إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريين الأميركيين بالعمل في أوكرانيا

زيلينسكي يزور الجبهة الشرقية... وكييف تصف الوضع في الشمال الشرقي بـ«غير المستقر»

توجه زيلينسكي الأربعاء لمدينة بوكروفسك بمنطقة دونيتسك شرق البلاد حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين (أ.ف.ب)
توجه زيلينسكي الأربعاء لمدينة بوكروفسك بمنطقة دونيتسك شرق البلاد حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين (أ.ف.ب)
TT

إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريين الأميركيين بالعمل في أوكرانيا

توجه زيلينسكي الأربعاء لمدينة بوكروفسك بمنطقة دونيتسك شرق البلاد حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين (أ.ف.ب)
توجه زيلينسكي الأربعاء لمدينة بوكروفسك بمنطقة دونيتسك شرق البلاد حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين (أ.ف.ب)

مع استمرار روسيا في تحقيق مكاسب بساحة المعركة، بدأت الإدارة الأميركية إعادة النظر بجدية في القيود المعمول بها من قبل «وزارة الدفاع (البنتاغون)»، والتي تمنع المتعاقدين العسكريين الأميركيين من العمل مباشرة من داخل أوكرانيا.

وكشفت تقارير إعلامية عن أن مسؤولين في الإدارة الأميركية قالوا إنه بمجرد الموافقة على تغيير السياسة الحالية، فمن المرجح أن يفعّل القرار هذا العام، وسيسمح لوزارة الدفاع الأميركية بتقديم عقود للشركات الأميركية للعمل داخل أوكرانيا لأول مرة منذ الغزو الروسي في 2022.

زيلينسكي يعاين مركبة عسكرية فرنسية (أ.ب)

وقال مسؤولون أميركيون، لشبكة «سي إن إن»، إن إدارة الرئيس جو بايدن تتجه نحو رفع الحظر عن انتشار المتعاقدين العسكريين الأميركيين في أوكرانيا لمساعدة جيشها في صيانة وإصلاح أنظمة الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة.

وسيمثل هذا التوجه تحولاً مهماً آخر في سياسة الإدارة الأميركية تجاه أوكرانيا، حيث تبحث الولايات المتحدة عن طرق لمنح الجيش الأوكراني اليد العليا ضد روسيا، وفق «سي إن إن».

وقال المسؤولون، كما جاء في تقرير من وكالة الأنباء الألمانية، إن هذه الخطوة لم تحصل على موافقة نهائية بعد من الرئيس الأميركي. وأضاف أحد المسؤولين في الإدارة الأميركية: «لم نتخذ أي قرارات؛ وأي مناقشة لهذا الأمر سابقة لأوانها»، وتابع أن «الرئيس حازم تماماً بشأن أنه لن يرسل قوات أميركية إلى أوكرانيا».

قوات أوكرانية في دونيتسك (أ.ب)

وأضاف المسؤولون أنهم يأملون في تسريع عملية الصيانة وإصلاح أنظمة الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأوكراني. وعلى مدار العامين الماضيين، أصر بايدن على أن يظل جميع الأميركيين، خصوصاً القوات الأميركية، بعيداً عن الخطوط الأمامية الأوكرانية. وكان البيت الأبيض عازماً على الحد من الخطر الذي يهدد الأميركيين، وكذلك إبعاد التصور من جانب روسيا أن الجيش الأميركي منخرط في القتال هناك.

وكذلك حذرت وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها من السفر إلى أوكرانيا منذ 2022. ونتيجة لذلك، كان لا بد من نقل المعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة، والتي تعرضت لأضرار جسيمة خلال القتال، إلى بولندا، أو رومانيا، أو غيرهما من دول «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، لإصلاحها، وهي العملية التي تستغرق وقتاً طويلاً.

وأشارت التقارير إلى أن القوات الأميركية متاحة أيضاً «لمساعدة الأوكرانيين في مزيد من أعمال الصيانة الروتينية والخدمات اللوجيستية، ولكن فقط من بعيد عبر الفيديو أو الهاتف الآمن»، وهو الترتيب الذي جاء مع قيود، نظراً إلى أن القوات الأميركية والمتعاقدين غير قادرين على العمل مباشرة على المعدات.

قوات أوكرانية في دونيتسك (أ.ب)

وذكر مسؤولون أن السماح للمتعاقدين الأميركيين ذوي الخبرة والممولين من الحكومة الأميركية بالحفاظ على وجودهم في أوكرانيا يعني أنهم سيكونون قادرين على المساعدة في إصلاح المعدات التالفة ذات القيمة العالية بشكل أسرع بكثير.

من جانب آخر، تحدث وزيرا الدفاع الأميركي والروسي هاتفياً الثلاثاء لأول مرة منذ أكثر من عام، وقدم الجانبان روايات متباينة كثيراً عن المحادثة.

وذكرت «وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)» أن الوزير لويد أوستن ونظيره الروسي آندريه بيلوسوف ناقشا أهمية خطوط الاتصال المفتوحة.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الميجر جنرال في القوات الجوية، باتريك رايدر، للصحافيين إن أوستن هو من بدأ المحادثة التي كانت الأولى من نوعها منذ مارس (آذار) 2023. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن بيلوسوف حذر أوستن من مخاطر استمرار إمدادات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله، الأربعاء، إن موسكو لا تستبعد الرد العسكري على هجوم أوكراني على شاطئ القرم بصواريخ «أتاكمز» قدمتها الولايات المتحدة لكييف. وقالت روسيا، يوم الأحد، إن الولايات المتحدة مسؤولة عن هجوم شنته أوكرانيا على شبه جزيرة القرم بخمسة صواريخ زودتها بها الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص؛ بينهم طفلان، وإصابة 151 آخرين.

وفي السياق نفسه، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنه توجه، الأربعاء، إلى مدينة بوكروفسك القريبة من نقطة ساخنة بمنطقة دونيتسك في شرق البلاد، حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين، خصوصاً بعدما تحدثت تقارير عن عمليات إجلاء للسكان من 5 قرى أوكرانية قريبة من خط الجبهة.

وجاءت الزيارة بعد أيام على تعيين زيلينسكي قائداً جديداً للقوات المشتركة عقب انتقادات لسلفه، في وقت تواجه فيه كييف صعوبة في التصدي لقوات موسكو في الشرق منذ أشهر.

وقال في مقطع مصور نشره عبر «تلغرام» وصور أمام لوحة مدينة بوكروفسك حيث يشن الروس هجوماً منذ أسابيع: «بدأت نهاري في منطقة دونيتسك مع جنودنا ورئيس الأركان (أولكسندر) سيرسكي والقائد الجديد للقوات المشتركة الجنرال (آندري) غناتوف». وأضاف أن غناتوف «رجل في مقتبل العمر، لكن معرفته بالجبهة وخبرته هي بالضبط ما نحتاج إليه».

وعين زيلينسكي غناتوف بعدما اتهم قائد عسكري كبير سلفه يوري سودول بعدم الكفاءة. وتحدث زيلينسكي، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن تقديم مساعدة للقرى المتضررة في منطقة دونيتسك التي تحملت وطأة المعارك في الأشهر القليلة الماضية.

واستغل الرئيس الفرصة لانتقاد المسؤولين الذين يعتقد أنهم لا يؤدون مهامهم. وظهر زيلينسكي في مقطع مصور أمام لافتة تحمل اسم مدينة بوكروفسك التعدينية التي تقع على بعد أقل من 30 كيلومتراً من خط الجبهة.

وتعدّ منطقة بوكروفسك من أكثر الأجزاء التي شهدت حدة في القتال. وتمكن الجيش الروسي من التقدم إلى هناك بعد سقوط مدينة أفدييفكا الأوكرانية.

زيلينسكي يوزع الميداليات على الجنود (أ.ف.ب)

وقال زيلينسكي إنه تمكن أيضاً من رؤية الوضع الإنساني على الأرض بنفسه، على عكس بعض أعضاء الحكومة. وأضاف زيلينسكي: «سيُعقد اجتماع منفصل في كييف، خصوصاً مع ممثلي الحكومة الذين يتعين وجودهم هنا وفي أماكن أخرى بالقرب من خط الجبهة؛ في المجتمعات حيث يحتاج الأشخاص إلى حلول فورية». وقال زيلينسكي إنه أصيب بالدهشة جراء عدم وجود بعض الوزراء على الأرض لمدة 6 أشهر أو أكثر.

وأضاف زيلينسكي: «سيكون هناك حوار جدي، وسأستخلص النتائج المناسبة».

ووصفت أوكرانيا، الأربعاء، الوضع في مدينة فوفتشانسك شمال شرقي البلاد؛ التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ 6 أسابيع وشنت أيضاً هجوماً في منطقة خاركيف، بأنه «غير مستقر». وقال الحاكم الإقليمي، أوليغ سينيغوبوف، عبر حسابه على تطبيق «تلغرام»: «الوضع غير مستقر، وقتال الشوارع مستمر». وأضاف: «احتُجز عشرات المحتلين في أحد المواقع الصناعية بمدينة فوفتشانسك. ويحاول الروس تنفيذ عمليات اختراق، لكنهم يسجلون خسائر باستمرار».


مقالات ذات صلة

الجيش الروسي سيطر على 478 كلم مربع في أكتوبر بأوكرانيا

أوروبا جندي روسي خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

الجيش الروسي سيطر على 478 كلم مربع في أكتوبر بأوكرانيا

أحرز الجيش الروسي تقدماً في الأراضي الأوكرانية بمقدار 478 كيلومتراً مربعاً منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) هو الأكبر على مدى شهر منذ مارس 2022.

«الشرق الأوسط»
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن بعد إدلائه على نحو مبكر بصوته في الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)

بايدن يندّد بنشر قوات كورية شمالية في روسيا ويصفه بأنه «خطير جداً»

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الاثنين، إن إرسال كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى روسيا يشكّل تطوراً خطيراً.

«الشرق الأوسط» (ويلمنغتون (الولايات المتحدة))
أوروبا دبابة روسية تطلق قذيفة باتجاه مواقع أوكرانية على الجبهة (أ.ب)

«الناتو» يؤكد وجود قوات كورية شمالية في كورسك الروسية

تلقى مسؤولون ودبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي إحاطة من وفد كوري جنوبي بخصوص إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا.

العالم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» مارك روته (أ.ب)

«الناتو»: نشر قوات كورية شمالية في روسيا يعكس «يأس» بوتين

رأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» مارك روته، اليوم الاثنين، أن تعميق التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ يهدد الأمن.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
الولايات المتحدة​ تمثال ذهبي لترمب على هيئة بطل خارق خلال تجمع لأنصاره بفلوريدا في 27 أكتوبر 2024 (رويترز)

السياسة الخارجية في عهدة ترمب... هز الثوابت في العالم مجدداً؟

في ظل احتمالات فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات، فإن المخاوف تزداد من قدرته على هز الثوابت والقواعد في السياسة الخارجية الأميركية.

هبة القدسي (واشنطن)

دراسة تقدّر إمدادات الأسلحة الكورية الشمالية لروسيا بـ5.5 مليار دولار

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ف.ب)
TT

دراسة تقدّر إمدادات الأسلحة الكورية الشمالية لروسيا بـ5.5 مليار دولار

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ف.ب)

توصلت دراسة من مؤسسة «فريدريش ناومان»، نُشرت اليوم (الاثنين)، إلى أن إمدادات الأسلحة الكورية الشمالية لروسيا من أجل استخدامها في الحرب الروسية بأوكرانيا بلغت قيمتها نحو 5.5 مليار دولار.

وتوقع التقرير الذي يحمل اسم «شريك بوتين»، والذي أصدرته المؤسسة الألمانية التي تعد مقربة من الحزب الديمقراطي الحر الذي يترأسه وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، أن قيمة الصادرات الكورية الشمالية يمكن أن ترتفع بواقع مئات الملايين من الدولارات من خلال النشر المحتمل لقواتها في أوكرانيا.

ومن أجل الدراسة، قامت أولينا جوسينوفا من جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في سيول بتقييم التقارير الاستخباراتية، وتسريب وثائق وأسعار ذخيرة من اتفاقيات سابقة للأسلحة الكورية الشمالية. وبناء على هذا، قدرت أن قيمة شحنات الأسلحة الكورية الشمالية إلى روسيا منذ فبراير (شباط) 2022، عندما بدأت روسيا الحرب، تراوحت ما بين 1.7 مليار دولار و5.5 مليار دولار.

ويشار إلى أن كوريا الشمالية لا تنشر بيانات بشأن صادرات أسلحتها، مما يجعل الحصول على تقدير أكثر دقة أمراً مستحيلاً.