​مسيّرات أوكرانية استهدفت مصانع روسية قريبة من موسكو

كوريا الجنوبية تتعهد باتخاذ إجراءات ضد التعاون العسكري بين بيونغ يانغ وموسكو

جنود يجهزون المسيّرات في كييف (إ.ب.أ)
جنود يجهزون المسيّرات في كييف (إ.ب.أ)
TT

​مسيّرات أوكرانية استهدفت مصانع روسية قريبة من موسكو

جنود يجهزون المسيّرات في كييف (إ.ب.أ)
جنود يجهزون المسيّرات في كييف (إ.ب.أ)

ألحقت طائرات مسيّرة أوكرانية أضراراً بمعملين للتقطير في بلدة يفريموف وقرية لوجكوفسكي القريبتين من موسكو. وأكد حاكم منطقة تولا المتاخمة لموسكو، الثلاثاء، الهجوم على تطبيق «تلغرام»، وقال إن الوضع «تحت السيطرة»، وإن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات. ووفقاً لتقارير إعلامية، تم استهداف مصنع للمطاط ومحطة للتدفئة والطاقة في منطقة تولا. وقالت السلطات المحلية إن طائرة من دون طيار اصطدمت بمبنى شركة صناعية في منطقة فارونيش، مما تسبب في اندلاع حريق تم إخماده.

انفجار في سماء كييف أثناء غارة بطائرة مسيَّرة وسط هجوم روسي على أوكرانيا (رويترز)

وذكر مسؤولون روس، الثلاثاء، أن هجمات بطائرات مسيّرة شنتها أوكرانيا ليل الاثنين تسببت في انفجار وحريق في منشأة لتصنيع الإيثانول، وألحقت أضراراً بمنشأتين أخريين لإنتاج الكحول في روسيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 18 طائرة مسيّرة أوكرانية، وذلك دون الإشارة إلى منطقة تامبوف التي تبعد نحو 450 كيلومتراً جنوب شرقي موسكو.

وقال حاكم منطقة تامبوف ماكسيم إيغوروف عبر تطبيق «تلغرام» إن انفجاراً هزّ مصنع بيوكيم للكيمياء الحيوية في المنطقة، مما أدى إلى اندلاع حريق لم يستمر طويلاً. وأضاف: «وفقاً للمعلومات الأولية، لم تقع إصابات».

وعلى الجانب الآخر من الجبهة قُتل شخصان بالغان وطفل في هجوم ليلي شنته مسيّرات روسية على مدينة سومي الواقعة قرب الحدود الروسية في شمال شرقي أوكرانيا، فيما قُتل مدنيان في هجوم منفصل في منطقة دونيتسك، وفقاً لما أعلنته سلطات كييف الثلاثاء.

في سومي، كبرى مدن المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، أصابت ضربة من مسيّرات مقاتلة منازل في هذه المدينة التي كانت تضم أكثر من 250 ألف نسمة قبل بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022 كما أفادت الإدارة الإقليمية. وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على «تلغرام»: «لا يمكن هزيمة هذا الإرهاب الروسي إلا عبر الوحدة مع العالم».

اجتماع الوفدين الأميركي والأوكراني في كييف يوم الاثنين (رويترز)

وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت 60 مسيّرة على كل الأراضي الأوكرانية، مؤكداً إسقاط 42 منها. وفي منطقة دونيتسك، حيث تتقدم قوات موسكو منذ أشهر، أدى قصف روسي إلى مقتل شخصين وإصابة آخر يوم الاثنين، كما أعلنت أجهزة الطوارئ الإقليمية الثلاثاء.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدة نوفوسادوفوي الصغيرة في هذه المنطقة، مؤكدة تقدم قواتها في مواجهة الجيش الأوكراني الذي يتراجع.

في الأراضي التي تحتلها روسيا، قتل رجل في هجوم بمسيّرة أوكرانية في إنرغودار، وهي بلدة تسيطر عليها القوات الروسية، وتقع بالقرب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية، كما قال الحاكم الإقليمي المعيّن من قبل موسكو يفغيني باليتسكي.

ومن جانب آخر، قال مصدر حكومي الثلاثاء إن كوريا الجنوبية تدرس إرسال فريق إلى أوكرانيا لمراقبة القوات الكورية الشمالية التي يتم إرسالها لدعم روسيا. وكانت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية قد قالت الأسبوع الماضي إن كوريا الشمالية أرسلت قوة خاصة قوامها 1500 إلى روسيا هذا الشهر للمشاركة في الحرب في أوكرانيا. وقال مصدر استخباراتي إنه من المتوقع أن ترسل كوريا الشمالية 12 ألف جندي من وحدة قوات النخبة الخاصة.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن المصدر: «هناك احتمالية أن يتم إرسال أفراد إلى أوكرانيا لمراقبة الأساليب والقدرات القتالية للقوات الخاصة الكورية الشمالية التي تم إرسالها لدعم روسيا». وأضاف المصدر، كما جاء في تقرير الوكالة ألمانية، أنه في حال إرسال الفريق، فإنه من المتوقع أن يتألف من أشخاص عسكريين من وحدات الاستخبارات، الذين يمكنهم تحليل أساليب القتال الكورية الشمالية أو المشاركة في استجوابات الكوريين الشماليين الذين يتم احتجازهم.

كما تدرس الحكومة تقديم دعم عسكري لأوكرانيا، في تحول محتمل عن سياستها بعدم إرسال مساعدات عسكرية مباشرة لكييف.

ونفت كوريا الشمالية، الاثنين، إرسال قوات إلى روسيا لمؤازرتها في الحرب ضد أوكرانيا، فيما وصف ممثل لبيونغ يانغ لدى الأمم المتحدة إعلان سيول في هذا الصدد بأنه «شائعة لا أساس لها». وقال ممثل لكوريا الشمالية في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة عقدت مساء الاثنين في نيويورك: «فيما يتعلق بما يسمى التعاون العسكري مع روسيا، فإن وفدي لا يشعر بالحاجة إلى التعليق على هذه الشائعات النمطية التي لا أساس لها».

وأضاف، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن ما أعلنته سيول «يهدف إلى تشويه صورة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وتقويض العلاقات المشروعة والودية وروابط التعاون بين الدول ذات السيادة».

ممثل كوريا الشمالية في الأمم المتحدة ينفي وجود قوات من بلاده تقاتل مع روسيا (أ.ف.ب)

ومن جهة أخرى، أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، الثلاثاء، أن التعداد السكاني في أوكرانيا تراجع بمقدار ثمانية ملايين نسمة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، استناداً إلى أرقام السلطات الأوكرانية. وقالت المديرة الإقليمية لشرق أوروبا وآسيا الوسطى في صندوق الأمم المتحدة للسكان فلورانس بوير في جنيف: «نلاحظ بصورة عامة أن عدد السكان في أوكرانيا تراجع بعشرة ملايين نسمة منذ 2014، وبنحو ثمانية ملايين منذ الغزو الواسع في 2022».

كما أعلنت في مؤتمر صحافي في جنيف، أن الغزو الروسي في فبراير 2022 غيّر الوضع السكاني الصعب بالفعل إلى شيء أكثر خطورة. وأضافت بوير: «انخفض معدل المواليد بشكل حاد، ويبلغ حالياً نحو طفل واحد لكل امرأة، وهو أحد أدنى المعدلات في العالم». ويتطلب الأمر معدل خصوبة يبلغ 2.1 طفل لكل امرأة للحفاظ على استقرار تعداد السكان.

وشهدت أوكرانيا، التي كان عدد سكانها أكثر من 50 مليون نسمة عندما انهار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، مثل جميع جيرانها في شرق أوروبا وآسيا الوسطى تقريباً، انخفاضاً حاداً في عدد السكان. وفي عام 2021، وهو آخر عام قبل الغزو الروسي الكامل، بلغ عدد سكانها نحو 40 مليون نسمة. وأضافت بوير: «يتعين الانتظار لحين انتهاء الصراع من أجل إجراء حصر دقيق لتأثير الحرب على سكان أوكرانيا». وأوضحت أن التأثير المباشر كان على المناطق التي أصبحت خالية من السكان تقريباً، والقرى التي لم يبق فيها سوى كبار السن والأزواج غير القادرين على تكوين أسر.​


مقالات ذات صلة

تقارير: روسيا تقيل قائداً عسكرياً في أوكرانيا بسبب تقارير مضللة

أوروبا القوات الروسية تتقدم بأسرع وتيرة بأوكرانيا منذ بدء الغزو في 2022 (تاس)

تقارير: روسيا تقيل قائداً عسكرياً في أوكرانيا بسبب تقارير مضللة

قال مدونون ووسائل إعلام روسية إن موسكو أقالت جنرالاً كبيراً في أوكرانيا لتقديمه تقارير مضللة عن تقدم في الحرب، بينما يحاول وزير الدفاع إقصاء القادة غير الأكفاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

وزير يحذّر: بوتين مستعد لشل بريطانيا بحرب سيبرانية

أفاد تقرير صحافي اليوم (الأحد) بأن وزيراً في الحكومة البريطانية سيحذر من أن روسيا مستعدة لشن موجة من الهجمات الإلكترونية على بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

يمثل الصعود العسكري النووي للصين هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي بأميركا في ظل التقارب بكين وموسكو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

قال الكرملين، الأحد، إن موسكو يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته واشنطن، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جندي أوكراني ينظر إلى مدفع «هاوتزر آرتشر» سويدي الصنع يستخدمه أعضاء أوكرانيون من اللواء 45 للمدفعية وهو يطلق النار باتجاه مواقع روسية في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)

الجيش الأوكراني: روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة على كييف

قال الجيش الأوكراني اليوم (الأحد) إن وحدات الدفاع الجوي دمرت أكثر من 10 طائرات مسيرة روسية كانت تستهدف العاصمة كييف في هجوم بطائرات مسيرة الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي بعد استهدافها بصاروخ باليستي روسي

TT

أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي بعد استهدافها بصاروخ باليستي روسي

صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)
صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، أن بلاده تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة حديثة للدفاع الجوي، بعدما استهدفتها روسيا، هذا الأسبوع، بصاروخ باليستي فرط صوتي.

وقال زيلينسكي، في مقطع مصوَّر نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «وزير الدفاع الأوكراني قام بالتواصل مع شركائنا من أجل (الحصول على) أنظمة جديدة للدفاع الجوي، وتحديداً نوع من الأنظمة يمكنه أن يحمي الأرواح في مواجهة أخطار جديدة».

كذلك، عَدَّ الرئيس الأوكراني أن روسيا تسخر من دعوات حليفها الصيني إلى ضبط النفس، حين تطلق صاروخاً من الجيل الجديد على أوكرانيا.

وقال، في المقطع نفسه: «من جانب روسيا، هذا الأمر يشكل سخرية من مواقف دول مثل الصين (...) وبعض القادة الذين يدعون، في كل مرة، إلى ضبط النفس»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بإنتاج كمية كبيرة من الصاروخ الباليستي الجديد فرط الصوتي «أوريشنيك»، ومواصلة اختباره في الأوضاع القتالية، وذلك بعد استخدامه لضرب أوكرانيا.

وقال بوتين، خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين بثَّ التلفزيون وقائعه: «سنواصل هذه الاختبارات، وخصوصاً في الأوضاع القتالية، وفقاً لتطور الوضع وطبيعة التهديدات التي تستهدف أمن روسيا».