روسيا تُحذر الغرب: سنغيّر عقيدتنا النووية

المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف (رويترز)
المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف (رويترز)
TT

روسيا تُحذر الغرب: سنغيّر عقيدتنا النووية

المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف (رويترز)
المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف (رويترز)

قال «الكرملين»، اليوم الأربعاء، إن روسيا ستُغير عقيدتها النووية؛ لأن الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب يهددونها بتصعيد الحرب في أوكرانيا، ويتجاهلون مصالحها الأمنية المشروعة.

وتُغير روسيا، أكبر قوة نووية في العالم، عقيدتها النووية التي تحدد ظروف استخدامها للأسلحة النووية بسبب زيادة الدعم الغربي لأوكرانيا. وربط المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، هذه الخطوة مباشرة «بالتهديدات» التي تسبَّب فيها الغرب، واتهم الولايات المتحدة بتدمير البنية الأمنية لأوروبا بعد الحرب الباردة. وقال بيسكوف إن الغرب رفض الحوار مع روسيا، واتخذ خطاً هجومياً ضد مصالحها الأمنية، في الوقت الذي كان يؤجج فيه «الحرب الساخنة في أوكرانيا». وأضاف: «الولايات المتحدة هي التي تدير عملية إثارة التوتر».

صاروخ باليستي روسي خلال عرض عسكري في الساحة الحمراء بموسكو (أ.ف.ب)

وأشار بيسكوف إلى أن عملية تعديل العقيدة النووية لا تزال في مرحلة مبكرة، وقال إنه سيجري تحليل التوتر الحالي بعناية، ومن ثم وضع أساس التغييرات المقترحة. وتنص العقيدة النووية الروسية القائمة، المنصوص عليها في مرسومٍ أصدره الرئيس فلاديمير بوتين في عام 2020، على أن من حق روسيا استخدام الأسلحة النووية في حال شنِّ عدو هجوماً نووياً عليها أو تعرُّضها لهجوم عادي يهدد وجود الدولة. وأثارت الحرب في أوكرانيا أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، ويقول الجانبان إنهما لا يمكنهما تحمل خسارة الصراع.


مقالات ذات صلة

مقتل ثلاثة أشخاص في قصف أوكراني لبلدة روسية حدودية

أوروبا سكان محليون بجوار مبنى سكني تضرر بشدة بسبب ضربة صاروخية روسية وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في بلدة بيدهورودني خارج دنيبرو 4 يونيو 2023 (رويترز)

مقتل ثلاثة أشخاص في قصف أوكراني لبلدة روسية حدودية

قُتل ثلاثة مدنيين في قصف أوكراني، اليوم (الأربعاء)، في بلدة في منطقة بيلغورود الروسية الواقعة بمحاذاة الحدود مع أوكرانيا، على ما أفاد حاكم المنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا سيارات مدمرة بمنطقة زاليزنيتشنا بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)

بينهم 3 أطفال... 7 قتلى بضربة روسية على لفيف في غرب أوكرانيا (صور)

أسفرت ضربة روسية على مدينة لفيف في غرب أوكرانيا على بُعد مئات الكيلومترات من الجبهة، عن مقتل 7 أشخاص، اليوم (الأربعاء)، وفق ما أفاد به مسؤولون.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي يعزو أسباب التعديل الوزاري إلى الحاجة «لطاقة جديدة»

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، أن أوكرانيا «في حاجة إلى طاقة جديدة» بعد عامين ونصف العام من الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو 29 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

لافروف يحذر الولايات المتحدة: لا تمزحوا بشأن «الخطوط الحمراء» لروسيا

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة، من المزاح بشأن «الخطوط الحمراء» لروسيا عندما سُئل عن احتمال تسليم صواريخ أميركية طويلة المدى لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا ضابط شرطة وعمال طوارئ يحملون شخصاً مصاباً جرى إنقاذه من مبنى سكني تضرر خلال غارة روسية في لفيف (رويترز) play-circle 00:33

سبعة قتلى بضربات روسية على لفيف في غرب أوكرانيا

أسفرت ضربة روسية على وسط مدينة لفيف التاريخي في غرب أوكرانيا عن مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال.

«الشرق الأوسط» (كييف)

بينهم 3 أطفال... 7 قتلى بضربة روسية على لفيف في غرب أوكرانيا (صور)

سيارات مدمرة بمنطقة زاليزنيتشنا بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)
سيارات مدمرة بمنطقة زاليزنيتشنا بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)
TT

بينهم 3 أطفال... 7 قتلى بضربة روسية على لفيف في غرب أوكرانيا (صور)

سيارات مدمرة بمنطقة زاليزنيتشنا بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)
سيارات مدمرة بمنطقة زاليزنيتشنا بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)

أسفرت ضربة روسية على مدينة لفيف في غرب أوكرانيا على بُعد مئات الكيلومترات من الجبهة، اليوم (الأربعاء)، عن مقتل 7 أشخاص، وفق ما أفاد به مسؤولون، في وقت أعلنت فيه موسكو عن إحراز تقدم في الشرق؛ الذي دمرته الحرب.

وجاءت الضربة في وقت قدم فيه عدد من الوزراء الأوكرانيين؛ بينهم وزير الخارجية ديميترو كوليبا، استقالاتهم، في إطار تعديل حكومي قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيأتي بـ«طاقة جديدة» إلى الحكومة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

سكان بموقع هجوم صاروخي في لفيف (أ.ف.ب)

وكثّفت موسكو ضرباتها الجوية على أوكرانيا بعد العملية العسكرية لكييف في منطقة كورسك الروسية التي باغتت القوات الروسية الشهر الماضي.

وجاء الهجوم على لفيف، التي تؤوي آلاف النازحين جراء الحرب المستمرة منذ عامين، غداة هجوم صاروخي روسي على مدينة بولتافا (وسط) أسفر عن 53 قتيلاً في قصف يعدّ من الأكثر دموية منذ بدء الحرب.

وأفاد وزير الداخلية الأوكراني، إيغور كليمنكو، عبر «تلغرام»: «بالمجموع؛ قُتل 7 أشخاص في لفيف، بينهم 3 أطفال. عمليات البحث والإنقاذ متواصلة».

وأدى الهجوم الصاروخي إلى إصابة 40 شخصاً بجروح، وفق ما أفاد به مكتب المدعي العام، وألحق أضراراً بمدارس ومنشآت طبية وأبنية في مركز المدينة التاريخي.

وتضم لفيف، المدينة الواقعة في غرب البلاد قرب الحدود البولندية، أحد المواقع المدرجة في «لائحة اليونيسكو للتراث العالمي»، وبقيت إلى حد كبير بمنأى عن الضربات العنيفة.

أشخاص خارج فندق بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)

وأفاد الحاكم الإقليمي، ماكسيم كوزيتسكي، بأن 7 أبنية على الأقل «تحمل أهمية محلياً تضررت»، في قصف الأربعاء، مضيفاً أن جميعها في المنطقة التاريخية وفي المنطقة العازلة المحددة من «اليونيسكو».

وأثارت الهجمات الليلية دعوات جديدة من المسؤولين الأوكرانيين للشركاء الغربيين إلى تقديم دفاعات جوية؛ بما في ذلك أسلحة بعيدة المدى، للرد عبر ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.

ودوت صفارات الإنذار في لفيف قبل شروق شمس الأربعاء، وفق رئيس البلدية آندريه سادفوي، الذي نصح السكان بالتوجّه إلى الملاجئ، بينما عملت الدفاعات الجوية على اعتراض وابل من الصواريخ.

عمال إغاثة يحملون جثة أحد ضحايا غارة روسية في لفيف (رويترز)

«صرخات»

وقالت يليزافيتا (27 عاماً)، التي تقطن في لفيف وسارعت إلى الاحتماء بقبو منزلها: «سمعت صرخات فظيعة تتجاوز صوت البشر تقول: (أنقذونا)».

ولم يكن لدى آخرين، مثل أناستاسيا غرينكو، وهي نازحة من دنيبرو، ما يكفي من الوقت للوصول إلى مكان آمن.

وأوضحت: «ضرب الصاروخ منزلنا. طار كل شيء عند وقوع الانفجار. بمعجزة؛ كنت في الممر، ولذا لم أُصب بجروح بالغة».

من جانبه، ندد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بما وصفها بـ«الضربات الإرهابية الروسية على المدن الأوكرانية».

رجال إطفاء يعملون في موقع مبنى سكني تعرض لأضرار بالغة بسبب قصف روسي على لفيف (رويترز)

جاء هجوم لفيف في إطار قصف أوسع على أوكرانيا؛ حيث أُطلق 13 صاروخاً و29 مسيّرة فوق البلاد، وفق ما أعلن سلاح الجو، الذي أكد إسقاط 7 صواريخ و22 مسيّرة.

وسقط حطام صاروخ جرى اعتراضه فوق مدينة كريفي ريغ (وسط)، وفق ما أعلنت أجهزة الطوارئ الأوكرانية، ليؤدي إلى إصابة 5 أشخاص بجروح وإلحاق أضرار بفندق «أرينا».

وقال رئيس بلدية المدينة، أولكسندر فيلكوب، إن «الفندق دُمّر من الطابق الثالث نزولاً إلى الأول... الجميع على قيد الحياة».

وأكد رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميغال: «سيدفع العدو ثمن ما قام به». وطالب بمزيد من الدفاعات الجوية والأسلحة بعيدة المدى للرد على روسيا.

صورة جوية تُظهر مباني سكنية تضررت بشدة خلال غارة روسية طالت لفيف (رويترز)

وعادة تترافق الأسلحة التي تتسلّمها أوكرانيا من شركائها الغربيين؛ منذ الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022، مع قيود تحظر استخدامها ضد أهداف تقع داخل الأراضي الروسية.

وجاء الهجوم الليلي الروسي عقب قصف روسي على مدينة بولتافا (وسط) يعدّ من الأكثر دموية منذ غزو أوكرانيا.

وقتل 53 شخصاً وجُرح 271 في القصف الذي استهدف معهداً تعليمياً عسكرياً. ولم تعلن السلطات عدد القتلى العسكريين أو المدنيين.

مبنى سكني يحترق بعد غارة روسية في لفيف (أ.ب)

تقدم روسي

وأكدت روسيا مواصلتها هجومها في شرق أوكرانيا، وأعلنت السيطرة على قرية كارليفكا، في أحدث حلقة من المكاسب الميدانية.

تبعد كارليفكا نحو 30 كيلومتراً عن بوكروفسك الواقعة على طريق إمداد رئيسية للجيش الأوكراني وكانت منذ فترة طويلة هدفاً لموسكو.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، إن جيشه يحرز تقدماً سريعاً في دونباس التي تغطي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين.

وأضاف: «لم يكن لدينا مثل هذه الوتيرة من الهجوم في دونباس منذ فترة طويلة».

رجال إنقاذ أوكرانيون يعملون على إخماد حريق بعد هجوم صاروخي في لفيف (أ.ف.ب)

وأجرت أوكرانيا هذا الأسبوع تعديلاً حكومياً كبيراً، في وقت يسعى فيه زيلينسكي إلى تعزيز كفاءة الحكومة بعد عامين ونصف العام من الغزو الروسي.

وقدم وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا استقالته اليوم، بعد يوم من إعلان 6 مسؤولين آخرين؛ بينهم وزراء في الحكومة، استقالاتهم.

وقال زيلينسكي للصحافيين توضيحاً للتعديلات: «نحن بحاجة إلى طاقة جديدة. وهذه الخطوات تتعلق بتعزيز دولتنا في مختلف المجالات».

ووافق البرلمان الأوكراني على بعض الاستقالات في جلسة الأربعاء، ومن المتوقع التصويت على استقالة كوليبا في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وأشار مصدر مقرب من المكتب الرئاسي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الى أن زيلينسكي وكوليبا «سيناقشان ويقرران» منصبه المستقبلي.

وفي هجوم منفصل اليوم، قتل 3 أشخاص في قصف أوكراني بشرق أوكرانيا المحتل، وفقاً لحاكم منطقة دونيتسك المعين من روسيا دنيس بوشيلين.