زيلينسكي يطالب إيران وكوريا الشمالية بوقف الدعم العسكري لروسيا

حض زعماء العالم على دعم خطة أوكرانيا لـ«فرض السلام»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخاطب «قمة المستقبل» في «الأمم المتحدة» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخاطب «قمة المستقبل» في «الأمم المتحدة» (أ.ب)
TT

زيلينسكي يطالب إيران وكوريا الشمالية بوقف الدعم العسكري لروسيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخاطب «قمة المستقبل» في «الأمم المتحدة» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخاطب «قمة المستقبل» في «الأمم المتحدة» (أ.ب)

غداة يوم طويل في مجلس الأمن دعا فيه المجتمع الدولي إلى «فرض السلام» على روسيا، حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعماء العالم المشاركين في الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على الوقوف مع أوكرانيا وعدم البحث عن «مخرج»، بدلاً من «سلام حقيقي وعادل»، بعد أكثر من عامين من غزو روسيا لبلاده.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخاطب «قمة المستقبل» في «الأمم المتحدة» (إ.ب.أ)

وفي الوقت الذي يواجه فيه ضغوطاً متزايدة من الحلفاء الغربيين وبعض زملائه الأوكرانيين للتفاوض على وقف للنار، رأى زيلينسكي أنه لا بديل عن «صيغة السلام» التي قدمها قبل عامين، بموازاة العمليات العسكرية الأوكرانية لطرد جميع القوات الروسية من أوكرانيا، ومساءلة مرتكبي جرائم الحرب. وقال إن «أي محاولات موازية أو بديلة للسعي إلى السلام هي في الواقع جهود لتحقيق مخرج بدلاً من إنهاء الحرب»، مضيفاً: «لا تقسموا العالم. كونوا أمماً متحدة (...). وهذا سيجلب لنا السلام».

وكانت الحرب بأوكرانيا في مركز الصدارة بالدورتين السابقتين لاجتماعات الجمعية العامة. لكن هذا العام، حظيت حرب غزة بين إسرائيل و«حماس» والتطورات المتصاعدة على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بقدر كبير من الأضواء.

مجلس الأمن

وكان زيلينسكي ظهر خلال اجتماع خاص لمجلس الأمن بلباسه العسكري الذي بات يُعرَف به لأول مرة منذ اندلاع الحرب قبل عام أمام الجمعية العامة، حيث حضّ المجتمع الدولي على الضغط على روسيا على خلفية الغزو. وقال في كلمته إن روسيا بحاجة إلى «إجبارها على السلام»، معتبراً أنه لا جدوى من متابعة محادثات السلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال إن «روسيا لن تقبل بالسلام إلا مرغمة، وهذا بالضبط ما نحن بحاجة إليه». واتهم كلاً من إيران وكوريا الشمالية بأنهما «متواطئتان» في الحرب مع روسيا. واعتبر أنه «ليس لدى روسيا سبب مشروع - على الإطلاق - لجعل إيران وكوريا الشمالية متواطئتين بحكم الأمر الواقع في حربها الإجرامية في أوروبا، حيث تقتلنا أسلحتهما». وبينما تعهَّد بعقد «قمة سلام» ثانية بعد القمة التي عُقدت في يونيو (حزيران) بسويسرا، أكد أنه ستتم دعوة الصين والهند والبرازيل. وكرّر مطالبته الدول الغربية بأن تقدم فوراً مزيداً من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ بعيدة المدى للدفاع عن مدنه ضدّ الهجمات الروسية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستمع إلى الخطاب الافتتاحي للجمعية العمومية (د.ب.أ)

وخلال جلسة مجلس الأمن، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المجتمع الدولي إلى التحرك للتنديد بدعم طهران وبيونغ يانغ العسكري لموسكو. وقال إن ذلك يسمح للرئيس بوتين بـ«ارتكاب المذبحة و(إلحاق) المعاناة والدمار برجال ونساء وأطفال أوكرانيين أبرياء».

«مسألة مبتذلة»

ورد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بأنّ «الدول الغربية لم تتمكن من منع نفسها من تسميم الأجواء مجدداً، من خلال محاولة لفت الانتباه إلى مسألة أوكرانيا المبتذلة».

وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بكين ليست «جزءاً» في الصراع، قائلاً إنّ «الصين لم تسبّب الأزمة الأوكرانية ولا تشارك فيها. لقد وقفت الصين دائما إلى جانب السلام»، رافضا الاتهامات الأميركية بتقديم دعم صيني لروسيا. وشدّد على أنّ «كلّ محاولة لتحميل الصين المسؤولية أو لمهاجمة الصين أو تشويه سمعتها، هي محاولة غير مسؤولة ولن تؤدي إلى أي نتيجة».

وأكد نظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار أن بلاده يمكن أن تساهم في التوصل إلى تسوية بين روسيا وأوكرانيا. وأشار إلى أنّ رئيس الحكومة، ناريندرا مودي، التقى زيلينسكي في الأمم المتحدة، بعدما كانا التقيا في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) الماضيَيْن.

من جهتها، كرّرت فرنسا على لسان وزير خارجيتها الجديد جان نويل بارو، دعمها الثابت لأوكرانيا. وأكد أنّ اتفاق سلام بين موسكو وكييف يجب أن يتمّ إبرامه «على أساس القانون الدولي وحده، مع احترام وحدة أراضي أوكرانيا».



زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
TT

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم أمس (الجمعة)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة في أعقاب الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

وقال زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو: «عندما يبدأ شخص ما في استخدام دول أخرى ليس فقط للإرهاب، ولكن أيضاً لاختبار صواريخهم الجديدة من خلال الإرهاب، فإن هذه بالتأكيد جريمة دولية».

وقال زيلينسكي إن سلوك روسيا «يسخر» من مواقف الصين ودول الجنوب العالمي الداعية إلى الاعتدال. داعياً مرة أخرى إلى رد فعل قوي من المجتمع الدولي.

كما وجه زيلينسكي نداء إلى مواطنيه والدبلوماسيين الأجانب العاملين في كييف. وقال إن أوكرانيا تعمل على تعزيز دفاعها الجوي. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ كل إنذار بغارة جوية بشكل جدي، ويجب الاحتماء في حالة الخطر.

وفي الوقت نفسه، قال إنه لا ينبغي استخدام التهديد المحتمل من هجوم صاروخي روسي كذريعة للتوقف عن العمل، في إشارة إلى السفارات المغلقة جزئياً في البلاد.

وأضاف: «عندما تنطلق صفارة الإنذار، نذهب للاحتماء. وعندما لا تكون هناك صفارة إنذار، نعمل ونخدم»، مشيراً إلى أن بوتين سيواصل ترويع أوكرانيا «لقد بنى قوته الكاملة على هذا».