حال الحرب مع روسيا... «الناتو» يطور «ممرات برية» لنقل القوات الأميركية

جنود أميركيون خلال دورية في بولندا (أرشيفية - رويترز)
جنود أميركيون خلال دورية في بولندا (أرشيفية - رويترز)
TT

حال الحرب مع روسيا... «الناتو» يطور «ممرات برية» لنقل القوات الأميركية

جنود أميركيون خلال دورية في بولندا (أرشيفية - رويترز)
جنود أميركيون خلال دورية في بولندا (أرشيفية - رويترز)

يقوم حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتطوير «ممرات برية» متعددة لنقل القوات والمدرعات الأميركية إلى الخطوط الأمامية في حالة نشوب حرب برية أوروبية كبرى مع روسيا.

وقال مسؤولون لصحيفة «التلغراف» البريطانية إن الجنود الأميركيين سيهبطون في واحد من خمسة موانئ وسيتم توجيههم عبر طرق لوجيستية مخططة مسبقاً لمواجهة هجوم محتمل من موسكو.

ويأتي ذلك وسط تحذيرات من كبار قادة الحلف من أن الحكومات الغربية يجب أن تعد نفسها للصراع مع روسيا في العقدين المقبلين.

أصبحت الطرق اللوجيستية أولوية رئيسية منذ أن وافق زعماء «الناتو» على إعداد 300 ألف جندي لإبقائهم في حالة استعداد عالٍ للدفاع عن الحلف في قمة عقدت في فيلنيوس، ليتوانيا، العام الماضي.

وتنص الخطط الحالية على إنزال القوات الأميركية في الموانئ الهولندية قبل ركوب القطارات التي تنقلهم عبر ألمانيا ومنها إلى بولندا.

وفي حالة الغزو الروسي للحلف، سيتم إرسال القوات الأميركية إلى ميناء روتردام قبل نقلها شرقاً.

لكن يتم أيضاً اتخاذ الترتيبات خلف الكواليس لتوسيع الطرق إلى موانئ أخرى لضمان عدم قطع قوات موسكو خط الاتصالات الأرضي.

وقال اللفتنانت جنرال ألكسندر سولفرانك، رئيس القيادة اللوجيستية لحلف شمال الأطلسي للصحيفة: «أوكرانيا تعاني بشدة من هذه الهجمات الصاروخية الروسية بعيدة المدى على الأنظمة اللوجيستية».

إذا تعرضت قوات «الناتو» القادمة من هولندا لقصف روسي، أو تم تدمير موانئ شمال أوروبا، فمن المقرر أن يحول الحلف تركيزه إلى موانئ في إيطاليا واليونان وتركيا.

ومن الموانئ الإيطالية، يمكن نقل القوات الأميركية براً عبر سلوفينيا وكرواتيا إلى المجر، التي تشترك في الحدود مع أوكرانيا. وتوجد خطط مماثلة لنقل القوات من الموانئ التركية واليونانية عبر بلغاريا ورومانيا للوصول إلى الجناح الشرقي للحلف.

ويجري أيضاً وضع خطط لنقل القوات عبر موانئ البلقان، وكذلك عبر النرويج والسويد وفنلندا.

وفي هذه الممرات، لن تكون الجيوش الوطنية مقيدة باللوائح المحلية وستكون حرة في نقل الشحنات دون قيود عادية.

وفي السابق، اشتكت الحكومة الفرنسية من أن دباباتها محاصرة على الحدود الأجنبية بسبب العمليات البيروقراطية أثناء محاولتها الانتشار في رومانيا كجزء من مخطط جديد للدفاع ضد الغزو الروسي المخيف.

في السنوات الخمس الماضية، أجرت القيادة اللوجيستية للحلف مراجعات لاكتشاف الطرق المختلفة التي يمكن استخدامها لتوصيل القوات لمكافحة الغزو الروسي.

وتعتبر الموانئ في شمال أوروبا، مثل هولندا وألمانيا ودول البلطيق، معرضة بشكل خاص للهجمات الصاروخية الروسية.

ولكن بعد التحذيرات من أن الحلف لا يملك سوى 5 في المائة من الدفاعات الجوية اللازمة لتغطية جناحه الشرقي، يشعر اللفتنانت جنرال سولفرانك بالقلق بشأن القدرات أرض - جو للدفاع عن مراكزه اللوجيستية الرئيسية.


مقالات ذات صلة

​خطط ترمب تجاه «الناتو» وأوكرانيا

أوروبا ستولتنبرغ الأمين العام الحالي للحلف الأطلسي (يسار) ومارك روته الأمين العام المقبل بمقر الحلف في بروكسل (أ.ف.ب)

​خطط ترمب تجاه «الناتو» وأوكرانيا

تجدد التساؤل عما إذا كانت تهديدات ترمب بمغادرة «الناتو» جدية أم أنها ضغوط لإجبار دوله على زيادة مساهماتهم المالية

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا يُعَدّ قرار الرئيس الأميركي جو بايدن السماح بتدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرة «إف 16» تحوّلاً مهماً (أ.ف.ب)

مساعدة أميركية بقيمة 2.3 مليار دولار لأوكرانيا

واشنطن تعلن قريباً مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة تزيد عبى 2.3 مليار دولار تشمل أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ «ناسامز» و«باتريوت».

إيلي يوسف (واشنطن) «الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» لم يتمكن من إقناع الدول الأعضاء بأن تلتزم بتعهد متعدد السنوات لدعم أوكرانيا مالياً (إ.ب.أ)

دول «الناتو» ترفض خطة متعددة السنوات لدعم أوكرانيا مالياً

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ لم يتمكن من إقناع الدول الأعضاء بأن تلتزم بتعهد متعدد السنوات لدعم أوكرانيا مالياً.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الأوكراني يجلس داخل مقاتلة «إف 16» خلال زيارة إلى الدنمارك في أغسطس الماضي (رويترز)

أوستن يؤكد لأميروف قبيل انعقاد قمة «الناتو» التزام أميركا بدعم سيادة أوكرانيا وأمنها

وزير الدفاع الأميركي أكد لنظيره الأوكراني، رستم أميروف، الثلاثاء، التزام الولايات المتحدة المستمر بدعم سيادة أوكرانيا وأمنها.

إيلي يوسف (واشنطن) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ صورة من جلسة عمل حول أوكرانيا خلال قمة الناتو في فيلنيوس (أ.ف.ب)

قمة «الناتو» اختبار كبير لبايدن بعد المناظرة السيئة

تجمع تقارير وتحليلات الصحف الأميركية، على أن «الأداء السيئ» للرئيس جو بايدن، في مناظرته مع منافسه الرئيس السابق دونالد ترمب، سيكون حاضرا بقوة في قمة حلف الناتو.

إيلي يوسف (واشنطن)

موسكو: نجاح «المعارضة» في فرنسا ردّ على «إملاءات» واشنطن وبروكسل

صورة عامة للعاصمة موسكو (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة موسكو (أرشيفية - رويترز)
TT

موسكو: نجاح «المعارضة» في فرنسا ردّ على «إملاءات» واشنطن وبروكسل

صورة عامة للعاصمة موسكو (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة موسكو (أرشيفية - رويترز)

اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، أمس (الأربعاء)، أنّ «النجاح الذي لا يمكن إنكاره الذي حقّقته المعارضة» في فرنسا خلال الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة وقبل ذلك بقليل خلال الانتخابات الأوروبية هو ردّ، على وجه الخصوص، على «إملاءات» واشنطن وبروكسل (مقر الاتحاد الأوروبي)، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدّث باسم الوزارة أندريه ناستاسين، خلال مؤتمر صحافي، إنّ «الجولة الأولى (من الانتخابات التشريعية) وكذلك الانتخابات الأوروبية في يونيو (حزيران)، لا يمكن اعتبارها سوى تصويت بعدم الثقة من جانب الفرنسيين فيما يتعلق بالسلطات الحالية، بما في ذلك بالسياسة الخارجية لباريس».

وأضاف أنّ «النجاح الذي لا يمكن إنكاره الذي حقّقته المعارضة لا يشهد فقط على استقطاب المجتمع وتصاعد الاحتجاج، بل يشهد أيضاً على حقيقة أنّ المطالبة بعدالة اجتماعية وسياسة خارجية سيادية تلبّي المصالح الوطنية والتحرر من إملاءات واشنطن وبروكسل آخذة في التزايد في البلاد».

ولم يوضح المتحدّث أيّ معارضة يقصد بالتحديد، مشدّداً على أنّ بلاده «لا تتدخل أبداً» في أيّ انتخابات خارج أراضيها.

وأضاف: «بالطبع، هذا لا يعني أن نبقى على الهامش. نحن بعيدون كلّ البعد عن عدم المبالاة بما يحدث في بلد كان، حتى وقت مضى، يعتبر بحقّ أحد أكبر البلدان في العالم»، في إشارة إلى فرنسا.

وتابع ناستاسين: «اليوم، حوّلت (فرنسا) نفسها إلى أحد المروّجين لحرب مدمرة للغرب الجماعي ضد روسيا»، في إشارة إلى دعم باريس لأوكرانيا.

ردّ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، مساء أمس، على التصريحات الروسية.

وقال سيجورنيه إنّ ما أتى على لسان المتحدث الروسي هو «ما تفضّله موسكو للانتخابات الفرنسية». وأضاف: «لكن هنا، ليس الكرملين هو الذي يقرر، بل الشعب الفرنسي».

وتصدر نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في فرنسا حزب «التجمّع الوطني» اليميني المتطرف المتّهم بالتقرب من موسكو.