وزيرة الداخلية البريطانية تتعهد بمكافحة «المعتقدات البغيضة»

ضمن معالجة «الثغرات» التي تجعل البلاد عرضة لأنشطة الكراهية

وزيرة الداخلية إيفيت كوبر تغادر «10 داونينغ ستريت» في لندن (أ.ف.ب)
وزيرة الداخلية إيفيت كوبر تغادر «10 داونينغ ستريت» في لندن (أ.ف.ب)
TT

وزيرة الداخلية البريطانية تتعهد بمكافحة «المعتقدات البغيضة»

وزيرة الداخلية إيفيت كوبر تغادر «10 داونينغ ستريت» في لندن (أ.ف.ب)
وزيرة الداخلية إيفيت كوبر تغادر «10 داونينغ ستريت» في لندن (أ.ف.ب)

تعهدت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر باتخاذ إجراءات صارمة ضد الأشخاص «الذين يروجون لمعتقدات ضارة وبغيضة»، و«بدء» نهج جديد لمكافحة التطرف. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن وزارة الداخلية البريطانية أصدرت أوامر بإجراء «تحليل سريع» لدفع نهج عملي جديد لمكافحة التطرف.

وقالت الحكومة إن المخطط سينظر عبر الطيف الآيديولوجي، ويعالج «الثغرات في النظام الحالي» التي تجعل البلاد عرضة لأنشطة الكراهية التي تشجع على العنف أو تقوض الديمقراطية.

رجلا شرطة يحرسان مسجداً شرق لندن الاثنين (رويترز)

وعقب أعمال الشغب التي اندلعت في جميع أنحاء إنجلترا، إثر طعن 3 فتيات في ساوثبورت، بالقرب من مانشستر، مثل ما مجموعه 460 شخصاً أمام محاكم ابتدائية، فيما يتعلق بالاضطرابات، بحلول نهاية الخميس الماضي.

كما تم توجيه اتهامات إلى 72 شخصاً على الأقل دون سن 18 عاماً. وقالت كوبر: «لقد فشلت الحكومات لفترة طويلة في معالجة ازدياد التطرف، سواء عبر الإنترنت أو في شوارعنا، وقد شهدنا ازدياد عدد الشباب الذين جنحوا إلى التطرف عبر الإنترنت».

وأضافت كوبر: «ولهذا السبب أصدرت أوامري لوزارة الداخلية بإجراء تحليل سريع بشأن التطرف، ومراقبة الاتجاهات المتطرفة، وتحديد أي ثغرات في السياسة الحالية التي تجب معالجتها لقمع أولئك الذين يروجون للمعتقدات الضارة والكراهية والعنف».

وكانت وزيرة الداخلية قد انتقدت الحكومة السابقة، لعدم وجود استراتيجية لمكافحة التطرف منذ عام 2015، ولأن الافتقار إلى نهج شامل أو خطط عملية يجعل المجتمعات أقل أماناً.

وبدأت الاضطرابات بعدما قُتلت 3 فتيات طعناً في حصّة رقص في ساوثبورت في شمال غربي إنجلترا، وأصيب 5 أطفال بجروح خطيرة. واندلعت أعمال شغب في عدة مدن وبلدات، ما أدّى إلى توقيف المئات.

وأعلنت الشرطة توقيف أكثر من 378 شخصاً منذ بدء المواجهات، وهو عدد مرشح للازدياد كل يوم، ما دام المحققون يواصلون تحديد هويات مثيري الشغب وتوقيفهم.

وبدأت أعمال الشغب بعد انتشار معلومات مضللة تم نفيها جزئياً، بشأن ديانة وأصل أكسل روداكوبانا (17 عاماً) المتهم بالقتل ومحاولة القتل. ويُعرف رسمياً فقط أن روداكوبانا ولد في ويلز، في حين أفادت تقارير إعلامية بأن والديه من رواندا.

وأكدت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر في حديث لـ«بي بي سي» أهمية «المحاسبة». وقالت: «مثيرو الشغب سيدفعون الثمن». وأضافت: «تأكدنا من أن المحاكم جاهزة، وأن هناك مدعين إضافيين متاحون... نتوقع أن تتحقق العدالة بسرعة».

مفوض الشرطة البريطانية مارك رولي لدى مغادرته اجتماع كوبر بمقر مجلس الوزراء في لندن (إ.ب.أ)

وتعهد رئيس الوزراء كير ستارمر أمام وسائل إعلامية بعد اجتماع الأسبوع الماضي، بفرض «عقوبات جنائية سريعة» على المتورطين في أعمال الشغب.


مقالات ذات صلة

آسيا عناصر من «طالبان الباكستانية» (أرشيفية - متداولة)

«الخوارج»... اسم جديد يطلقه الجيش الباكستاني على «طالبان»

في تطور جديد، شرع الجيش الباكستاني في تسمية مقاتلي وميليشيا حركة «طالبان» الباكستانية بـ«الخوارج»، في إشارة إلى طائفة تعود إلى بدايات الإسلام الأولى.

عمر فاروق (إسلام آباد)
أفريقيا جندي صومالي يسيطر على الحشد بينما يحضر آلاف الأشخاص مسيرة احتجاجية في مقديشو الأربعاء 3 يناير 2024 ضد الاتفاق الموقع بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال الانفصالية (أ.ب)

هجوم إرهابي في مقديشو يسفر عن مقتل 11 شخصاً

لقي 11 شخصاً على الأقل حتفهم، جراء هجوم إرهابي على مطعم في العاصمة الصومالية مقديشو، حسبما ذكرت الشرطة المحلية، السبت.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
العالم العربي جنود من الجيش اليمني خلال حملتهم العسكرية لمطاردة عناصر القاعدة في محافظة أبين (أرشيفية - رويترز)

قتلى وجرحى بتفجير انتحاري جنوب اليمن

سقط عشرات الجنود قتلى وجرحى في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف معسكراً في محافظة أبين بجنوب اليمن، الجمعة، وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم «القاعدة».

علي ربيع (عدن)
شمال افريقيا المندوب الصومالي أبو بكر عثمان متحدثاً في الجلسة (مجلس الأمن)

الصومال ينال موافقة أممية لاستعادة الصلاحيات الأمنية

قرر مجلس الأمن، في تصويت بإجماع أعضائه الـ15، التمديد حتى نهاية العام الحالي لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال «أتميص» لحفظ السلام.

علي بردى (واشنطن)

تدمير جسرين في كورسك خلال أيام... هل تحتل أوكرانيا أراضي روسية؟

جنود أوكرانيون يتدربون في مكان غير معلوم وسط اشتعال القتال مع روسيا (رويترز)
جنود أوكرانيون يتدربون في مكان غير معلوم وسط اشتعال القتال مع روسيا (رويترز)
TT

تدمير جسرين في كورسك خلال أيام... هل تحتل أوكرانيا أراضي روسية؟

جنود أوكرانيون يتدربون في مكان غير معلوم وسط اشتعال القتال مع روسيا (رويترز)
جنود أوكرانيون يتدربون في مكان غير معلوم وسط اشتعال القتال مع روسيا (رويترز)

دمّرت أوكرانيا جسراً رئيسياً في منطقة كورسك الروسية، وقصفت جسراً آخر بالقرب منه، في أقل من أسبوعين على بدء هجومها على الأراضي الروسية عبر الحدود؛ ما أدى إلى تعطيل طرق الإمداد الروسية، وربما يشير إلى أن قواتها تخطط للتمسك بالمناطق التي سيطرت عليها.

وقال مدونون عسكريون روس، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، إن تدمير الجسر الأول، الذي كان يعبر «نهر سيم» بالقرب من بلدة غلوشكوفو، سيعيق توصيل الإمدادات إلى القوات الروسية التي تصدّ الاختراق الأوكراني، على الرغم من أن موسكو لا تزال قادرة على استخدام الجسور المؤقتة والأصغر في المنطقة.

وأصدر قائد القوات الجوية الأوكرانية، ميكولا أوليشتشوك، (الجمعة)، مقطع فيديو لضربة جوية أوكرانية قسمت الجسر إلى نصفين.

بعد أقل من يومين على قصف الجسر الأول، ضربت القوات الأوكرانية جسراً آخر في روسيا، وفقاً لأوليشتشوك والحاكم الإقليمي الروسي، أليكسي سميرنوف. صباح يوم الأحد، ذكرت قنوات روسية على تطبيق «تلغرام» أن الجسر الثاني أيضاً فوق «نهر سيم»، في قرية زفانوي. وفقاً لموقع أخبار «ماش» الروسي، لم يبقَ في المنطقة سوى جسر واحد سليم.

صورة بالأقمار الاصطناعية لجسر فوق «نهر سيم» بمنطقة كورسك استهدفته القوات الأوكرانية (رويترز)

وإذا تم تأكيد هذه الأنباء، فإن الضربات الأوكرانية ستعقّد محاولات موسكو لزيادة قواتها في كورسك وإجلاء المدنيين.

تقع غلوشكوفو على بُعد نحو 12 كيلومتراً شمال الحدود الأوكرانية، ونحو 16 كيلومتراً شمال غربي منطقة المعارك الرئيسية في كورسك. أما زفانوي فتقع على بُعد 8 كيلومترات أبعد إلى الاتجاه الشمالي الشرقي.

ويعدّ الهجوم هو الأكبر على روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، الذي فاجأ الكرملين وأدى إلى سقوط عديد من القرى، ومئات الأسرى في يد الأوكرانيين، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

جسر فوق «نهر سيم» تم تدميره في منطقة كورسك (صورة من مقطع فيديو بثته جهة أخرى وأعادت نشره وكالة «رويترز»)

وتقدم الأوكرانيون في عمق منطقة كورسك في اتجاهات عدة، وواجهوا مقاومة ضعيفة. وأعلن قائد القوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي، الأسبوع الماضي، أن قواته سيطرت على نحو ألف كيلومتر مربع من منطقة كورسك.

وبدت الضربات الأوكرانية التي تستهدف الجسور كأنها موجهة لإعاقة هجوم روسي مضاد في كورسك، أي أن كييف تسعى لثبيت أقدامها في المنطقة.

يقول المحللون، كما نقلت وكالة «أسوشييتد برس»، إن محاولة أوكرانيا تثبيت أقدامها داخل روسيا ستكون مناورة محفوفة بالمخاطر؛ بسبب موارد كييف المحدودة، وكذلك لأن خطوط إمداد القوات الأوكرانية التي تمر عبر الحدود في كورسك عرضة للضربات الروسية.