حذرت تركيا من اتساع نطاق الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث إلى أوروبا. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن الحرب الروسية الأوكرانية تحولت إلى «حرب استنزاف»، وتكبد الجانبان الخسائر فيها، وهذا يبقي خطر الانتشار على قيد الحياة، نحن منزعجون من هذا الوضع.
وأضاف فيدان، خلال كلمة في إفطار لحزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة كيرشهير وسط تركيا ليل الثلاثاء - الأربعاء، أن «هناك خطراً بشأن امتداد الحرب إلى المنطقة، يبدأ الانتشار بالكلام ثم يتحول إلى فعل... يجب على أوروبا أن تشعر بالقلق بشأن الوضع في أوكرانيا أكثر منا».
وشدد الوزير التركي على أن بلاده ستواصل الدفاع عن السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، رغم موقعها الجغرافي الصعب. وذكر أنه «رغم الأزمات التي تهدد الحياة في منطقة جغرافية صعبة، فإننا لا نزال دعاة السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم، وبخاصة في منطقتنا».
وتابع فيدان أن «أكثر من 500 ألف شخص قتلوا في الحرب في أوكرانيا خلال عامين، وهذه الحرب، التي تحولت إلى حرب استنزاف، تؤثر على حياتنا جميعاً وتثير العديد من المشاكل على المستوى العالمي، بما في ذلك أزمة الطاقة والغذاء».
ولفت إلى أنه ناقش حرب أوكرانيا بشكل موسَّع مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وأعضاء في «الكونغرس»، خلال اجتماعات الآلية الاستراتيجية للعلاقات التركية - الأميركية التي عُقِدت في واشنطن، مؤخراً.
وقال إننا نؤكد في كل محفل، وفي جميع اتصالاتنا، أن الحرب التي تدور رحاها وسط أوروبا، تشكّل خطراً على المنطقة بأكملها، فضلاً عن التهديدات التي تشكّلها لأمن البحر الأسود وصادرات الحبوب.
وأضاف أننا نؤكد أن الوقت حان لبدء حوار بين روسيا وأوكرانيا؛ لوقف إطلاق النار، بغض النظر عن قضية سيادة أوكرانيا على أراضيها ونرفض في الوقت ذاته احتلال روسيا لبعض أراضي أوكرانيا.
وتشترك تركيا، العضو في «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، في حدود بحرية مع أوكرانيا وروسيا، بالبحر الأسود، وسعت إلى الحفاظ على علاقات ودية مع كلتيهما في أثناء الحرب. وقدّمت دعماً عسكرياً لأوكرانيا، وفي المقابل، عارضت العقوبات الغربية على روسيا.
وأسهمت تركيا في تسليح أوكرانيا، ودعت إلى احترام سيادتها، وتؤيد انضمامها إلى «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، وزوَّدتها بمسيرات «بيرقدار تي بي 2» القتالية، لكن ضمن اتفاق تجاري كان أُبرم بين شركات من البلدين قبل الحرب.
على الجانب الآخر، أسهمت تركيا في الحوار والمفاوضات بين البلدين المتحاربين، واستضافت مفاوضات مباشرة وغير مباشرة بينهما، كما توسطت في عمليات تبادل للأسرى.
وتوسطت تركيا كذلك في التوصل إلى اتفاقية الممر الآمن للحبوب برعاية الأمم المتحدة عام 2022، التي أسهمت على مدى عام في خروج 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، قبل أن يتوقف العمل بها في يوليو الماضي بسبب انسحاب روسيا منها اعتراضاً على عدم تنفيذ الشق الخاص بخروج الحبوب والصادرات الزراعية والأسمدة منها أسوة بأوكرانيا.
وقال فيدان إنه «ليس من المتصور أن تجلس روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات على الفور، ويتعين على الأطراف الأخرى المعنية تهيئة الأرضية للحوار من أجل وقف الحرب، ومنع توسع الصراع».