أوكرانيا تحذر من نقص الذخائر مع إطلاق باريس «تحالف المدافع»

جنود أوكرانيون يعلّقون قذائف على طائرات دون طيار في موقع بالقرب من بلدة هورليفكا وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في منطقة دونيتسك أوكرانيا 17 يناير 2024 (رويترز)
جنود أوكرانيون يعلّقون قذائف على طائرات دون طيار في موقع بالقرب من بلدة هورليفكا وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في منطقة دونيتسك أوكرانيا 17 يناير 2024 (رويترز)
TT

أوكرانيا تحذر من نقص الذخائر مع إطلاق باريس «تحالف المدافع»

جنود أوكرانيون يعلّقون قذائف على طائرات دون طيار في موقع بالقرب من بلدة هورليفكا وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في منطقة دونيتسك أوكرانيا 17 يناير 2024 (رويترز)
جنود أوكرانيون يعلّقون قذائف على طائرات دون طيار في موقع بالقرب من بلدة هورليفكا وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في منطقة دونيتسك أوكرانيا 17 يناير 2024 (رويترز)

حذّرت أوكرانيا، الخميس، من «نقص الذخائر» لدى جيشها، وذلك بالتوازي مع إطلاق داعميها في باريس «تحالف المدافع» للاستجابة لاحتياجاتها مع اقتراب الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي للبلاد.

ميدانياً، أعلن الجيش الروسي، الخميس، سيطرته على قرية في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، حيث يمارس ضغوطاً متزايدة منذ أسابيع.

من جهته، هاجم الجيش الأوكراني مستودعاً للنفط في شمال روسيا ليلاً باستخدام طائرات مسيّرة، وفق ما قال مصدر أمني أوكراني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس.

بمناسبة إطلاق «تحالف المدافع» بقيادة فرنسا والولايات المتحدة، قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف عبر منصة «إكس»، إن «نقص الذخائر مشكلة حقيقية وملحة للغاية تواجه قواتنا المسلحة حالياً». وأضاف: «علينا تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا لحماية العالم الحر من الخطر الروسي».

هذا التحالف هو أحد مكونات مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا المعروفة باسم مجموعة «رامشتاين» التي تضم أكثر من 50 دولة في عدة مجموعات فرعية، تتنوع مهامها من إزالة الألغام إلى الدفاع الجوي.

في أثناء الاجتماع، قال وزير الدفاع الأوكراني عبر الفيديو بعدما ألغى ليلاً زيارته للعاصمة الفرنسية «لأسباب أمنية»، إنه «لا بديل عن المدفعية الحديثة، يجب أن نواصل جهودنا ونزيد إنتاجنا من الذخائر».

وصرّح وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو في أثناء إطلاق التحالف: «قررت صرف 50 مليون يورو» من صندوق الدعم الفرنسي لأوكرانيا، «ما يتيح شراء اثني عشر مدفعاً من طراز قيصر».

وأضاف لوكورنو أمام ممثلي 23 دولة داعمة لأوكرانيا، أن فرنسا لديها القدرة على إنتاج 60 مدفعاً آخر تناهز قيمتها 250 مليون يورو، «وهو مبلغ يبدو لي أنه في متناول مختلف ميزانيات الحلفاء».

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصة «إكس»: «اتصلت ﺑ(الرئيس الفرنسي) إيمانويل ماكرون لأشكر فرنسا على إطلاق تحالف (المدفعية) من أجل أوكرانيا، والتزامها بإنتاج العشرات من مدافع (قيصر)».

وأضاف أنهما ناقشا أيضاً «الحاجة إلى تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا» الذي تستهدفه روسيا بطائرات مسيّرة كل ليلة تقريباً.

أدخلت أوكرانيا 49 مدفع قيصر الخدمة، ومن المقرر أن تتسلم ستة مدافع أخرى «في الأسابيع المقبلة»، بحسب وزارة الدفاع الفرنسية.

جنود أوكرانيون يحملون قاذفة قنابل آلية أميركية خلال مناورة عسكرية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في منطقة كييف أوكرانيا 27 سبتمبر 2023 (رويترز)

ذخائر

حدد الاتحاد الأوروبي لنفسه هدفاً بتزويد أوكرانيا بمليون وحدة ذخيرة بحلول ربيع عام 2024. غير أنه تم تسليم 300 ألف قذيفة فقط حتى الآن، وفق برلمانيين أوروبيين.

وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي سيدريك بيرين، الأربعاء، أن الأوكرانيين يطلقون ما بين 5000 و8000 قذيفة يومياً، مقارنة بما يراوح بين 10 آلاف و15 ألف قذيفة على الجانب الروسي، مقدراً أن «الإنتاج الوطني والأوروبي منخفض للغاية... لا يرقى إلى مستوى التوقعات الأوكرانية».

على الجانب الفرنسي، شدد لوكورنو، الخميس، على زيادة شحنات الذخيرة الفرنسية إلى أوكرانيا ثلاث مرات، من ألف وحدة شهرياً إلى ألفين خلال السنة الأولى من الحرب، وهو عدد ينتظر أن يرتفع إلى ثلاثة آلاف قذيفة اعتباراً من يناير (كانون الثاني) الحالي.

وصرّح وزير الدفاع الفرنسي للصحافيين: «نحن بصدد تجديد مخزوننا من البارود. نقوم بإعادة تدوير البارود على ذخائر لم يتم استخدامها».

كما أعلن لوكورنو عن تسليم نحو خمسين صاروخ أرض جو من طراز «إيه 2 إس إم» شهرياً اعتباراً من الشهر الجاري وعلى مدى العام. وأكد أن هذه الصواريخ المتوسطة المدى يمكن أن تستعملها الطائرات «من الطراز السوفياتي» مثل ميغ وسوخوي التي تستخدمها أوكرانيا.

جنود أوكرانيون يطلقون من مدفع هاوتزر فرنسي من طراز سيزار باتجاه المواقع الروسية بالقرب من أفدييفكا منطقة دونيتسك أوكرانيا الاثنين 26 ديسمبر 2022 (أ.ب)

جبهة مجمدة

منحت فرنسا وباعت أوكرانيا 30 مدفعاً من طراز قيصر، علماً بأن كييف طلبت ستة مدافع إضافية في الخريف.

كما قدمت الدنمارك 19 مدفع قيصر من النسخة المدرعة ذات العجلات الثماني. ويمكن لمدفع قيصر المثبت على شاحنة إطلاق قذائف 155 ملم لمدى يصل إلى 40 كيلومتراً.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، دعمه لكييف التي لم يحقق هجومها العسكري المضاد الأخير النتائج المرجوة. كما أعلن أنه سيزور أوكرانيا في فبراير (شباط) المقبل، للمرة الثانية منذ بدء الحرب في فبراير 2022.

وقال ماكرون إن فرنسا «تعكف على وضع اللمسات النهائية على اتفاق أمني» مع كييف من النوع الذي أبرم، الجمعة، بين بريطانيا وأوكرانيا على مدى عشر سنوات، معلناً عن تسليم نحو «أربعين» من صواريخ «سكالب».

إلى ذلك، نفت باريس، الخميس، نشرها «مرتزقة» في أوكرانيا، رداً على إعلان موسكو استهداف مبنى يؤوي «مرتزقة فرنسيين» في خاركيف (شمال شرق)، الثلاثاء.


مقالات ذات صلة

رئيس البرلمان التركي: لا مفاوضات لحل أزمة أوكرانيا من دون روسيا

شؤون إقليمية رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (من حسابه في «إكس»)

رئيس البرلمان التركي: لا مفاوضات لحل أزمة أوكرانيا من دون روسيا

أكد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش ضرورة إدراك أميركا وبعض الدول الأوروبية استحالة نجاح أي مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا من دون روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

زيلينسكي يستعدّ لطرح «خطة النصر» في اجتماع الحلفاء الأسبوع المقبل

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستطرح «خطة النصر» في اجتماع دوري لحلفائها في رامشتاين بألمانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا انفجار في السماء خلال هجوم روسي بطائرة مسيّرة على كييف (رويترز)

إعلانات روسية أوكرانية متبادلة باستهداف بنى تحتية حيوية

كييف تعلن عن هجوم بمسيرات ونشوب حرائق في مستودعات وقود روسية وعن إسقاط 19 طائرة مهاجمة

«الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف)
يوميات الشرق المراهقة تواجه تهمة القتل غير العمد وهي حالياً قيد الاحتجاز الوقائي (رويترز)

صدمة في الرأس وكدمات ونزيف... مراهقة عائدة من أوكرانيا تضرب جدتها حتى الموت

وُجهت اتهامات لفتاة أوكرانية تبلغ من العمر 14 عاماً انتقلت مؤخراً إلى ولاية فلوريدا الأميركية بصفتها شخصاً بالغاً بعدما ضربت جدتها البالغة من العمر 79 عاماً حتى

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جنود مسلحون ينتظرون بالقرب من مركبات للجيش الروسي خارج نقطة حرس الحدود الأوكرانية في مدينة بالاكلافا بشبه جزيرة القرم يوم 1 مارس 2014 (رويترز)

أوكرانيا تحضّ محكمة دولية على إصدار أمر لروسيا بتفكيك جسر في القرم

حضّت أوكرانيا الخميس أقدم محكمة تحكيم في العالم على إصدار أمر لروسيا بتفكيك الجسر الذي بنته لربط القرم بالبر الرئيسي الروسي.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

القضاء الأوروبي: كل النساء الأفغانيات يحق لهن طلب وضع لاجئ في دول الاتحاد

امرأة أفغانية تدفع عربة يد خارج مدينة مزار شريف (أ.ف.ب)
امرأة أفغانية تدفع عربة يد خارج مدينة مزار شريف (أ.ف.ب)
TT

القضاء الأوروبي: كل النساء الأفغانيات يحق لهن طلب وضع لاجئ في دول الاتحاد

امرأة أفغانية تدفع عربة يد خارج مدينة مزار شريف (أ.ف.ب)
امرأة أفغانية تدفع عربة يد خارج مدينة مزار شريف (أ.ف.ب)

قضت محكمة العدل الأوروبية، الجمعة، بأن الجنسية والجنس «كافيان» لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي لمنح حق اللجوء للنساء الأفغانيات بسبب «الإجراءات التمييزية» التي فرضت عليهن في ظل حكم «طالبان».

وجاء في الحكم الصادر عن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي: «يحق للسلطات المختصة في الدول الأعضاء اعتبار أنه من غير الضروري إثبات أن هناك خطراً من أن تتعرض مقدِّمة الطلب فعلياً لأعمال اضطهاد في حال عودتها إلى بلدها الأصلي».

وأضاف القرار، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يكفي أن نأخذ في الاعتبار جنسيتها ونوعها الاجتماعي فقط». واستجابت المحكمة، التي يقع مقرها في لوكسمبورغ، لإحالة من المحكمة الإدارية النمساوية بعد رفض السلطات هناك الاعتراف بوضع اللاجئ لامرأتين أفغانيتين.

وذكرت المحكمة أنه في حال كان الأمر يتعلق بـ«الزواج القسري، الذي يشبه شكلاً من أشكال العبودية»، أو «الافتقار إلى الحماية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف المنزلي»، فهذه «أعمال اضطهاد».

وعلى نطاق أوسع، فإن «الأثر التراكمي والتطبيق المتعمد والمنهجي» للتدابير التمييزية يؤدي إلى «الحرمان الصارخ من الحقوق الأساسية المرتبطة بالكرامة الإنسانية».

ومن بين دول الاتحاد، تمنح السويد وفنلندا والدنمارك بالفعل وضع اللاجئ للنساء الأفغانيات. بينما تبقى الدول الأعضاء ذات سيادة فيما يتعلق بمنح وضع اللجوء أو عدم القيام بذلك، إلا أن قرار المحكمة الأوروبية على الأرجح سيشكّل سابقة.

في فرنسا، قضت المحكمة الوطنية للجوء، في يوليو (تموز)، أن «جميع النساء الأفغانيات» بوصفهن «مجموعة اجتماعية» من المرجح الآن أن يحصلن على اللجوء.

منذ عودتها إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021، تضع الحركة قيوداً على النساء، بينما تندّد الأمم المتحدة بسياسات تكرّس التمييز و«الفصل القائم على النوع الاجتماعي».

وأغلقت سلطات الحركة الثانويات ثم الجامعات أمام النساء، وكذلك المتنزّهات وصالات الرياضة والحمامات.