وارسو تخفض مستوى تهديد الضربات الروسية وتعيد «إف 16» لقواعدها

بعد تفعيل 4 مقاتلات بطلعات مشتركة مع طائرة حليفة للتزود بالوقود

مقاتلة «إف 16» تابعة للقوات الجوية الأميركية تقلع خلال مناورة جوية سنوية مشتركة «ماكس ثاندر» في قاعدة كونسان الجوية بجونسان عام 2017 (أ.ب)
مقاتلة «إف 16» تابعة للقوات الجوية الأميركية تقلع خلال مناورة جوية سنوية مشتركة «ماكس ثاندر» في قاعدة كونسان الجوية بجونسان عام 2017 (أ.ب)
TT

وارسو تخفض مستوى تهديد الضربات الروسية وتعيد «إف 16» لقواعدها

مقاتلة «إف 16» تابعة للقوات الجوية الأميركية تقلع خلال مناورة جوية سنوية مشتركة «ماكس ثاندر» في قاعدة كونسان الجوية بجونسان عام 2017 (أ.ب)
مقاتلة «إف 16» تابعة للقوات الجوية الأميركية تقلع خلال مناورة جوية سنوية مشتركة «ماكس ثاندر» في قاعدة كونسان الجوية بجونسان عام 2017 (أ.ب)

خفّضت بولندا من مستوى التهديد الذي تواجهه بسبب الضربات الروسية على أوكرانيا، وقالت الثلاثاء إن الطائرات التي تحمي مجالها الجوي عادت إلى قواعدها. وكانت قد أعلنت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، أن طائرات مقاتلة من طراز «إف 16» أقلعت لمراقبة حدود البلاد مع أوكرانيا خلال القصف الصاروخي الروسي خلال أعياد الميلاد.

جندي يتفقد نظام باتريوت أميركياً قرب وارسو (رويترز)

وقالت قيادة عمليات الجيش البولندي، على منصة «إكس»، إنه نظراً لانخفاض مستوى التهديد، انتهت عمليات الطائرات البولندية والطائرات المرافقة في المجال الجوي البولندي، وعادت إلى قواعدها وأنشطتها التشغيلية المعتادة.

وكانت بولندا قد نشرت 4 مقاتلات من طراز «إف 16» وناقلة جوية مرافقة لها لحماية المجال الجوي البولندي في ظل الضربات الجوية الروسية في أوكرانيا.

وقال الجيش البولندي إنه تمت مراقبة الهجمات الجوية ضد أوكرانيا المجاورة عن كثب. وأضاف في بيان: «من أجل ضمان سلامة المجال الجوي البولندي، تم تفعيل 4 مقاتلات من طراز (إف 16) وطائرة حليفة للتزود بالوقود».

وأعلن القادة، عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً)، أن طائرتين مقاتلتين من طراز «إف 16» تابعتين للقوات الجوية البولندية والأميركية انطلقتا إلى السماء لأسباب تتعلق بالسلامة. وعلى النقيض من أوكرانيا، فإن بولندا عضو في كل من حلف شمال الأطلسي «الناتو» والاتحاد الأوروبي. وأعلنت هيئة الأركان العامة البولندية، يوم الجمعة الماضي، أن صاروخاً روسياً دخل المجال الجوي البولندي، لمدة 3 دقائق قبل أن يغادره مرة أخرى في اتجاه أوكرانيا.

وذكر الجيش البولندي أنه استأنف السبت عملية البحث عن أجزاء من صاروخ، يشتبه أنه روسي، قيل إنه اخترق المجال الجوي للبلاد صباح الجمعة، وذلك خلال أعنف هجمات تقوم بها روسيا ضد أوكرانيا منذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) 2022. وقال مسؤولون في الجيش البولندي، الجمعة، إن الجسم غادر المجال الجوي للبلاد في غضون 3 دقائق من دخوله عبر الحدود مع أوكرانيا. وقال متحدث باسم قيادة العمليات لـ«رويترز»: «أكد الجانب الأوكراني وحلفاؤه في البداية ما أفادت به سجلات الرادار لدينا بأن الجسم غادر الأراضي البولندية». وأضاف أنه من المقرر أن تستمر عملية البحث لاحقاً بعد أن توقفت خلال الليل.

وكتبت قيادة العمليات في الجيش البولندي، على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «نبلغكم أنه في 30 ديسمبر (كانون الأول)... ستنفذ عملية بحث برية في إقليم لوبلين للعثور على عناصر محتملة للجسم الذي انتهك المجال الجوي البولندي أمس». وأضاف المنشور: «الهدف من البحث هو التأكد تماماً من عدم وجود أي جزء من الجسم على الأراضي البولندية».

رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (أ.ف.ب)

واستدعت وزارة الخارجية البولندية القائم بالأعمال في السفارة الروسية، الجمعة، وسلّمته مذكرة احتجاج تطلب من موسكو توضيحاً فيما يتعلق باختراق صاروخ روسي المجال الجوي البولندي. وأفاد بيان للوزارة في وارسو بأن المذكرة دعت روسيا إلى توضيح «واقعة انتهاك المجال الجوي البولندي بصاروخ كروز، ودعت روسيا إلى الوقف الفوري لهذا النوع من الأنشطة».

وذكرت وسائل الإعلام البولندية أن مئات الجنود استأنفوا، السبت، البحث عن حطام الصاروخ الذي ربما يكون سقط داخل البلاد. وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة البولندي، فيسلاف كوكولا، الجمعة، أنه بناء على ما رصدته أجهزة الرادار، انتهك صاروخ روسي المجال الجوي لبولندا، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو). ووفقاً للمعلومات، كان الصاروخ في المجال الجوي لبولندا لنحو 3 دقائق، وحلّق لمسافة أكثر من 40 كيلومتراً.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يناقش تعزيز التعاون مع دول «الكومنولث»

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله الأمين العام لمنظمة دول الكومنولث البارونة باتريشيا أسكتلند في الرياض (الخارجية السعودية)

وزير الخارجية السعودي يناقش تعزيز التعاون مع دول «الكومنولث»

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأوكراني أندري سيبها، الأحد، العلاقات الثنائية، ومستجدات الأزمة الأوكرانية – الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)

روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين

أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيَّرة، ليل السبت - الأحد، على العاصمة الأوكرانية كييف والبنية التحتية لميناء أوديسا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن - واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

كشف تقرير صحافي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب طلب نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا في عام 2017.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (من حسابه في «إكس»)

رئيس البرلمان التركي: لا مفاوضات لحل أزمة أوكرانيا من دون روسيا

أكد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش ضرورة إدراك أميركا وبعض الدول الأوروبية استحالة نجاح أي مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا من دون روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

زيلينسكي يستعدّ لطرح «خطة النصر» في اجتماع الحلفاء الأسبوع المقبل

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستطرح «خطة النصر» في اجتماع دوري لحلفائها في رامشتاين بألمانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

زيلينسكي يستعدّ لطرح «خطة النصر» في اجتماع الحلفاء الأسبوع المقبل

زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)
زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يستعدّ لطرح «خطة النصر» في اجتماع الحلفاء الأسبوع المقبل

زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)
زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن بلاده ستطرح «خطة النصر» في اجتماع دوري لحلفائها في رامشتاين بألمانيا، في 12 أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لوكالة «رويترز».

وكتب في منشور على منصة «تلغرام»: «سنطرح خطة النصر، خطوات واضحة ومحددة لإنهاء الحرب على نحو عادل». وكانت أوكرانيا قد تحدثت في الشهور القليلة الماضية عن خطة لإنهاء الحرب التي انطلقت بعد الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

ولم يتمّ الكشف عن تفاصيل الخطة؛ لكن زيلينسكي قدَّمها للرئيس الأميركي جو بايدن، وكذلك للمرشحين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، عندما زار واشنطن، الشهر الماضي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الخطة تتضمن «عدداً من الخطوات البناءة» التي ستتعاون الولايات المتحدة مع أوكرانيا بشأنها.

غير أن صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلت عن مسؤولين أميركيين لم تكشف هوياتهم، القول إن الخطة ما هي إلا طلب معاد للحصول على مزيد من الأسلحة، ورفع القيود المفروضة على استخدام الصواريخ بعيدة المدى، وتفتقر إلى استراتيجية شاملة.

روسيا تسيطر على قرية جديدة

جنازة أحد مقاتلي «كتيبة آزوف» الأوكرانية في منطقة تشيرينيف (أ.ب)

ميدانياً، أعلنت روسيا، السبت، سيطرتها على قرية جديدة قرب مدينة بوكروفسك، التي تُعدّ تقاطعاً لوجيستياً بالنسبة للجيش الأوكراني في شرق البلاد، وتتقدّم باتّجاهها قوات موسكو تدريجياً منذ أسابيع. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في تقرير يومي: «بفضل العمل النشط والحاسم، حرّرت وحدات القوات الجنوبية قرية جيلانوي فتوروي». وتحمل هذه المنطقة اسم «جيلاني دروغويي» باللغة الأوكرانية. وتقع هذه القرية إلى جنوب شرق مدينة أوكرايينسك، التي سيطر عليها الجيش الروسي أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي. وفي هذا القطاع من الجبهة، تسعى القوات الروسية للسيطرة على مدينة بوكروفسك التي تُعدّ تقاطعاً لوجيستياً أساسياً بالنسبة للجيش الأوكراني، وحيث تقع مناجم فحم كبيرة. وفي المناطق التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا، أُصيب 11 شخصاً بجروح، السبت، في قصف مدفعي وهجمات بطائرات من دون طيار على مدينة غورليفكا، وفقاً لرئيس البلدية إيفان بريخودكو. وقُتل شخصان في ضربات روسية على زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، وفقاً لحاكم المنطقة إيفان فيدوروف. إضافة إلى ذلك، جُرح مدني في هجوم بمسيّرة أوكرانية على فورونيغ الروسية، وفق ما أفاد به حاكم المنطقة ألكسندر غوسيف.

هجوم أوكراني بسيارة مفخخة

تَسَبَّبَ الهجوم بالمسيرة المفخخة بمقتل أحد العاملين في محطة زابوريجيا النووية (رويترز)

وفي زابوريجيا، أسفر هجوم أوكراني بسيارة مفخخة عن مقتل مسؤول في محطة الطاقة النووية التي تحتلّها روسيا، وفق ما أعلن مسؤولون من البلدين. وهاجمت كييف كثيراً من الأشخاص البارزين، الذين وصفتهم بـ«المتعاونين» و«الخونة» للعمل مع القوات الروسية. وقالت مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إن انفجار سيارة مفخخة، الجمعة، أدّى إلى مقتل أندري كوروتكي، الذي حدّدته على أنه «رئيس الأمن المادي» في المحطة. ووصفته بأنه «مجرم حرب»، و«تعاون طواعية مع الغزاة الروس»، وقدّم تفاصيل عن موظفي المصنع «الموالين لأوكرانيا» و«شارك في قمع موظفي المصنع». ونشرت المديرية شريطاً مُصوّراً منخفض الجودة تظهر فيه سيارة بيضاء تسير ببطء قبل أن تنفجر، ما أدى إلى تدمير السيارة، وانتشار الحطام والدخان في كل مكان.

من جهتها، أعلنت لجنة التحقيق الروسية التي تُحقّق في الجرائم الكبرى، أن عبوة ناسفة بدائية الصنع وُضعت تحت سيارته في منزله، ثم انفجرت عندما بدأ القيادة. وأوضحت: «توفي الضحية متأثراً بجراحه في المستشفى»، مضيفة أنه تم فتح قضية جنائية. وأكّدت السلطات المدعومة من روسيا في المنشأة أن كوروتكي قُتل في «هجوم إرهابي ارتكبه نظام كييف». ووصف مدير المحطة المُعيَّن من قبل روسيا، يوري تشيرنيشوك، الهجوم بأنه «متهور» و«تجب محاسبة منفّذيه». ووفق المحطة، فإن كوروتكي كان أيضاً رئيساً سابقاً للمجلس المحلي في مدينة إينيرغودار التي تسيطر عليها روسيا، والتي تقع فيها محطة الطاقة النووية. واستولت القوات الروسية على المحطة، أكبر منشأة نووية في أوروبا، في الأسابيع الأولى من غزوها عام 2022.