ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، اليوم الثلاثاء، من باريس، أهمية أن يبقى الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا «أولوية مطلقة»، في وقت يثير فيه فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة، مخاوف من تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا.

وقال ماكرون قبل غداء عمل مع روته إن «دعم هذا البلد المعتدى عليه من قبل روسيا يبقى أولوية مطلقة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولفت إلى أن «نشر (الجنود) الكوريين الشماليين على خط الجبهة مؤخراً هو تصعيد خطير. ونحن سنواصل الدفع من أجل أن يوفر (الناتو) وحلفاؤه كل دعمهم للجيش الأوكراني ما دام الأمر يستلزم ذلك».

وشدد ماكرون على أن ذلك هو «السبيل الوحيد نحو المفاوضات. وأريد أن أكون واضحاً، متى حان الوقت، لا يمكن اتخاذ أي قرار بشأن أوكرانيا من دون الأوكرانيين، ولا بشأن أوروبا من دون الأوروبيين».

وفاز ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الأسبوع الماضي، وسيعود إلى البيت الأبيض في مطلع عام 2025 عندما يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير (كانون الثاني). وكرر الجمهوري خلال حملته التعهد بالسعي إلى السلام لا الحروب، وبأنه سيضع حداً لحرب أوكرانيا خلال 24 ساعة، من دون أن يحدد كيفية السبيل لذلك.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته لدى وصوله إلى قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

بدوره، شدد روته على ضرورة أن يكون دعم الحلفاء الغربيين لأوكرانيا أكبر من مجرد تزويدها بما يتيح لها القتال.

وأوضح: «علينا الحفاظ على قوة تحالفنا عبر الأطلسي. التحدي المباشر الذي نواجهه هو دعم أوكرانيا»، لافتاً إلى أن البلاد تستعد «للشتاء الأقسى» منذ بدء الغزو الروسي مطلع عام 2022.

ورأى أن الدعم الكوري الشمالي المباشر لروسيا يُظهر أهمية أن يتواصل دعم أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة؛ لأن المسألة باتت ترتبط بأمنها أيضاً.

وأشار روته إلى أن روسيا من خلال التعاون مع دول مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية «لا تهدد أوروبا فقط، بل تهدد أيضاً السلام والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأيضاً في أميركا الشمالية».

وشدد ماكرون على الأهمية التي يوليها لبناء «ركيزة أوروبية لأمننا عبر الأطلسي»، مشيراً إلى أن هذا «هو أيضاً ما ينتظره الأوروبيون ضمن التحالف من الإدارة الأميركية عن وجه حق».

وأكد روته «الحاجة إلى تعاون دفاعي أكثر صلابة عبر الأطلسي والمزيد من الاستثمارات الدفاعية».


مقالات ذات صلة

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا سفن تابعة لـ«الناتو» تبحر خلال مناورات السواحل الشمالية في بحر البلطيق 18 سبتمبر 2023 (رويترز)

«الناتو» يعزّز انتشاره العسكري في بحر البلطيق بعد تخريب كابلات

قال الأمين العام لحلف الناتو، اليوم (الثلاثاء)، إن «الناتو» سينشر سفناً وطائرات ومسيرات في بحر البلطيق ردا على تخريب عدة كابلات بحرية يشتبه في وقوف روسيا وراءه.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
أوروبا دونالد ترمب يصافح فلاديمير بوتين خلال لقاء على هامش «قمة العشرين» باليابان في يناير 2019 (أرشيفية - د.ب.أ)

ترمب سيلتقي مع بوتين «سريعاً جداً» بعد تنصيبه

قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، إنه سيلتقي نظيره الروسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سريعاً جدّاً» بعد تنصيبه الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أرشيفية - أ.ب)

الأمين العام للأطلسي: أوكرانيا ليست في موقع قوة لبدء محادثات سلام

حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الإثنين من أنّ أوكرانيا ليست حاليا في موقع قوة لبدء مفاوضات سلام مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا سفينة حربية إستونية في بحر البلطيق 9 يناير 2025 بوصفها جزءاً من دوريات حلف شمال الأطلسي المكثفة في المنطقة (أ.ب)

«الناتو» يرسل سفينتين إلى بحر البلطيق بعد تضرر كابلات بحرية

أعلنت وزيرة الخارجية الفنلندية، الجمعة، أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيرسل سفينتين لمراقبة البنية التحتية تحت الماء و«الأسطول الشبح» الروسي في بحر البلطيق.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)

بعد هجوم ماغديبورغ... شولتس يعلن عن تعزيز حماية المهرجانات الشعبية بألمانيا

المستشار شولتس يعزِّي ضحايا الهجمات (أ.ب)
المستشار شولتس يعزِّي ضحايا الهجمات (أ.ب)
TT

بعد هجوم ماغديبورغ... شولتس يعلن عن تعزيز حماية المهرجانات الشعبية بألمانيا

المستشار شولتس يعزِّي ضحايا الهجمات (أ.ب)
المستشار شولتس يعزِّي ضحايا الهجمات (أ.ب)

بعد نحو شهر من هجوم الدهس على سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا، الذي أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 300، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن تعزيز حماية المهرجانات الشعبية.

أناس يجتمعون يوم 16 يناير 2025 حاملين الشموع بمراسم تكريم ضحايا الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ بألمانيا يوم 20 ديسمبر 2024 (رويترز)

وخلال مؤتمر مندوبي اتحاد العارضين الألمان، قال شولتس في مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا اليوم: «سنفعل كل ما بوسعنا لمواصلة تعزيز الأمن في الشوارع والساحات والمهرجانات الشعبية في بلادنا».

مشيِّع يحمل علماً ألمانياً يدخل كنيسة القديس بطرس حيث تقام مراسم جنازة لصبي يبلغ من العمر 9 سنوات قُتل في هجوم سوق الكريسماس في ماغديبورغ يوم 20 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

كما أكد شولتس أن الحكومة الفيدرالية ستعمل على توفير دعم مالي للجرحى وعائلات الضحايا الذين لقوا حتفهم في ماغديبورغ، مضيفاً أن هذا الدعم سيكون بمقدار الدعم نفسه الذي يقدم لضحايا الهجمات الإرهابية.

يتشارك الناس في إشعال النار لإضاءة الشموع تكريماً لضحايا هجوم سوق الكريسماس في ساحة السوق القديمة في ماغديبورغ بشرق ألمانيا يوم 16 يناير 2025. كانت ماغديبورغ في حالة حزن عميق على المذبحة الجماعية يوم 20 ديسمبر 2024 عندما اقتحمت سيارة رياضية متعددة الاستخدامات حشداً في سوق الكريسماس (أ.ف.ب)

وكانت ماغديبورغ قد شهدت قبل عيد الميلاد بقليل حادثة مروعة؛ حيث اقتحم رجل بسيارته سوق عيد الميلاد. وأسفر الحادث عن مقتل 4 نساء وطفل يبلغ من العمر 9 سنوات، في حين توفيت امرأة تبلغ من العمر 52 عاماً متأثرة بجروحها بعد رأس السنة.

وأشار شولتس إلى أن العارضين كانوا أيضاً من بين المتضررين بشكل مباشر من الهجوم، وقال: «بوصفكم ضحايا، وفي الوقت نفسه بوصفكم مسعفين، بروح تضامن تدخل إلى سويداء القلب». وقال شولتس إن الهجوم على أي سوق لعيد الميلاد أو أي مهرجان شعبي يمثل هجوماً على نمط الحياة المفتوح والحر. وأضاف: «مهنتكم وعملكم، والفرح الكبير الذي دائماً ما تدخلونه بعملكم على كثير من المواطنين، كل هذا يعبر عن هذا النمط من الحياة الحرة والمفتوحة».

من جهته، حذَّر رئيس اتحاد العارضين في هامبورغ، روبرت كيرشهكر، من تحميل تكاليف مكافحة الإرهاب في المهرجانات الشعبية على العارضين. وقال: «نتحدث عن نحو 10 آلاف مهرجان شعبي في جميع أنحاء ألمانيا»، إضافة إلى نحو 3 آلاف سوق لعيد الميلاد؛ مشيراً إلى أن هذه الفعاليات تستقطب ما مجموعه نحو 300 مليون زائر سنوياً، وأردف أنهم «يأتون لأنهم يحبون هذه المهرجانات».

مهمة سيادية

وبدوره، أكد رئيس اتحاد العارضين الألمان، ألبرت ريتر، أن تأمين أسواق عيد الميلاد هو مهمة سيادية، ورأى أنه لهذا السبب يجب على الدولة تحمل هذه التكاليف. وحذر ريتر من تطبيق القرار الأخير للمحكمة الدستورية الاتحادية بشأن تحميل تكاليف تأمين مباريات كرة القدم عالية الخطورة على المهرجانات الشعبية.

ورفض شولتس هذه الفكرة قائلاً: «هذا الموضوع لا علاقة له بتلك القضية، ولا يمكن تطبيقه هنا».