غروسي: قُرب المعارك من محطة كورسك النووية «خطير للغاية»

يافطة كُتب عليها كورسك عند نقطة عبور على الحدود مع روسيا (رويترز)
يافطة كُتب عليها كورسك عند نقطة عبور على الحدود مع روسيا (رويترز)
TT

غروسي: قُرب المعارك من محطة كورسك النووية «خطير للغاية»

يافطة كُتب عليها كورسك عند نقطة عبور على الحدود مع روسيا (رويترز)
يافطة كُتب عليها كورسك عند نقطة عبور على الحدود مع روسيا (رويترز)

حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، خلال زيارة الثلاثاء إلى محطة كورسك النووية الروسية، من أن قربها من المنطقة؛ حيث تدور المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية، «خطير للغاية»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفاد غروسي بأن زيارته إلى المنطقة أتاحت له «تفقّد الأجزاء الأهم» في المحطة الواقعة على بعد أقل من 50 كيلومتراً عن المعارك التي اندلعت في المنطقة منذ العملية الأوكرانية غير المسبوقة عبر الحدود.

وقال بعد زيارتها إن «محطة للطاقة النووية من هذا النوع قريبة إلى هذا الحد من نقطة تماس أو جبهة عسكرية أمر خطير للغاية».

وأضاف: «وجود عمليات عسكرية على بُعد بضعة كيلومترات من هنا تجعلها محط اهتمام مباشر».

وتابع: «في نهاية المطاف، قد يبدو ذلك بسيطاً ومجرد حسّ سليم: لا تهاجموا محطة للطاقة النووية».

وأكّد أنه «يتواصل عن قرب» مع السلطات الروسية، وسيزور كييف الأسبوع المقبل لعقد محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشدداً على أهمية مواصلة الحوار.

وأوضح أن محطة كورسك تعمل حالياً في ظل «ظروف قريبة جداً من الطبيعية».

حذّرت الوكالة الدولية مراراً من خطورة القتال حول المحطات النووية بعد العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وفي الأيام الأولى للنزاع، سيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا، كما سيطرت لمدة وجيزة على محطة تشرنوبيل الخارجة عن الخدمة شمالاً.

أطلقت أوكرانيا عمليتها المباغتة في كورسك في السادس من أغسطس (آب)، وأفادت بأنها تحقق تقدّماً، في وقت تتقدّم القوات الروسية من جانبها في شرق أوكرانيا.

اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، أوكرانيا بمحاولة شن هجوم على محطة كورسك؛ حيث عُثر على شظايا مسيّرة قرب منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك التابعة للمحطة.

وقال غروسي، الثلاثاء: «تم إبلاغي بتأثير المسيّرات، وعُرضت عليّ بعض بقاياها والآثار التي خلّفتها».

«عواقب خطيرة»

وقبل الزيارة، لفت غروسي إلى أنه «سيقيّم ما يحصل (في المحطة) بشكل مستقل؛ نظراً إلى خطورة الوضع».

تقع المحطة على بعد نحو 60 كلم عن الحدود الروسية الأوكرانية، قرب نهر سيم، وعلى بعد أقل من 50 كلم عن مدينة كورسك، عاصمة المنطقة التي تعد نحو 440 ألف نسمة.

وتضم المحطة 4 مفاعلات، بالإضافة إلى مفاعلين قيد الإنشاء، رغم أن اثنين فقط يعملان، وأُغلق مفاعلان آخران.

وتشبه جميع المفاعلات الأربعة تلك التي في محطة تشرنوبيل النووية؛ أي لا توجد قبّة واقية في محيطها.

وقال غروسي إن «المقارنة بين تشرنوبيل وكورسك مبالغ بها. لكنه نوع المفاعل نفسه، ولا توجد حماية خاصة».

وأضاف أن «ذلك مختلف عن باقي المفاعلات في العالم؛ حيث توجد القبّة المعهودة. إنها مختلفة تماماً. إنها أشبه بمبنى في الطرف الآخر من الشارع يضم كل هذه المواد النووية».

كما حذّر من أنه عندما تعمل المحطة «تكون الحرارة أعلى بكثير. وفي حال وقوع تصادم أو أمر يمكن أن يؤثر عليها، فيمكن أن تنجم عنه عواقب خطيرة».

عام 1986، انفجر مفاعل في تشرنوبيل أثناء اختبار للسلامة؛ ما أسفر عن أسوأ كارثة نووية في العالم وصلت الإشعاعات على إثرها إلى أجزاء كبيرة من أوروبا ودفعت الآلاف لإخلاء المنطقة.

وقال المسؤول السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طارق رؤوف: «إن هذا النوع من المفاعلات خضع منذ مدة طويلة إلى عمليات «تطوير كبيرة لمعايير السلامة».

وأوضح مدير عمليات التفتيش السابق لدى الوكالة الدولية روبرت كيلي أن «احتمال وقوع حادث مشابه لتشرنوبيل ينفجر فيه المفاعل ويحترق على مدى أيام هو صفر».

لكنه أضاف أنه بإمكان قنبلة طائشة أو ضربة مدفعية كبيرة على برك تخزين الوقود المستهلك أن تُلحق أضراراً بالوقود وتؤدي إلى انبعاث غازات وجزيئات مشعّة.

«أعلى درجات ضبط النفس»

حذّرت روسيا مراراً من إمكانية تعرّض المحطة إلى القصف منذ اقتحمت القوات والدبابات الأوكرانية كورسك.

وحضّت الوكالة الدولية للطاقة الذريّة كلاً من روسيا وأوكرانيا على ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس؛ لتجنّب حادث نووي قد يأتي بعواقب إشعاعية خطيرة».

وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن قوات بلاده سيطرت على عشرات البلدات وتواصل التقدّم في كورسك. ونزح أكثر من 130 ألف شخص إلى الآن.

وأفادت كييف أن الهجوم على كورسك يهدف لمنع روسيا من تنفيذ ضربات على منطقة سومي وإجبارها على التفاوض «بشروطنا».


مقالات ذات صلة

إحباط محاولة أوكرانية للتوغل في بيلغورود وكييف تقرّ بصعوبات على جبهة دونيتسك

أوروبا 15 November 2022, Berlin: Director General of the International Atomic Energy Agency (IAEA) Rafael Grossi speaks during a press conference at the German Foreign Office. (dpa)

إحباط محاولة أوكرانية للتوغل في بيلغورود وكييف تقرّ بصعوبات على جبهة دونيتسك

تباينت المعطيات التي قدمها الطرفان الروسي والأوكراني حول الوضع الميداني. فمقابل تأكيد كييف إحراز تقدم جديد، أعلنت روسيا صد هجمات وإجبار الأوكرانيين على التراجع.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا جنود أوكرانيون يتجمعون حول مركبة صغيرة في بوكروفسك في أثناء استعدادهم للتوجه إلى المعركة (رويترز)

لماذا تسعى روسيا إلى الاستيلاء على بوكروفسك في شرق أوكرانيا؟

تقترب القوات الروسية من مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، مما دفع بعض السكان إلى إخلائها خوفاً من سقوطها.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا زيلينسكي خلال زيارته سومي قرب الحدود مع روسيا الأسبوع الماضي (أ.ب)

زيلينسكي يعلن استخدام كييف مقاتلات «إف 16»... ويرى أن «الحرب ستنتهي بالحوار»

أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن كييف استخدمت طائرات مقاتلة من طراز «إف16» تسلمتها من شركائها الغربيين؛ لصد الضربات الجوية الروسية.

إلى يوسف (واشنطن)
آسيا وزير الخارجية الصيني وانغ يي يتحدث للإعلام وبجانبه المستشار الأميركي جايك سوليفان في بكين الثلاثاء (رويترز) play-circle 00:37

سوليفان ووانغ يتطلعان لمحادثات «مثمرة» في بكين

أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان ووزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الثلاثاء، عن أملهما في إجراء محادثات مثمرة خلال لقائهما في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا أعمدة الدخان تتصاعد في منطقة بلدة توريتسك بمنطقة دونيتسك (أ.ف.ب)

أوكرانيا: سيطرنا على 100 بلدة في كورسك... وجبهة بوكروفسك صعبة

أعلن قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي أن قوات كييف ما زالت تتقدم في منطقة كورسك الروسية، لكنه حذر من أن موسكو تعزز قواتها على جبهة بوكروفسك.

«الشرق الأوسط» (كييف)

مجلس «ناتو - أوكرانيا» يجتمع الأربعاء بناءً على طلب كييف

عناصر من القوات الأوكرانية يجرون تدريبات بطائرة من دون طيار في مكان غير معلن بأوكرانيا 23 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من القوات الأوكرانية يجرون تدريبات بطائرة من دون طيار في مكان غير معلن بأوكرانيا 23 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
TT

مجلس «ناتو - أوكرانيا» يجتمع الأربعاء بناءً على طلب كييف

عناصر من القوات الأوكرانية يجرون تدريبات بطائرة من دون طيار في مكان غير معلن بأوكرانيا 23 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من القوات الأوكرانية يجرون تدريبات بطائرة من دون طيار في مكان غير معلن بأوكرانيا 23 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

قالت المتحدثة باسم التحالف العسكري الغربي (ناتو)، الثلاثاء، إن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، سيعقد اجتماعاً لمجلس «ناتو» وأوكرانيا الأربعاء بناءً على طلب أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم التحالف فرح دخل الله «سيُعقد الاجتماع على مستوى السفراء»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

ومن المتوقع أن يطلِع وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف الحلفاء عبر رابط فيديو على الوضع في ساحة المعركة والاحتياجات العسكرية ذات الأولوية لأوكرانيا.