موسكو تتهم كييف بتهديد أمن محطتين نوويتين في زابوريجيا وكورسك

كييف تنفي «هذه الادعاءات الكاذبة»... وتقول: «أوكرانيا ليس لديها الرغبة أو القدرة»

صورة من لقطات نشرتها الرئاسية الأوكرانية لحريق في برج التبريد بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية (أ.ف.ب)
صورة من لقطات نشرتها الرئاسية الأوكرانية لحريق في برج التبريد بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية (أ.ف.ب)
TT

موسكو تتهم كييف بتهديد أمن محطتين نوويتين في زابوريجيا وكورسك

صورة من لقطات نشرتها الرئاسية الأوكرانية لحريق في برج التبريد بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية (أ.ف.ب)
صورة من لقطات نشرتها الرئاسية الأوكرانية لحريق في برج التبريد بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية (أ.ف.ب)

اتهمت موسكو كييف باستهداف محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تديرها منذ بداية الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية. وقالت الإدارة الروسية للمحطة، السبت، إن طائرة مسيرة أوكرانية أسقطت عبوة ناسفة على طريق خارج المحطة، مما عرض موظفيها الذين يستخدمون الطريق للخطر، كما نقلت وكالة «تاس» للأنباء عن المسؤولين.

محطة زابوريجيا النووية (أ.ب)

سيطرت روسيا على محطة الطاقة النووية الأكبر في أوروبا بعد وقت قصير من بدء غزوها واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وتوقف عمل المحطة وسط تبادل موسكو وكييف المتكرر للاتهامات بتنفيذ محاولات تخريب تستهدف أنشطتها، وتعريض سلامة المحطة النووية للخطر. وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بمحاولة وقف محطة زابوريجيا عن العمل.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رومان أوستينوف، القائم بأعمال الممثل الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، قوله إن موسكو ترغب في بحث الهجوم على محطة زابوريجيا مع قيادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف أوستينوف أن روسيا تريد أيضاً أن تحذر الوكالة أوكرانيا من تكرار مثل هذه الهجمات.

تصاعد الدخان جراء الهجوم الروسي على مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا (د.ب.أ)

كما اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بالتخطيط لمهاجمة محطة كورسك للطاقة النووية وتحميل موسكو المسؤولية عن هذا «الاستفزاز».

وقالت الوزارة إن روسيا سترد رداً قاسياً في حالة وقوع مثل هذا الهجوم الذي حذرت من أنه سيؤدي إلى تلوث منطقة شاسعة حول المحطة.

وتوغلت القوات الأوكرانية في منطقة كورسك بغرب روسيا في السادس من أغسطس (آب) الحالي؛ لمحاولة تغيير مسار الحرب المستمرة منذ عامين ونصف عام لصالحها بعد غزو موسكو للأراضي الأوكرانية في 2022. وتقول إنها سيطرت على 82 منطقة سكنية تمتد على مساحة 1150 كيلومتراً مربعاً في المنطقة منذ ذلك الحين. لكن محطة كورسك للطاقة النووية لا تزال تحت سيطرة روسيا. ونقلت «إنترفاكس» عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنه سيكون هناك رد قاس على أي هجوم على المحطة.

فنيون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمام محطة زابوريجيا النووية (إ.ب.أ)

وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي إن قوات كييف تقدمت بما يتراوح بين كيلومتر وثلاثة كيلومترات، الجمعة، ببعض المناطق في كورسك. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية فشلت في محاولة للتقدم نحو قريتي كاوتشوك وأليكسييفسكي اللتين تقعان تقريباً في منتصف المسافة بين الحدود الأوكرانية ومحطة كورسك للطاقة النووية. ولم تقدم الوزارة أي دليل على الاتهامات التي ساقتها ضد أوكرانيا، لكنها قالت إن منطقة شاسعة حول المحطة قد تتلوث بسبب الهجوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية هيورهي تيخيي على منصة «إكس»: «نشهد زيادة أخرى في الدعاية الروسية المجنونة عن خطط أوكرانية مزعومة لاستخدام (قنابل قذرة) أو مهاجمة محطات نووية. نحن ندحض رسمياً هذه الادعاءات الكاذبة». وأضاف: «أوكرانيا ليس لديها الرغبة أو القدرة على اتخاذ مثل هذه الإجراءات».

مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا (رويترز)

وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن شركة «روساتوم» الحكومية الروسية، التي تدير محطة زابوريجيا في أوكرانيا، اتهمت كييف أيضاً بتهديد أمن المحطتين دون تقديم أي دليل. وتسيطر روسيا على محطة زابوريجيا. وأضافت الوكالة أن رئيس شركة «روساتوم» أليكسي ليخاتشيوف ناقش الوضع عبر الهاتف مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، ودعاه لزيارة محطة كورسك.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن أوكرانيا استخدمت صواريخ غربية من المرجح أنها أميركية الصنع من طراز «هيمارس» لتدمير جسر فوق نهر سيم في منطقة كورسك، مما أسفر عن مقتل متطوعين كانوا يحاولون إجلاء مدنيين.

وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، على «تلغرام»: «للمرة الأولى، تعرضت منطقة كورسك لقصف بقاذفات صواريخ غربية الصنع، من طراز هيمارس الأميركي على الأرجح».

وأضافت: «نتيجة للهجوم على الجسر فوق نهر سيم في منطقة جلوشكوفو، تم تدميره بالكامل، وقُتل متطوعون كانوا يساعدون سكاناً مدنيين ممن جرى إجلاؤهم»، دون تقديم إثباتات حول عدد القتلى من المتطوعين.


مقالات ذات صلة

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

العالم عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، أن فريق ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس بايدن للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا القوات الروسية تتقدم بأسرع وتيرة بأوكرانيا منذ بدء الغزو في 2022 (تاس)

تقارير: روسيا تقيل قائداً عسكرياً في أوكرانيا بسبب تقارير مضللة

قال مدونون ووسائل إعلام روسية إن موسكو أقالت جنرالاً كبيراً في أوكرانيا لتقديمه تقارير مضللة عن تقدم في الحرب، بينما يحاول وزير الدفاع إقصاء القادة غير الأكفاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

وزير يحذّر: بوتين مستعد لشل بريطانيا بحرب سيبرانية

أفاد تقرير صحافي اليوم (الأحد) بأن وزيراً في الحكومة البريطانية سيحذر من أن روسيا مستعدة لشن موجة من الهجمات الإلكترونية على بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

يمثل الصعود العسكري النووي للصين هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي بأميركا في ظل التقارب بكين وموسكو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

قال الكرملين، الأحد، إن موسكو يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته واشنطن، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
TT

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم أمس (الجمعة)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة في أعقاب الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

وقال زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو: «عندما يبدأ شخص ما في استخدام دول أخرى ليس فقط للإرهاب، ولكن أيضاً لاختبار صواريخهم الجديدة من خلال الإرهاب، فإن هذه بالتأكيد جريمة دولية».

وقال زيلينسكي إن سلوك روسيا «يسخر» من مواقف الصين ودول الجنوب العالمي الداعية إلى الاعتدال. داعياً مرة أخرى إلى رد فعل قوي من المجتمع الدولي.

كما وجه زيلينسكي نداء إلى مواطنيه والدبلوماسيين الأجانب العاملين في كييف. وقال إن أوكرانيا تعمل على تعزيز دفاعها الجوي. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ كل إنذار بغارة جوية بشكل جدي، ويجب الاحتماء في حالة الخطر.

وفي الوقت نفسه، قال إنه لا ينبغي استخدام التهديد المحتمل من هجوم صاروخي روسي كذريعة للتوقف عن العمل، في إشارة إلى السفارات المغلقة جزئياً في البلاد.

وأضاف: «عندما تنطلق صفارة الإنذار، نذهب للاحتماء. وعندما لا تكون هناك صفارة إنذار، نعمل ونخدم»، مشيراً إلى أن بوتين سيواصل ترويع أوكرانيا «لقد بنى قوته الكاملة على هذا».