مناشدة الشرطة البريطانية لحماية المساجد إثر خطط اليمين المتطرف لمزيد من المظاهرات

مخاوف من تعرُّض أماكن إقامة طالبي اللجوء للتهديد من محرضين

المتظاهرون يحتجون أمام الشرطة خلال مظاهرة «كفى كفى» في وايتهول خارج مدخل 10 داونينغ ستريت بوسط لندن في 31 يوليو 2024 التي نظمت كرد فعل على رد الحكومة على عمليات الطعن القاتلة في ساوثبورت (أ.ف.ب)
المتظاهرون يحتجون أمام الشرطة خلال مظاهرة «كفى كفى» في وايتهول خارج مدخل 10 داونينغ ستريت بوسط لندن في 31 يوليو 2024 التي نظمت كرد فعل على رد الحكومة على عمليات الطعن القاتلة في ساوثبورت (أ.ف.ب)
TT

مناشدة الشرطة البريطانية لحماية المساجد إثر خطط اليمين المتطرف لمزيد من المظاهرات

المتظاهرون يحتجون أمام الشرطة خلال مظاهرة «كفى كفى» في وايتهول خارج مدخل 10 داونينغ ستريت بوسط لندن في 31 يوليو 2024 التي نظمت كرد فعل على رد الحكومة على عمليات الطعن القاتلة في ساوثبورت (أ.ف.ب)
المتظاهرون يحتجون أمام الشرطة خلال مظاهرة «كفى كفى» في وايتهول خارج مدخل 10 داونينغ ستريت بوسط لندن في 31 يوليو 2024 التي نظمت كرد فعل على رد الحكومة على عمليات الطعن القاتلة في ساوثبورت (أ.ف.ب)

دُعيت قوات الشرطة البريطانية إلى تكثيف الدوريات خارج المساجد وأماكن إقامة طالبى اللجوء، وسط خطط لتنظيم 19 مظاهرة على الأقل لليمين المتطرف في أنحاء إنجلترا خلال الأيام المقبلة، وفق تقرير لصحيفة «الغارديان» الجمعة.

وانتشرت المظاهرات العنيفة من ساوثبورت إلى لندن، وهارتلبول، ومانشستر، وألدرشوت بعد الفظائع التي ارتكبت في نادي عطلة للأطفال يوم الاثنين الماضي.

صورة أليس داسيلفا أغيار واحدة من الأطفال الـ3 الذين وقعوا ضحايا لهجوم بسكين خلال حدث رقص في ساوثبورت، تظهر بالقرب من أزهار وُضعت لتكريم ذكراها في ساوثبورت (رويترز)

مزيد من الاضطرابات

وقال قادة المجتمع المحلي، الخميس، إنهم يشعرون بخوف زائد من مزيد من الاضطرابات بعد أن استهدفت الحشود من المحرضين على «التخويف»، المساجد وأماكن إقامة طالبي اللجوء. وبدأت أعمال الشغب بعد انتشار معلومات مغلوطة على نطاق واسع على الإنترنت حول هوية ودوافع المشتبه به في جرائم القتل في ساوثبورت، الذي ذكر، الخميس، أنه أكسل روداكوبانا، البالغ من العمر 17 عاماً. ولم تتمكن وسائل الإعلام من ذكر اسم الفتى الذي ولد في كارديف لوالدين روانديين، لأنه لم يتجاوز الـ18 من العمر. لكن القاضي أندرو ميناري، قال إنه ينبغي الإبلاغ عن اسمه على أساس أن استمرار حجب هويته يهدد «بالسماح للآخرين الذين يخططون لمزيد من الأضرار بالاستمرار في نشر المعلومات المضللة في دائرة مفرغة».

دمية وزهور عند تقاطع طريق تيثبارن وشارع هارت تخليداً لذكرى إلسي دوت ستانكومب وبيبي كينغ وأليس داسيلفا أغيار ضحايا هجوم بسكين في ساوثبورت (رويترز)

ومن المقرر أن يمثل روداكوبانا بعد ذلك أمام المحكمة في أكتوبر (تشرين الأول) بتهمة قتل أليس داسيلفا أغيار، البالغة من العمر 9 أعوام، وإيلسى دوت ستانكومبى، البالغة من العمر 7 أعوام، وبيبى كينغ، البالغة من العمر 6 أعوام، ومحاولة قتل 10 آخرين. وكانت مساجد في ساوثبورت وهارتلبول قد تعرضت لهجمات من مثيري الشغب يومي الثلاثاء والأربعاء، وسط شائعات على الإنترنت تقول إن المشتبه به مسلم، في حين أنه لا يُعرف سوى القليل عن معتقداته أو دوافعه.

رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داونينغ ستريت بعد مشاهد الاضطرابات العنيفة في ساوثبورت وهارتلبول ومانشستر (د.ب.أ)

وفي مانشستر وألدرشوت في هامبشاير، استهدف المتظاهرون أماكن إقامة طالبي اللجوء وهم يحملون لافتات مكتوباً عليها «اطردوهم، لا تدعموهم»، و«لا شقق للمهاجرين غير الشرعيين». وفي وسط لندن، ألقى المتظاهرون المشاعل والعلب المعدنية وهم يهتفون «لتسُد بريطانيا»، و«أنقذوا أطفالنا»، وشعارات الحكومة المحافظة السابقة: «أوقفوا القوارب (المهاجرين)».

ووقعت المأساة الاثنين في مدرسة للرقص خلال نشاط لأطفال تراوح أعمارهم بين 6 أعوام و11 عاماً، محوره أعمال النجمة الأميركية تايلور سويفت. ووصف شهود على المأساة مشاهد مرعبة لأطفال ينزفون في الشوارع، وأمهات مذهولات يبحثن عن أطفالهن. ووفق رواية الشرطة، فقد دخل المعتدي المبنى، وأخذ يهاجم الأطفال الذين كانوا يشاركون في دروس رقص.

«أمن المساجد»

أحد ضباط الشرطة يصل للقاء رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لمناقشة الاشتباكات التي أعقبت حادث ساوثبورت (رويترز)

من جانبها، قالت شركة «أمن المساجد»، التي تقدم المشورة لقادة الدين حول الحماية، أنها تلقت استفسارات من أكثر من 100 مسجد تطلب المساعدة في الأيام الأخيرة. وقال شوكت ورايش، مدير الشركة، إن التوصيات الأمنية للشركة على الإنترنت جرى تنزيلها «بالمئات» نتيجة «السرد الزائف المعادي للمسلمين الذي يتم الترويج له في أعقاب جرائم القتل في ساوثبورت». كما كانت هناك تقارير سردية عن إلغاء المساجد لمناسبات هذا الأسبوع إثر المخاوف الأمنية. واطلعت صحيفة «الغارديان» على تفاصيل ما لا يقل عن 19 مظاهرة لليمين المتطرف يجري التخطيط لها في الأيام المقبلة في البلدات والمدن في جميع أنحاء إنجلترا.

شاحنة سجن يعتقد أنها تنقل أكسل روداكوبانا الشاب البالغ من العمر 17 عاماً المتهم بقتل 3 فتيات صغيرات في هجوم بسكين في ساوثبورت (رويترز)

وتجري كثير من الأحداث تحت شعار «كفى» و«احموا أطفالنا»، وهو الشعار نفسه الذي استخدمه المتظاهرون خارج مقر الحكومة البريطانية مساء الأربعاء. وجرى اعتقال أكثر من 110 أشخاص بعد أن اشتبك المتظاهرون مع الشرطة. ومن المقرر أن تُنظم مظاهرات مضادة في مانشستر وليفربول وسط مخاوف من أن يشعر مناهضو الهجرة بالجرأة بسبب الاضطرابات التي نجمت عن عمليات القتل في ساوثبورت.

امرأة تنظر إلى الأزهار والدمى المحشوة الموضوعة تخليداً لذكرى إلسي دوت ستانكومب وبيبي كينغ وأليس داسيلفا أغيار (رويترز)

وتهيمن مشاعر «الصدمة» و«الذهول» على ساوثبورت وجميع أنحاء بريطانيا، الثلاثاء، غداة حادث طعن أسفر عن مقتل 3 فتيات وإصابة 8 أطفال آخرين في مدرسة للرقص في شمال غرب إنجلترا.

وأعلنت الشرطة وفاة طفلة تبلغ 9 سنوات صباح الثلاثاء، متأثرة بجروحها. وكان عمر الضحيتين الأوليين، اللتين توفيتا، الاثنين، 6 و7 أعوام. وتستجوب الشرطة شاباً يبلغ 17 عاماً، بُعيد المأساة التي وقعت الاثنين، في منتصف العطلة المدرسية، خلال نشاط لأطفال تراوح أعمارهم بين 6 و11 عاماً محوره أعمال النجمة الأميركية تايلور سويفت. وأعربت المغنية التي تقوم حالياً بجولة حول العالم، عن «صدمة كبيرة» في منشور على «إنستغرام»، مضيفة: «كانوا مجرد أطفال صغار في حصة للرقص». لم تقدم الشرطة بعد أي معلومة عن الدافع المحتمل، واكتفت بإعلان استبعاد فرضية الهجوم الإرهابي. في مدينة ساوثبورت الساحلية الصغيرة التي تبعد نحو 20 كيلومتراً من ليفربول، يشعر السكان بالرعب. في الآن ذاته، يتدفق المعزون ويترك المارة زهوراً وبطاقات في شارع هارت؛ حيث وقعت المأساة. وقالت ليان حسن التي كانت ابنتها في حضانة قريبة: «لا أستطيع أن أصدق أن ما وقع حدث بالقرب من هنا»، مضيفة: «يجب أن يكون الأطفال آمنين في النادي... يجب أن يكونوا قادرين على الاستمتاع بإجازتهم دون خوف من التعرض للطعن».

وقال نايجل فوسيت جونز، قس جمعية إنجيلية محلية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن السكان في حالة من «الصدمة والذهول والإحباط، بينما ينتظرون أنباء عن المصابين الآخرين». ووفق أحدث حصيلة للشرطة، فإن 5 من الأطفال الـ8 المصابين في حالة «حرجة».

وأكد وزير الدولة لشؤون الجاليات البرتغالية في الخارج خوسيه سيزاريو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن والدي الضحية البالغة 9 سنوات برتغاليان، ويتحدران من جزيرة ماديرا. كما أصيب شخصان بالغان بجروح خطيرة، ربما أثناء محاولتهما «حماية» الأطفال. ووفق وسائل إعلام بريطانية، فإن المصابين هما منشّط النادي، ورجل يعمل بالجوار اسمه جوناثان هايس، ويبلغ 63 عاماً. وقالت زوجته هيلين لصحيفة «ديلي تلغراف» إنه تعرّض للطعن في ساقه أثناء محاولته التدخل، موضحة أنه «سمع صراخاً، وخرج، فرأى المهاجم، رأى أنه أصاب طفلاً، وحاول انتزاع السكين منه». ووصف شهود على المأساة مشاهد مرعبة لأطفال ينزفون في الشوارع، وأمهات مذهولات يبحثن عن أطفالهن.

مدينة «في حداد»

بعد وزيرة الداخلية إيفيت كوبر، زار رئيس الوزراء كير ستارمر مكان الهجوم بعد ظهر الثلاثاء؛ إذ وضع إكليلاً من الزهور البيضاء بين كثير من باقات الزهور التي تركها السكان. وأشار إلى أن العائلات تعاني «ألماً شديداً وحزناً لا يمكن لمعظمنا أن يتخيله». ووفق رواية الشرطة التي جرى استدعاؤها إلى مكان الحادث قبيل ظهر الاثنين، فقد دخل المعتدي المبنى، وأخذ يهاجم الأطفال الذين كانوا يشاركون في دروس الرقص. وأطلق المعجبون البريطانيون بالمغنية تايلور سويفت مجموعة على الإنترنت جمعت حتى الآن تبرعات بعشرات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية في غضون ساعات. وألغى نادي كرة القدم المحلي مباراة ودية كان من المقرر إجراؤها في المساء، وفتح صالة الملعب للراغبين في التجمع بعد المأساة.

لم تقدم الشرطة أي معلومات عن المُشتبه به، باستثناء عمره وكونه من كارديف في ويلز، ما أثار حيرة جزء من السكان، خصوصاً مع انتشار معلومات كاذبة عنه.

ووفق شبكة «بي بي سي»، فإن عائلته تنحدر من رواندا.


مقالات ذات صلة

الشرطة الفرنسية تبحث عن 8 سجناء من شمال أفريقيا فروا من مركز اعتقال

أوروبا عناصر من الشرطة الفرنسية في حالة استنفار بالعاصمة باريس (متداولة)

الشرطة الفرنسية تبحث عن 8 سجناء من شمال أفريقيا فروا من مركز اعتقال

بدأت الشرطة الفرنسية حملة تفتيش عن 8 سجناء من دول شمال أفريقيا فروا من مركز اعتقال في مدينة نيس جنوب فرنسا، ليل الاثنين.

«الشرق الأوسط» (نيس )
شؤون إقليمية إردوغان يرغب في الترشح مجدداً لرئاسة تركيا (الرئاسة التركية)

محاولات ترشيح إردوغان لرئاسة تركيا مجدداً تفجر تساؤلات حول مستقبل حزبه

أشعلت تصريحات لكبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول فتح الطريق لترشيحه للرئاسة لولاية جديدة جدلاً واسعاً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية ملصق مطلوب من وزارة الخارجية الأميركية لقائد قوة الرضوان السابق في «حزب الله» إبراهيم عقيل مع عرض مكافأة بقيمة 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه (وزارة الخارجية الأميركية)

مسؤول أميركي: إسرائيل لن تحصل على مكافآت لقتلها مطلوبين على لوائح واشنطن

قال مسؤول أميركي إن إسرائيل غير مؤهلة لتلقي أموالٍ مكافأةً على المعلومات التي جمعتها ضد مطلوبين خصصت أميركا مكافأة مقابل معلومات عنهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري الرئيس الفرنسي ونظيره النيجيري في باريس قبل أيام (رويترز)

تحليل إخباري بعد قرار تشاد وتصريحات السنغال... هل يُغير الفرنسيون تحالفاتهم الأفريقية؟

طُرد الجنود الفرنسيون في السنوات الأخيرة من مالي ثم بوركينا فاسو والنيجر، وأخيراً من تشاد.

الشيخ محمد (نواكشوط )
العالم العربي الحكومة اليمنية تتهم الجماعة الحوثية بتنفيذ أجندة إيران لتهديد السلم المحلي والإقليمي (رويترز)

ترحيب يمني بتصنيف كندا الحوثيين «منظمة إرهابية»

رحبت الحكومة اليمنية بقرار الحكومة الكندية تصنيف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران «منظمةً إرهابيةً»، داعية بقية دول العالم إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

«الشرق الأوسط» (عدن)

«الناتو» يطالب بتوفير دعم كافٍ لأوكرانيا «لتغيير مسار» الحرب

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أ.ب)
TT

«الناتو» يطالب بتوفير دعم كافٍ لأوكرانيا «لتغيير مسار» الحرب

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أ.ب)

حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، الأربعاء، أعضاء «الناتو» على تزويد أوكرانيا ما يكفي من أسلحة لـ«تغيير مسار» الحرب، حيث تحقق القوات الروسية مكاسب على طول خط المواجهة، فيما يتوجَّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مالطا، الخميس، للمشاركة في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في أول زيارة لدولة عضو بالاتحاد الأوروبي، منذ شنّت روسيا هجومها على أوكرانيا، في فبراير (شباط) 2022.

الثلاثاء، أعلن الجيش الروسي أن قواته سيطرت على قريتين في جنوب أوكرانيا وفي شرقها، حيث تحرز قواته مكاسب بسرعة غير مسبوقة، منذ مارس (آذار) 2022.

أنتوني بلينكن متحدثاً خلال اجتماع الناتو في بروكسل (أ.ف.ب)

وقال روته، بعد اجتماع مع وزراء خارجية الحلف في بروكسل: «علينا تقديم دعم كافٍ (لأوكرانيا) لتغيير مسار هذه الحرب بشكل نهائي».

أعلن سلاح الجو في أوكرانيا، الأربعاء، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 29 من أصل 50 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على البلاد، الليلة الماضية. وأوضح بيان أن القوات الروسية شنَّت هجوماً منسقاً على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام صاروخ موجَّه طراز «كيه إتش69 - 59»، تم إطلاقه من منطقة كورسك الروسية، إلى جانب 50 طائرة مسيرة طراز «شاهد»، وطرازات أخرى مجهولة الهوية، تم إطلاقها من مناطق بريمورسكو - أختارسك وأوريول وميليروفو، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم».

وأوضح روته أمين عام التكتل العسكري الغربي: «هذا يعني أننا نريد أن نضع أوكرانيا في موقع قوة، حتى تتمكن الحكومة الأوكرانية يوماً ما من الشروع في مفاوضات مع الروس». ودعا مجدداً إلى منح أوكرانيا المزيد من المساعدات العسكرية لتمكينها من الدفاع عن نفسها بشكل أفضل ضد الضربات الروسية التي تقوم منذ أسابيع بتدمير منشآت الطاقة.

طلبت أوكرانيا الثلاثاء 20 منظومة دفاع جوي على الأقل، لحماية أكبر عدد ممكن من منشآت الطاقة الاستراتيجية على أراضيها، في معرض تعليقه على الوضع الصعب الذي تواجهه كييف ميدانياً.

قال الأمين العام لحلف إن روسيا «تدعم» البرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية مقابل حصولها على أسلحة وجنود من بيونغ يانغ في حربها ضد أوكرانيا. وأضاف: «يمكن لهذه التطورات أن تزعزع استقرار شبه الجزيرة الكورية، وتهدد حتى الولايات المتحدة». واعتبر أن «الحرب غير الشرعية في أوكرانيا تهددنا جميعاً». وأشار إلى الخطر العالمي الذي يمثله، حسب قوله، «التنسيق المتزايد» بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، في هذا الصراع.

ويحاول روته والعديد من الدول الأوروبية المنضوية في «الناتو» إقناع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، قبل تسلمه السلطة، في يناير (كانون الثاني)، بضرورة مواصلة دعم أوكرانيا. وتعهَّد الملياردير الأميركي، خلال حملته الانتخابية، بإنهاء الحرب في أوكرانيا «خلال 24 ساعة»، لكنه لم يكشف عن طريقة تحقيق هذا الهدف. وأرسلت كوريا الشمالية ما بين 10 آلاف و12 ألف جندي إلى روسيا، لمساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا، وهو ما اعتبره الغرب «تصعيداً كبيراً».

قال غابريليوس لاندسبيرجيس، وزير الخارجية الليتواني، الأربعاء، إن أعضاء حلف شمال الأطلسي سيتعيَّن عليهم تقديم ضمانات من أجل إحلال السلام في أوكرانيا. وأضاف: «إذا كنا نريد إحلال السلام في أوكرانيا، فسيتعين علينا تقديم ضمانات أمنية. لا توجد طريقة أرخص للضمانات الأمنية من المادة الخامسة في (ميثاق) حلف شمال الأطلسي». وتابع: «ستُسوى الحرب في ساحة المعركة فحسب. من يقول إننا لا نستطيع تزويد أوكرانيا بما تحتاج إليه واهم».

ودافع المستشار الألماني أولاف شولتس مجدداً عن رفضه تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز طراز «تاوروس» بعيدة المدى، وقال إن المهم الآن هو «الحفاظ على التفكير بهدوء». كما دافع عن رحلته الأخيرة إلى أوكرانيا. وخلال جلسة استجواب الحكومة في البرلمان الأربعاء، أكد شولتس أن هذه الزيارة بالنسبة له محورية في هذا الوقت بالذات قبل حلول الشتاء الذي يشكل مخاطر كبيرة على أوكرانيا، مشيراً إلى أن الغرض من الزيارة هو التباحث مع الأوكرانيين حول خططهم لهذه المرحلة. وأضاف السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن هذا الأمر «يجب أن يتم ذلك بشكل مفصل ومكثَّف للغاية».

وأكد شولتس على أن الأمر يتعلق الآن بمبدأ يجب مراعاته دائماً، وأردف: «هذا المبدأ يعني أنه لا ينبغي اتخاذ قرارات تتجاوز الأوكرانيين».

ولا ينبغي تحديد كيفية المضي قدماً عن طريق محادثات هاتفية وتفاهمات يقوم بها آخرون، بل يجب أن تتمكن أوكرانيا من النظر في ذلك، من خلال التباحث مع أفضل أصدقائها وحلفائها. وهذا بالضبط ما قمت به».

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن أوكرانيا بحاجة إلى إشراك الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً في الحرب ضد روسيا. وأضاف أن وجود العنصر البشري في ساحة المعركة يسبق الذخائر والأسلحة في الأهمية لتحقيق النجاح. وقال لـ«رويترز» خلال مقابلة في بروكسل: «هذه قرارات صعبة جداً... لكنَّ كثيرين منا يعتقدون أن إشراك الشباب في المعركة على سبيل المثال أمر ضروري. لا يشارك في المعركة حاليا من تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً».

لافروف مع نظيره الصيني (أ.ف.ب)

من جانب آخر، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا لصحافيين إن وزير الخارجية الروسي سيترأس الوفد الروسي في القمة التي ستُعقَد يومي 5 و6 ديسمبر (كانون الأول) في مالطا، رغم أنه يخضع لعقوبات أوروبية، منذ فبراير (شباط) 2022.

تأتي هذه الزيارة وسط تكهنات بشأن إطلاق عملية سلام محتملة حول أوكرانيا المدعومة عسكرياً من دول الاتحاد الأوروبي، وقبل شهر ونصف الشهر من عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وسط خشية كييف من توقف المساعدات الأميركية.

بوتين في اجتماع تحالف أمني للدول السوفياتية السابقة في أستانة بكازاخستان... وإلى جانبه وزير الخارجية لافروف (إ.ب.أ)

قالت روسيا، الأربعاء، إنه لا يوجد أساس حتى الآن لإجراء مفاوضات بشأن كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك في تصريحات عن محادثات السلام أصبحت أكثر تواتراً، منذ فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية، في نوفمبر (تشرين الثاني). وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف لصحيفة «إزفستيا»: «لا يوجد أساس للمفاوضات حتى الآن»، مؤكداً موقف موسكو الثابت بخصوص المحادثات.

وأضاف: «العديد من الدول أعلنت استعدادها لاستضافة المحادثات... ونحن ممتنون لجميع الدول على هذه النيات الحسنة، ومنها قطر».

وأعلنت كييف، الثلاثاء، أنها لن تقبل بأي شيء أقل من عضوية حلف الأطلسي لضمان أمنها في المستقبل، كما قالت إنها لن تتنازل عن أراضيها.

وتعود آخر زيارة للافروف إلى الاتحاد الأوروبي لديسمبر (كانون الأول) 2021، في السويد، بحسب وزارته، بمناسبة اجتماع آخر لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي أُسِّست خلال الحرب الباردة لتكون منصة حوار بين الشرق والغرب.

ومنذ أمر فلاديمير بوتين جيشه بمهاجمة أوكرانيا في 24 فبراير 2022. اقتصرت التبادلات الدبلوماسية بين لافروف والغرب بشكل أساسي على اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.

وفي نهاية عام 2023، زار وزير الخارجية الروسي مقدونيا الشمالية، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لحضور اجتماع آخر لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وكانت زيارته إلى سكوبيي قد دفعت دولاً عدة (أوكرانيا ودول البلطيق وبولندا) إلى مقاطعة هذا التجمُّع الوزاري. ووجهت الغالبية العظمى من المشاركين الآخرين انتقادات للافروف، ودانوا بدورهم «العدوان غير المبرر»، فيما غادر الوزير الروسي قاعة الاجتماع في عدة مناسبات.