الكرملين: تقارير تعزيز أوكرانيا قواتها على حدود روسيا البيضاء مثيرة للقلق

وكييف تنفي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

الكرملين: تقارير تعزيز أوكرانيا قواتها على حدود روسيا البيضاء مثيرة للقلق

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قالت الرئاسة الروسية «الكرملين»، اليوم الاثنين، إن التقارير التي تشير إلى تعزيز أوكرانيا انتشار قواتها على طول الحدود مع روسيا البيضاء، مثيرة للقلق، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وذكرت روسيا البيضاء، وهي حليفة قوية لروسيا تدعم عملية موسكو العسكرية في أوكرانيا، الأسبوع الماضي، أن كييف تعزز قواتها على طول الحدود المشتركة بين البلدين.

نفي أوكراني

من جهته، نفى حرس الحدود الأوكراني التقارير بشأن تعزيز الانتشار على طول الحدود مع روسيا البيضاء، قائلا إن التقارير ترقى إلى «حرب إعلامية» تنفذها مينسك بدعم من موسكو.

وقال المتحدث باسم حرس الحدود أندريه ديمتشينكو للتلفزيون الوطني الأوكراني إن «هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها روسيا البيضاء معلومات عن أن أوكرانيا تمثل تهديدا وتعزز نفسها... هذا جزء آخر من الحرب الإعلامية التي تشنها روسيا البيضاء بدعم من روسيا».
وأضاف أن المنطقة الحدودية مع روسيا البيضاء لا تزال «مهددة» وأن أوكرانيا تحتفظ هناك بالعدد اللازم من القوات لمنع أي استفزازات.


مقالات ذات صلة

4 قتلى و23 جريحاً بضربات روسية في شرق أوكرانيا

أوروبا منظر يظهر المباني السكنية المتضررة في بلدة توريتسك الأوكرانية (رويترز)

4 قتلى و23 جريحاً بضربات روسية في شرق أوكرانيا

أوقعت هجمات روسية 4 قتلى وأكثر من 20 جريحاً، الجمعة، في منطقة دونيتسك في الشرق الأوكراني، وفق ما أعلنت السلطات.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري جنود مشاركون بمناورات لحلف «الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

تحليل إخباري من أخطر على مستقبل أميركا و«الناتو»... ترمب أم بايدن؟

مَن الرئيس الأميركي الذي قد يشكّل خطراً على مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)؟

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين في حديث مع قادة أوروبيين بمناسبة انعقاد قمة غير رسمية في بروكسل الاثنين (إ.ب.أ)

بوتين وأوربان يجريان «محادثات صريحة» في الكرملين

أثارت زيارة رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إلى موسكو ولقاؤه مع بوتين عاصفة من السجالات في الأوساط الأوروبية.

رائد جبر (موسكو) «الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في الكرملين (أ.ب)

بوتين لرئيس وزراء المجر: مستعد لمناقشة «الفروق الدقيقة» حول الأزمة الأوكرانية

التقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، في الكرملين لمناقشة آفاق تطور أكبر أزمة أوروبية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنود استطلاع أوكرانيون يطلقون طائرة مسيرة عند خط المواجهة في منطقة دونيتسك (ا.ب)

أوكرانيا تتبنّى هجوماً بمسيّرة مفخخة على مصنع عسكري في روسيا

تبنّت كييف هجوماً بطائرة مسيّرة استهدف مصنعاً للبارود والذخيرة في منطقة تامبوف الواقعة غربي روسيا على بُعد نحو 350 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

كير ستارمر: عمّالي «براغماتي» على رأس الحكومة البريطانية

زعيم حزب العمال كير ستارمر يلوح بيده للمؤيدين خلال تجمع جماهيري بعد فوز الحزب بالانتخابات التشريعية ببريطانيا... الصورة في تيت مودرن في لندن الجمعة 5 يوليو 2024 (أ.ب)
زعيم حزب العمال كير ستارمر يلوح بيده للمؤيدين خلال تجمع جماهيري بعد فوز الحزب بالانتخابات التشريعية ببريطانيا... الصورة في تيت مودرن في لندن الجمعة 5 يوليو 2024 (أ.ب)
TT

كير ستارمر: عمّالي «براغماتي» على رأس الحكومة البريطانية

زعيم حزب العمال كير ستارمر يلوح بيده للمؤيدين خلال تجمع جماهيري بعد فوز الحزب بالانتخابات التشريعية ببريطانيا... الصورة في تيت مودرن في لندن الجمعة 5 يوليو 2024 (أ.ب)
زعيم حزب العمال كير ستارمر يلوح بيده للمؤيدين خلال تجمع جماهيري بعد فوز الحزب بالانتخابات التشريعية ببريطانيا... الصورة في تيت مودرن في لندن الجمعة 5 يوليو 2024 (أ.ب)

تعهّد رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر «إعادة بناء» البلاد و«توحيدها»، بعد تحقيق حزب العمال الذي يتزعّمه فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية. وهذه هي المرة الأولى منذ عام 2010 التي يحكم فيها العمّال (يسار الوسط) البلاد، في تطوّر يطوي صفحة حكم المحافظين، الذي استمر 14 عاماً، وشهد في السنوات الأخيرة سلسلة من الأزمات؛ من بريكست إلى «كوفيد 19»، والتضخم والتغيير المتكرر لرؤساء الحكومة. وكلّف الملك تشارلز الثالث رسمياً، الجمعة، كير ستارمر تشكيل الحكومة في المملكة المتحدة. ووفق العرف المتّبع، نشر قصر باكينغهام صورة للملك مستقبلاً الرئيس الجديد للحكومة. وغادر قصر باكينغهام متوجّهاً إلى مقر رئاسة الحكومة في 10 داونينغ ستريت، حيث قال: «سنعيد بناء» المملكة المتحدة. وأشار إلى عملية «إعادة بناء للبنية التحتية للفرص»، مشدداً على التعليم والإسكان بأسعار معقولة، وعلى مبدأ «الخدمة» في السياسة. كما وعد بالسعي مع الحكومة ليستعيد البريطانيون إيمانهم بمستقبل أفضل لأطفالهم و«توحيد بلدنا». وكان قد أشار لدى إعلان فوز حزبه فجراً إلى أن الأمور «لن تكون سهلة»، ولا تتغير بـ«كبسة زر».

فمن هو رئيس وزراء بريطانيا الجديد؟

محامٍ ومدعٍ عام

تولى ستارمر كثيراً من المسؤوليات، بدءاً من محامٍ في مجال حقوق الإنسان، إلى مدعٍ عام للدولة، واليوم عليه أن يركز عمله الدؤوب وذهنه المنهجي على التجديد وإعادة البناء. ويعدّ الزعيم، البالغ 61 عاماً، الشخصية الكبرى سناً التي تتولى المنصب منذ أكثر من نصف قرن، علماً بأنه عضو منتخب في البرلمان منذ 9 سنوات فقط. ستارمر متزوج وله ولدان، وعلى العكس من غالبية السياسيين الجدد، خاض مسيرة مهنية طويلة ومتميزة، قبل أن يصبح عضواً في البرلمان، كما أن المقربين منه يعدّون أفكاره «براغماتية» أكثر منها آيديولوجية، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال ستارمر، في خطاب ألقاه مؤخراً خلال حملته الانتخابية، إن «السياسة يجب أن يكون محورها خدمة» المواطنين، مكرراً شعاره المتمثل في وضع «البلد أولاً، والحزب ثانياً» بعد 14 عاماً من حكم المحافظين في ظل 5 رؤساء وزراء. يتناغم هذا الشعار مع إشادة المؤيدين به باعتباره خياراً آمناً لإدارة الأمور في 10 داونينغ ستريت، على غرار ما فعل خلال مسيرته القانونية؛ بجدية وتأنٍ.

اتهامات بـ«الانتهازية»

في المقابل، يصفه منتقدون بأنه انتهازي، غالباً ما يبدّل مواقفه، ويشددون على أنه لا يملك رؤية واضحة للبلاد. في بعض الأحيان، يبدو مشجع فريق آرسنال، الذي جاء إلى السياسة في وقت متأخر من حياته، غير مرتاح أمام الكاميرات، ويكافح من أجل التخلص من صورته العامة باعتباره شخصية مملة. يعترف أنصاره بأنه يفتقر إلى الكاريزما التي كان يتمتع بها أسلافه الأكثر جذباً للأضواء، على غرار بوريس جونسون، لكنهم يقولون إن نقطة قوته تكمن في أن حضوره يوحي بالاطمئنان في أعقاب سنوات مضطربة من حكم المحافظين. بشعره الأشيب ونظارتيه ذاتي الإطار الأسود، يعدّ كير ستارمر، الذي سمي على اسم مؤسس حزب العمال كير هاردي، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، أحد أبرز المنتمين إلى الطبقة العاملة، من بين الذين تعاقبوا على رئاسة الحزب المعارض منذ عقود. وقال ستارمر للناخبين مراراً خلال جولاته الانتخابية: «والدي كان يعمل في مصنع للأدوات، وأمي كانت ممرضة»، رافضاً تصوير منافسيه له أنه ينتمي إلى نخبة لندن. ويسلط فصله يساريين من الحزب خلال زعامته الضوء على جانب قاسٍ من شخصيته، دفعه إلى أعلى منصب سياسي في بريطانيا، لكن يقال إنه طريف في مجالسه الخاصة ومخلص لأصدقائه. تعهد ستارمر في حال انتخابه بالحفاظ على عادته المتمثلة بمحاولة عدم العمل بعد الساعة السادسة مساء من أيام الجمعة، وتمضية هذا الوقت مع عائلته، ولا سيما زوجته فيكتوريا، التي تعمل في الخدمة الصحية الوطنية، وله منها فتى وفتاة في سن المراهقة، لا يتحدث عنهما في العلن. وكتب معدّ سيرة ستارمر، توم بولدوين، في صحيفة الغارديان: «المذهل فيه هو أنه لا يزال تماماً على طبيعته».

نشأة صعبة

وُلِد كير رودني ستارمر في 2 سبتمبر (أيلول) 1962، ونشأ في منزل ضيق في ضواحي لندن برعاية أم تعاني من مرض خطير، وأب صارم. لديه 3 أشقاء، أحدهم يعاني من صعوبات في التعلم. تعلم ستارمر في المدرسة العزف على الكمان على يد نورمان كوك، عازف الغيتار السابق الذي اشتهر لاحقاً.

بعد دراسة القانون في جامعتي ليدز وأكسفورد، حوّل ستارمر انتباهه إلى القضايا اليسارية، ودافع عن النقابات العمالية والناشطين المناهضين لماكدونالدز والسجناء المحكوم عليهم بالإعدام في الخارج. وهو صديق للمحامية في مجال حقوق الإنسان أمل كلوني، التي تدرب معها على ممارسة المحاماة، وروى أنه تناول وجبة غداء معها ومع زوجها الممثل جورج كلوني ذات مرة. وفي عام 2003، بدأ يقترب من المؤسسة السياسية ما سبّب صدمة لأصدقائه وزملائه. وفي البداية، تولى وظيفة تضمن امتثال الشرطة في آيرلندا الشمالية لتشريعات حقوق الإنسان. وبعد 5 سنوات، تم تعيينه مديراً للنيابة العامة في إنجلترا وويلز، عندما كان زعيم حزب العمال غوردون براون رئيساً للوزراء. وبين عامي 2008 و2013، أشرف على محاكمة أعضاء برلمان بتهمة استغلال نفقاتهم، وصحافيين بتهمة التنصت على الهواتف، ومثيري شغب شبان شاركوا في الاضطرابات في جميع أنحاء إنجلترا. وحصل على لقب سير من الملكة إليزابيث الثانية، لكنه نادراً ما استخدم هذا اللقب. وعام 2015، تم انتخابه عضواً في البرلمان عن منطقة في شمال لندن، تغلب على ناخبيها الميول اليسارية. وقبل أسابيع فقط من انتخابه، توفيت والدته بسبب مرض نادر في المفاصل، جعلها غير قادرة على المشي لسنوات كثيرة.

الانقلاب على كوربين

بعد عام من انتخابه عضواً في البرلمان، انضم ستارمر إلى مجموعة من النواب المتمردين في حزب العمال ضد اليساري جيريمي كوربن، متهمين إياه بالافتقار إلى القيادة خلال حملة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فشل التمرد في وقت لاحق من ذلك العام، لكن ستارمر انضم مجدداً إلى قيادة حزب العمال بصفته متحدثاً عن الحزب في ما يخص بريكست، وبقي يؤدي هذا الدور حتى خلافته كوربن، الذي قاد الحزب إلى أسوأ هزيمة له في الانتخابات منذ عام 1935. ومنذ ذلك الحين، أظهر ستارمر تصميماً من خلال إعادة الحزب إلى موقع الوسط وقيادته حملة «تطهير» لإرث كوربن، وقام بحملة لاجتثاث «معاداة السامية» داخل الحزب. وقال المحافظ دومينيك غريف، الذي عمل معه عندما كان مدعياً عاماً، إن ستارمر «يوحي بالولاء لأنه يبدو مستقيماً وعقلانياً».

وفي تصريح لصحيفة «تايمز»، قال غريف: «إنها ميزات مهمة للغاية حتى لو اختلفت معه في السياسة. يبدو لك أنه شخص معتدل». في المقابل، اتهم اليسار ستارمر بالخيانة لإسقاطه عدداً من التعهدات التي قطعها خلال حملته الانتخابية، بما في ذلك إلغاء الرسوم الجامعية. لكن نجاحه في استعادة المكانة الاستراتيجية لحزب العمال، ووضعه مرة أخرى على سكة السلطة، يدل على أن النجاح أمر ثابت في حياة ستارمر. وقال ستارمر مرة: «إذا ولدت من دون امتيازات، فلن يكون لديك وقت للعبث... لا يمكنك الدوران حول المشكلات من دون حلّها».