مسودة البيان الختامي لقمة أوكرانيا: الحرب خلقت أزمات ذات تداعيات على العالم

طالبت باحترام سلامة الأراضي الأوكرانية... ورفضت التهديدات النووية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مشاركته في قمة سويسرا لمتابعة مسار السلام في أوكرانيا (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مشاركته في قمة سويسرا لمتابعة مسار السلام في أوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

مسودة البيان الختامي لقمة أوكرانيا: الحرب خلقت أزمات ذات تداعيات على العالم

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مشاركته في قمة سويسرا لمتابعة مسار السلام في أوكرانيا (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مشاركته في قمة سويسرا لمتابعة مسار السلام في أوكرانيا (إ.ب.أ)

أفادت مسودة البيان الختامي الصادر عن قمة رفيعة المستوى للسلام في أوكرانيا تستضيفها سويسرا بأن «الحرب المستمرة التي تشنها روسيا الاتحادية على أوكرانيا تواصل التسبب في معاناة إنسانية ودمار واسع النطاق وخلق أزمات ذات تداعيات على العالم».

وجاء في المسودة التي اطلعت عليها وكالة «رويترز» أن القمة عُقدت من أجل تعزيز حوار رفيع المستوى حول مسارات نحو التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم لأوكرانيا على أساس القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.

وأكدت المسودة على التزام الدول المشاركة بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي ومبادئ السيادة وسلامة أراضي جميع الدول ومنها أوكرانيا.

ومن المقرر أن يصدر البيان الختامي، الأحد، في ختام القمة التي انطلقت، السبت، في منتجع بورجنشتوك في وسط سويسرا. وتحمل المسودة تاريخ 13 يونيو (حزيران).

وأوضحت المسودة أن أي استخدام للطاقة النووية والمنشآت النووية يجب أن يكون آمناً ومحمياً وسليماً من الناحية البيئية.

وشددت على أن تعمل محطات الطاقة النووية الأوكرانية ومنها محطة زابوريجيا تحت السيطرة السيادية الكاملة لأوكرانيا وبما يتماشى مع مبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، كما طالبت بضمان استخدام كييف لموانئها المطلة على بحر آزوف.

وأضافت أن «أي تهديد أو استخدام للأسلحة النووية في سياق الحرب الجارية ضد أوكرانيا أمر غير مقبول».

وشددت على ضرورة «إطلاق سراح جميع أسرى الحرب من خلال التبادل الكامل وإعادة جميع الأطفال الأوكرانيين الذين تم ترحيلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا وجميع المدنيين الأوكرانيين الآخرين الذين تم احتجازهم بشكل غير قانوني».

وعبّر الزعماء في المسودة عن الاعتقاد «بأن التوصل إلى سلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف والحوار فيما بينها».

وأشارت المسودة إلى أن «ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك مبادئ احترام سلامة أراضي وسيادة جميع الدول يمكن أن يشكل أساساً لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا».


مقالات ذات صلة

وساطة إماراتية جديدة بين روسيا وأوكرانيا تنجح في إطلاق 538 أسيراً

الخليج علم الإمارات (رويترز)

وساطة إماراتية جديدة بين روسيا وأوكرانيا تنجح في إطلاق 538 أسيراً

أعلنت الإمارات عن نجاح جهود وساطة بين روسيا وأوكرانيا في عملية تبادل أسرى بين البلدين، وتضمنت 246 أسيراً من الجانب الأوكراني و246 أسيراً من الجانب الروسي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
أوروبا جنود روس في مكان غير معلن بأوكرانيا (أ.ب)

روسيا تعتقل رجالاً من صالات الألعاب الرياضية في إطار حملة للتجنيد الإجباري

قال نشطاء حقوق الإنسان في روسيا إن السلطات تجري مداهمات لصالات الألعاب الرياضية وتعتقل منها أشخاصاً لتجنيدهم في الحرب بأوكرانيا.

الولايات المتحدة​ ترمب وبوتين (أ.ف.ب)

هل تنجح تهديدات ترمب لموسكو وكييف للتوصل لاتفاق ينهي الحرب؟

بوتين يعلن هدنةً في أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح، وترمب يحض موسكو وكييف على التوصُّل لاتفاق ينهي الحرب... والأوروبيون يعدّون ضغوطه موجهةً لأوكرانيا لا لروسيا.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا ترمب وبوتين (أ.ف.ب)

روسيا تُعلن استعادة البلدة ما قبل الأخيرة الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في كورسك

روسيا تعلن استعادة البلدة ما قبل الأخيرة الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في كورسك، وكييف تُطالب برلين بتسليمها صواريخ «تاوروس» فوراً.

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو - برلين)
أوروبا اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفاليري جيراسيموف رئيس الأركان (الكرملين)

بوتين يعلن وقفاً لإطلاق النار في أوكرانيا خلال عيد الفصح

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار من جانب واحد في أوكرانيا بمناسبة عيد القيامة، وأبدى الرئيس الأوكراني موافقته على الهدنة مطالباً بتمديدها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

روسيا تعتقل رجالاً من صالات الألعاب الرياضية في إطار حملة للتجنيد الإجباري

جنود روس في مكان غير معلن بأوكرانيا (أ.ب)
جنود روس في مكان غير معلن بأوكرانيا (أ.ب)
TT

روسيا تعتقل رجالاً من صالات الألعاب الرياضية في إطار حملة للتجنيد الإجباري

جنود روس في مكان غير معلن بأوكرانيا (أ.ب)
جنود روس في مكان غير معلن بأوكرانيا (أ.ب)

قال نشطاء حقوق الإنسان في روسيا إن السلطات تجري مداهمات لصالات الألعاب الرياضية وتعتقل منها أشخاصاً لتجنيدهم في الحرب بأوكرانيا.

وأضافوا أن الشرطة الروسية تبحث عن المهاجرين غير الشرعيين والمتهربين من الخدمة العسكرية، حسبما نقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية.

وأفاد النشطاء بوقوع مثل هذه المداهمات في مدن روسية متعددة لأسابيع، حتى قبل أن يوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً بتجنيد 160 ألف رجل، وهو العدد الأكبر منذ عام 2011.

ووفقاً لشهود عيان، تُصنف الشرطة رواد الصالة الرياضية إلى مواطنين وغير مواطنين، ويُقتاد الروس إلى مكاتب التجنيد، حيث تُفحص سجلاتهم العسكرية.

ووفقاً لمنصة «كارنت تايم»، وهي منصة إخبارية روسية مستقلة، يُتهم غير المواطنين بانتهاك قوانين الهجرة ويُمنحون خيارَين: الترحيل أو التجنيد في الجيش.

وتُظهر لقطات من مداهمة أجريت في 30 مارس (آذار) لصالة «سبيريت فيتنس» عشرات الرجال والنساء مُلقين على الأرض ووجوههم لأسفل وأيديهم مرفوعة. وبعد أيام، وداهمت الشرطة فرعاً آخر من سلسلة الصالات نفسها.

جنود روس يقومون بدورية في كورسك (أ.ب)

وأفاد شهود عيان للمنصة بأنه سُمح للنساء بالمغادرة، بينما فُصل الرجال حسب العرق أو الجنسية قبل أن يُطلب منهم إبراز وثائق.

وقال أحد رواد الصالة الرياضية عبر «تلغرام»: «كنت على جهاز المشي، وفجأة، نقر أحدهم على كتفي نزلت من على جهاز المشي لأرى الجميع مُلقين على الأرض ووجوههم لأسفل».

وذكر آخر في الصالة الرياضية لـ«كارنت تايم» أن الشرطة طلبت من جميع الرجال إبراز جوازات سفرهم، التي تم فحصها على الفور بحثاً عن السجلات العسكرية.

وكانوا يتحققون من جواز السفر، وينتقلون إلى صفحة الخدمة العسكرية. إذا كان مكتوباً فيه أنك مُلزم بالخدمة، فتوجه إلى مكتب التجنيد، مهما كان الأمر، لمجرد «التحقق».

ولم تعلق إدارة الصالة على الحادثة، لكن الموظفين أخبروا الموقع أن المداهمات أصبحت روتينية.

وقال محامون إن مداهمات مماثلة تُجرى مرتين شهرياً تقريباً في موسكو، وسانت بطرسبرغ، وإركوتسك، ويكاترينبورغ.

وبمجرد مراجعة السجلات، يُطلق سراح بعض الرجال ويُسلّم آخرون استدعاءات عسكرية على الفور ويُحتجزون.

وقالت أناستازيا، التي تعيش في مدينة قرب موسكو: «زوجي في المحكمة الآن»، وأوضحت: «حاولوا إصدار استدعاء له بشكل غير قانوني منذ أكثر من عامين رغم حصوله على إعفاء. والآن جرّوه إلى مكتب التجنيد مرة أخرى، وهُرعت إليه بالوثائق، لكنهم لم يسمحوا له بالمغادرة حتى وصول المحامي».

ويقول نشطاء حقوقيون إن المهاجرين المتهمين بمخالفات بسيطة يُعرض عليهم طريق للهروب: التوقيع على عقد للقتال في أوكرانيا.

وذكرت فالنتينا تشوبيك، محامية حقوق الإنسان: «إنهم يحتجزون فقط الأشخاص غير الروس ثم يفصلون المواطنين عن غير المواطنين. بالنسبة لغير المواطنين، يلفّقون لهم تُهم شغب تافهة ويرحلونهم منذ 5 فبراير (شباط)، هذا كل ما يتطلبه الأمر حتى لو لم يرتكبوا أي خطأ. يُقتاد المواطنون مباشرة إلى مكتب التجنيد».

وذكرت ناشطة أخرى، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن المداهمات استهدفت عمداً صالات رياضية ترتادها الجاليات المهاجرة.

وقالت إميلي فيريس، الخبيرة في الشؤون الروسية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن الأساليب كانت «أكثر عدوانية بشكل علني» مما اعتاد عليه معظم الروس.

وأضافت: «لقد مالوا إلى أساليب أكثر قسرية، مثل اقتراح فصل عمال المصانع، على سبيل المثال، إذا لم يتقدموا للتجنيد».

واعتمد الكرملين نهج الترغيب والترهيب، مقدماً مكافآت مالية ضخمة لجذب مجندين جدد، حيث كشف تحقيق حديث أجراه جانيس كلوغ، الباحث في المعهد الألماني لدراسات الأمن الدولي، أن معدلات التجنيد ارتفعت بشكل حاد في مارس ويعزى هذا الارتفاع، جزئياً، إلى ارتفاع حاد في الحوافز النقدية من السلطات الإقليمية التي تسعى جاهدة لتلبية حصصها.

وقد زادت كل منطقة روسية مكافأة التسجيل مرة واحدة على الأقل العام الماضي، وكرر العديد منها ذلك في يناير (كانون الثاني).

ويسجل الآن ما بين 1000 و1500 متطوع يومياً، وفقاً لكلوغ، مقارنة بنحو 600 متطوع يومياً قبل عام.

جنود روس يتدربون على استخدام دبابة من طراز «تي-72» قبيل التوجه إلى الجبهة (رويترز)

ويأتي هذا الارتفاع في تجنيد المتطوعين في موسكو في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط من أجل حل سريع للحرب، ملقياً باللوم مراراً على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأوكرانيا في الصراع.

لكن فيريس قالت إن حملة التجنيد تُظهر أن روسيا ليست مستعدة للسلام بعد، حتى لو لم يُرسل المجندون الجدد فوراً إلى خطوط المواجهة، وأضافت أن الكرملين يريد السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي قبل الموافقة على وقف إطلاق النار.

وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على مناطق على طول الحدود الجنوبية، وهو أمرٌ مُستحيل إذا كانت موسكو ستوافق على وقف إطلاق النار.

وقالت: «أعتقد أنهم سيُطيلون أمد هذا الأمر، ربما على مدار العام المقبل. لا يمكنهم الالتزام بوقف إطلاق النار في ظل وجود خط المواجهة الحالي، وربما يكون هذا هو هدف هؤلاء المجندين الجدد. قد يكونون بمثابة قوات مساعدة يُمكن أن تُساعد روسيا على تحريك الأمور قليلاً».