«مُسيّرات التنين» الحارقة تدخل الحرب الروسية - الأوكرانية

أصبحت تنتج من قبل الطرفين في سباق تسلح عاجل للابتكار لطائرات أكثر فتكاً وتحلق سريعاً وبعيداً بشكل جماعي

طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)
طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)
TT

«مُسيّرات التنين» الحارقة تدخل الحرب الروسية - الأوكرانية

طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)
طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)

كانت مشكلة معتادة ومزعجة، إذ كان الجنود الروس يستخدمون الغطاء الكثيف من خطوط الأشجار استعداداً لاقتحام الخنادق الأوكرانية. وقال النقيب فياتشيسلاف (30 عاماً)، قائد سرية الطائرات المسيرة التابعة للواء «جيغر 68»، والمعروفة باسم «هورنتس دوفبوش»: «لقد استخدمنا كثيراً من الموارد لمحاولة إخراجهم وتدميرهم». لكنهم لم يتمكنوا من تنفيذ ذلك، كما قال في مقابلة أجريت معه الشهر الماضي. لذلك منحوا سلاحاً جديداً منعطفاً حديثاً، إذ ألحقوا أسطوانات رذاذ الثرمايت الحارق بالطائرات المسيرة وصنعوا سلاحاً قادراً على نفث معدن منصهر يحرق عند 4400 درجة فهرنهايت (2426.7°C). وأصبحوا يطلقون عليها «طائرات التنين المسيرة».

جنديان أوكرانيان يطلقان طائرة استطلاع مسيّرة قرب الجبهة في دونيتسك (رويترز)

الثرمايت، الذي تم تطويره قبل قرن من الزمن للحام مسارات السكك الحديدية، هو مزيج من الألومنيوم وأكسيد الحديد. وعندما يشتعل، ينتج تفاعلاً ذاتي الاستدامة يجعل إخماده مستحيلاً تقريباً. وقد استخدم هذا الأسلوب لتأثيره المدمر في الحربين العالميتين. وفي أوكرانيا، جرى استخدامه في المقام الأول بقذائف المدفعية والقنابل اليدوية.

والآن، يتم إلحاقه بالطائرات المسيرة التي تجتاح المواقع الدفاعية الروسية، فتمطر المعدن المحترق على العدو قبل أن تتحطم. تشعل النيران النباتات التي تستخدمها القوات الروسية للتغطية وتحرقها، مما يعرضها ومعداتها للهجوم المباشر.

ولا تزال طائرات التنين المسيرة خطوة أخرى في ثورة حرب الطائرات المسيرة التي غيرت ساحة المعركة. وأصبح دورها مختبراً للارتجال والتكيف سمةً مميزةً لهذه الحرب.

طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)

قال فياتشيسلاف: «لقد نجحت المهمة بشكل جيد للغاية». واشترط أن يستخدم اسمه الأول فقط وفقاً للبروتوكول العسكري، ونشر مقاطع فيديو لطياريه لاختبار الطائرات المسيرة واستخدامها في القتال خارج بوكروفسك، شرق أوكرانيا.

وفي الأسابيع الأخيرة، ومع ازدياد أعداد هذه الطائرات المسيرة في سماء الجبهة، بدأ الجنود الأوكرانيون في نشر عشرات من مقاطع الفيديو للهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي، على أمل إثارة الخوف إلى جانب إطلاق النار. ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يبدأ الروس في إنتاج طائرات التنين المسيرة الخاصة بهم.

ونشر أندريه ميدفيديف، السياسي من موسكو، الشهر الماضي، شريط فيديو على «تلغرام» يُظهر القوات الروسية تستخدم طائرات مسيرة لصب النار على الجنود الأوكرانيين. وقد تضمن المقطع اقتباساً من «لعبة العروش»: «الأحلام لم تجعلنا ملوكاً. هذا ما فعلته التنانين».

مسيرات روسية انفجرت فوق كييف (أ.ف.ب)

ولا يحظر القانون الدولي استخدام مادة الثرمايت، ولكن استخدام هذه الأسلحة الحارقة في المناطق المدنية محظور بموجب «اتفاقية حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة»، وهي إرشادات صدرت في حقبة الحرب الباردة تحت رعاية الأمم المتحدة. لم تكن هناك انتقادات ذات بال لطائرات التنين المسيرة، التي من المعروف أنها استخدمت فقط ضد أهداف عسكرية، وليس ضد المدنيين.

ولا تمثل طائرات التنين المسيرة سوى جزء ضئيل من الأساطيل سريعة التوسع التي يستخدمها كلا الجيشين في الوقت الذي ينخرطان فيه بسباق تسلح عاجل للابتكار والإنتاج الضخم للطائرات المسيرة التي تحلق سريعاً وبعيداً بشكل جماعي، مع كونها أكثر فتكاً.

مبنى سكني متضرّر بعد هجوم بطائرة مسيّرة في رامينسكوي بمنطقة موسكو (أ.ف.ب)

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الشهر، إن بلاده تسير على خطى إنتاج 1.5 مليون طائرة مسيرة هذا العام، ويريد زيادة الإنتاج إلى 4 ملايين طائرة سنوياً. وقد أنشأت أوكرانيا هذا العام «قوة الأنظمة المسيرة»، وهي أول فرع عسكري في العالم مخصص لحرب الطائرات المسيرة.

ومن جانبها، حولت روسيا اقتصادها فعلياً إلى دعم مجمعها الصناعي العسكري، فأعلنت مؤخراً عن ميزانية مقترحة للعام المقبل بزيادة بنسبة 25 في المائة في الإنفاق العسكري، لكي تتجاوز 145 مليار دولار. نتيجة لذلك، فإنها قادرة على إنتاج الطائرات المسيرة بسرعة غير عادية. وقال فياتشيسلاف: «لقد أخذوها إلى مستوى أكثر رسمية، ويبدو أن إمداداتهم أفضل بكثير».

بوتين يزور مصنعاً للطائرات المسيَّرة (رويترز)

والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع اللجنة الصناعية العسكرية الروسية في سبتمبر (أيلول)، لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتوسيع نطاق إنتاج الطائرات المسيرة. وفي حين أن الشركات الروسية سلمت نحو 140 ألف طائرة مسيرة فقط العام الماضي، قال بوتين إنها زادت الإنتاج 10 أضعاف إلى 1.4 مليون طائرة مسيرة في عام 2024.

وقالت مارينا ميرون، الباحثة بقسم دراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج بلندن، إن الروس كانوا «بطيئين للغاية في البداية»، لكنهم الآن ينفقون مبلغاً كبيراً على البحث والتطوير، ويمكنهم توسيع نطاق الابتكارات الجديدة بسرعة أكبر من الأوكرانيين. ثم استطردت: «لقد تحركوا بسرعة». كما تلقت روسيا دعماً كبيراً من إيران، التي يقول المسؤولون الأميركيون إنها ترسل الطائرات المسيرة إلى موسكو لاستخدامها في أوكرانيا. جدير بالذكر أن العشرات من أنواع المسيرات قيد الإنتاج. تساعد طائرات المراقبة المسيرة التي تحلق عالياً في السماء طواقم المدفعية والصواريخ على تحديد الأهداف. وقد استخدمت أوكرانيا الطائرات البحرية المسيرة لإحداث تأثير مدمر، مما ساعد في طرد البحرية الروسية من جزء كبير من البحر الأسود. ويستخدم كلا الجانبين بانتظام، الطائرات المسيرة الهجومية بعيدة المدى الموجهة ملاحياً بالأقمار الاصطناعية لضرب أهداف على بعد مئات الأميال.

عمال إنقاذ يحاولون إطفاء النيران قريباً من كييف (إ.ب.أ)

وعلى مقربة من الأرض، تمتلئ السماء بطائرات الهجوم المسيرة رخيصة الثمن نسبياً والقابلة للاستنفاد، والمعروفة باسم «إف بي في»، وتعني التحكم بالمسيرة عن بُعد. ويجري توجيهها بواسطة طيار يرتدي سماعة رأس تعرض بثاً مباشراً للفيديو من الطائرة، ويمكنها الآن ضرب أهداف على بعد أكثر من 10 أميال من موقع المُشغل. يطير بعضها مباشرة إلى الهدف وينفجر. بينما يمكن إعادة استخدام البعض الآخر فيحلق فوق الهدف، ويسقط قنابل يدوية أو قنابل صغيرة على قوات العدو.

جنود يجهزون سرية الطائرات المسيرة التابعة للواء 28 (رويترز)

وتصفح فياتشيسلاف كتالوغ الفيديو للهجمات الأخيرة التي كان يحتفظ بها على هاتفه الجوال، حيث كانت صور الموت والدمار تتخلل على نحو صارخ مقاطع فيديو لأصدقائه وعائلته. ثم قال: «هذا ما نسميه (اللهيب الأبيض). إنه يحرق كل شيء بما يزيد على 10 كيلوغرامات من المتفجرات. وهذا يُسمى (ديمنتور)، كما في روايات (هاري بوتر). إنه أسود، وهو عبارة عن قذيفة هاون عيار 120 ملم. نحن فقط نعيد استخدامه. وهذا هو (كاردونيتيك) - الرجال يحبونه حقاً». والقائمة مستمرة.

الكشافات الأوكرانية تبحث في سماء كييف عن المسيرات الروسية (رويترز)

وقال فياتشيسلاف إنه منذ وصول وحدته إلى منطقة بوكروفسك في أبريل (نيسان) الماضي، قتلت أكثر من 3000 جندي روسي. وقال: «هذه وحدتي أنا فقط». ومن المتعذر التحقق من ادعاءاته بشكل مستقل. كما أنه شارك مقاطع فيديو تُظهر فاعلية الطائرات الروسية المسيرة. وقال فياتشيسلاف، وقد أعاد عرض شريط فيديو يصور رجلاً جريحاً حال إجلائه من الجبهة: «أحد جنودنا كان مصاباً بحروق بنسبة 40 في المائة من جلده. كنت أنا من أوصله بالسيارة». وأضاف أنه في حين أن كلا الجانبين في طريقه إلى إنتاج ملايين الطائرات المسيرة، فإن الطيارين المهرة يصبحون أكثر قيمة ويصعب استبدالهم. وقال فياتشيسلاف أخيراً: «الطيارون مثل المتخصصين - يستحقون وزنهم ذهباً - ومن المهم للغاية حمايتهم. بمجرد تحديد موقعهم، فإن العدو لا يدخر أي جهد أو موارد في تدمير الموقع».

* مادة خاصة بـ«نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

العالم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز) play-circle 01:41

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

انتزع ترمب الفوز من منافسته الديمقراطية، معتمداً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة بعد الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)

البنتاغون: صاروخ بوتين لن يغير مسار حرب أوكرانيا

قلَّلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أهمية الهجوم الذي نفذته روسيا، الخميس، ضد أوكرانيا، بصاروخ باليستي تجريبي جديد. كما أكدت أنْ لا شيء يدعو إلى تغيير

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ب)

أوستن: قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك في الحرب «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم (السبت)، أن بلاده تتوقع أن الآلاف من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد أوكرانيا

«الشرق الأوسط» (سيدني)

موسكو حذرت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاق صاروخ «أوريشنيك» متوسط ​​المدى

حذر بوتين من أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية لن تكون قادرة على إيقاف الصاروخ الجديد (رويترز)
حذر بوتين من أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية لن تكون قادرة على إيقاف الصاروخ الجديد (رويترز)
TT

موسكو حذرت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاق صاروخ «أوريشنيك» متوسط ​​المدى

حذر بوتين من أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية لن تكون قادرة على إيقاف الصاروخ الجديد (رويترز)
حذر بوتين من أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية لن تكون قادرة على إيقاف الصاروخ الجديد (رويترز)

بعد يوم من التكهنات من قبل كييف وواشنطن، وصمت موسكو، حول نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على أوكرانيا، نقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء الجمعة عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنها استخدمت صاروخاً «باليستياً» متوسط ​​المدى من طراز «أوريشنيك» لأول مرة في أعمال قتالية في استهدافها لمجمع صناعي عسكري في أوكرانيا، الخميس، وإنها حذرت واشنطن قبل نصف ساعة من الإطلاق.

وأوضحت الوزارة أن إطلاق الصاروخ «الباليستي» فرط الصوتي جاء رداً على استخدام أوكرانيا أسلحة أميركية وبريطانية بعيدة المدى ضدها.

وقال الكرملين الجمعة إنه «على ثقة» من أن الولايات المتحدة «فهمت» رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن صواريخ موسكو قادرة على حمل رؤوس نووية. وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، غداة الضربة الصاروخية: «نحن على ثقة بأن الإدارة الحالية في واشنطن كان لها فرصة إدراك الإعلان وفهمه»، مشدداً على أن الرسالة «كانت شاملة وواضحة ومنطقية». وأشار إلى أن روسيا لم تكن ملزمة بتحذير الولايات المتحدة بشأن الضربة، ومع ذلك أبلغتها قبل 30 دقيقة من الإطلاق. وقال إن بوتين ما زال منفتحاً على الحوار.

لقطة أرشيفية لصاروخ «باليستي» روسي أُطلق في مارس الماضي خلال تجربة للجيش (أ.ف.ب)

وكررت الصين الجمعة دعواتها لجميع الأطراف في الحرب الأوكرانية إلى «الهدوء» و«ضبط النفس». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان في مؤتمر صحافي دوري: «يجب على جميع الأطراف التزام الهدوء وممارسة ضبط النفس، والعمل على تهدئة الوضع من خلال الحوار والتشاور وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار».

كان الرئيس الروسي قد قال إن روسيا أطلقت صاروخاً «باليستياً» جديداً متوسط المدى على أوكرانيا رداً على استخدام كييف صواريخ أميركية وبريطانية قادرة على ضرب عمق روسيا.

أشخاص يحتمون داخل محطة مترو خلال هجوم عسكري روسي على أوكرانيا (أ.ف.ب)

وفي خطاب متلفز للأمة الروسية، حذر بوتين من أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية لن تكون قادرة على إيقاف الصاروخ الجديد الذي أُطلق عليه اسم «أوريشنيك»، وهي كلمة روسية تعني «شجرة البندق».

وأضاف بوتين أن هذا الصاروخ يمكن أيضاً استخدامه في مهاجمة أي دولة حليفة لأوكرانيا يتم استخدام صواريخها لمهاجمة روسيا.

وتابع بوتين في أول تعليق له منذ منح الرئيس الأميركي جو بايدن أوكرانيا الضوء الأخضر هذا الشهر لاستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية لضرب أهداف محدودة داخل روسيا، قائلاً: «نعتقد أن لدينا الحق في استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا».

وبعد الضربة، حمّل بوتين في خطابه الغرب مسؤولية تصعيد النزاع. واعتبر أنّ الحرب في أوكرانيا اتخذت «طابعاً عالمياً»، وهدد بضرب الدول المتحالفة مع كييف.

وقالت المديرية العامة للمخابرات الأوكرانية الجمعة إن الصاروخ الروسي الذي أُطلق على مدينة دنيبرو بأوكرانيا حلّق لمدة 15 دقيقة، وتجاوزت سرعته القصوى 13 ألف كيلومتر في الساعة.

وأشار جهاز المخابرات في بيان إلى أن «مدة تحليق هذا الصاروخ الروسي من لحظة إطلاقه في منطقة أستراخان حتى سقوطه في مدينة دنيبرو كانت 15 دقيقة»، مضيفاً أن الصاروخ كان «على الأرجح من منظومة صواريخ (كيدر)». ووفقاً للبيان: «كان الصاروخ مزوداً بستة رؤوس حربية، كل منها مزود بست قطع ذخائر فرعية. وكانت السرعة في الجزء الأخير من المسار تزيد على 13 ألف كيلومتر في الساعة». وتردد أن الصواريخ الجديدة متوسطة المدى، المستخدمة في دنيبرو، قادرة على التزود برؤوس نووية.

ويعقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأوكرانيا محادثات الأسبوع المقبل في بروكسل لبحث التصعيد الأخير، وفق ما قال دبلوماسيون الجمعة. ومن المقرر أن يُعقد هذا الاجتماع الذي دعت إليه أوكرانيا، الثلاثاء على مستوى السفراء.

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا في مؤتمر صحافي الجمعة إن أوكرانيا تنتظر قرارات «ملموسة ومهمة» ضد روسيا بعد اجتماعها مع دول حلف شمال الأطلسي. وأوضح الوزير أن كييف ستطرح «كيفية الحد من قدرة روسيا على إنتاج هذا النوع من الأسلحة».

وألغى البرلمان الأوكراني جلسته الجمعة خشية ضربات روسية تستهدف قلب كييف، وذلك غداة تحذيرات أطلقها بوتين للغرب. ومع استمرار التوتر في أوكرانيا، أفاد نواب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأن البرلمان «ألغى» جلسته بسبب تلقي «إشارات إلى تزايد خطر وقوع هجمات ضد المنطقة الحكومية في الأيام المقبلة».

وتقع هذه المنطقة في قلب كييف حيث مقر الرئاسة والحكومة والبنك المركزي، والتي كانت بمنأى حتى الآن من القصف. ويفرض الجيش على دخولها رقابة مشددة.

الرئيس زيلينسكي يزور كتيبة أوكرانية في دونيتسك (أ.ف.ب)

وأكد المتحدث باسم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، من جانبه، أن الإدارة الرئاسية «تواصل عملها كالمعتاد مع مراعاة القواعد الأمنية المعتادة». ودعا زيلينسكي المجتمع الدولي إلى «الرد»، مندداً بـ«الجارة المجنونة» التي تستخدم بلاده «ساحة تجارب».

واتهمت الولايات المتحدة روسيا بأنها تتسبب في «التصعيد» وانتهاج خطاب نووي «غير مسؤول». وتحدثت الأمم المتحدة عن «تطور مقلق». وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن أسفه لـ«التصعيد المروع».

وعززت كازاخستان، حليفة موسكو، إجراءاتها الأمنية بسبب «التصعيد في أوكرانيا». ويأتي ذلك في حين عدلت روسيا عقيدتها النووية بشكل يتيح لموسكو استخدام هذه الأسلحة ضد دول لا تملكها.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)

ونقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قوله الجمعة إن تصرفات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن أوكرانيا محاولة لـ«إفساد» عمل الرئيس المنتخب دونالد ترمب مستقبلاً. ونقلت الوكالة عن الوزير قوله: «بايدن، من خلال السماح بضرب العمق الروسي، يسعى إلى ترك إرث سيئ قدر الإمكان للإدارة القادمة... تصرفات إدارة بايدن محاولة لإفساد عمل إدارة ترمب في المستقبل». وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي: «الديمقراطيون يريدون ترك إرث سيّئ قدر المستطاع للإدارة الأميركية المقبلة».

وقال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف في مقطع فيديو نشرته الوزارة الجمعة إن القوات الروسية سرعت تقدمها في شمال شرقي أوكرانيا، وسحقت أفضل وحدات الجيش الأوكراني هناك. وظهر بيلوسوف في المقطع وهو يزور موقع قيادة تديره مجموعة «الشمال» من الجيش الروسي في أوكرانيا ويسلم ميداليات الشجاعة.

وقال بيلوسوف: «هذا العمل الذي قمنا به هنا سحق الآن أفضل الوحدات (الأوكرانية). والآن التقدم يتسارع. أحبطنا حملتهم بالكامل لعام 2025».

وتقدمت القوات الروسية، التي تسيطر على أقل قليلاً من 20 بالمائة من مساحة أوكرانيا، في بلدة كوبيانسك اللوجستية بمنطقة خاركيف في الشمال الشرقي.

وتتقدم على مدى الشهرين الماضيين في نقاط مختلفة على الخطوط الأمامية بأسرع معدل لها منذ مارس (آذار) 2022، وفقاً لبيانات مفتوحة المصدر، كما نقلت عنها «رويترز».