أوستن يتجاهل مطالب زيلينسكي باستخدام الأسلحة الأميركية في العمق الروسي

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا (رويترز)
TT

أوستن يتجاهل مطالب زيلينسكي باستخدام الأسلحة الأميركية في العمق الروسي

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا (رويترز)

تجاهل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الجمعة، مطالب أوكرانيا بالسماح لها باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد أهداف في داخل العمق الروسي.

وقال أوستن، في ختام اجتماع مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا بقاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا: «لا أظنُّ أن هناك قوة واحدة قادرة على حسم الحرب».

وأكد أوستن، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أن ساحة المعركة الحالية أظهرت أن روسيا نقلت طائرات معيّنة تستخدم قنابل انزلاقية خارج نطاق مدى أنظمة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى «أتاكمز» الأميركية.

وتفادى أوستن الإجابة عن سؤال لصحافي عن تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن هناك أهدافاً استراتيجية في روسيا يمكن ضربها بأسلحة بعيدة المدى.

وأضاف أن هناك طرقاً عدة لمهاجمة عدد من الأهداف في روسيا وأوكرانيا: «على سبيل المثال بالمُسيّرات. أعتقد أنه في المستقبل المنظور سنضمن مواصلة التركيز على مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن أراضيها بشكل فعال».

وقال للصحافيين، في نهاية الاجتماع: «لا توجد قدرة واحدة يمكن أن تكون في حد ذاتها حاسمة في هذه الحملة».

وأضاف أن أوكرانيا لديها قدراتها الخاصة، مثل الطائرات المسيرة، التي يمكنها ضرب أهداف داخل روسيا لا تطالها صواريخ «أتاكمز» وصواريخ «ستورم شادو» التي تقدمها بريطانيا.

وأشار أوستن إلى أن «هناك أهدافاً كثيرة في روسيا، فهي دولة كبيرة بالطبع. أوكرانيا تتمتع بقدرات كثيرة فيما يتعلق بالطائرات المسيرة وغيرها من الوسائل للتعامل مع هذه الأهداف».

وكان زيلينسكي قد دعا، في وقت سابق، إلى الحصول على أسلحة بعيدة المدى، ومنحه حرية استخدامها في توجيه ضربات ضد أهداف بالمناطق الروسية البعيدة.

كما أعلن أوستن منح مزيد من المساعدات العسكرية، التي يبلغ مجموعها نحو 250 مليون دولار (نحو 225 مليون يورو) لأوكرانيا.

وتعهدت ألمانيا بتزويد كييف بنحو 12 مدفعاً إضافياً من طراز هاوتزر، في حين قالت كندا إنها تعتزم إرسال صواريخ جو - سطح صغيرة، بالإضافة إلى 1300 رأس حربي في الأشهر المقبلة.

وظهر زيلينسكي لأول مرة في اجتماع رامشتاين في لحظة مهمة في الحرب المستمرة منذ عامين ونصف عام.

وشنّت أوكرانيا هجوماً مباغتاً على منطقة كورسك الروسية، رغم تركيز قوات موسكو على السيطرة على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، وهي مركز لوجستي لجهود كييف الحربية.

وقال زيلينسكي، في تصريحات اجتذبت دعم دول تتضمن إستونيا وليتوانيا: «نحن بحاجة إلى أن تكون لدينا هذه القدرات بعيدة المدى، ليس على الأراضي المحتلة في أوكرانيا فقط، لكن على الأراضي الروسية أيضاً. نعم، حتى تكون روسيا متحمسة للسعي إلى السلام».

خطوط حمراء

لطالما ضغط زيلينسكي على الحلفاء الذين زوّدوا أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، لكنهم طلبوا من كييف ألا تستخدمها في عمق روسيا مخافة نشوب صراع مباشر بين الغرب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال زيلينسكي، في قاعدة رامشتاين، الجمعة: «محاولات روسيا لرسم خطوط حمراء لا تنجح ببساطة»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقدّم أوستن إحصائيات عن الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية في الحرب، حيث قدّر عدد القتلى والجرحى في صفوفها بأكثر من 350 ألف جندي.

وقال إن القوات الأوكرانية أغرقت أو دمرت أو أتلفت 32 سفينة تابعة للبحرية الروسية، ودفعت أسطول البحر الأسود الروسي أبعد نحو الشرق.

وقال زيلينسكي إن نحو 6 آلاف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا في الهجوم الأوكراني على كورسك.

وأضاف زيلينسكي: «اليوم نسيطر على منطقة تزيد مساحتها على 1300 كيلومتر مربع في منطقة كورسك، وهذا يشمل 100 تجمع سكاني»، وإن جزءاً كبيراً من تلك الأراضي انسحبت منها القوات الروسية.

لكن موسكو تقصف أيضاً مدناً في أنحاء أوكرانيا بالصواريخ والطائرات المسيرة في بعض من أكبر هجماتها منذ غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وقال زيلينسكي: «عدد أنظمة الدفاع الجوي التي لم يتم تسليمها بعد كبير».

يشار إلى أنه في الأشهر الأخيرة، قدّمت الولايات المتحدة عدة دفعات من المساعدات العسكرية، على مراحل، بعد أن أفرج الكونغرس الأميركي عن أموال جديدة لكييف، بلغ مجموعها نحو 61 مليار دولار بنهاية أبريل (نيسان) الماضي.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا تحقق في «مقتل أسرى حرب» على يد قوات روسية

أوروبا جندي أوكراني عند خط المواجهة بالقرب من بوكروفسك (رويترز)

أوكرانيا تحقق في «مقتل أسرى حرب» على يد قوات روسية

قال ممثلو الادعاء العام في أوكرانيا، الجمعة، إنهم فتحوا تحقيقاً في مزاعم مقتل 3 جنود أوكرانيين بعد استسلامهم برصاص القوات الروسية على الجبهة الشرقية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي يصافح المدير العام لشركة روساتوم الحكومية للطاقة الذرية أليكسي ليخاتشوف (أ.ب)

الطاقة الذرية «قلقة» حيال سلامة محطتي كورسك وزابوريجيا

أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، عن قلقه بشأن سلامة محطتي كورسك وزابوريجيا النوويتين في روسيا وأوكرانيا، المعرضتين لخطر المعارك والقصف.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ورئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور خلال مؤتمر صحافي مشترك في مقر إقامة رئيس الوزراء في أوسلو - النرويج 6 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

«الناتو» يحض الصين على التوقف عن دعم حرب روسيا في أوكرانيا

دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، الجمعة، الصين إلى التوقف عن دعم حرب روسيا في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
أوروبا إطلاق نار من مدرعة أوكرانية في منطقة دونيستك السبت الماضي (أ.ف.ب)

أوكرانيا تعلن نجاح هجوم مضاد في شرق البلاد

أعلنت كتيبة أوكرانية، الجمعة، أنها استعادت السيطرة على «جزء» من بلدة نيويورك التي سيطر عليها الروس، خلال هجوم مضاد ناجح في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا زيلينسكي مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)

زيلينسكي يطلب من حلفائه «مزيداً من الأسلحة» لمواجهة روسيا

طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، «بمزيد من الأسلحة» من الدول الحليفة المجتمعة في ألمانيا «من أجل صد القوات الروسية» في الأراضي الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (رامشتاين)

10 سنوات سجناً لسائق حافلة سوري بتهمة الاتجار بالبشر في بريطانيا

مهاجرون ينتظرون في مطار بنما باسيفيك قبل ترحيلهم إلى الهند، الجمعة 6 سبتمبر 2024 (أسوشيتد برس - صورة تعبيرية)
مهاجرون ينتظرون في مطار بنما باسيفيك قبل ترحيلهم إلى الهند، الجمعة 6 سبتمبر 2024 (أسوشيتد برس - صورة تعبيرية)
TT

10 سنوات سجناً لسائق حافلة سوري بتهمة الاتجار بالبشر في بريطانيا

مهاجرون ينتظرون في مطار بنما باسيفيك قبل ترحيلهم إلى الهند، الجمعة 6 سبتمبر 2024 (أسوشيتد برس - صورة تعبيرية)
مهاجرون ينتظرون في مطار بنما باسيفيك قبل ترحيلهم إلى الهند، الجمعة 6 سبتمبر 2024 (أسوشيتد برس - صورة تعبيرية)

قضتْ محكمة بريطانية، اليوم الجمعة، بسجن سائق حافلة من أصل سوري 10 سنوات بتهمة تهريب مهاجرين عثر عليهم في مقصورة سرية وهم يصرخون طلباً للمساعدة ومحرومون من الأكسجين.

أدين أنس المصطفى، البالغ من العمر 43 عاماً، في أغسطس (آب)، بتهمة مساعدة الهجرة غير الشرعية من خلال تهريب سبعة أشخاص في شاحنة صغيرة تم تعديلها للغرض. وعثر على المهاجرين، وهم ستة رجال وامرأة، محشورين في قسم مخفي شديد الحرارة قيل إن عرضه لا يزيد عن «عرض صدر إنسان».

وعثر عليهم في فبراير (شباط) الماضي عندما سمع أفراد طاقم سفينة بين دييب في شمال فرنسا ونيوهافن على الساحل الجنوبي لإنجلترا توسلات من داخل الشاحنة. واستخدموا فأساً لتحطيم الجزء المعدل داخل الشاحنة وتحريرهم. ومع انتهاء عملية إنقاذهم كان اثنان قد فقدا الوعي. ولم يكن أي من المهاجرين مزودين بالمياه.

وقال ممثلو الادعاء إن المهاجرين الأصغر سناً تعافوا من الجفاف، لكن أحد الرجال أصيب بنوبة قلبية على الأرجح، وعانت المرأة من إصابة حادة في الكلى، ونُقل رجل آخر إلى المستشفى في غيبوبة وأصيب بسكتة دماغية.

وقالت القاضية كريستين لينغ إن «الناس اليائسين مستعدون للمخاطرة بحياتهم للمجيء إلى المملكة المتحدة، وغالباً ما تكون العواقب مأساوية»، مضيفة: «يستغلهم أولئك الذين يستفيدون من هذه التجارة ولا يهتمون كثيراً بسلامتهم».

وشددت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر على أن حكومتها «لن ترتاح» قبل تفكيك عصابات تهريب البشر.

بدورها، قالت وزيرة أمن الحدود واللجوء أنجيلا إيغل في بيان: «هذا المجرم الشرير عرّض حياة سبعة أشخاص للخطر من أجل المال، وبقاؤهم على قيد الحياة معجزة بعد الظروف التي وُضعوا فيها». كانت الهجرة موضوعاً رئيسياً في الانتخابات العامة في يوليو (تموز) التي أوصلت «حزب العمال» بزعامة رئيس الوزراء كير ستارمر إلى السلطة.

وأول قراراته كرئيس للوزراء كان إلغاء خطة الحكومة المحافظة السابقة لترحيل المهاجرين إلى رواندا كرادع لعبور بحر المانش من شمال فرنسا في قوارب صغيرة.

ولقي 12 شخصاً حتفهم الثلاثاء قبالة الساحل الشمالي لفرنسا أثناء محاولتهم القيام بالرحلة، في كارثة هي الأكثر حصداً للأرواح هذا العام.

واتهم وزير الهجرة السابق المحافظ روبرت جينريك، حزب العمال، بـ«الاستسلام لعصابات التهريب». وقال إن الحزب «تخلص من الرادع الوحيد الموثوق به، وهو السياسة المتعلقة برواندا».