تزايد الخلافات بين أوكرانيا وحلفائها حول مستقبل الحرب والبلاد

واشنطن قلقة من استهداف رادارات نووية روسية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرحّب بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كييف قبل أسبوع (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرحّب بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كييف قبل أسبوع (أ.ب)
TT

تزايد الخلافات بين أوكرانيا وحلفائها حول مستقبل الحرب والبلاد

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرحّب بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كييف قبل أسبوع (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرحّب بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كييف قبل أسبوع (أ.ب)

مع ارتفاع الأصوات الغربية التي تطالب واشنطن بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة المقدمة لها، في استهداف عمق الأراضي الروسية، وكان آخرها تصريحات أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، بدا أن هوة الخلافات بين الحلفاء، تلعب دوراً رئيسياً في الأسباب التي تحُول دون ذلك.

الرئيسان الفرنسي والأوكراني بمناسبة التوقيع على الاتفاقية الأمنية بين بلديهما (أ.ب)

وفي حين اتّهمت روسيا، الخميس، حلف شمال الأطلسي بـ«تحريض» كييف على إطالة أمد النزاع في أوكرانيا التي يناشد مسؤولوها رفع الحظر المفروض على استهداف الأراضي الروسية، برزت أيضاً مخاوف جديدة، من أن يكون قيام كييف أخيراً، باستهداف محطات الرادار وأنظمة الإنذار المبكر النووية الروسية، سبباً إضافياً في زيادة سوء الفهم وتصعيد الصراع بين الغرب وروسيا.

ورفضت الولايات المتحدة وألمانيا حتى الآن السماح لكييف بشنّ هجمات عبر الحدود خشية تسبب ذلك بانجرار الغرب إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.

وتحدثت تقارير صحافية عدة عن زيادة حدة الخلافات بين أوكرانيا وحلفائها بشأن كيفية الدفاع عن نفسها ومستقبل البلاد، حيث يشكو القادة الأوكرانيون بشكل متزايد من أن واشنطن تقيّد قدرتهم على الرد على الهجمات الروسية، بينما القوات الروسية تحقق تقدماً على جبهات القتال.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أوكرانيين قولهم، إنه بدلاً من مناقشة كيفية الرد على هذه الهجمات، يدفعهم صناع السياسة الأميركيون إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة الفساد، وسط الحرب المتفاقمة.

وأشارت الصحيفة، إلى خلافات أيضاً بين المسؤولين الأوروبيين والأميركيين حول الاستراتيجية الكفيلة بتحويل دفة الأمور في ساحة المعركة. ورأت أن الخلاف الأكثر حدة في الوقت الحالي، هو ما إذا كان بوسع أوكرانيا استخدام الأسلحة المتبرع بها لضرب أهداف على الأراضي الروسية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

وقد انفصل بعض قادة «ناتو»، بما في ذلك وزيرا خارجية فنلندا وكندا، بوضوح عن الولايات المتحدة يوم الأربعاء، بإعلانهم أنهم لم يمنعوا أوكرانيا أبداً من استخدام الأسلحة التي تبرعوا بها لضرب أهداف على الأراضي الروسية، وانضموا إلى فرنسا والأمين العام لحلف «ناتو»، في القول بأن أوكرانيا لديها الحق في القيام بذلك. في حين وقفت ألمانيا وإيطاليا إلى جانب إحجام الولايات المتحدة.

كما تنقسم الولايات المتحدة والكثير من الدول الأوروبية أيضاً، حول مسائل تشمل طريق أوكرانيا إلى عضوية «ناتو»، حيث لا تزال واشنطن حذرة في الموافقة على ضمها، وما إذا كان سيتم استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل المساعدة لكييف، وهو جهد تدعمه الولايات المتحدة وأوكرانيا ويعارضه الأوروبيون إلى حد كبير.

موظف في خدمة الطوارئ الحكومية بأوكرانيا يقف وسط حطام بخاركيف في 26 مايو (أ.ف.ب)

تجميد الصراعات قبل الانتخابات الأميركية

وعد قيام الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي في الآونة الأخيرة بإطاحة بعض كبار المسؤولين الأوكرانيين الذين كان يُنظر إليهم على أنهم الأقرب إلى واشنطن، ضربة لجهود إدارة بايدن. وهو ما استغله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته الأخيرة إلى كييف، لمضاعفة مطالبة أوكرانيا بمحاربة الفساد، على الرغم من الخطوات الكثيرة التي اتخذتها كييف، والتي يراها الغرب غير كافية.

زيلينسكي يزور جبهة خاركيف (أ.ف.ب)

وفي حين يصرّ المسؤولون الأميركيون على أن الجوانب الأساسية للعلاقة تظل قوية، يشيرون أيضاً إلى وجود علاقة عمل عميقة بين واشنطن وكييف. ويشمل ذلك المساعدة العسكرية التي تستهدف هذا العام، مساعدة أوكرانيا في تعزيز دفاعات الخطوط الأمامية والتمسك بالأراضي الواقعة حالياً تحت سيطرتها، مما يستنزف القوات الروسية بشكل مثالي أثناء مهاجمتها وسعيها للتقدم ضد حقول الألغام وغيرها من الفخاخ.

غير أن بعض المراقبين، يرون أن إصرار بايدن على عدم توسيع الصراع مع روسيا، يأتي ضمن سياسة أوسع لتجميد الصراعات، من أوكرانيا إلى حرب غزة، قبيل الانتخابات الأميركية؛ خشية تأثيرها على حظوظه في مواجهة خصمه الجمهوري دونالد ترمب.

استهداف رادارات نووية روسية

يضاف إلى تلك الخلافات، ظهور شقوق جديدة بين كييف وواشنطن، بعدما قال مسؤول أميركي يوم الأربعاء، إن واشنطن عبّرت لكييف عن قلقها بشأن الضربات الأوكرانية، على محطات الرادار وأنظمة الإنذار المبكر النووية الروسية التي توفر الدفاع الجوي التقليدي والإنذار المبكر لأي إطلاق نووي من قِبل الغرب، رغم أن أوكرانيا لم تستخدم أسلحة غربية في شنّها. وأبلغت واشنطن كييف أن تلك الهجمات يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، حيث تخشى الولايات المتحدة من أن تؤدي الضربات بطائرات من دون طيار، إلى زعزعة استقرار موسكو بشكل خطير، في وقت تدرس فيه إدارة بايدن ما إذا كانت سترفع القيود المفروضة على أوكرانيا باستخدام الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة في الهجمات عبر الحدود. وقال مسؤول أميركي: «تشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء الضربات الأخيرة التي نفذتها أوكرانيا ضد مواقع الإنذار المبكر للصواريخ الباليستية الروسية».

وأعربت واشنطن عن مخاوفها لكييف بشأن محاولتين لشن هجومين خلال الأسبوع الماضي ضد محطات الرادار، استهدفت واحدة على الأقل أرمافير، في منطقة كراسنودار بجنوب شرقي روسيا، وتسببت في بعض الأضرار.

الرئيسان البرتغالي مارسيلو ريبو دا سوزا والأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمناسبة زيارة الثاني للبرتغال يوم الثلاثاء (إ.ب.أ)

وقال المسؤول الأميركي: «هذه المواقع لم تشارك في دعم حرب روسيا ضد أوكرانيا... لكنها مواقع حساسة لأن روسيا يمكن أن تعتقد أن قدرات الردع الاستراتيجية لديها مستهدفة؛ الأمر الذي قد يقوض قدرتها على الحفاظ على الردع النووي ضد الولايات المتحدة».

روسيا نجحت في التشويش والمراقبة

ومع ذلك، قال مسؤول أوكراني، إن روسيا استخدمت مواقع الرادار لمراقبة أنشطة الجيش الأوكراني، وخاصة استخدام كييف الأسلحة الجوية، مثل الطائرات من دون طيار والصواريخ. وأكد المسؤول أن مديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية، هي المسؤولة عن الضربات.

جنود من الجيش الروسي يقودون دبابة في أحد شوارع دونيتسك (رويترز)

وتواجه أوكرانيا تهديداً مستمراً لوجودها من روسيا، التي تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، والتي تمكنت في الآونة الأخيرة من تحقيق مكاسب على الأرض. ويرجع ذلك جزئياً إلى راداراتها المتطورة وتكنولوجيا التشويش على الأسلحة؛ الأمر الذي أخرج بعض الأسلحة الأميركية من ساحة المعركة، كصواريخ «إكسكاليبر» وقذائف المدفعية، فضلاً عن التشويش على الطائرات المسيّرة الجوية والبحرية الأوكرانية والغربية، التي تسببت في أضرار جسيمة لأسطول البحر الأسود الروسي والمنشآت العسكرية في شبه جزيرة القرم.

ومع مطالبة كييف برفع القيود عنها، وهي خطوة تلقى قبولاً متزايداً من مسؤولي إدارة بايدن، بما في ذلك وزير الخارجية بلينكن، الذي حثّ الرئيس بايدن على الموافقة على رفع القيود، يقول المسؤولون إن البيت الأبيض يدرس مثل هذا الاقتراح، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء بعد.

وفي مؤتمر صحافي يوم الأربعاء في مولدوفا، قال بلينكن إن الولايات المتحدة «لم تشجع أو تمكّن من توجيه ضربات خارج أوكرانيا، لكن أوكرانيا، كما قلت من قبل، عليها أن تتخذ قراراتها الخاصة بشأن أفضل طريقة للدفاع عن نفسها بشكل فعال». وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة «تكيفت» مع الظروف المتغيرة في ساحة المعركة، وأنه بينما تنتهج روسيا تكتيكات جديدة من «العدوان» و«التصعيد»، فإنها «واثقة من أننا سنواصل القيام بذلك».


مقالات ذات صلة

روسيا: تدمير 21 مسيّرة أوكرانية خلال الليل وصباح اليوم

أوروبا القوات الروسية دمرت 7 مسيّرات أوكرانية فوق أراضي مقاطعة ريازان (رويترز)

روسيا: تدمير 21 مسيّرة أوكرانية خلال الليل وصباح اليوم

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (السبت) تدمير 21 طائرة دون طيار أوكرانية خلال ساعات الليل والصباح في عدد من مقاطعات البلاد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (قناة الكرملين عبر «تلغرام»)

الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد

لفت الكرملين النظر إلى أن الحالة الديموغرافية «كارثية على مستقبل الأمة»، في حين عجزت السياسات المختلفة المنفّذة في روسيا منذ ربع قرن عن زيادة معدل المواليد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير خارجية الصين يمد يده لمصافحة نظيرة الروسي في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)

الكرملين يؤكد الاستعداد للتفاوض مع كييف لـ«تحقيق أهدافنا»

أكدت روسيا انفتاحها بشكل عام على عملية التفاوض مع أوكرانيا مع حاجتها لفهم ما إذا كان الجانب الأوكراني مستعداً لذلك.

سعيد عبد الرازق (أنقرة) «الشرق الأوسط» (موسكو)

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
TT

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)

اتخذت وكالة الأدوية الأوروبية أمس (الجمعة) قراراً برفض طرح دواء لداء ألزهايمر في الاتحاد الأوروبي يهدف إلى الحد من التدهور المعرفي للمرضى؛ إذ اعتبرت أن هذا العقار المرتقب جداً غير آمن.

ورأت الوكالة الناظمة أن النتائج التي يحققها الدواء المطروح باسم «ليكيمبي» (Leqembi) والمُجاز له في الولايات المتحدة «غير متوازنة مع خطر الآثار الجانبية الخطيرة المرتبطة به»، وأبرزها «احتمال حصول نزف في أدمغة المرضى».

وتوقع الخبراء «خيبة أمل» لدى عدد كبير من المرضى من هذا الرأي الذي تأخذ به عادة المفوضية الأوروبية صاحبة القرار النهائي.

وأكدت شركة الصناعات الدوائية اليابانية «إيساي» (Eisai) التي ابتكرت «ليكيمبي» بالتعاون مع الأميركية «بايوجين» (Biogen) أنها ستتقدم بطلب لـ«إعادة النظر في رأي» وكالة الأدوية الأوروبية، معربةً عن «خيبة أمل شديدة».

ونقل بيان عن المديرة السريرية في «إيساي» لين كرايمر قولها إن «ثمة حاجة كبيرة لا تتم تلبيتها لخيارات علاجية جديدة ومبتكرة تستهدف السبب الكامن وراء تطور المرض».

ورخّصت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في مايو (أيار) 2023 لعقار «ليكيمبي» الذي يشكل ليكانيماب (lecanemab) مكوّنة للمرضى الذين لم يصلوا إلى مرحلة متقدمة من المرض. وأشارت «إيساي» إلى أنه يباع أيضاً في اليابان والصين.

وفشل الباحثون طوال عقود في إحراز تقدّم فعلي في محاربة مرض ألزهايمر الذي يصيب عشرات الملايين من الناس في كل أنحاء العالم.

ويعاني نحو ثمانية ملايين شخص في الاتحاد الأوروبي شكلاً من أشكال الخرف، ويمثل مرض ألزهايمر أكثر من نصف هذه الحالات، وفقاً لموقع «ألزهايمر أوروبا». ولا يتوافر إلى اليوم أي دواء يحقق الشفاء.

أعراض جانبية مثيرة للجدل

ولم يتوصل الطب بعد إلى فهم وافٍ للسبب الدقيق لمرض ألزهايمر، إلّا أن مراقبة أدمغة المرضى تُظهر وجود لويحات أميلويد تتشكل حول الخلايا العصبية وتدمرها على المدى البعيد.

ويؤدي ذلك إلى فقدان الذاكرة الذي يُعدّ أبرز تجليات المرض. وفي المراحل الأخيرة منه، لا يعود المرضى قادرين على القيام بالمهام والأنشطة الحياتية اليومية أو على الانخراط في أحاديث.

ويتيح دواء «ليكيمبي» الذي يؤخَذ عن طريق الوريد مرة كل أسبوعين، تقليل عدد لويحات الأميلويد، وفق ما أظهرت التجارب السريرية. لكن الرأي السلبي لوكالة الأدوية الأوروبية لاحظ «بشكل خاص الظهور المتكرر في الصور الطبية لتشوهات مرتبطة بالأميلويد (...) من بينها تورم ونزف محتمل في أدمغة المرضى».

ورأت اختصاصية التنكس العصبي بجامعة أدنبره البروفيسورة تارا سبايرز جونز أن هذا الرأي الذي أصدرته وكالة الأدوية الأوروبية «سيكون مخيباً لآمال الكثيرين». لكنّها اعتبرت في بيان أن «ثمة أسباباً تدعو إلى الاستمرار في التفاؤل»؛ إذ أظهر ليكانيماب أنه «من الممكن إبطاء تطور المرض». وأضافت: «نحن الآن بحاجة إلى تكثيف جهودنا لاكتشاف أدوية جديدة وأكثر أماناً»، حسبما أفاد تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

«فوارق ثقافية»

أما الأستاذ في مستشفى «يو سي إل» الجامعي في لندن بارت دي ستروبر، فرأى أن قرار وكالة الأدوية الأوروبية «مؤسف ولكنه ليس غير متوقع». واعتبر أن «هذه النتيجة تُظهر التباين الثقافي الكبير في الطريقة التي يُنظر بها إلى المخاطر والابتكار في مختلف المناطق»، ملاحظاً أن «أوروبا تميل إلى النظر لنصف الكوب الفارغ، في حين تنظر دول كالولايات المتحدة والصين واليابان إلى النصف الممتلئ».

وأعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الضوء الأخضر مطلع شهر يوليو (تموز) الفائت لطرح دواء جديد آخر لمرض ألزهايمر توصلت إليه شركة «إلاي ليلي» الأميركية يتوقع أن يبطئ تطور المرض.

وباتت القرارات المتعلقة بالأدوية ضد مرض ألزهايمر تخضع لمراقبة من كثب منذ الجدل في شأن «أدوهيلم» (Aduhelm) الذي جرت الموافقة عليه في يونيو (حزيران) 2021، وابتكرته أيضاً شركتا «إيساي» و«بايوجين» ويستهدف لويحات الأميلويد كذلك.

وكان «أدوهيلم» أول دواء معتمد في الولايات المتحدة ضد المرض منذ عام 2003. إلا أنّ هذا العلاج أحدث جدلاً كبيراً؛ إذ عارضت وكالة الأدوية الأميركية رأي لجنة خبراء اعتبروا أن العلاج لم يثبت فاعليته بشكل كافٍ خلال التجارب السريرية. وقيّدت الوكالة في وقت لاحق استخدامه، حاصرة إياه بالأشخاص الذين يعانون حالات خفيفة من المرض.

وأكّد تقرير للكونغرس الأميركي أخيراً أنّ سعر الدواء مرتفع (56 ألف دولار في السنة)، في حين أعلن نظام التأمين الصحي الفيدرالي «ميديكير» المخصص لكبار السن، أنه لن يغطي تكاليفه إلا إذا أُخذ في إطار تجارب سريرية.