كانت خطط أوكرانيا لمهاجمة منطقة كورسك الروسية سرية للغاية لدرجة أن جنودها لم يصدقوا أن ذلك سيحدث، وفقاً لما أكده تقرير جديد.
ونقل التقرير، الذي نشرته مجلة «ذي إيكونوميست»، عن عدد من الجنود الأوكرانيين قولهم إنهم بدأوا يشكون في أنهم سيشنون هجوماً وشيكاً على روسيا بعد أن حصلوا على خوذات وبنادق هجومية جديدة في وقت سابق من هذا الشهر.
وأخبر الجنود المجلة أنهم خضعوا لتدريبات على نماذج. أدركوا لاحقاً أنها كانت محاكاة لقرى روسية.
لكن بالنسبة للبعض، كانت فكرة غزو روسيا لا تزال احتمالاً بعيداً.
وقال جندي أوكراني يدعى سيرهي: «لقد ضحكنا عندما سمعنا بالخطط لأول مرة. كنا نعتقد أنها مزحة، وقلنا لقائدنا إن اليوم ليس الأول من أبريل (نيسان)، وبالتالي فإن هذه الخطط التي سمعناها لا تصلح أن تكون (كذبة أبريل). وحينها ابتسم القائد فقط، مدركاً أننا ليس لدينا أي فكرة عما ينتظرنا».
ويرى سيرهي أن إخفاء خطط الغزو حتى اللحظة الأخيرة كان «ضربة عبقرية للجيش الأوكراني»، الذي سمح له هجومه المفاجئ على منطقة كورسك في السادس من أغسطس (آب) بمباغتة الروس.
وقالت كييف إنها سيطرت على أكثر من 80 تجمعاً سكنياً على مساحة تزيد على 1150 كيلومتراً مربعاً في كورسك منذ أن شنت هجومها الذي يعتبر أكبر غزو لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون مساء أمس (الأحد): «عمليتنا في منطقة كورسك لا تزال تلحق خسائر بالجيش الروسي والدولة الروسية وصناعتها الدفاعية واقتصادها».
وشكر زيلينسكي القوات الأوكرانية المشاركة في عملية كورسك والقوات على الجبهة الشرقية وطلب من حلفاء بلاده تسليم المساعدات العسكرية التي وعدوا بها في أسرع وقت.
وقال زيلينسكي: «فيما يتعلق بتسليم الإمدادات من شركائنا، هناك حاجة إلى تسريع ذلك، ونحن نطلب ذلك بشدة. الحرب ليس بها عطلات».
ووصفت روسيا التوغل بأنه استفزاز كبير، وتوعدت بأن يكون هناك «رد مناسب»، وذلك بعد أكثر من عامين ونصف العام من شنها غزواً شاملاً لأوكرانيا.