أوكرانيا تأمر بإجلاء المدنيين من قرى الجبهة الشرقية وزيلينسكي يقيل قائد القوات المشتركة

المحكمة الأوروبية تدين روسيا... «الجنائية» الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق شويغو غيراسيموف

قوات أوكرانية في دونيتسك (أ.ب)
قوات أوكرانية في دونيتسك (أ.ب)
TT

أوكرانيا تأمر بإجلاء المدنيين من قرى الجبهة الشرقية وزيلينسكي يقيل قائد القوات المشتركة

قوات أوكرانية في دونيتسك (أ.ب)
قوات أوكرانية في دونيتسك (أ.ب)

طالبت السلطات الأوكرانية المدنيين في 5 قرى في دونيتسك القريبة من الجبهة الشرقية بإجلاء «إجباري» ومغادرة المنطقة مع ازدياد القصف الروسي. وقال حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين في بيان إن هذا الإجراء يتعلق «بالأطفال مع والديهم أو ممثلين آخرين قانونيين عنهم» يعيشون في قرى قريبة من المنطقة التي اشتد فيها القتال في الأسابيع الأخيرة.

جندي أوكراني في دونيتسك (رويترز)

وأعلن الكرملين قبل عامين تقريباً ضم هذه المنطقة الصناعية، وركزت القوات الروسية قتالها هناك في الأشهر الأخيرة. وكان قد حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأوكرانيين على مغادرة هذه المنطقة التي مزقتها الحرب بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

جندي أوكراني يطلق طائرة مسيّرة متوسطة المدى للتحليق فوق مواقع القوات الروسية في منطقة خاركيف(رويترز)

وجاء إعلان فيلاشكين بعد ساعات من تأكيده مقتل شخص في جنوب دونيتسك جراء هجمات روسية. وأضاف أن 4 آخرين أصيبوا في بلدة توريتسك الواقعة على خط المواجهة. ويسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوهانسك المجاورة منذ عام 2014.

أعلن الرئيس الأوكراني أنه أقال قائد القوات المشتركة بالقوات المسلحة اللفتنانت جنرال يوري سودول بعد ظهور تقارير تفيد بأن أداءه كان سيئاً خلال الحرب المستمرة منذ 28 شهراً مع روسيا. ولم يذكر زيلينسكي، الذي كان يتحدث في خطابه المسائي المصور الاثنين، أي سبب لإقالته. وأعلن أن البريغادير جنرال أندريه هناتوف سيحل محل سودول في المنصب الذي تتضمن مهامه التخطيط الاستراتيجي للعمليات. وجاءت إقالة سودول في أعقاب نشر رسالة من بوهدان كروتيفيتش، رئيس كتيبة آزوف التي تحظى بالاحترام في أوكرانيا، قال فيها إن أفعال سودول أدت إلى انتكاسات عسكرية خطيرة.

جنود روس من وحدة مضادة للطائرات يوفرون غطاءً جوياً لمواقع الرماة الآليين الروس في اتجاه أفدييفكا (إ.ب.أ)

وقال كروتيفيتش، في منشور على تطبيق «تلغرام»، لم يذكر فيه سودول بالاسم، إن هناك جنرالاً «قتل جنوداً أوكرانيين أكثر من أي جنرال روسي». وكتب كروتيفيتش، كما نقلت عنه «رويترز»: «ما يهمني هو أن قادة الكتائب والألوية القتالية يحاكمون على خسارة مركز مراقبة، لكن لا تجري محاكمة جنرال لفقدان مناطق وعشرات المدن وآلاف الجنود». وأضاف: «جميع العسكريين يفهمون الآن عمن أتحدث، لأن 99 في المائة من الجيش يكرهه بسبب ما يفعله».

وقالت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» الإلكترونية، نقلاً عن تقرير مسرب، إنه جرى تقديم شكوى جنائية بشأن سودول، الذي جرت ترقيته في وقت سابق من العام. وقالت إن كروتيفيتش مستعد للشهادة ضده. وكان هناتوف يشغل منصب نائب قائد المسرح الجنوبي للعمليات منذ عام 2022، ولعب دوراً رائداً في استعادة جزء كبير من منطقة خيرسون الجنوبية من الجيش الروسي. وفي ربيع عام 2023، قاد الدفاع عن باخموت في شرق أوكرانيا، وهي المدينة التي سقطت في نهاية المطاف في أيدي القوات الروسية بعد أشهر كثيرة من المعارك الضارية.

بناية دمرتها المسيرات الأوكرانية في بيلغورود

وبدورها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 30 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق منطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا بجنوب البلاد؛ ما أدى إلى مقتل امرأة، وفق السلطات المحلية. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية عبر «تلغرام» «خلال الليل وأثناء محاولة لنظام كييف لارتكاب هجمات إرهابية بواسطة مسيّرات جوية على أراضي روسيا الاتحادية، اعترضت الدفاعات الجوية، ودمرت 29 مسيّرة في منطقة بيلغورود ومسيّرة في منطقة فورونيه».

منطقة تسيطر عليها القوات الموالية لروسيا في دونيتسك (رويترز)

وقال فياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلغورود، الثلاثاء، إن امرأة مسنة لقيت حتفها، وأصيب 4 أشخاص، ولحقت أضرار بعشرات المباني في عدة هجمات شنتها أوكرانيا على المنطقة. وأضاف جلادكوف عبر تطبيق «تلغرام» أن امرأة مسنة توفيت في قرية قريبة من مدينة بيلغورود، وهي المركز الإداري للمنطقة.

وأردف أنه جرى تدمير ما لا يقل عن 6 طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق ياكوفليفسكي. وأضاف أن شخصين أصيبا هناك بشظايا. كما ذكر جلادكوف أن شخصاً آخر أصيب عند إسقاط طائرة مسيرة فوق مدينة بيلغورود، وأصيبت امرأة في إحدى القرى. وأضاف أن أضراراً لحقت بعشرات المباني والسيارات في أنحاء المنطقة.

ولم يصدر تعليق حتى الآن من أوكرانيا. وينفي الجانبان استهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها روسيا بغزو واسع النطاق على جارتها الأصغر في عام 2022.

وتقول أوكرانيا إن هجماتها على البنية التحتية العسكرية والبنية التحتية للنقل والطاقة في روسيا تقوض جهود الحرب الشاملة لموسكو، وتأتي رداً على هجمات روسيا المتواصلة على البنية التحتية في أوكرانيا.

قوات أوكرانية في دونيتسك (أ.ب)

والأحد، أدت ضربة صاروخية أوكرانية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، إلى سقوط 4 قتلى بينهم طفلان وأكثر من 150 جريحاً على ما أفادت به السلطات المحلية التي عينتها موسكو.

قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بإدانة روسيا بارتكاب انتهاكات حقوقية في شبه جزيرة القرم، التي قامت موسكو بضمها عام 2014. وقالت المحكمة إن روسيا انتهكت حق الحياة وحظر المعاملة غير الإنسانية أو المهينة حرية التعبير والتجمع، بالإضافة إلى أمور أخرى.

ويعني الحكم أن القضاة في ستراسبورغ قرروا الوقوف بجانب أوكرانيا، التي تقدمت بالشكاوى لدى المحكمة. وتتضمن اتهامات أوكرانيا الاحتجاز غير القانوني والمعاملة السيئة للمدنيين وقمع وسائل الإعلام الأوكرانية واللغة الأوكرانية في المدارس.

وجاء في حكم المحكمة أن هناك دليلاً كافياً - أكدته شهادات الشهود وتقارير المنظمات غير الحكومية لإدانة روسيا» بما لا يدع مجالاً للشك». وأضاف أن «الحوادث كانت كثيرة بصورة كافية ومترابطة»، وترقى لكونها «نظام انتهاكات».

عمال الإنقاذ في فولغوغراد (رويترز)

ويشار إلى أنه من المرجح أن يكون تأثير القرار محدوداً؛ حيث إن روسيا ترفض الاعتراف بأحكام المحكمة. ويذكر أنه جرى طرد موسكو من مجلس أوروبا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 ونتيجة لذلك، لم تعد عضواً في المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تطبقها المحكمة في ستراسبورغ.

من جانب آخر، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق وزير الدفاع الروسي السابق سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة الحالي للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف، لإدانتهما بارتكاب جرائم حرب. وتحمل المحكمة المسؤولين مسؤولية «إصدار الأوامر لشن هجوم» على أهداف مدنية في أوكرانيا.

وقال قضاة المحكمة إن هناك أدلة كافية للاعتقاد بأن شويغو وغيراسيموف يتحملان مسؤولية جنائية منفردة، إما من خلال إصدار الأوامر لآخرين لتنفيذ الهجمات أو الإخفاق في ممارسة السيطرة الملائمة على القوات التي تخضع لقيادتهما. وحددت المحكمة أن شويغو وغيراسيموف مسؤولان عن تنفيذ هجمات صاروخية ضد البنية التحتية الأوكرانية من 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2022 على أقل تقدير حتى 9 مارس (آذار) 2023. وجاء في بيان المحكمة «خلال هذه الفترة الزمنية، نفذت القوات المسلحة الروسية عدداً كبيراً من الهجمات ضد عدد ضخم من محطات الطاقة الكهربائية والمحطات الفرعية في مواقع متعددة في أوكرانيا».

دمار ناتج عن غارة أوكرانية في بيلغورود (أ.ف.ب)

وكثيراً ما قالت روسيا، وهي ليست من أعضاء المحكمة الجنائية الدولية، إن البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هدف عسكري مشروع، وتنفي استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية.

وأوكرانيا ليست أيضاً من أعضاء المحكمة، لكنها منحت المحكمة الجنائية الدولية اختصاص البت في الجرائم المرتكبة على أراضيها. وبعد المذكرتين الأحدث، يرتفع إجمالي عدد مذكرات الاعتقال الصادرة بحق مشتبه بهم من كبار مسؤولي روسيا منذ بداية الغزو إلى ثمانية. ومن بين هؤلاء بوتين المشتبه في ارتكابه جريمة حرب تتعلق بترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطية خاصة بها، وتعتمد على الدول الأعضاء فيها في تنفيذ الاعتقالات.


مقالات ذات صلة

مقتل 2 وإصابة 26 في هجمات روسية على أوكرانيا

أوروبا جنود في الجيش الروسي (أ.ب)

مقتل 2 وإصابة 26 في هجمات روسية على أوكرانيا

ذكرت سلطات محلية أن هجمات روسية تسببت في مقتل شخصين وإصابة 26 اليوم الخميس في مناطق أوكرانية تمتد من الجنوب إلى الشرق والشمال الشرقي.

«الشرق الأوسط» (كييف )
آسيا الرئيس البيلاروسي ونظيره الصيني (يمين ويسار الصورة من الخلف) (رويترز)

شي وبوتين يدعوان في أستانا إلى عالم «متعدّد الأقطاب»

تدخل قمة أستانا في إطار تحرّكات دبلوماسية مستمرّة في آسيا الوسطى، التي يجتمع قادة دولها بانتظام مع بوتين وشي.

«الشرق الأوسط» (استانا (كازاخستان))
أوروبا زيلينسكي مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)

زيلينسكي سيلتقي قادة الكونغرس لفهم ما إذا كانت بلاده ستلقى الدعم أم ستُترك وحيدة

سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء المقبل، كبار قادة الكونغرس الأميركي.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا زيلينسكي يصطحب قادة «آزوف» معه في رحلة عودته من تركيا إلى بلاده (أ.ب)

لماذا لا ترى روسيا وأوكرانيا تركيا وسيطاً مناسباً لإنهاء الحرب بينهما؟

رفضت روسيا عرض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالوساطة مع أوكرانيا.

سعيد عبد الرازق
آسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)

بوتين: حركة طالبان «حليفتنا في مكافحة الإرهاب»

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حركة طالبان الأفغانية «حليفتنا في مكافحة الإرهاب»، وذلك بعدما تعرضت روسيا لاعتداءات عدة في الأشهر الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

زيلينسكي سيلتقي قادة الكونغرس لفهم ما إذا كانت بلاده ستلقى الدعم أم ستُترك وحيدة بعد نوفمبر

زيلينسكي مع الرئيس الحالي جو بايدن (أ.ب)
زيلينسكي مع الرئيس الحالي جو بايدن (أ.ب)
TT

زيلينسكي سيلتقي قادة الكونغرس لفهم ما إذا كانت بلاده ستلقى الدعم أم ستُترك وحيدة بعد نوفمبر

زيلينسكي مع الرئيس الحالي جو بايدن (أ.ب)
زيلينسكي مع الرئيس الحالي جو بايدن (أ.ب)

بعد ساعات على «طلبه» من دونالد ترمب، المرشح الجمهوري الأوفر حظاً للفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية، الكشف عن «خطته» لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، ذكرت تقارير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيلتقي الأربعاء المقبل، كبار قادة الكونغرس الأميركي، على هامش مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

ومن المقرر أن يلتقي وفداً من مجلس الشيوخ من الحزبين، بقيادة زعيم الأغلبية الديمقراطية، السيناتور تشاك شومر، وزعيم الأقلية الجمهورية السيناتور ميتش ماكونيل. ومن مجلس النواب، سيجتمع برئيس المجلس مايك جونسون وزعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية مايكل ماكول. وأضافت التقارير أن زيلينسكي يسعى إلى فهم ما إذا كانت أوكرانيا ستبقى تتمتع بدعم قوي من الولايات المتحدة، بعد الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، في حال فوز ترمب في الانتخابات، أم أنها ستترك لتتدبر أمرها بنفسها؟

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجوار بطارية «باتريوت» خلال تدريبات عسكرية في ألمانيا 11 يونيو 2024 (أ.ب)

ما هي خطة ترمب؟

وفي مقابلة له مع وكالة «بلومبرغ»، تحدى زيلينسكي، ترمب، أن يكشف خطته بشأن إنهاء الحرب بسرعة مع روسيا، محذراً من أن «أي اقتراح يجب أن يتجنب انتهاك سيادة بلاده». وقال زيلينسكي: «إذا كان ترمب يعرف كيف ينهي هذه الحرب، فعليه أن يخبرنا اليوم. وإذا كانت هناك أخطار تهدد استقلال أوكرانيا وخسارة الدولة، يجب أن نكون مستعدين لهذا، ونريد أن نعرف».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرحب بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كييف في مايو (أ.ب)

من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،‭‭ ‬‬الخميس، إنه شاهد مقتطفات من المناظرة التي جمعت بين الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه دونالد ترمب، لكنه مشغول بما يكفي من العمل الذي يحتاج إلى إتمامه. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال قوة عظمى. ورداً على سؤال حول اقتراح ترمب بإمكانية إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، قال بوتين إن روسيا تأخذه على محمل الجد.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

وكان ترمب قد كرّر قوله خلال المناظرة الرئاسية مع منافسه الرئيس بايدن، إنه «يستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة إذا فاز في الانتخابات».

وأعرب زيلينسكي عن أسفه لتأخر تسلم أوكرانيا الأسلحة من الحلفاء الغربيين، وذكّر بأنه «مستعد على الأرجح» للقاء ترمب لسماع مقترحات فريقه. وأضاف: «لكن لا يمكنهم التخطيط لحياتي وحياة شعبنا وأطفالنا. نريد أن نفهم ما إذا كنا سنحظى في نوفمبر المقبل بدعم قوي من الولايات المتحدة، أم سنكون بمفردنا».

وكان زيلينسكي قد التقى هذا الأسبوع وفداً من الكونغرس من الحزبين بقيادة رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك تورنر. وقال تيرنر في بيان إن زيلينسكي واصل في الاجتماع الدعوة إلى دعم جوي إضافي ودفاعات جوية، «وكذلك أن تأتي مساعدات الولايات المتحدة بسرعة أكبر، وكلها أمور نشاركه مخاوفه».

تحذير من تماسك «ناتو»

وتدور مناقشات ساخنة بشأن احتمال انضمام أوكرانيا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي في المستقبل، بينما لا تزال إدارة بايدن، تمتنع عن دعم العضوية الفورية لكييف. ونقلت صحيفة «بوليتيكو» رسالة لمجموعة خبراء في السياسة الخارجية، تحذر من التقدم نحو عضوية أوكرانيا لحلف «ناتو». وقالت الرسالة إن من شأن هذه الخطوة الآن، أن تعرّض الولايات المتحدة وحلفاءها للخطر وتمزق التحالف، في ظل التفسير الفضفاض للمادة الخامسة للحلف، التي تدعو الحلفاء إلى الدفاع عن العضو الذي تعرّض للهجوم، في حال قيام روسيا بمهاجمة أوكرانيا في المستقبل. وجاء في الرسالة: «كلما اقترب (ناتو) من الوعد بانضمام أوكرانيا إلى الحلف بمجرد انتهاء الحرب، زاد الحافز لروسيا لمواصلة خوض الحرب». وأضافت أن «التحديات التي تفرضها روسيا يمكن إدارتها دون ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي».

غير أن محللين آخرين، خالفوا هذا الرأي، قائلين إن الحلفاء سيستفيدون من تقديم توضيح لأوكرانيا بشأن شروط عضويتها المستقبلية في القمة.

زيلينسكي يخاطب البرلمان الفرنسي في باريس (أ.ب)

ورغم أن انضمامها ليس مطروحاً على جدول أعمال القمة كقضية إجرائية، غير أن معظم التسريبات، وخصوصاً من المسؤولين الأميركيين، تحدثت عن خطوات «عملية» لتقديم «جسر» عبور لها، من خلال تقديم ضمانات تبدأ بتشكيل إدارة جديدة للمساعدات العسكرية من الحلف مباشرة، بدلاً من «مجموعة الاتصال الدفاعية» التي تقودها الولايات المتحدة الآن. وعدّ هذا الإجراء، لفتة حُسن نية بأن الغرب سيدعم أوكرانيا على المدى الطويل، حتى لو لم يتم منحها العضوية في الوقت الحالي.

أوكرانيا تطمح لضمانات أمنية

وهو ما تتوقعه أوكرانيا على الأقل، التي تبحث عن الضمانات الأمنية، حيث صدرت بالفعل علامات تبعث على الأمل بالنسبة لها. فقد وافق أعضاء «ناتو» على طلب أمين عام الحلف المنتهية مدته، ينس ستولتنبرغ، بإبقاء التمويل العسكري للبلاد عند 43 مليار دولار في عام 2025، وهو مستوى التمويل نفسه الذي قدمه الحلف منذ الغزو الروسي. وأعلنت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء عن حزمة أمنية جديدة بقيمة 2.3 مليار دولار لأوكرانيا.

و

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

في مقالة له في مجلة «فورين أفيرز» يوم الأربعاء، لم يذكر ستولتنبرغ صراحة عضوية أوكرانيا، لكنه ألمح إلى مستقبل كييف إلى جانب الحلف والمخاوف بشأن هذه المسألة: «نريد أن نوضح أننا في هذا الأمر على المدى الطويل... إن تكثيف دعمنا لا يجعل من (ناتو) طرفاً في هذا الصراع».

ويقول الأوكرانيون إنهم يحتاجون إلى الغرب لتوفير أسلحة وذخيرة إضافية أكثر من حاجتهم إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وفقاً لاستطلاع رأي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يوم الأربعاء. ويؤيد 22 في المائة فقط من الأوكرانيين قبول عضوية «ناتو» مقابل التخلي عن الأراضي التي تحتلها روسيا، بينما يعارض 71 في المائة مثل هذه الصفقة.

وقال أندريه يرماك، كبير مستشاري الرئيس زيلينسكي، لمجموعة صغيرة من الصحافيين، الثلاثاء، إن أوكرانيا لا تزال تسعى لتحقيق أهدافها القصوى ضد روسيا لاستعادة جميع الأراضي التي فقدتها في الحرب. وأضاف أن أوكرانيا «لم تكن مستعدة للتوصل إلى حل وسط»، على الرغم من أن بعض حلفاء الولايات المتحدة وأوروبا همسوا بهدوء للمسؤولين في كييف بضرورة بدء المحادثات مع روسيا. وقال إن بلاده مستعدة للتفاوض فقط على أساس صيغة السلام المكونة من 10 نقاط، التي قال إنها ستؤدي إلى «سلام عادل» لبلاده.

أوكرانيا تسحب قواتها من مدينة استراتيجية

ميدانياً، أكد الجيش الأوكراني، الخميس، انسحابه من مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية في شرق البلاد بعدما أعلنت موسكو الأربعاء السيطرة عليها. وأعلنت روسيا الأربعاء للمرة الأولى أنها سيطرت على حي في المدينة الاستراتيجية التي تحاول منذ أشهر السيطرة عليها أملاً بتحقيق اختراق حاسم في شرق أوكرانيا.

وأعلن الجيش الأوكراني، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه اضطر إلى التخلي عن الجزء الشرقي من المدينة الواقعة في منطقة دونيتسك، وذلك بعد أشهر من القتال. ونقلت وكالة «إنترفاكس - أوكرانيا» عن المتحدث باسم القوات المحلية المعروفة باسم تجمع جيش خورتيتسيا، نزار فولوشين، القول: «تم تدمير مواقع المدافعين عنا». وأضاف، أنه لم يعد بالإمكان التحكم في منطقة كانال بالمدينة، وأشار إلى أنه قد صدرت تعليمات بالتراجع إلى مواقع جديدة. وأوضح فولوشين أنه لم يتبق هناك أي مبنى لم يتأثر، وقال إن: «القصف ونيران المدفعية تركت وراءها خراباً شاملاً». وكان فولوشين قد أكد قبل أسبوع أن الجيش الأوكراني قد دفع أمامه القوات الروسية المعارضة بعيداً عن المنطقة.

كما ذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية، الخميس، أن هجوماً صاروخياً روسياً استهدف منطقة بولتافا في أوكرانيا الأربعاء ألحق أضراراً ببنية تحتية للغاز، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين. وأفادت الوزارة على «تلغرام» بتضرر بنية تحتية لم تحددها ومنشأة تابعة لإحدى شركات إنتاج الغاز جراء الهجوم. وكانت القوات الجوية الأوكرانية قالت الأربعاء إنها أسقطت صاروخاً روسياً فوق بولتافا، في حين أفاد حاكم المنطقة بوقوع أضرار ناجمة عن شظايا.