عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الأوروبي... أوربان يلتقي زيلينسكي في كييف

يدعو لوقف إطلاق نار يكون «محدداً زمنياً ويسمح بتسريع محادثات السلام»

عرقل أوربان عدة مرات مساعدات الاتحاد الأوروبي لكييف وحاول مراراً وتكراراً منع فرض عقوبات ضد روسيا (أ.ف.ب)
عرقل أوربان عدة مرات مساعدات الاتحاد الأوروبي لكييف وحاول مراراً وتكراراً منع فرض عقوبات ضد روسيا (أ.ف.ب)
TT

عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الأوروبي... أوربان يلتقي زيلينسكي في كييف

عرقل أوربان عدة مرات مساعدات الاتحاد الأوروبي لكييف وحاول مراراً وتكراراً منع فرض عقوبات ضد روسيا (أ.ف.ب)
عرقل أوربان عدة مرات مساعدات الاتحاد الأوروبي لكييف وحاول مراراً وتكراراً منع فرض عقوبات ضد روسيا (أ.ف.ب)

حث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي بدأ، الثلاثاء، أول زيارة له لأوكرانيا منذ بدء الاجتياح الروسي في فبراير (شباط) من عام 2022، الرئيس فولوديمير زيلينسكي على النظر في «وقف إطلاق النار»، في أسرع وقت ممكن من أجل تحقيق السلام.

وقال أوربان، الزعيم الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي حافظ على علاقات وثيقة مع الكرملين، وعرقل عدة مرات مساعدات الاتحاد الأوروبي لكييف، وحاول مراراً وتكراراً منع فرض عقوبات ضد روسيا: «لقد طلبت من الرئيس (الأوكراني) النظر في إمكانية وقف فوري لإطلاق النار»، على أن يكون «محدداً زمنياً ويسمح بتسريع محادثات السلام».

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف 2 يوليو 2024 (رويترز)

ونقلت وكالة الأنباء الوطنية «إم تي آي» عن بيرتالان هافاسي، المتحدث باسمه، قوله إن الزعيم القومي «وصل إلى كييف لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي». وأضاف أن الزيارة ستتناول في المقام الأول «إمكانية تحقيق السلام».

وقال المتحدث باسم الحكومة المجرية، زولتان كوفاكس، عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، الثلاثاء: «وصل فيكتور أوربان إلى كييف هذا الصباح لمناقشة السلام الأوروبي مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي». وأعلن أوربان، في مقابلة أجريت معه قبل فترة وجيزة من زيارته لكييف، عن رغبته في اتخاذ خطوات نحو تحقيق السلام.

وكانت آخر مرة زار فيها أوربان أوكرانيا في عام 2015، عندما كان فيكتور يانوكوفيتش، الذي فر لاحقاً إلى روسيا، لا يزال في منصب الرئيس.

مسيّرات تم تسليمها للقوات الأوكرانية في كييف (إ.ب.أ)

وجاءت الزيارة بعد يوم من تولي المجر الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر. ولا تزال المجر تعتمد بشكل كبير على إمدادات الغاز الروسية، التي يتدفق بعضها عبر أوكرانيا، رغم الحرب. ومع ذلك، فإن كييف لا تريد تمديد العقد الذي ينتهي في نهاية العام الحالي.

وأوربان هو الزعيم الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي حافظ على علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويعمل على تعزيز علاقات بلاده السياسية والاقتصادية مع الكرملين. ولا تزال روسيا مصدراً رئيسياً لتزويد الدولة الواقعة في وسط أوروبا بالطاقة.

آثار الدمار في خاركيف بعد الضربات الروسية ليل الجمعة (أ.ف.ب)

وقال أوربان، كما نقلت عنه «الصحافة الفرنسية»: «لقد طلبت من الرئيس النظر في إمكانية وقف فوري لإطلاق النار»، على أن يكون «محدداً زمنياً، ويسمح بتسريع محادثات السلام».

وأضاف أن المحادثات مع زيلينسكي كانت «صريحة»، موضحاً: «سأبلغ بالتأكيد مجلس الاتحاد الأوروبي بمضمون هذه المحادثات لاتخاذ القرارات الأوروبية اللازمة».

من جهته، أكد زيلينسكي مجدداً خلال مؤتمر صحافي أن زيارة أوربان تظهر «الأولويات الأوروبية المشتركة، ومدى أهمية إحلال سلام عادل في أوكرانيا وكل أنحاء أوروبا». ودعا الرئيس الأوكراني أيضاً إلى الحفاظ على «مستوى كاف» من المساعدات العسكرية التي تقدمها أوروبا لكييف.

ويتميز رئيس الوزراء المجري بمعارضته لزيادة هذه المساعدات التي تكتسي أهمية كبرى بالنسبة لأوكرانيا في مواجهة روسيا، ويدعو بانتظام إلى وقف لإطلاق النار، مؤكداً أن النصر لن يكون من نصيب الأخيرة.

مركبات عسكرية سُلمت للقوات الأوكرانية في العاصمة كييف

في مطلع السنة، استخدم حق النقض لوقف مساعدات بقيمة 50 مليار يورو، وتمت المصادقة في نهاية المطاف على هذه المساعدات لكن مع تأخير ندد به المسؤولون الأوكرانيون. لكن رئيس الوزراء المجري أكد رغبته في «تحسين» العلاقات الثنائية بين بودابست وكييف.

كما يعارض الزعيم المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي والذي يتولى السلطة منذ عام 2010، بشدة أي نقاشات حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، باعتبار أن الشروط لم يتم استيفاؤها. في ديسمبر (كانون الأول)، امتنع رئيس الوزراء المجري خلال قمة الاتحاد الأوروبي عن التصويت على قرار بدء محادثات مع كييف بشأن انضمامها إلى التكتل؛ إذ غادر القاعة.

زيلينسكي مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المقرب من موسكو (أ.ف.ب)

وكانت المفوضية الأوروبية طلبت من كييف اتخاذ إجراءات لمكافحة الفساد ونفوذ القلة. وطلبت أيضاً مراعاة الأقليات بشكل أفضل، وهو إجراء أصرت عليه بودابست بسبب وجود جالية مجرية في أوكرانيا.

وبعث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، برسالة «تهنئة» إلى المجر على تسلمها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، معرباً عن أمله في أن تعمل على تعزيز «القيم والأهداف والمصالح الأوروبية المشتركة».

أوربان يتحدث إلى زيلينسكي خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي ببروكسل في 27 يونيو 2024 (رويترز)

ولطالما وصف أوربان الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه «عملية عسكرية»، مستخدماً التعبير الملطف الذي فرضه الكرملين لتجنب كلمة الحرب. وكان أوربان قد التقى بوتين في بكين في أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ لمناقشة التعاون في مجال الطاقة. وكان رئيس الوزراء المجري قد أدرج الزعيم الأوكراني ضمن «معارضيه» خلال كلمة ألقاها عقب إعادة انتخابه في عام 2022. وندد زيلينسكي من جانبه في الأيام الأولى للحرب بعدم تقديم أوربان الدعم. لكن الزعيمين التقيا مرات عدة وخاصة في نهاية يونيو (حزيران) خلال انعقاد قمة المجلس الأوروبي في بروكسل.

حث أوربان زيلينسكي على النظر في «وقف إطلاق النار» (أ.ف.ب)

وفي ديسمبر، تحدثا على هامش حفل تنصيب الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي. وأظهر مقطع فيديو هذه المحادثة التي بدت متوترة. ووصف زيلينسكي المحادثة بأنها «كانت صريحة». وهذا الاجتماع بين الزعيمين كان قيد البحث منذ أشهر، بحسب مسؤولين أوكرانيين. والتقى وزيرا خارجية البلدين في نهاية يناير (كانون الثاني)؛ للتحضير لاجتماع بين قادتهما.

والخلاف بين البلدين ليس جديداً؛ إذ تدهورت العلاقات بين البلدين بالفعل قبل الحرب في أوكرانيا بعد أن اعتمدت الأخيرة سلسلة إجراءات مثيرة للجدل منذ عام 2017، لا سيما حول تدريس اللغة الأوكرانية. ويعيش أكثر من 100 ألف شخص من أصول مجرية في الدولة التي تمزقها الحرب، جميعهم تقريباً في منطقة ترانسكارباثيا التي كانت تابعة للمجر قبل الحرب العالمية الأولى. كما استقبلت المجر المجاورة لأوكرانيا عدداً أقل بكثير من اللاجئين مقارنة بأغلبية دول الاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

شي وبوتين يدعوان في أستانا إلى عالم «متعدّد الأقطاب»

آسيا الرئيس البيلاروسي ونظيره الصيني (يمين ويسار الصورة من الخلف) (رويترز)

شي وبوتين يدعوان في أستانا إلى عالم «متعدّد الأقطاب»

تدخل قمة أستانا في إطار تحرّكات دبلوماسية مستمرّة في آسيا الوسطى، التي يجتمع قادة دولها بانتظام مع بوتين وشي.

«الشرق الأوسط» (استانا (كازاخستان))
أوروبا زيلينسكي مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)

زيلينسكي سيلتقي قادة الكونغرس لفهم ما إذا كانت بلاده ستلقى الدعم أم ستُترك وحيدة

سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء المقبل، كبار قادة الكونغرس الأميركي.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا زيلينسكي يصطحب قادة «آزوف» معه في رحلة عودته من تركيا إلى بلاده (أ.ب)

لماذا لا ترى روسيا وأوكرانيا تركيا وسيطاً مناسباً لإنهاء الحرب بينهما؟

رفضت روسيا عرض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالوساطة مع أوكرانيا.

سعيد عبد الرازق
آسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)

بوتين: حركة طالبان «حليفتنا في مكافحة الإرهاب»

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حركة طالبان الأفغانية «حليفتنا في مكافحة الإرهاب»، وذلك بعدما تعرضت روسيا لاعتداءات عدة في الأشهر الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

زيلينسكي: على ترمب الكشف عن خطته لإنهاء الحرب سريعاً

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن دونالد ترمب يجب أن يقدم خطته لإنهاء الحرب سريعا مع روسيا، محذرا من أن أي مقترح لا بد أن يتجنب الإخلال بسيادة البلاد.

«الشرق الأوسط» (كييف)

السويد تحتج لدى بغداد على أحكام إعدام بحق ثلاثة من مواطنيها

وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم (أرشيفية - أ.ب)
وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم (أرشيفية - أ.ب)
TT

السويد تحتج لدى بغداد على أحكام إعدام بحق ثلاثة من مواطنيها

وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم (أرشيفية - أ.ب)
وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم (أرشيفية - أ.ب)

أعلنت السويد، اليوم الخميس، أن ثلاثة من مواطنيها حكم عليهم بالإعدام في العراق بتهمة «الضلوع في إطلاق نار»، مشيرة إلى أنها ستستدعي سفير بغداد لديها بشأن هذه الأحكام.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت وزارة الخارجية السويدية إن سفارتها لدى العراق التي تدار أنشطتها مؤقتاً من ستوكهولم، «تلقت تأكيدات من السلطات المحلية أن ثلاثة مواطنين سويديين حكم عليهم بالإعدام في العراق».

ولم تقدم الوزارة تفاصيل حول حادث إطلاق النار، لكنها قالت إنها استدعت السفير العراقي لدى السويد، للاحتجاج على الأحكام والمطالبة بعدم تنفيذها.

وقالت الخارجية السويدية في بيان: «نحن نتخذ خطوات لمنع تطبيق» الأحكام.

وأضافت أن التقارير أفادت بأن سويدياً رابعاً حُكم عليه أيضاً بالإعدام رغم عدم إمكان التأكد من هوية الشخص.