أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم (الثلاثاء)، أنه على دراية بشعور بعض أفراد الشعب بالإحباط منه ومن حزب المحافظين الحاكم قبل الانتخابات المقررة في الرابع من يوليو (تموز) المقبل. ويتأخر حزب المحافظين، الذي يحكم البلاد منذ 14 عاماً بفارق 20 نقطة عن حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي. وقال سوناك خلال إطلاق البرنامج الانتخابي لحزب المحافظين، الذي يتناول تعهداته السياسية في المستقبل: «لست غافلاً عن شعور الناس بالإحباط من (أداء) حزبنا وإحباطهم مني».
وأضاف: «ليست الأمور بهذه السهولة دائماً، ولم تكن على ما يرام، لكننا الحزب الوحيد في هذه الانتخابات الذي لديه أفكار كبيرة لكي تصبح بلادنا مكاناً أفضل للعيش فيه».
وسعى سوناك إلى تعزيز حملته الانتخابية العامة الباهتة عبر تقديم وعود إلى الناخبين بتخفيض الضرائب وخفض الهجرة أثناء إطلاق برنامج حزب المحافظين. وقدم سوناك تعهدات بزيادة القدرة على تملك المنازل، في محاولة لجذب الناخبين الساخطين.
وقال رئيس الوزراء عند إعلانه خطة حزبه لولاية خامسة على التوالي في سيلفرستون، التي تضم حلبة سباق «الفورمولا 1» الشهيرة: «نحن المحافظين لدينا خطة لتحقيق الأمان المالي لكم». وتولى سوناك منصبه زعيماً للحزب المحافظ في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 بعد ولاية ليز تراس القصيرة. ويخوض حملة انتخابية صعبة اضطر فيها حتى إلى نفي شائعات بأنه قد يستقيل.
في انتخابات الرابع من يوليو (تموز) تتوقع استطلاعات الرأي خسارة سوناك وعودة حزب العمال بقيادة كير ستارمر إلى السلطة بعد 14 عاماً في المعارضة. كانت حملة زعيم المحافظين الانتخابية صعبة في الأيام الأخيرة، خصوصاً بسبب الانتقادات التي وجهت إليه جراء مغادرته المبكرة لمراسم ذكرى الإنزال في نورماندي، كما أعلن نايجل فاراج، الذي قاد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ترشحه للانتخابات عن حزب «ريفورم يو كاي» الشعبوي. وتعهد المحافظون خفض التأمين الوطني الذي يدفعه الموظفون وأصحاب العمل للصحة الحكومية والبطالة ومعاشات التقاعد للمرة الثالثة هذا العام في حالة إعادة انتخابهم وإلغائه للعاملين لحسابهم الخاص. كذلك، وعد الحزب بإلغاء رسوم الدمغة التي تصل قيمتها إلى 425 ألف جنيه إسترليني (540 ألف دولار) لمشتري منزل للمرة الأولى وإنهاء ضريبة الأرباح على رأس المال لأصحاب العقارات الذين يبيعون العقارات لمستأجريهم.
وقال سوناك إن حكومته ستدفع في مقابل الضرائب المنخفضة من خلال تضييق الخناق على مدفوعات الرعاية الاجتماعية للمستفيدين في سن العمل. واعترف رئيس الوزراء (44 عاماً) في مقابلة تلفزيونية، ليل الاثنين، بأن امتلاك منزل أصبح أكثر صعوبةً في ظل حكم المحافظين في السنوات الماضية. وأكد: «نحن حزب ديمقراطية امتلاك العقارات».
كذلك، تعهد سوناك بأن تخفض حكومته مستويات الهجرة القياسية إلى النصف، بما في ذلك «إيقاع منتظم» للرحلات الجوية التي تقل طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم إلى رواندا. واتهم حزب العمال بالرغبة في زيادة العبء الضريبي على الأسر على الرغم من أن الأرقام محل خلاف. ورد زعيم العمال ستارمر بأن الأموال غير موجودة لدفع ثمن تعهدات سوناك، وحذر من أن البيان كان «وصفة لخمس سنوات أخرى من الفوضى». وقبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات، لا تزال استطلاعات الرأي تعطي حزب العمال تقدماً بنحو 20 نقطة على المحافظين، بينما سيأتي حزب «ريفورم يو كي» في المركز الثالث بقيادة فاراج.