شنّ الجيش الروسي ضربات على مدينة أوديسا الساحلية في جنوب أوكرانيا، الأربعاء، أثناء زيارة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال ميتسوتاكيس للصحافيين: «في ختام (الزيارة) سمعنا صفارات الإنذار ودوي انفجارات بالقرب منا. لم يكن لدينا الوقت للوصول إلى ملجأ».
أما زيلينسكي فقال إن الجيش الروسي «لا يهتم بما إذا كانت (الأهداف) عسكرية أم مدنية (...) وما إذا كانوا ضيوفاً دوليين. هؤلاء الناس لا يهتمون».
وصرّح المتحدث باسم البحرية الأوكرانية دميترو بليتينشوك للوكالة الفرنسية: «نؤكد الهجوم على البنية التحتية لموانئ مدينة أوديسا. نؤكد مقتل 5 أشخاص وهناك جرحى أيضاً».
في المقابل، أعلنت روسيا أنها استهدفت قاعدة أوكرانية للمسيّرات البحرية في المدينة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن الضربة أصابت «مستودعاً في منطقة ميناء تجاري في أوديسا كانت تُجهز فيها مسيّرات للقتال».
وتعرضت أوكرانيا لهجمات روسية خلال ليل الثلاثاء الأربعاء. وأعلن الجيش أن الدفاعات الجوية دمرت 38 من أصل 42 طائرة مسيّرة متفجّرة استهدفت بها روسيا 10 مناطق، وأصيب في الهجمات 7 أشخاص على الأقل.
من جانبهم، يكثّف الأوكرانيون تحركاتهم خلف الخطوط الروسية مع مقتل المسؤولة عن الانتخابات في منطقة بيرديانسك المحتلة الأحد في انفجار سيارتها، وتسجيل هجوم بمسيّرة على مستودع للنفط في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا.
وبحسب المحققين، «زُرعت عبوة ناسفة تحت سيارة» المسؤولة في اللجنة الانتخابية المحلية، موضحين، في بيان، أنها «عندما ركبت السيارة (...) انفجرت العبوة».
وندد المسؤول المحلي الذي نصبته روسيا في هذه المنطقة بجنوب أوكرانيا يفغيني باليتسكي، عبر «تلغرام»، بـ«العمل الإرهابي ومحاولة الترهيب» قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة بين 15 و17 مارس (آذار) التي ستُجرى أيضاً في المناطق الأوكرانية المحتلة.
احتراق مستودع
في العامين الماضيين، قُتل وأصيب العديد من مسؤولي الاحتلال الروسي أو المتعاونين معه في مناطق أوكرانية من بينها شبه جزيرة القرم في هجمات نسبت إلى كييف.
وعلى بعد نحو 600 كيلومتر إلى الشمال، اشتعل حريق في مستودع للنفط، الأربعاء، في منطقة كورسك الروسية في أعقاب هجوم أوكراني بمسيّرة، بينما بات هذا النوع من العمليات شائعاً بشكل متزايد.
منذ أشهر، صارت استراتيجية كييف العسكرية تشمل تنفيذ هجمات خلف خطوط القتال في مسعى لتعطيل لوجستيات الجيش الروسي الذي يزود وحداته بالذخيرة والوقود عبر المناطق الحدودية.
وقال حاكم منطقة كورسك رومان ستاروفويت، عبر تطبيق «تلغرام»: «تسبب هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية في منطقة يليزنوغورسكي اليوم (الأربعاء) في نشوب حريق في مستودع للوقود ومواد التشحيم».
ويظهر في مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي خزان واحد على الأقل متضرر تشتعل فيه النيران وينبعث منه دخان أسود.
وأكد ستاروفويت أن «طائرة مسيّرة أوكرانية ثانية... ضربت» مستودع النفط، لافتاً إلى أن الهجوم «لم يسفر عن وقوع إصابات».
منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، تعرضت الأراضي الروسية بانتظام لضربات نسبت إلى كييف واستهدفت في الأسابيع الأخيرة خصوصاً مستودعات للنفط ومصافي تكرير.
وفي شرق أوكرانيا، قال مسؤولون روس إن شخصين قتلا بنيران المدفعية الأوكرانية على بلدة كريمينا المحتلة في منطقة لوغانسك، حيث قضى أيضاً 5 آخرون في انفجار لغم أثناء مرور حافلة في كيروفسك.
لقاء بين غروسي وبوتين
من جهته، قال سلاح الجو الأوكراني إن «قوات الاحتلال شنّت هجومها بـ5 صواريخ موجهة من طراز إس-300 (...) و42 من مسيرات شاهد»، في إشارة إلى الطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع التي تستخدمها موسكو. وأضاف أن الدفاع الجوي «دمّر 38 مسيرة شاهد».
واستهدفت غارة جوية مدينة سومي (شمال شرق) ما أدى إلى جرح 7 أشخاص بينهم فتى يبلغ 10 سنوات، حسب مكتب المدعي العام.
ميدانياً، بثّ الجيش الأوكراني مقطع فيديو يظهر خنادق محصنة تم حفرها مؤخراً «على خط الدفاع الثاني» في منطقة أفدييفكا (شرق)، وذلك رداً على التعليقات الأخيرة بشأن ضعف خطوط الدفاع الأوكرانية، أو حتى غيابها.
في الوقت نفسه، يزور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي منتجع سوتشي الساحلي في روسيا، الأربعاء، لمباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين للمرة الأولى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
وفي تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» قبل الاجتماع، رفض غروسي الاقتراحات الروسية بشأن إعادة تشغيل محطة زابوريجيا للطاقة النووية المحتلة في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا.
وتابع غروسي: «الأمر ليس وشيكاً»، مضيفاً: «أولاً، هذه منطقة قتال نشطة (...). ثانياً، هذه المحطة متوقفة منذ فترة طويلة».





