أوكرانيا تستهدف مطاراً عسكرياً في الأراضي الروسية

زعمت إغراق غواصة... واتّهمت موسكو بإطلاق 600 قنبلة جوية خلال أسبوع

دخان قصف أوكراني يتصاعد في بيلغورود الروسية (أرشيفية - رويترز)
دخان قصف أوكراني يتصاعد في بيلغورود الروسية (أرشيفية - رويترز)
TT

أوكرانيا تستهدف مطاراً عسكرياً في الأراضي الروسية

دخان قصف أوكراني يتصاعد في بيلغورود الروسية (أرشيفية - رويترز)
دخان قصف أوكراني يتصاعد في بيلغورود الروسية (أرشيفية - رويترز)

استهدفت طائرات مسيّرة أطلقتها كييف مطاراً عسكرياً ومنشأة لتخزين النفط في الأراضي الروسية، وفق ما أكّد مصدر عسكري أوكراني السبت، بعيد إعلان موسكو أنها اعترضت 76 مسيّرة.

وتقول أوكرانيا إن هذه الهجمات هي ردّ على الضربات الروسية التي تستهدف أراضيها منذ بدء الغزو مطلع العام 2022، وتطول أهدافاً عسكرية وصناعية. وقال المصدر الأوكراني، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية»: «الليلة الماضية، استهدفت طائرات مسيّرة عائدة لجهاز الاستخبارات الأوكراني، مطار موروزوفسك العسكري في منطقة روستوف». وأوضح أن المطار يضم عدداً من الطائرات والقنابل الجوية الموجّهة، مشيراً إلى أن المسيّرات الأوكرانية «أبلت بلاءً حسناً في إصابة مستودع الذخائر الجوية».

600 هجوم

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي أن روسيا أطلقت أكثر من 600 قنبلة جوية موجهة نحو بلاده خلال أسبوع واحد. وأوضح عبر منصات التواصل الاجتماعي أنه «يجب أن يتم تدمير الطائرات المقاتلة الروسية حيث وجدت، عبر كل الوسائل الفاعلة. ضرب المطارات الروسية هو أمر عادل أيضاً».

ولم تعلّق موسكو على الأنباء المتعلقة باستهداف المطار العسكري، إلا أن الحاكم المحلي فاسيلي فولوبيف أفاد عبر «تلغرام» بأن السلطات المحلية فرضت حالة الطوارئ في مقاطعة موروزوفسك. وأضاف: «في الوقت الراهن، أحصينا وقوع أضرار في نوافذ (العديد من المباني)، لا سيما في المدارس ورياض الأطفال، إضافة الى منازل ومواقع صناعية». وبحسب المصدر الأوكراني، تم كذلك استهداف منشأة لتخزين النفط في مقاطعة كامنسكي بمنطقة روستوف.

وكانت السلطات الروسية أعلنت أن هجوماً بالطيران المسيّر أدى الى إصابة بعض الخزانات. وأكد مسؤول الإدارة المحلية فلاديمير سافين عبر «تلغرام» توجه أكثر من 90 رجل إطفاء و33 عربة إلى المكان للسيطرة على الحرائق.

غواصة روسية

على صعيد آخر، قالت القوات المسلحة الأوكرانية، السبت، إنها أغرقت الجمعة غواصة روسية في شبه جزيرة القرم، التي أعلنت موسكو ضمّها في عام 2014، ودمّرت أنظمة للدفاع الجوي.

ولم تتطرق وزارة الدفاع الروسية إلى هذه المزاعم بشكل مباشر، لكنها أفادت السبت بتدمير 76 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا بين ليل الجمعة وصباح السبت، مشيرة إلى أن معظمها تمّ «اعتراضه وتدميره» في مناطق «روستوف أون دون»، حيث مقر القيادة العسكرية للعمليات الروسية في أوكرانيا، وكورسك وبيلغورود الحدودية مع أوكرانيا، إضافة الى منطقة أوريول.

واستهدف الهجوم على بيلغورود مخزناً للنفط في مقاطعة غوبكين، وتسبّب بحريق تم إخماده سريعاً، وفق الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف غلادكوف.

بدوره، أعلن الجيش الأوكراني السبت أنه أسقط خلال ليل الجمعة - السبت، 24 مسيّرة أطلقتها روسيا خصوصاً في أجواء مناطق خيرسون وأوديسا وميكولاييف وبولتافا ودنيبروبتروفسك وكييف.


مقالات ذات صلة

الجيش الأوكراني: أغرقنا غواصة روسية وألحقنا أضراراً بصواريخ «إس 400»

أوروبا منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية «إس 400» خلال العرض العسكري ليوم النصر في الميدان الأحمر بوسط موسكو في 9 مايو 2023 (رويترز)

الجيش الأوكراني: أغرقنا غواصة روسية وألحقنا أضراراً بصواريخ «إس 400»

قال‭‭‭ ‬‬‬الجيش الأوكراني، السبت، إنه أغرق غواصة روسية وألحق أضراراً بمنظومة صواريخ مضادة للطائرات في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الاقتصاد علم أوكرانيا في ميدان رئيسي في العاصمة كييف (رويترز)

«ستاندرد آند بورز» تخفّض تصنيف أوكرانيا إلى درجة التخلف الجزئي عن السداد

خفّضت وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتماني، تصنيف الديون السيادية الأوكرانية الطويلة الأجل إلى درجة «إس دي»، أي تخلّف جزئي عن السداد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جثث تعود لجنود روس قُتلوا عند خط المواجهة في منطقة دونيتسك الأوكرانية (إ.ب.أ)

أوكرانيا وروسيا تتبادلان رفات نحو 300 جندي

أعلنت أوكرانيا، اليوم الجمعة، أنها استعادت رفات 250 جندياً وسلمت موسكو رفات 38 جندياً، في واحدة من كبرى عمليات التبادل من هذا النوع منذ بدء الغزو الروسي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف متحدثاً إلى الصحافيين (موقع الكرملين)

الكرملين يستبعد تقدّماً دبلوماسياً مع كييف بعد تبادل سجناء مع الغرب

استبعد الكرملين احتمال حدوث تقدّم فوري في المفاوضات بشأن النزاع في أوكرانيا في أعقاب عملية التبادل الكبيرة للسجناء بين موسكو ودول غربية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مقاتلات «إف - 16» خلال عرض عسكري بمناسبة يوم الجيش البولندي في وارسو 15 أغسطس 2023 (أ.ب)

​الكرملين يتوعد بتدمير مقاتلات «الناتو» في أوكرانيا

توعد الكرملين بتدمير مقاتلات غربية بدأت بلدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) تسليمها إلى أوكرانيا.

رائد جبر (موسكو)

تظاهرات اليمين المتطرف تُربك بريطانيا

عزّزت السلطات البريطانية الانتشار الأمني لمواجهة أعمال الشغب في مانشستر (إ.ب.أ)
عزّزت السلطات البريطانية الانتشار الأمني لمواجهة أعمال الشغب في مانشستر (إ.ب.أ)
TT

تظاهرات اليمين المتطرف تُربك بريطانيا

عزّزت السلطات البريطانية الانتشار الأمني لمواجهة أعمال الشغب في مانشستر (إ.ب.أ)
عزّزت السلطات البريطانية الانتشار الأمني لمواجهة أعمال الشغب في مانشستر (إ.ب.أ)

أربكت مظاهرات لمجموعات يمينية متطرّفة، عدداً من المدن البريطانية هذا الأسبوع، ما دفع السلطات لتعزيز الانتشار الأمني منعاً لأعمال شغب.

وانتشرت الشرطة البريطانية لاحتواء احتجاجات لليمين المتطرف وأخرى مضادة لها، السبت، مع الخشية من مزيد من الاضطرابات بعد ليلة ثالثة من أعمال الشغب إثر مقتل 3 فتيات طعناً وانتشار معلومات مضللة حول هوية المهاجم. وعبّر أئمة المساجد عن قلقهم من تصاعد التحريض ضدهم؛ إذ تعرّض مسجد في مدينة سندرلاند في شمال شرقي البلاد، وآخر في مدينة ساوثبورت (شمالي غرب) لهجمات خلال اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وشهدت كثير من المدن البريطانية تظاهرات، بينها مانشستر وليدز ونوتنغهام وبورتسموث ولندن، وكذلك بلفاست في آيرلندا الشمالية. وتخلل بعض هذه المظاهرات أعمال عنف، حيث ألقى متظاهرون حجراً على رجال الأمن، وحطّموا نوافذ فندق استُخدم لإيواء طالبي لجوء مؤقتاً، وأحرقوا سيارات.

دخان يتصاعد بعد مواجهات بين متظاهرين من اليمين المتطرف والشرطة بليفربول في 3 أغسطس (أ.ف.ب)

أما مساء الجمعة، فوقعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين أمام مسجد في مدينة سندرلاند بشمال شرقي إنجلترا، حيث رفع المحتجون الأعلام الإنجليزية، وأطلقوا هتافات معادية للإسلام في خضم أعمال عنف. ونددت الشرطة بـ«مستويات خطيرة من العنف»، وأوقفت 10 أشخاص ونقل 4 من عناصرها إلى المستشفى لعلاجهم من جروح أصيبوا بها خلال أعمال الشغب. وشهدت التظاهرات إحراق مركز للشرطة، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وقعت اشتباكات في مدن عدة، أبرزها لندن وهارتلبول في الشمال ومانشستر. وقال قائد شرطة نورثمبريا، مارك هول، للصحافيين: «لم يكن هذا احتجاجاً، بل كان عنفًا وفوضى لا تغتفر».

مظاهرات... ومظاهرات مضادة

أُطلقت أكثر من 30 دعوة في كل أنحاء بريطانيا للاحتجاج، معظمها تحت الشعار المناهض للهجرة «إيناف إز إيناف» «Enough is enough» (كفى)، والذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وفقاً للجمعية المناهضة العنصرية «هوب نات هيت» (الأمل وليس الكراهية). وأتت الدعوات بعد حادث الطعن الذي أودى بحياة 3 فتيات في ساوثبورت، الاثنين، وانتشار شائعات ومعلومات خاطئة على نطاق واسع بشأن ديانة المتهم. وكشفت المحكمة أن المتهم في جريمة القتل يُدعى أكسل روداكوبانا، وهو مراهق يبلغ 17 عاماً، بينما ذكرت تقارير أنه وُلد في كارديف بويلز لوالدين من رواندا.

جانب من مظاهرات اليمين المتطرف في مانشستر (إ.ب.أ)

واستعداداً ليوم جديد من التظاهرات التي قد تتحول إلى أعمال شغب، عزّزت السلطات استعداداتها الأمنية. وفي لندن، شارك متظاهرون ضد الهجرة في احتجاج، في جوار مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في وسط المدينة. وقال الطالب معراج هارون (24 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «طلب مني والداي ألا آتي اليوم، لكنني من هنا. المملكة المتحدة هي موطني». وفي مانشستر، تجمّع مئات الأشخاص في وسط المدينة، السبت، تلبية لدعوة جماعات مناهضة للعنصرية، رداً على تظاهرة نُسبت إلى «ناشطين يمينيين متطرفين»، وفق ما أشارت إليه حركة «ستاند أب تو رايسيسم» (الوقوف في وجه العنصرية) على موقع «إكس». وفي بلفاست، تجمّعت مجموعة صغيرة في وسط المدينة، وهتف أفرادها: «فليخرج الإسلام». أما في هال، فقد هتفت مجموعة من المتظاهرين «أنتم لستم بريطانيين بعد الآن»، بينما هتف متظاهرون مناهضون لهم: «قلها بصوت عالٍ، قلها بوضوح، اللاجئون مُرحّب بهم هنا»، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

«لا تسامح»

أكدت شرطة العاصمة، الجمعة في بيان، أنها «لن تتسامح مع الأفراد الذين يستخدمون الحق في التظاهر كوسيلة لارتكاب أعمال عنف أو التحريض على الكراهية العنصرية والدينية تجاه السكان أو الشرطة».

بدورها، توعّدت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر على منصة «إكس» مثيري الشغب بأنّهم «سيدفعون ثمن عنفهم وسلوكهم البلطجي». بينما اتهمت عمدة المنطقة الشمالية الشرقية، كيم ماكغينيس، «جماعات يمينية متطرفة» بالوقوف وراء أعمال العنف. وقالت: «أعلنوا عما سموه احتجاجاً سلمياً» في سندرلاند. وأضافت في حديث لشبكة «بي بي سي»: «لكن ليس ما هو سلمي في الأمر. إنه إجرام وعنف، وكان رد الشرطة قوياً». وندّدت وزيرة التعليم والنائبة عن سندرلاند، بريدجيت فيليبسون، بعنف «لا يغتفر». وأضافت أنه «سيجري التعرف على المجرمين المتورطين (...) ومحاكمتهم ومعاقبتهم». وقالت وزيرة الداخلية السابقة المحافظة بريتي باتيل، والمرشحة لزعامة حزب المحافظين إن العنف «غير مقبول على الإطلاق». ودعت باتيل الحكومة إلى دعوة البرلمان للانعقاد على الرغم من أنه بدأ، الثلاثاء، عطلته الصيفية التقليدية.