اعتقال سوري في ألمانيا بعد حرائق وصدم محلين تجاريين

آثار الحريق على أحد المبنيين (أ.ف.ب)
آثار الحريق على أحد المبنيين (أ.ف.ب)
TT

اعتقال سوري في ألمانيا بعد حرائق وصدم محلين تجاريين

آثار الحريق على أحد المبنيين (أ.ف.ب)
آثار الحريق على أحد المبنيين (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة الألمانية، اليوم (الأحد)، أنها اعتقلت رجلاً سورياً بعد اندلاع حرائق في مبنيين سكنيَّين، وصدم شاحنة صغيرة محلين تجاريَّين في مدينة إيسن بغرب ألمانيا.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت شرطة إيسن في بيان، إن أكثر من 30 شخصاً أُصيبوا في الحرائق مساء السبت، بينهم 8 أطفال أُصيبوا بجروح خطرة.

وبعد وقت قصير، اصطدمت شاحنة صغيرة بمحلين تجاريَّين قريبين، مما تسبب في أضرار من دون وقوع إصابات، بحسب الشرطة.

وقُبض على سوري يبلغ 41 عاماً في مكان الحادث.

وأفادت التحقيقات الأولية بأن الدافع المفترض للمشتبه به هو أن زوجته تركته.

وتابعت أنه خرج مسلحاً «بسكاكين ومسرعات حريق» بهدف استهداف المنازل والمتاجر في إيسن، المرتبطة بأشخاص دعّموا زوجته.

وأفادت صحيفة «بيلد» اليومية بأن المشتبه به هدّد المارة بساطور.

وفي ألمانيا، ركز مقتل 3 أشخاص بعملية طعن في أغسطس (آب) في مدينة زولينغن (غرب) الضوء على مسألة الهجرة، خصوصاً بعدما تبناها تنظيم «داعش»، واعترف سوري في السادسة والعشرين بتنفيذها.

وردّت ألمانيا على الهجمات باتخاذ خطوات لتشديد ضوابط الهجرة وفرض حظر على حمل الأسلحة البيضاء في أثناء التجمعات الشعبية، وفي وسائل النقل لمسافات طويلة.

كما وسّعت نطاق إجراءات المراقبة لمكافحة الهجرة لتشمل حدودها كلها.


مقالات ذات صلة

إنقاذ 7 سوريين وفقد نحو ‭20‬ شخصاً بعد غرق قارب في البحر المتوسط

أوروبا مهاجرون ينتظرون النزول من قارب مزدحم بعد رحلة استمرت ثلاثة عشر يوماً من ساحل السنغال في ميناء لا إستاكا بإسبانيا (أ.ب)

إنقاذ 7 سوريين وفقد نحو ‭20‬ شخصاً بعد غرق قارب في البحر المتوسط

فُقد 20 مهاجراً بعد غرق قاربهم في البحر الأبيض المتوسط، قرب جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، وفق ما أعلن، اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا مهاجرون خارج عربة إسعاف بعد عملية إنقاذ نفّذها خفر السواحل اليوناني (أرشيفية - أ.ب)

المعارضة اليونانية تطالب بالتحقيق في مزاعم إلقاء مهاجرين في البحر

طالب حزب المعارضة اليوناني بفتح تحقيق بعد تقرير «بي بي سي»، يزعم أن خفر السواحل اليوناني كان مسؤولاً عن وفاة عشرات المهاجرين خلال السنوات الثلاث الماضية.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شمال افريقيا دورية لخفر السواحل الجزائري في البحر المتوسط (وزارة الدفاع الجزائرية)

قلق في الجزائر بسبب تفاقم الهجرة السرية مع بداية الصيف

وصول 160 مهاجراً جزائرياً إلى سواحل إسبانيا خلال الأسبوع الحالي، تزامناً مع قلق السلطات الجزائرية من تفاقم الهجرة السرية مع بداية الصيف.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الاقتصاد رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ألفرو لاريو (الشرق الأوسط)

«الصندوق الدولي للتنمية الزراعية» يحذر من تحديات كبيرة تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

حذّر الصندوق الدولي للتنمية الزراعية من تحديات كبيرة تواجه منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تتمثل في الهشاشة والهجرة والتغير المناخي والأمن الغذائي

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
شمال افريقيا ميلوني (أقصى اليمين) وسعيد ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته في قرطاج يونيو الماضي (أ.ف.ب)

ميلوني تناقش في تونس ملف الهجرة الشائك

تترقب تونس زيارة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، الأربعاء المقبل، حيث سيكون على رأس اهتماماتها ملف الهجرة غير الشرعية المنطلقة من تونس.

المنجي السعيداني (تونس)

صالون تجميل في بلدة أوكرانية آخر متنفّس للسكان وسط الحرب

مارينا سكرومنايا بعد الانتهاء من قص شعرها داخل صالون التجميل في بوكروفسك بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
مارينا سكرومنايا بعد الانتهاء من قص شعرها داخل صالون التجميل في بوكروفسك بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
TT

صالون تجميل في بلدة أوكرانية آخر متنفّس للسكان وسط الحرب

مارينا سكرومنايا بعد الانتهاء من قص شعرها داخل صالون التجميل في بوكروفسك بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
مارينا سكرومنايا بعد الانتهاء من قص شعرها داخل صالون التجميل في بوكروفسك بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)

لا تخشى مارينا سكرومنايا مواجهة التفجيرات التي تطول بوكروفسك، وهي مدينة في شرق أوكرانيا تهاجمها القوات الروسية، في أثناء ذهابها لقص شعرها في صالون تجميل. وتقول المرأة البالغة 57 عاماً: «عليّ أن أبقى جميلة لا أن أشبه بابا ياغا»، في إشارة إلى ساحرة مخيفة من الحكايات السلافية. وأصبحت عيناها الزرقاوان محاطتين بقَصّة شعر قصيرة جديدة، قبل أن تقف الأوكرانية ذات القوام النحيف لمعاينة النتيجة في المرآة، ثم ترفع إصبعيها في حركة تشير إلى علامة النصر والرضا عما وصلت إليه.

يُعدّ صالون التجميل هذا أحد آخر مؤشرات الحياة الطبيعية المتبقية في بوكروفسك، مع أنّ صوت مجففات الشعر والمقصات يُسمع بالكاد في ظل ضجيج المعارك، على مسافة نحو 7 كيلومترات. والقوات الروسية عازمة على السيطرة على هذه البلدة الواقعة في دونيتسك، التي تُعدّ أساسية للوجيستيات الجيش الأوكراني.

بات العيش في بوكروفسك خطراً جداً لدرجة أن المسؤولين يحضون السكان على إخلائها، وقد فرضوا في ذلك اليوم حظر تجوّل من الساعة الثالثة مساءً حتى الحادية عشرة صباحاً، ما ترك للمدنيين ساعات قليلة للتنقل وشراء مستلزماتهم اليومية. ولم يبق في المنطقة التي كان يقطنها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 نحو 60 ألف شخص، سوى 16 ألفاً فقط، بحسب السلطات.

صاحبة صالون التجميل ليودميلا كوفاليفا تقص شعر إحدى الزبائن في بوكروفسك بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)

«الوفاة بشعر غير مرتب»

تستعد مارينا سكرومنايا للرحيل، لكنها لا تتصوّر مغادرة المنطقة من دون قص شعرها في صالونها المفضل، ولا تأبه لاضطرارها للمشي 40 دقيقة، بما أنّ شبكة النقل العام أصيبت بشلل نتيجة الحرب. وتقول المرأة الخمسينية: «كان بإمكانك دائماً المشي والاستماع إلى الموسيقى، والشعور بجمالك»، حسبما نقلت عنها «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكنّ المشي في بوكروفسك الآن لا يبعث على الاسترخاء. وتقول سكرومنايا وهي تلوح بيديها: «وقعت انفجارات هنا، وأخرى هناك، ودائماً ما تُسجَّل انفجارات».

ورغم ذلك، فإن صالون التجميل يعجّ بالزبائن، وهناك بعض منهم يتوسّل لحجز موعد خلال الفترة القصيرة التي لا يكون فيها حظر التجوّل مطبَّقاً.

وتقول إحدى الزبائن: «انظروا إليَّ، أبدو كمتسوّلة!»، رافعة قبعتها ليظهر شعرها وهو بأطوال غير متساوية نوعاً ما. وتعبّر ناتاليا غيداش (32 عاماً)، وهي موظفة، عن أسفها لعدم إعطائها موعداً.

ويعرض الصالون الصغير مشاهد غير واقعية من واقع الحرب هذا، لكن شعبيته تُظهر إصرار الأوكرانيين على التشبث بآخر آثار حياتهم السابقة في بوكروفسك، كما في مدن كثيرة أخرى تعرضت للقصف، وباتت مهجورة إلى حد كبير.

وتقول ناتاليا غيداش إنّ «الحرب ليست بالضرورة سبباً للاستلقاء والموت بشعر غير مرتّب وأظافر طويلة وقذرة». وتضيف: «بعيداً عن المظهر، يحضر الناس إلى الصالون رغبة منهم في التواصل مع الآخرين». وتقول إنّ «بعض الناس يتحدثون عن مشكلاتهم»، في حين أن آخرين «يشاركوننا بمزحات قليلة».

ويشعر يوري تشابليغويني (54 عاماً) بأنّه وسيم بعد قصة شعره، وتظهر ابتسامته بعض أسنانه الذهبية. ويقول سائق القطار ذو الصوت القوي: «ثمة أجواء جميلة، يمكنك شرب القهوة في أثناء انتظار دورك».

ولن يُغلق الصالون، الذي افتُتح قبل 5 سنوات، أبوابه إلا إذا لم يترك تقدّم الجنود الروس أي خيار آخر، على قول مالكته ليودميلا كوفاليفا. وتتساءل ناتاليا غيداش: «كيف تتوقف عن العمل والناس ينتظرونك؟».

«سأرحل»

حتى لو كان عدد الزبائن لا يزال كبيراً في الوقت الحالي، فمن غير الممكن أن يستمر ذلك، لأن الخطر يزداد، والسكان يغادرون تباعاً.

واضطُر صالون آخر في الحي تديره إيرينا مارتينوفا، شقيقة ليودميلا كوفاليفا، إلى إغلاق أبوابه. لقد أثرت مغادرة السكان للمنطقة على معدل زبائنه، ولم يعد يضم حالياً سوى أرفف مغطاة بالبلاستيك، فباب مدخله تَضَرَّرَ جراء عمليات القصف.

وتشير إيرينا مارتينوفا إلى المكان الذي كان يأتي إليه الزبائن منذ فترة غير بعيدة، لإزالة الشعر عن أجسامهم، أو إزالة الوشم، أو وضع ماكياج دائم. وتقول إيرينا إنه لا سبب لبقائها في البلدة من دون صالونها، وتستطرد دامعة: «لقد اتخذت قراري. سأرحل». واتصل بها بعض زبائنها الذين باتوا منتشرين في مختلف أنحاء أوكرانيا، ليسألوها عن المكان الذي ستذهب إليه، فتقول: «إنه رحلة عمري وكفاحي، وأكثر عمل أحب ممارسته، وبتُّ محرومة منه»، مضيفة: «إنّ نفسي أصبحت حزينة».