اعتقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي بتهمة الرشوة

الخطوة هي الأحدث في سلسلة الاعتقالات التي تطال مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى

الجنرال الروسي فاديم شامارين (أ.ب)
الجنرال الروسي فاديم شامارين (أ.ب)
TT

اعتقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي بتهمة الرشوة

الجنرال الروسي فاديم شامارين (أ.ب)
الجنرال الروسي فاديم شامارين (أ.ب)

​قالت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء، الخميس، إن نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي الجنرال فاديم شامارين اعتقل بتهمة الرشوة، بحسب تقارير روسية.

ويعد اعتقال هذا الجنرال هو الأحدث في سلسلة الاعتقالات المتعلقة برشوة مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى.

وأضافت الوكالة أن القبض على شامارين جاء في أعقاب اعتقال الجنرال إيفان بوبوف، القائد الأعلى السابق في الحملة الروسية في أوكرانيا، هذا الأسبوع، بتهم الرشوة أيضاً.

وشامارين هو أيضاً رئيس إدارة الاتصالات الرئيسية بوزارة الدفاع، ونقلت وكالات أنباء روسية عن محكمة عسكرية قولها إن الرجل محتجز منذ شهرين، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى عن القضية.

ولفتت «أسوشييتد برس» إلى القبض على نائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف بتهمة الرشوة في أبريل (نيسان) وكان إيفانوف صديقاً مقرباً لسيرغي شويغو، الذي أقاله الرئيس فلاديمير بوتين من منصب وزير الدفاع بعد وقت قصير من تنصيب بوتين لفترة ولاية جديدة في مايو (أيار)، فيما اعتقل الجنرال يوري كوزنتسوف، رئيس إدارة شؤون الموظفين بوزارة الدفاع، بتهمة الرشوة بعد يومين من استبدال شويغو.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء (رويترز)

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن موجة الاعتقالات لمسؤولي الدفاع لا تشير إلى حملة ضد الجيش، وأضاف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين: «مكافحة الفساد عمل مستمر، هذه ليست حملة، إنها عمل مستمر وهذا جزء لا يتجزأ من أنشطة وكالات إنفاذ القانون لدينا».

وذكرت تقارير روسية أن نائب رئيس مصلحة السجون الفيدرالية في منطقة موسكو، فلاديمير تيلاييف، اعتقل الخميس أيضاً بتهمة الرشوة.

يذكر أنه تم إلقاء اللوم على شويغو في فشل روسيا في الاستيلاء على كييف في وقت مبكر من القتال بأوكرانيا، واتهمه زعيم مجموعة فاغنر للمرتزقة يفغيني بريغوجين بعدم الكفاءة والفساد، وهو الذي أطلق تمرداً في يونيو (حزيران) 2023 للمطالبة بإقالة شويغو ورئيس أركان الجيش الجنرال فاليري غيراسيموف.

بعد أقل من شهر من انتفاضة بريغوجين الفاشلة، تم فصل بوبوف من منصبه، وقال إنه تحدث إلى شويغو بشأن عدم كفاءة المعدات التي أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى الروس، وإن إقالته كانت طعنة «غادرة» في الظهر للقوات الروسية في أوكرانيا.

وكانت قوات بوبوف تقاتل في منطقة زاباروجيا، وهي واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها في الصراع الأوكراني.

وجاءت إقالته بعد يوم واحد من تعرض موقع قيادة الجيش في مدينة بيرديانسك لهجوم أوكراني، ما أسفر عن مقتل جنرال رفيع المستوى.


مقالات ذات صلة

انطلاق مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي

أوروبا صورة جماعية خلال المفاوضات الرامية لضم أوكرانيا ومولدوفيا إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو 2024 (إ.ب.أ)

انطلاق مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي

أطلق الاتحاد الأوروبي رسمياً المفاوضات الرامية إلى ضم أوكرانيا، الثلاثاء، مما يضع الدولة التي مزقتها الحرب على مسار طويل نحو العضوية التي حاولت روسيا عرقلتها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا جنود أوكرانيون يقفون لالتقاط صورة مع العلم الأوكراني في بلدة ستوروجيف بإقليم دونيتسك الاثنين (رويترز)

أوكرانيا تجلي المدنيين من الجبهة الشرقية وزيلينسكي يقيل قائد القوات المشتركة

السلطات الأوكرانية تجلي المدنيين من قرى الجبهة الشرقية، وموسكو تعلن إسقاط 30 طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلغورود.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (لاهاي) «الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا سكان يقومون بتنظيف الأنقاض بجوار المنازل المتضررة بشدة بعد القصف في بوكروفسك منطقة دونيتسك الشرقية (أ.ف.ب)

الجيش الروسي يعلن تدمير 30 مسيّرة أوكرانية في مناطق حدودية

أكد الجيش الروسي اليوم (الثلاثاء) أنه دمر خلال الليل 30 مسيّرة أوكرانية في مناطق حدودية مع أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قرب العاصمة واشنطن (رويترز)

البنتاغون: أوكرانيا تتخذ قراراتها الخاصة فيما يخص هجماتها

ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الاثنين أن أوكرانيا تتخذ قراراتها الخاصة فيما يتعلق بالأهداف التي تهاجمها.

«الشرق الأوسط» ( واشنطن )
أوروبا تصاعد الدخان جراء الهجوم الروسي على مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا (د.ب.أ)

كييف تتهم موسكو بتكثيف هجماتها بمادة كيميائية محظورة

كثّفت روسيا هجماتها بواسطة غاز مسيّل للدموع حوّلته عن استخدامه الأصلي، على ما قال الجيش الأوكراني الذي سجّل 715 هجوماً من هذا النوع في شهر مايو (أيار) وحده.

«الشرق الأوسط» (كييف)

انطلاق مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي

صورة جماعية خلال المفاوضات الرامية لضم أوكرانيا ومولدوفيا إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو 2024 (إ.ب.أ)
صورة جماعية خلال المفاوضات الرامية لضم أوكرانيا ومولدوفيا إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو 2024 (إ.ب.أ)
TT

انطلاق مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي

صورة جماعية خلال المفاوضات الرامية لضم أوكرانيا ومولدوفيا إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو 2024 (إ.ب.أ)
صورة جماعية خلال المفاوضات الرامية لضم أوكرانيا ومولدوفيا إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو 2024 (إ.ب.أ)

أطلق الاتحاد الأوروبي رسمياً المفاوضات الرامية إلى ضم أوكرانيا، الثلاثاء، مما يضع الدولة التي مزقتها الحرب على مسار طويل نحو العضوية التي حاولت وتحاول روسيا عرقلتها.

صورة جماعية خلال المفاوضات الرامية لضم أوكرانيا ومولدوفيا إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو 2024 (إ.ب.أ)

تهدف الخطوة التاريخية خصوصاً إلى إبداء الثقة بمستقبل أوكرانيا، في وقت تتقدّم فيه موسكو بميدان المعركة بعد نحو عامين ونصف العام على بدء الغزو الروسي.

وسيبدأ الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق مفاوضات بشأن انضمام مولدوفيا المجاورة لأوكرانيا إلى التكتل، وهي جمهورية سوفياتية سابقة أيضاً تتعرض لضغوط من روسيا.

وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنه «يوم تاريخي» مع اجتماع مسؤولين من كييف ودول الاتحاد الأوروبي الـ27 في لوكسمبورغ.

وكتب زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي: «لن نحيد أبداً عن طريقنا نحو أوروبا موحدة وعن بيتنا المشترك مع كل الدول الأوروبية».

وقال رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، عبر مقطع فيديو في بداية المحادثات: «أصدقائي الأعزاء، يمثّل اليوم بداية فصل جديد في العلاقة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي».

تقدّمت أوكرانيا وبعدها مولدوفيا بطلبي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مباشرة بعد الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

لكن انطلاق المحادثات في لوكسمبورغ لن يمثل إلا بداية عملية طويلة من الإصلاحات في أوكرانيا تشوبها عقبات سياسية، يرجح أن تستغرق سنوات، وقد لا تفضي إلى الانضمام في نهاية المطاف.

ولن تشكّل الجهود الروسية الرامية إلى زعزعة الاستقرار العقبةَ الوحيدة على هذه الطريق؛ بل أيضاً تحفّظ المشككين داخل الاتحاد الأوروبي، لا سيما المجر.

لكن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وصفت انطلاق المحادثات بـ«النبأ السار جداً بالنسبة إلى شعبَي أوكرانيا ومولدوفيا، وللاتحاد الأوروبي برمته».

وأضافت على منصة «إكس»: «ستكون هناك تحديات في الطريق أمامنا، لكنها ستكون مليئة بالفرص».

وأُشيد بأوكرانيا لإطلاقها سلسلة إصلاحات لوضع حد للفساد والتدخل السياسي رغم الحرب الدائرة.

وأكدت كبيرة المفاوضين الأوكرانيين ونائبة رئيس الوزراء، أولغا ستيفانيشينا، أن كييف «ستكون قادرة على استكمال كل الخطوات قبل عام 2030» للانضمام إلى التكتل.

وقالت: «تأكدوا أن أوكرانيا قادرة جداً على التنفيذ بطريقة سريعة».

عملية معقّدة

أحيت الحرب الروسية في أوكرانيا مسعى الاتحاد الأوروبي إلى استقبال دول أعضاء جدد، بعد سنوات لم تحرز خلالها بلدان، خصوصاً في غرب البلقان، تقدماً يذكر لتحقيق تطلعاتها للانضمام.

ومنح الاتحاد الأوروبي في ديسمبر (كانون الأول) 2023 جورجيا وضع «الدولة المرشحة للعضوية»، وهي الجارة السوفياتية السابقة الأخرى لروسيا.

كذلك؛ أقر إجراء «مفاوضات للانضمام» مع البوسنة، بينما يجري محادثات مع صربيا ومونتينيغرو وألبانيا ومقدونيا الشمالية.

ستطلق الاجتماعات مع أوكرانيا ومولدوفيا الثلاثاء عملية النظر في مدى امتثال قوانين تلك البلدان لمعايير الاتحاد الأوروبي والعمل الذي ما زال ينبغي القيام به.

وفور استكمال ذلك، سيتعيّن على الاتحاد الأوروبي بدء تحديد شروط للتفاوض على 35 مسألة؛ من الضرائب إلى السياسة البيئية.

وعدّت ستيفانيشينا أن الخطوة التالية يجب أن تأتي في مطلع عام 2025.

وتسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى بدء المحادثات الآن قبل أن تتولى المجر؛ التي تعدّ الدولة الأكثر تقرباً من روسيا ضمن التكتل، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الشهر المقبل.

بودابست تعارض انضمام كييف

وقال وزير الشؤون الأوروبية المجري، يانوش بوكا، إنه «من الصعب جداً تحديد المرحلة التي وصلت إليها أوكرانيا».

وتابع: «بناء على ما أراه حالياً، فإنّهم بعيدون جداً عن الإيفاء بشروط الانضمام».

ولبدء المحادثات صدى كبير في أوكرانيا؛ حيث كانت الرغبة في التقارب مع الاتحاد الأوروبي وراء الاحتجاجات التي اندلعت عام 2014 وتحوّلت لاحقاً إلى أزمة مفتوحة مع روسيا.

انضمام مولدوفيا

تأتي المحادثات أيضاً في وقت حساس بالنسبة إلى مولدوفيا بعدما حذّرت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا من «مخطط» روسي للتأثير على الانتخابات الرئاسية في البلاد خلا أكتوبر (تشرين الأول).

تتّهم سلطات مولدوفيا؛ المؤيّدة للغرب، الكرملين باستمرار بالتدخّل في الشؤون الداخلية للدولة الواقعة بين أوكرانيا التي تعاني من الحرب، ورومانيا المنضوية في الاتحاد الأوروبي.

واتّهمت رئيستها، مايا ساندو، موسكو؛ التي تنشر قوات في منطقة انفصالية بالبلاد، بالسعي إلى زعزعة الاستقرار في مولدوفيا قبل الانتخابات.

وقالت ساندو الأسبوع الماضي إن «انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي هو طريقنا نحو السلام والازدهار وحياة أفضل لجميع المواطنين».