كييف تعلن تقدم قواتها داخل روسيا لليوم التاسع

استخدام دبابات بريطانية من طراز «تشالنجر 2» في توغل القوات الأوكرانية داخل روسيا

جهاز الأمن الأوكراني يعلن أن القوات الخاصة الأوكرانية أسرت مجموعة تزيد على مئة جندي روسي في كورسك (أ.ب)
جهاز الأمن الأوكراني يعلن أن القوات الخاصة الأوكرانية أسرت مجموعة تزيد على مئة جندي روسي في كورسك (أ.ب)
TT

كييف تعلن تقدم قواتها داخل روسيا لليوم التاسع

جهاز الأمن الأوكراني يعلن أن القوات الخاصة الأوكرانية أسرت مجموعة تزيد على مئة جندي روسي في كورسك (أ.ب)
جهاز الأمن الأوكراني يعلن أن القوات الخاصة الأوكرانية أسرت مجموعة تزيد على مئة جندي روسي في كورسك (أ.ب)

أعلنت كييف، الخميس، أن قواتها حققت تقدماً جديداً في منطقة كورسك في اليوم التاسع من هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الروسية، فيما أعرب مصدر بريطاني عن اعتقاده باستخدام دبابات بريطانية من طراز «تشالنجر 2» في التوغل المفاجئ الذي قامت به قوات كييف. وبدوره أكد الجيش الروسي استعادة بلدة في المنطقة، والسيطرة على قرية في شرق أوكرانيا.

مركبة عسكرية أوكرانية تمر عبر نقطة عبور حدودية مدمرة مع روسيا (أ.ف.ب)

وقال الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، الخميس، إن بلاده أنشأت مكتباً للقيادة العسكرية في الجزء الذي احتلته من منطقة كورسك الروسية. وأضاف سيرسكي أن القوات الأوكرانية تواصل التقدم، واستولت على ما يصل إلى 1.5 كيلومتر في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأبلغ سيرسكي الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو، كما نقلت عنه «رويترز»، أن قوات كييف تقدمت 35 كيلومتراً في منطقة كورسك منذ أن بدأت توغلاً الأسبوع الماضي.

مواطنون روس يصعدون إلى حافلة لنقلهم بعيداً عن المعارك في منطقة كورسك الثلاثاء (إ.ب.أ)

أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن قواته سيطرت بالكامل على مدينة سودجا في كورسك. وكتب زيلينسكي على «تلغرام» أن قائد الجيش أولكسندر سيرسكي «أفاد باستكمال تحرير مدينة سودجا من أيدي العسكريين الروس»، في أكبر انتصار للقوات الأوكرانية منذ بدء هجومها في المنطقة الحدودية في السادس من أغسطس (آب).

وتوغل كييف داخل أراضي روسيا الأسبوع الماضي باغت موسكو، إذ استعاد الجيش الأوكراني بذلك زمام المبادرة من القوات الروسية التي تحرز تقدماً بطيئاً لكن ثابتاً طوال العام في شرق البلاد.

جنود أوكرانيون يصلحون ناقلة جند مدرعة بمنطقة سومي بأوكرانيا يوم 11 أغسطس 2024 (رويترز)

وقال سيرسكي إن القوات الأوكرانية سيطرت على 82 منطقة سكنية خلال التوغل، فضلاً عن منطقة بمساحة 1150 كيلومتراً مربعاً.

وبمواجهة الهجوم المباغت الذي شنته مجموعات عسكرية مؤلّلة سريعة الحركة توغلت بسهولة عبر الحدود، أعلن الجيش الروسي حشد تعزيزات، مؤكداً للمرة الأولى، الخميس، استعادة السيطرة على قرية كروبيتس في كورسك. كذلك، أفاد وزير الدفاع الروسي، أندريي بيلوسوف، بـ«تخصيص قوات ووسائل إضافية» لمنطقة بيلغورود المجاورة لكورسك، حيث يخيم وضع «متوتر للغاية» بحسب حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع مسؤولين (أ.ف.ب)

وهي أول مرة منذ بدء الهجوم يستعيد فيها الجيش الروسي بلدة من السيطرة الأوكرانية في هذه المنطقة. وكتبت وزارة الدفاع على «تلغرام» أن الجيش «استعاد السيطرة على قرية كروبيتس»، مؤكداً «الاستمرار في صد» الهجمات الأوكرانية في هذه المنطقة الحدودية.

وفي مدينة كورسك، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، شاهد صحافيو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، نحو 500 شخص تم إجلاؤهم خلال عملية توزيع مواد غذائية وملابس قام بها الصليب الأحمر الروسي.

وقالت السلطات إن أكثر من 120 ألف شخص غادروا المنطقة هرباً من المعارك والقصف، وإن نحو ألفين آخرين قد يكونون في المناطق التي يحتلها الجيش الأوكراني. وقتل ما لا يقل عن 12 مدنياً، وأصيب أكثر من 120 بجروح، بينهم أطفال، منذ بدء الهجوم الأوكراني، بحسب حصيلة أعلنتها السلطات الروسية مطلع الأسبوع.

وأبلغت نائبة لرئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، الأربعاء، أن الجيش يعتزم إقامة ممرات إنسانية في منطقة كورسك لتسهيل إجلاء المدنيين «سواء باتجاه روسيا أو باتجاه أوكرانيا». وبثت خلال الليل رقماً هاتفياً يمكن للأشخاص المعنيين الاتصال به.

من جهته، أعلن حاكم منطقة كورسك، أليكسي سميرنوف، ليل الأربعاء - الخميس، إخلاء منطقة إضافية هي غلوشكوفسكي.

وفي مؤشر إلى نية أوكرانيا في ترسيخ وجودها في المناطق التي سيطرت عليها في روسيا، قال سيرسكي خلال اجتماع مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن هذه الإدارة مكلفة بتولي شؤون المنطقة وضمان الأمن فيها، والإشراف على المسائل اللوجستية للقوات الأوكرانية. وأضاف في بيان مكتوب على قناته على تطبيق «تلغرام»: «نتقدم في منطقة كورسك. وأنشأنا مكتب قيادة عسكرية لضمان الأمن وتلبية احتياجات السكان المحليين».

ومن جهة أخرى أعرب مصدر بريطاني عن اعتقاده باستخدام دبابات بريطانية من طراز «تشالنجر 2» في التوغل المفاجئ. ويأتي ذلك بعد أن أكدت الحكومة البريطانية أن كييف حرة في استخدام الأسلحة البريطانية في هجومها في منطقة كورسك.

وقال مصدر بريطاني إن القوات الأوكرانية استخدمت الدبابات البريطانية، وفقاً لما كشفت عنه قناة «سكاي نيوز» لأول مرة. ورفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق على مسائل «عملياتية»، لكنها قالت إنه لم يحدث تغيير في السياسة منذ إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة البريطانية على الأراضي الروسية ضمن دفاع كييف عن نفسها، وفقا لما ذكرته «وكالة الأنباء البريطانية».

أحد العنابر الروسية التي استولت عليه القوات الأوكرانية (أ.ب)

ويعد الاستثناء الوحيد هو صواريخ «ستورم شادو» البريطانية بعيدة المدى، التي ما زال من المحظور استخدامها خارج حدود أوكرانيا.

وأثار التطور الأخير في الصراع مخاوف من حدوث تصعيد أوسع نطاقاً للتوترات بين روسيا والغرب. لكن وزارة الدفاع البريطانية قالت إن أوكرانيا لديها «حق واضح» في استخدام الأسلحة التي تبرعت بها المملكة المتحدة لأوكرانيا للدفاع عن نفسها، «وأن ذلك لا يستثني العمليات داخل روسيا».

وتعني هذه السياسة أن الصواريخ المضادة للدبابات، والمدفعية، والمركبات المدرعة، والأسلحة الأخرى التي تبرعت بها المملكة المتحدة لدعم المجهود الحربي لكييف قد تظهر قريباً في ساحة المعركة في روسيا. لكن مقر رئيس الوزراء البريطاني في داونينغ ستريت شدد في وقت سابق على أن صواريخ «ستورم شادو» بعيدة المدى لن تستخدم إلا في الصراع داخل أوكرانيا.

وقالت موسكو إنها سترد إذا سمحت بريطانيا لأوكرانيا بضرب روسيا بأسلحة بريطانية. وحث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مجدداً هذا الأسبوع الحلفاء الغربيين على السماح باستخدام الصواريخ طويلة المدى في ضربات على روسيا.

قال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني، الخميس، إن القوات الخاصة الأوكرانية أسرت مجموعة تزيد على 100جندي روسي، الأربعاء، في كورسك.

وأضاف أن المجموعة المكونة من 102 جندي من فوج «البنادق الآلية» التابع لـ«الحرس الروسي 488» ووحدة «أخمات» التابعة له، هي أكبر مجموعة من الجنود تم أسرها دفعة واحدة منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. وتابع قائلاً: «استولت (القوات الأوكرانية) على مركز قيادة رئيسي محصن بالخرسانة وواسع النطاق من جميع الجوانب، مع اتصالات تحت الأرض وثكنات للأفراد، ومطبخ، وسلاح وأيضاً حمام». وأظهرت صور نشرها المصدر عشرات الجنود الروس جالسين أو مستلقين على الأرض في البناية المحصنة بالخرسانة مع خوذاتهم وأسلحتهم بجوار الجدران.

وذكر المصدر أن الجنود الروس الأسرى ستتم مبادلتهم في نهاية المطاف مع أسرى حرب أوكرانيين.

وقال مفوض حقوق الإنسان الأوكراني، دميتري لوبينيتس، هذا الأسبوع، إنه أجرى محادثات مع نظيره الروسي بشأن تبادل الأسرى. وتتبادل أوكرانيا وروسيا أسرى الحرب بصفة دورية. وكان آخر تبادل الشهر الماضي. وقال مسؤولون أوكرانيون إن كييف تمكنت من استعادة 3405 أسرى من روسيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.


مقالات ذات صلة

كييف: أوقفنا الهجوم الروسي المضاد في منطقة كورسك

أوروبا مدرعة روسية في منطقة كورسك (أ.ب)

كييف: أوقفنا الهجوم الروسي المضاد في منطقة كورسك

تمكّن الجيش الأوكراني من وقف الهجوم الروسي المضاد الذي كان يهدف إلى استعادة مواقع في منطقة كورسك الخاضعة لسيطرة كييف، حسبما أفاد متحدث باسم القيادة الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)

الكرملين يندد بتصريحات «خطيرة» لأمين حلف شمال الأطلسي

وصفت الرئاسة الروسية (الكرملين) اليوم الأربعاء تصريحات ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بأنها «خطيرة»

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جندي روسي يقف بجوار مركبة عسكرية أوكرانية متضررة بمنطقة الحدود الروسية - الأوكرانية في كورسك (أ.ب)

محللة أميركية تؤكد أهمية نتائج توغل أوكرانيا بمنطقة كورسك

قالت المحللة الأميركية، كاثرين ستونر، إن أي حكم على الحكمة من استيلاء أوكرانيا على أراض روسية بمنطقه كورسك في 6 أغسطس (آب) الماضي، واحتلالها المستمر مساحة…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صورة ملتقطة من فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية لقوات من الدفاع الجوي الروسي تستهدف مسيّرات أوكرانية (إ.ب.أ)

قوات روسية تسيطر على مدينة في شرق أوكرانيا

قالت «وكالة الإعلام الروسية» نقلاً عن مصدر في الجيش الروسي إن قوات موسكو سيطرت على مدينة أوكراينسك في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا يقف جندي روسي بجوار مركبة عسكرية أوكرانية متضررة بمنطقة الحدود الروسية الأوكرانية في كورسك (أ.ب)

الكرملين يرفع تعداد القوات الروسية ليصل إلى 1.5 مليون عنصر رداً على «التهديدات» الغربية

أعلن الكرملين، الثلاثاء، أن قرار روسيا رفع عدد أفراد جيشها ليصل إلى 1.5 مليون عنصر يأتي رداً على «التهديدات» على حدودها الغربية في خضم الحرب ضد أوكرانيا.


الكرملين يرفع تعداد القوات الروسية ليصل إلى 1.5 مليون عنصر رداً على «التهديدات» الغربية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين أمس (أ.ف.ب)
TT

الكرملين يرفع تعداد القوات الروسية ليصل إلى 1.5 مليون عنصر رداً على «التهديدات» الغربية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين أمس (أ.ف.ب)

أعلن الكرملين، الثلاثاء، أن قرار روسيا رفع عدد أفراد جيشها ليصل إلى 1.5 مليون جندي يأتي رداً على «التهديدات» على حدودها الغربية في خضم الحرب ضد أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف الثلاثاء إن القرار «يعود إلى التهديدات التي تواجه بلادنا، والوضع العدائي جداً على حدودنا الغربية، وعدم الاستقرار على حدودنا الشرقية»، فيما رحب السفير الروسي لدى ألمانيا، سيرغي نتشاييف، من حيث المبدأ بالدعوة العلنية التي وجهها المستشار الألماني أولاف شولتس من أجل بدء عملية سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر اجتماعاً مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في 12 سبتمبر 2024 (رويترز)

وجاءت هذه التطورات على خلفية النقاش الدائر حول تزويد كييف بصواريخ وذخائر قادرة على ضرب العمق الروسي. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه يتعين على دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن «تضع أوكرانيا في أفضل وضع ممكن»، وذلك رداً على سؤال عن منح المملكة المتحدة الإذن لكييف باستخدام صواريخ كروز البريطانية طويلة المدى «ستورم شادو» ضد روسيا، حسبما أفادت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف (إ.ب.أ)

ووقّع الرئيس فلاديمير بوتين، الاثنين، مرسوماً بزيادة عدد القوات الروسية بواقع 180 ألف جندي وصولا إلى 1.5 مليون، ما يجعل الجيش الروسي ثاني أكبر جيش في العالم من حيث حجم القوات، وفقاً لوسائل إعلام. وهذه المرة الثالثة التي يأمر فيها بوتين بزيادة عدد القوات منذ بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022، فيما يقاتل نحو 700 ألف جندي في أوكرانيا، وفقاً لتقديرات بوتين في يونيو (حزيران).

في الأسابيع الستة الماضية دفعت روسيا بقواتها لوقف هجوم أوكراني عبر الحدود في منطقة كورسك، كما صعدت هجومها في شرق أوكرانيا.

ولا ينشر أي من الجانبين بيانات منتظمة عن الخسائر العسكرية، لكن تقديرات مستقلة تشير إلى عشرات آلاف القتلى والجرحى على الجانبين منذ اندلاع الحرب في 2022.

وكثيراً ما اشتكت روسيا من التهديدات عند حدودها، ومعظمها من توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويقول الناتو إنه تحالف دفاعي، ولا يسعى للمواجهة مع موسكو، عادّاً أن «السلوك العدواني» لروسيا تجاه جيرانها هو المسؤول عن تصاعد التوتر.

والتقى ستارمر بالرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن يوم الجمعة الماضي، لإجراء محادثات بشأن منح أوكرانيا الإذن باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف المطارات والقواعد العسكرية الروسية، لكن لم يتم التوصل إلى قرار.

وفي العام الماضي، زودت المملكة المتحدة أوكرانيا بصواريخ «ستورم شادو»، ولكن لا تزال الأسلحة محظورة الاستخدام خارج حدود أوكرانيا رغم طلبات كييف المتكررة.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، سئل ستارمر عن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن السماح بضربات بعيدة المدى «يعني أن دول حلف الناتو والولايات المتحدة والدول الأوروبية في حالة حرب مع روسيا».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع نظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)

وقال ستارمر للصحافيين في روما، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «أعتقد أنه من المهم بمكان لنا أن نبدأ من الموقف الأساسي، وهو أن هذه حرب غير قانونية بدأتها روسيا، ونتيجة لذلك فإنه يحق لأوكرانيا الدفاع عن نفسها، ويتعين علينا جميعاً - إيطاليا والمملكة المتحدة إضافة لحلفاء آخرين وبالأخص حلفاء الناتو - الوقوف مع أوكرانيا».

وأضاف ستارمر: «إنها حرب ضد قيم الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، التي تنطبق علينا جميعاً في بلداننا، ولكن عبر جميع الحلفاء. هذا هو سبب تقديمنا للقدرة والتدريب والأموال، وهناك مزيد من الالتزامات تم التعهد بها مؤخراً فيما يتعلق بكل ذلك».

وفي مقابلة مع إذاعة «دويتشلاندفونك»، أبدى السفير الروسي في ألمانيا، سيرغي نتشاييف، سروره بكلام المستشار من أجل بدء عملية سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأضاف أن هذا الأمر قد يعني في أفضل الأحوال أن هناك تفهماً يتبلور بشأن الحاجة إلى وجود خطة سلام.

ستارمر وخلفه وزير الخارجية ديفيد لامي خارج البيت الأبيض بعد اجتماع مع بايدن (إ.ب.أ)

في الوقت نفسه، قال الدبلوماسي إنه مع ذلك لم يطلع بعد على نص خطة السلام، وأردف: «عندها فقط يمكننا تقييم ما إذا كان الأمر يستحق الحديث على هذا الأساس». ولفت نتشاييف إلى أنه إذا كانت هذه الخطة مجرد نسخة أخرى من صيغة السلام التي قدمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن ذلك سيكون غير مقبول إطلاقاً بالنسبة لروسيا. وتتضمن صيغة السلام التي قدمها زيلينسكي انسحاباً روسياً من الأراضي الأوكرانية، وهو ما ترفضه موسكو بشكل قاطع.

يُذكر أنه منذ نهاية أغسطس (آب)، يدعو شولتس علناً إلى عملية سلام في الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وأكد شولتس خلال زيارته لكازاخستان أنه يؤيد عقد مؤتمر سلام يشمل روسيا، لكنه أشار إلى أن روسيا يجب أن تقدم إسهاماً يتمثل في «وقف عدوانها». وحتى الآن، لم يتم الحديث عن خطة سلام مفصلة من قبل المستشار. وأشار نتشاييف إلى سماع تصريحات مختلفة من دول غربية، منوهاً بالنقاش الدائر حول السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى تم تسليمها من الغرب لضرب أهداف داخل عمق روسيا. وقال: «سيكون ذلك وضعاً جديداً تماماً بالنسبة لنا، مع كل العواقب المترتبة على ذلك»، وأضاف أن مثل هذا الإذن سيجعل دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) «منخرطة بالكامل في الصراع ضد روسيا»، وستصبح طرفاً في الصراع على نحو صريح.

وعند سؤاله عن مقارنة الوضع الحالي بفترة الحرب الباردة، قال نتشاييف إن الوضع الآن «أكثر خطورة بكثير». وأوضح أنه في ذلك الوقت (فترة الحرب الباردة) كانت هناك قواعد التزم بها كلا الجانبين. وتابع نتشاييف: «الآن نرى أن هذه القواعد لا يتم الالتزام بها من جانب شركائنا الغربيين». وأعرب عن اعتقاده بأن أوكرانيا أصبحت الآن «مشبعة» بجميع أنواع الأسلحة المحتملة، وذكر أن هناك منافسة حول من يقدم لها أكثر.

تطورات ميدانية

ميدانياً قالت السلطات في منطقة سومي بشمال شرقي أوكرانيا الثلاثاء إن القوات الروسية استهدفت بنى تحتية للطاقة في المنطقة. وقالت السلطات الأوكرانية إن الجيش الروسي شنّ هجمات باستخدام 51 طائرة مسيرة على الأقل خلال الليل، وأعلنت قوات الدفاع الجوي الأوكراني إسقاط 34 طائرة من بين هذه الطائرات.

وأعلنت شركة الكهرباء المحلية في أوكرانيا أن الهجمات على مواقع للطاقة بمنطقة سومي بشمال شرقي أوكرانيا أسفرت عن انقطاع الكهرباء على نطاق واسع. وقالت الشركة إنه رغم مواصلة أعمال الإصلاح، فقد استمر انقطاع الكهرباء عن أكثر من 280 ألف منزل صباح الثلاثاء. وكانت العاصمة الإقليمية من بين المواقع التي خيم عليها الظلام بسبب الهجوم الليلي. وأضافت الشركة أنه يتم تزويد منشآت البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات ومحطات المياه بالكهرباء عبر أنظمة الطاقة الاحتياطية. وقال مسؤولون، كما نقلت عنهم «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه تم إسقاط 16 طائرة مسيرة روسية فوق سومي.

قوات روسية تستهدف مواقع أوكرانية (وزارة الدفاع الروسية)

وتقع سومي على حدود منطقة كورسك الروسية التي توغلت فيها القوات الأوكرانية في بداية أغسطس الماضي. وقال مسؤولون بمناطق كونوتوب وأوختيركا وسومي عبر تطبيق «تلغرام» إن هجوم الليلة الماضية تسبب في وقوع أضرار، وأضافوا أن مرافق البنية التحتية الحيوية اعتمدت على أنظمة كهرباء احتياطية.

وقال القائم بأعمال رئيس بلدية مدينة سومي أرتيم كوبزار إن الهجمات لم تسفر عن وقوع إصابات. وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الهجوم تسبب في اندلاع حريق في محطة كهرباء فرعية، وانقطاع التيار عن أكثر من 281 ألف مستهلك. وأضافت أن الكهرباء عادت جزئياً منذ ذلك الحين.

وفي كلمة بثها التلفزيون، قال حاكم منطقة سومي فولوديمير أرتيوك: «لم يحقق العدو هدفه بتدمير نظام الطاقة، لكننا نشعر حالياً أنه يواصل محاولة تدمير (النظام) لأنه يهاجم حالياً باستخدام الصواريخ وليس الطائرات المسيرة». وأضاف أن التقديرات الأولية تشير إلى أن القوات الروسية استخدمت أربعة صواريخ في أحدث هجوم.

وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال زيارة لمولدوفا الثلاثاء، كما نقلت عنها «رويترز»، أن ألمانيا ستقدم مساعدات إضافية بقيمة 100 مليون يورو (111 مليون دولار) لأوكرانيا هذا الشتاء. وقالت بيربوك قُبيل مؤتمر وزاري في كيشيناو إن روسيا تخطط مجدداً «لشن حرب شتوية لجعل حياة الناس في أوكرانيا مريعة قدر الإمكان».

وتشن روسيا موجات من الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مثل محطات الطاقة، وهو ما يسبب في بعض الأحيان انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من البلاد. وفي يونيو، قالت كييف إن هناك حاجة إلى مزيد من الدفاعات الجوية لإصلاح البنية التحتية من أجل تأمين الخدمات في فصل الشتاء عندما يبلغ الطلب على الطاقة ذروته بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.