ألمانيا و«الناتو» ينتقدان البابا لدعوته أوكرانيا إلى التفاوض مع روسيا

«كييف بحاجة لأسلحة لا لرايات بيضاء»

المستشار الألماني أولاف شولتس متحدثاً إلى وسائل الإعلام بعد لقائه البابا فرنسيس في روما بإيطاليا، في 2 مارس 2024 (إ.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس متحدثاً إلى وسائل الإعلام بعد لقائه البابا فرنسيس في روما بإيطاليا، في 2 مارس 2024 (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا و«الناتو» ينتقدان البابا لدعوته أوكرانيا إلى التفاوض مع روسيا

المستشار الألماني أولاف شولتس متحدثاً إلى وسائل الإعلام بعد لقائه البابا فرنسيس في روما بإيطاليا، في 2 مارس 2024 (إ.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس متحدثاً إلى وسائل الإعلام بعد لقائه البابا فرنسيس في روما بإيطاليا، في 2 مارس 2024 (إ.ب.أ)

انتقدت الحكومة الألمانية، بشدة، الاثنين، دعوة البابا فرنسيس، أوكرانيا، إلى «رفع الراية البيضاء»، والتفاوض مع موسكو لإنهاء الحرب بعد سنتين على بدء الغزو، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إنها «لا تفهم» موقف البابا. وأضافت بيربوك التي زارت كييف مرات عدة منذ بداية الحرب: «أعتقد أن بعض الأمور لا يمكن فهمها إلا إذا رأيتها بنفسك».

من جهته، صرّح المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه «لا يشاطر البابا رأيه»، وفق ما نقل الناطق باسمه ستيفان هيبيشترايت.

وقال المتحدث باسم شولتس إن «أوكرانيا تتصدى لمعتدٍ، وتستفيد من دعم دولي كبير، وتتحرك في إطار الحق في الدفاع عن نفسها المدرج في القانون الدولي».

وفي حديثها إلى أطفال أوكرانيين متضررين في الحرب، قالت وزيرة الخارجية الألمانية إنها طرحت على نفسها سؤال «أين البابا؟ يجب أن يعرف البابا هذه الأمور».

وأضافت أنه إذا لم تظهر أوكرانيا وحلفاؤها «القوة الآن فلن يكون هناك سلام»، مؤكدة أنه «يجب أن نقف إلى جانب أوكرانيا، ونبذل كل ما بوسعنا لضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها».

وأثار البابا غضب المسؤولين الأوكرانيين، نهاية الأسبوع، بعدما صرح في مقابلة مع التلفزيون السويسري بأنه يجب «أن نتحلى بالشجاعة لرفع الراية البيضاء والتفاوض»، بعد عامين من بدء موسكو غزو أوكرانيا. وقالت بيربوك لقناة «إيه آر دي» العامة، مساء الأحد: «لا أفهم».

ورداً منه على كلام البابا، صرّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم (الاثنين)، أنه لا يتفق مع تصريحات البابا فرنسيس بأن أوكرانيا يجب أن تتحلى «بشجاعة الراية البيضاء»، وأن تتفاوض على إنهاء الحرب مع روسيا، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال ستولتنبرغ لـ«رويترز»: «إذا أردنا حلاً سلمياً دائماً عن طريق التفاوض فإن السبيل للوصول إلى ذلك هو تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا». وأضاف في مقابلة بمقر الحلف في بروكسل: «ما يحدث حول طاولة المفاوضات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقوة في ساحة المعركة».

وفي إجابة عن سؤال، قال ستولتنبرغ: «هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن استسلام الأوكرانيين. سيكون هذا مأساة للأوكرانيين. وسوف يمثل خطراً علينا جميعاً».

وألمانيا هي ثاني أكبر مساهم في المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، بعد الولايات المتحدة. وردت كييف بحدة على البابا، الأحد. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن بلاده لن تستسلم «أبداً».

وشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في رسالته اليومية بالفيديو، على أن مواطنيه من جميع الأديان وقفوا للدفاع عن بلادهم منذ بداية الغزو الروسي.

وأكد أن «المسيحيين والمسلمين واليهود والجميع (...) إنهم يدعموننا بالصلاة والكلام والعمل». وأضاف: «هذا هو المكان الذي يجب أن تكون فيه الكنيسة، مع الناس وليس على مسافة 2500 كيلومتر، بوساطة افتراضية بين من يريد أن يعيش، ومن يريد تدميرك».


مقالات ذات صلة

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوروبا أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ببوخارست برومانيا 30 نوفمبر 2022 (رويترز)

بلينكن يزور بروكسل لبحث الدعم الغربي لأوكرانيا بعد فوز ترمب

توجه وزير الخارجية الأميركي إلى بروكسل حيث يجري محادثات طارئة مع الأوروبيين لتسريع المساعدات الموجهة لأوكرانيا وذلك على خلفية انتخاب ترمب رئيساً لأميركا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

أكد كل من الرئيس الفرنسي والأمين العام لحلف الناتو، اليوم الثلاثاء، أهمية أن يبقى الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا «أولوية مطلقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا يفرض القانون على الأفراد الذين يشاركون في الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء غرامة قدرها 4250 دولاراً (إ.ب.أ)

النواب الروس أقرّوا قانوناً يحظر الترويج لحياة من دون أبناء

أقرّ النواب الروس اليوم (الثلاثاء) قانوناً يحظر الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء، على خلفية الأزمة الديموغرافية في روسيا التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو (رويترز)

شويغو: على موسكو وبكين التصدي «لسياسة الاحتواء» الأميركية

أبلغ الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بأن المهمة الرئيسية لبكين وموسكو هي التصدي «لسياسة الاحتواء» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
TT

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية، حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما أكد متحدث باسم الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يمثل الهجوم الروسي في منطقة زابوريجيا الجنوبية تحديا للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبة بالفعل على الجبهة الشرقية، ولا يزال منخرطا في عملية هجومية في منطقة كورسك الروسية، على الحدود الشمالية.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، فلاديسلاف فولوشين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الروس يستعدون منذ فترة، منذ عدة أسابيع، لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات، لا سيما باتجاه زابوريجيا».

وأوضح أن الجيش الروسي يعزز قواته، خاصة في مناطق فريميفكا وغوليابول وروبوتيني.

وأضاف: «كل يوم يقوم باستطلاع جوي وفني هناك، ويتزود بالذخيرة. منذ عدة أسابيع، يستعد العدو لاستخدام المدرعات».

وامتنع فولوشين عن تحديد عدد الجنود الروس المحتشدين في هذا القطاع من الجبهة، لكنه أشار إلى أن مجموعات صغيرة تشن بالفعل هجمات كل يوم.

وأكد أن القوات الأوكرانية عززت خطوط دفاعها وهي مستعدة لصد هجوم واسع النطاق.

في الصيف الماضي، شنت القوات الأوكرانية هجوما واسع النطاق لاستعادة منطقتي زابوريجيا وخيرسون في جنوب البلاد، لكنها فشلت في إحراز تقدم ملموس.

وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن موسكو حشدت 50 ألف جندي، بينهم كوريون شماليون، في محاولة لدحر القوات الأوكرانية التي تسيطر منذ نحو ثلاثة أشهر على جزء من منطقة كورسك الحدودية الروسية.