعيات زلزال سياسي من شأنه أن يقلب رأساً على عقب التوازنات الحزبية والسياسية التي استقرت عليها البلاد بعد الانتخابات الأوروبية والتشريعية التي جرت الربيع الماضي، والتي جعلت حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف القوة الأولى في فرنسا. و«التجمع» وصل إلى هذه المرحلة المتقدمة بقيادة زعيمته غير المنازعة مارين لوبن، التي نجحت لمرتين (في عامي 2017 و2022) في ولوج المرحلة الثانية والنهائية من المنافسة الانتخابية الرئاسية التي فاز بها الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.

مارين لوبن مع محاميها في المحكمة يوم الأربعاء 13 نوفمبر (أ.ف.ب)

وتمني مارين لوبن النفس بأن تكون الانتخابات المقبلة التي ستحل في عام 2027 الفرصة الذهبية بالنسبة لها لتدخل، أخيراً، قصر الإليزيه، وهو الحلم الذي داعب مخيلة والدها جان ماري لوبن، وقد ورثت عنه الزعامة والحزب والطموح الرئاسي. والحال أن كل ذلك يمكن أن يتبدد بعد اختتام المحاكمة التي خضعت لها مع 24 من رفاقها في البرلمان الأوروبي، حيث الكل متهم باختلاس أموال من الاتحاد الأوروبي، خلال سنوات، تقدر قيمتها الإجمالية بـ4.5 مليون يورو، وأن لوبن كانت في «قلب نظام (الغش) المدبر»، الذي طُبق بين عامي 2004 و2016.

زلزال سياسي

ليست لوبن وحزبها أول من احتال على الاتحاد الأوروبي من خلال توظيف أشخاص بصفتهم مساعدين للنواب الأوروبيين في القيام بعملهم. لكن عملية الغش والاحتيال، وفق القضاء الفرنسي، بلغت مستويات غير معروفة سابقاً. وما يميزها، وهذا الأهم، أن الادعاء العام طلب، بعد انتهاء المحاكمات، إنزال عقوبة السجن خمس سنوات بحق لوبن، من ضمنها سنتان مع النفاذ ولكنهما قابلتان للتعديل، وتغريمها 300 ألف يورو ومنعها من الترشح لمدة خمس سنوات.

ماكرون مع وزير الداخلية (رويترز)

كما طلب الادعاء تغريم الحزب بدفع مبلغ 4.3 مليون يورو. ويرى الادعاء، كما أثبتت التحقيقات، أن «التجمع» استخدم الأموال الأوروبية مصدراً لتمويل نشاطاته السياسية، وأن مساعدي النواب لم يعملوا أبداً لمعاونة هؤلاء في إتمام انتدابهم في البرلمان الأوروبي، بل لتعزيز حزب مارين لوبن وترسيخ تجذره وتوسيع دعايته واجتذاب محازبين جدد. ويمكن اعتبار أن الحزب المذكور نجح في هذه المهمة، الدليل على ذلك الأصوات؛ أن لوبن حصلت على 41.5 بالمائة من الأصوات في انتخابات 2022، فيما حصلت في رئاسيات 2017 على 33.9 بالمائة من الأصوات.

انطلاقاً من هذا التقدم الثابت الذي انعكس على تكاثر عديد نوابها في البرلمان الفرنسي وحلول حزبها في المرتبة الأولى فرنسياً في الانتخابات الأوروبية، فإن لوبن ووراءها حزبها يعتقدان أن دورها قد حان للوصول، أخيراً، لارتداء العباءة الرئاسية. وما يزيد من قناعات الطرفين أن ماكرون «البعبع» الذي هزمها مرتين، لم يعد يحق له الترشح لولاية ثالثة بموجب منطوق الدستور، وأن اليمين التقليدي مشتت، واليسار يعاني من التمزق بين مكوناته الأربعة. من هنا، فإن الفقرة الأليمة في قرار الادعاء ليست المبلغ المالي المطلوب تسديده ولا قرار السجن الفعلي لعامين الذي يتوقع أن تحوله المحكمة إلى حمل القلادة الإلكترونية، بل حرمان لوبن من الترشح للانتخابات الرئاسية لمدة خمس سنوات. والحال أن هذه الانتخابات ستجرى في عام 2027 ما يعني أن مرشحة اليمين المتطرف، عملاً بقانون يعود لعام 2016، ستحرم من الترشح في حال صدر الحكم النهائي بتجريمها في الدعوى المقامة عليها وعلى رفاقها. والأسوأ من ذلك أن أي إدانة لها ستترافق مع هذا الحرمان، بالتالي فإن مستقبلها الرئاسي قد يصبح في صيغة الماضي.

جيرالد دارمانان وزير الداخلية المستقيل (أ.ف.ب)

لوبن تندد بـ«النظام» الساعي لإزاحتها

إزاء هذا الوضع، نددت لوبن بقرار الادعاء العام، معتبرة أن «النظام» يريد القضاء عليها وإزاحتها من المشهد السياسي وحرمان ناخبيها من التصويت بحرية للمرشح الذي يختارونه. وسارع «التجمع» إلى إطلاق عريضة، الخميس، عبر منصة «إكس» تحت عنوان «ادعموا مارين! دافعوا عن الديمقراطية»، ندد فيها بـ«تدخل فاضح في تنظيم الحياة البرلمانية بدون الاكتراث لفصل السلطات»، وبـ«محاولة للقضاء على صوت المعارضة الحقيقية» و«الالتفاف على العملية الديمقراطية». أما برونو غولنيش، المسؤول الثاني سابقاً في الحزب فقد عبر عن «الذهول والاستنكار» إزاء قرار الادعاء. والحال أن الأخير ونواباً كثيرين سابقين من حزبه بإبرام «عقود صورية» مع مساعدين برلمانيين كانوا يعملون في الحقيقة لحساب الحزب. وبينت جلسات المحاكمة التي امتدت لثلاثة أسابيع أن الكثير من هؤلاء المساعدين لم يذهبوا أبداً إلى بروكسل، مقر المفوضية والبرلمان الأوروبيين، كما اعترفوا بأنهم كانوا يعملون حقيقة لصالح الحزب، وليس لصالح النواب في ولايتهم الأوروبية، وأن وظائفهم «الرسمية» كانت حقيقة «وهمية».

إزاء هذا الواقع المستجد، قال جودران بارديلا، رئيس الحزب للقناة الإخبارية «سي نيوز»، الخميس، إن حركته «ركعت نصف ركعة»، وأن مسؤوليته أن يقول إنه «لا يمكننا أن نقبل بأن يقوم قاض بسبب عدم تقديره للوبن بحرمانها من الترشح للانتخابات الرئاسية».

من جانبه، انبرى وزير الداخلية السابق جيرالد درامانان إلى الدفاع عن لوبن، مندداً بـ«الضراوة» التي واجهتها في المحكمة وبقرار الادعاء. وقال دارمانان الذي يفترض به كشخصية احتلت منصباً وزارياً طيلة سبع سنوات أن يدافع عن نزاهة المحكمة وحرية القضاء. والحال أنه غرد على منصة «إكس» قائلاً: «سيكون أمراً صادماً أن تمنع لوبن من الترشح، وأن تحرم من أصوات الفرنسيين»، مضيفاً أنه «إذا رأت المحكمة أنها مذنبة وتتعين إدانتها، فإنها لا تستطيع، من الناحية الانتخابية، أن تفعل ذلك من غير رأي الناخبين». وكثيرون رأوا في كلام دارمانان محاولة للتقرب من «التجمع الوطني» وحاجته له في الانتخابات المقبلة.

مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف والمرشحة الرئاسية السابقة لدى دخولها المحكمة يوم 15 أكتوبر (رويترز)

يبقى أن قرار الادعاء لا يعني الحكم المبرم، إذ إن الحكم يجب أن يصدر عن القضاة، كما أن لوبن تستطيع تقديم استئناف بحكم أن ما صدر عن محكمة الدرجة الأولى. إلا أن مقتلها يكمن في أنها ستمنع من الترشح بفعل قانون صُوّت عليه في البرلمان، ويقضي بحرمان أي نائب من حق التصويت والترشح في حال إدانته جنائياً. وإذا أزيحت لوبن، فإن البديل جاهز، وهو السياسي الشاب الطالع بارديلا الذي أوكلت إليه لوبن رئاسة الحزب للتفرغ، منذ عامين، لترشحها للرئاسيات المقبلة.