بوتين يتعهد بجعل روسيا «مكتفية ذاتياً» خلال ولايته المقبلة

نفى عزم بلاده التخطيط لمهاجمة «الناتو»... وحذر من «مشكلات» مع فنلندا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى إلقاء كلمته أمام مسؤولين كبار في حزب «روسيا الموحدة» بموسكو الأحد (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى إلقاء كلمته أمام مسؤولين كبار في حزب «روسيا الموحدة» بموسكو الأحد (أ.ف.ب)
TT

بوتين يتعهد بجعل روسيا «مكتفية ذاتياً» خلال ولايته المقبلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى إلقاء كلمته أمام مسؤولين كبار في حزب «روسيا الموحدة» بموسكو الأحد (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى إلقاء كلمته أمام مسؤولين كبار في حزب «روسيا الموحدة» بموسكو الأحد (أ.ف.ب)

تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، بجعل روسيا «قوة سيادية ومكتفية ذاتياً» في مواجهة الغرب، وذلك في أول خطاب له خلال حملته قبل انتخابات مارس (آذار) لتمديد حكمه حتى عام 2030 على الأقل. ونفى، من جهة أخرى، ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن عن أن روسيا ستهاجم دولة من دول حلف شمال الأطلسي في حالة تحقيق النصر في أوكرانيا، عادّاً ذلك «محض هراء».

وبوتين مرشح لولاية خامسة في انتخابات من دون معارضة حقيقية، تأتي بعد عامين ونيف من شنّ الهجوم في أوكرانيا. ووصل بوتين البالغ 71 عاماً إلى السلطة عام 2000، ولم يشهد جيل روسي كامل زعيماً غيره. ومن المرجح أن يمدد الاقتراع فترة حكمه حتى عام 2030 على الأقل، ويمنحه إمكان البقاء في الكرملين حتى عام 2036.

وقال بوتين خلال مؤتمر لحزب «روسيا الموحدة» الحاكم: «علينا أن نتذكر وألا ننسى أبداً ونقول لأطفالنا: إما أن تكون روسيا قوة سيادية ومكتفية ذاتياً، وإما أنها لن تكون موجودة على الإطلاق». وأكد أنه سيجعل «السيادة» أحد الأهداف الرئيسية لولايته الخامسة في الكرملين. وأضاف بوتين على وقع تصفيق أعضاء روسيا الموحدة: «لن نتخذ قراراتنا إلا بأنفسنا من دون نصائح أجنبية من الخارج». وتابع: «لا يمكن لروسيا أن تتخلى مثل بعض الدول عن سيادتها مقابل بعض النقانق، وتصبح تابعة لطرف ما»، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا.

وقد دعم حزب «روسيا الموحدة» ترشيح بوتين بالإجماع، وألقى زعماء الحزب وشخصيات عامة خطابات تأييد له. ويرأس الحزب ديمتري مدفيديف الذي خلف بوتين في الرئاسة عام 2008، قبل عودة الأخير إلى الكرملين.

وأصبح مدفيديف واحداً من أكثر المسؤولين تشدداً في روسيا خلال الحملة العسكرية في أوكرانيا. تأتي انتخابات 2024 مع استمرار حملة موسكو في أوكرانيا لشتاء آخر، مع مقتل عدد كبير من الجانبين، وسط حظر انتقاد العملية العسكرية في روسيا.

«إثارة مشكلات داخلية»

وتؤكد روسيا أنها لا تتأثر بالضغوط الاقتصادية الغربية. واتهم بوتين الدول الغربية بالرغبة في «إثارة مشكلات داخلية» في روسيا، مستدركاً: «لكن مثل هذه التكتيكات لم تنجح»، وقال: «لا يزال أمامنا كثير لنفعله من أجل مصالح روسيا»، لافتاً إلى أن البلاد تواجه «مهام تاريخية». وتابع بوتين: «دعونا ندافع، مع كل الشعب الروسي، عن سيادة روسيا وحريتها وأمنها وكل ما هو عزيز علينا: تاريخنا وثقافتنا وقيمنا وتقاليدنا».

ومن جهته، قال مدفيديف: «ليس هناك أي شكّ في أن بوتين يجب أن يكون زعيماً في أصعب الظروف التي تمر بها بلادنا»، متحدثاً عن «أعداء خطيرين وخبيثين» في إشارة إلى الدول الغربية. وأشاد بقدرة روسيا على «مقاومة الضغوط الهائلة» من الغرب، مضيفاً: «كان الرد على تصرفات خصومنا هو صمود المجتمع الروسي ووحدته». ورأى الرئيس الروسي السابق أن فوز فلاديمير بوتين في مارس 2024 سيتيح له «التغلب أخيراً على القوى التي تهدد أمن وسيادة» البلاد. وقال أبتي علاء الدينوف، قائد «قوات أحمد» الخاصة لنظام رمضان قديروف في الشيشان: «لقد وهبنا الله قائداً... نحن الروس، لا نرى أنفسنا من دونه».

وسيجري التصويت وسط حملة قمع واسعة النطاق ضد المعارضة في روسيا. ويقضي المعارض السياسي الرئيسي لبوتين، أليكسي نافالني، حكماً بالسجن لمدة 19 عاماً. ودق حلفاء نافالني ناقوس الخطر الأسبوع الماضي مؤكدين انقطاع الاتصال به منذ 10 أيام، ورجحوا نقله إلى سجن آخر. ويقول فريقه إن نقله حدث بالتزامن مع بدء حملة بوتين.

«هراء»

وفي غضون ذلك، قال بوتين إن تصريحات الرئيس الأميركي عن أن روسيا ستهاجم دولة من دول حلف شمال الأطلسي في حالة تحقيق النصر في أوكرانيا هي «محض هراء»، مضيفاً أن روسيا لا مصلحة لها في خوض قتال مع حلف شمال الأطلسي.

وتسببت حرب أوكرانيا في أعمق أزمة في العلاقات بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، بينما حذر بايدن العام الماضي من أن المواجهة المباشرة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا ستفجر الحرب العالمية الثالثة. ولدى مناشدته الجمهوريين في وقت سابق من الشهر الحالي عدم قطع تقديم مزيد من المساعدات العسكرية، حذر بايدن من أنه إذا انتصر بوتين على أوكرانيا فإن الزعيم الروسي لن يتوقف، وسيهاجم إحدى دول حلف شمال الأطلسي.

وقال بوتين في مقابلة بثها التلفزيون الروسي الأحد: «هذا محض هراء... وأعتقد أن الرئيس بايدن يفهم ذلك»، مشيراً إلى أنها محاولة من بايدن لتبرير «سياسته المغلوطة» حيال روسيا. وأضاف: «لا سبب أو مصلحة... ولا مصلحة جيوسياسية أو حتى اقتصادية أو سياسية ولا عسكرية للقتال مع دول حلف شمال الأطلسي».

وتأسس حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في 1949 لتوفير الأمن الغربي ضد الاتحاد السوفياتي. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، جرى توسيعه ليشمل بعض دول الاتحاد السوفياتي السابق ودول حلف وارسو.

ووصف بوتين مراراً توسع حلف شمال الأطلسي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة بأنه دليل على طريقة متعجرفة ينتهجها الغرب في التعامل مع المخاوف الأمنية الروسية. وبموجب المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي «تتفق الأطراف على أن أي هجوم مسلح ضد واحدة أو أكثر منها في أوروبا أو أميركا الشمالية يعد هجوماً ضدها جميعاً».

تحذير من «مشكلات» مع فنلندا

وحذّر بوتين من «مشكلات» مع فنلندا المجاورة بعدما انضمت إلى حلف شمال الأطلسي، معلناً أن موسكو ستنشئ منطقة عسكرية جديدة في شمال غربي البلاد ردّاً على هذه الخطوة. وتتشارك فنلندا حدوداً بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا، وانضمت في أبريل (نيسان) الماضي إلى حلف شمال الأطلسي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع 2022.

ورأى بوتين في تصريحاته للتلفزيون الرسمي أن الغرب «جرّ فنلندا إلى (الناتو). هل كان لدينا أي خلافات معها؟ كل الخلافات، بما فيها تلك المرتبطة بالأراضي والعائدة إلى منتصف القرن العشرين، حُلّت»، وأضاف: «لم تكن ثمة مشكلات هناك، الآن ستصبح موجودة لأننا سننشئ منطقة لينينغراد العسكرية، ونركّز بعضاً من وحداتنا العسكرية هناك». وتأتي تصريحات الرئيس الروسي بعدما قامت فنلندا مجدداً هذا الأسبوع، بإغلاق حدودها مع روسيا، متّهمة موسكو بالتسبب بأزمة مهاجرين عند حدودها.

حرب باردة؟

وكان فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا هذا العام سبباً في إثارة التساؤلات في الغرب وداخل أوكرانيا حول مدى واقعية الأهداف الأوكرانية والغربية المتمثلة في هزيمة القوات الروسية في أوكرانيا. وتحدث مسؤولون في موسكو والغرب مراراً عن «حرب باردة جديدة» بين روسيا والصين من جهة والغرب من جهة أخرى. ورداً على سؤال حول كيفية إيجاد أرضية مشتركة مع الغرب في ضوء الخطابات من الجانبين، قال بوتين: «سيتعين عليهم إيجاد أرضية مشتركة لأنه سيتعين عليهم أن يحسبوا حسابنا».

وفي الشهر الماضي، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن بوتين لن يصنع السلام قبل أن يعرف نتائج انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) في الولايات المتحدة.

وقال بوتين إن الغرب فشل في فهم مدى التغييرات التي أحدثها انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، والتي قال إنها أزالت أي أساس آيديولوجي حقيقي للمواجهة بين روسيا والغرب. وقال بوتين، العميل السابق للمخابرات السوفياتية والذي اعتلى السلطة في 1999، عن انطباعاته عن العالم في عام 2000: «لقد كان لديّ انطباع ساذج حقاً». وقال بوتين: «الحقيقة هي أنهم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، رأوا أنه يتعين عليهم الانتظار قليلاً لتدمير روسيا بالكامل». ويصور بوتين الحرب على أنها جزء من صراع أكبر كثيراً مع الولايات المتحدة، والذي تقول نخبة الكرملين إنه يهدف إلى تقسيم روسيا والاستيلاء على مواردها الطبيعية الهائلة، ثم اللجوء إلى تصفية الحسابات مع الصين.

ويقول الغرب، الذي يرى في روسيا والصين التهديدين الرئيسيين له، إنه ليست لديه خطة لتدمير روسيا. وتقول أوكرانيا إنها لن تهدأ حتى يتم طرد آخر جندي روسي من أراضيها.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا تتهم روسيا بـ«ممارسات تنم عن إبادة» في استخدامها الألغام

أوروبا المسؤول بوزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر ريابتسيف (يمين) خلال مؤتمر قمة سيام ريب - أنغكور حول عالم خالٍ من الألغام في مقاطعة سيام ريب بكمبوديا 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا تتهم روسيا بـ«ممارسات تنم عن إبادة» في استخدامها الألغام

قال ممثل لوزارة الدفاع الأوكرانية، إن روسيا تقوم ﺑ«ممارسات تنم عن إبادة» من خلال استخدام الألغام المضادة للأفراد في أوكرانيا، وذلك خلال قمة دولية في كمبوديا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد لقائهما في أثينا الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)

أمين عام «الناتو»: الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» في دعمه أوكرانيا

قال الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الثلاثاء، إن الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» لدعم أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
أوروبا أضرار في موقع هجوم صاروخي روسي ضرب مبنى إدارياً لبنك متوقف عن العمل جنوب غربي أوكرانيا 25 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

روسيا تستهدف البنية التحتية الأوكرانية بأكبر هجوم مسيّرات منذ بدء الحرب

قال مسؤولون أوكرانيون، الثلاثاء، إن القوات الروسية شنّت أكبر هجوم لها على الإطلاق بطائرات مسيّرة على أوكرانيا الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على شركات صينية تدعم روسيا

كشف تقرير صحافي أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على عدة شركات صينية يُزعم أنها ساعدت شركات روسية في تطوير طائرات مسيرة هجومية تم استخدامها ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
أوروبا مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (أرشيفية - رويترز)

مدير المخابرات الروسية: نرغب في «سلام راسخ وطويل الأمد» في أوكرانيا

قال مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية إن بلاده تعارض تجميد الصراع في أوكرانيا؛ لأن موسكو بحاجة إلى «سلام راسخ وطويل الأمد».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)
جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)
TT

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)
جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

أعلن متحدث باسم مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية، الثلاثاء، عن تنفيذ حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن الإرهابيَّين السابقَين في جماعة «الجيش الأحمر»، بوركهارد غارفيغ وإرنست-فولكر شتاوب.

وأوضح المتحدث أن المحققين فتشوا رجلاً وشقة في حي غالوس بمدينة فرانكفورت بالإضافة إلى تفتيش شقة هذا الرجل بحيّ فريدريشسهاين في برلين، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية» (د.ب.أ).

ضابط شرطة ألماني أمام شقة دانييلا كليته الإرهابية السابقة التي تنتمي لمنظمة «الجيش الأحمر» (د.ب.أ)

وأكد المتحدث أن الرجل المشار إليه يُعد «شخصاً غير مشتبه به». وأوضح أن أمر التفتيش القضائي الذي صدر بناءً على طلب من الادعاء في مدينة فيردن تعلق بالشقتين والرجل نفسه، ولكنه مرتبط بالبحث الجاري عن غارفيغ وشتاوب. وخلال عمليات التفتيش، صادر المحققون بعض الوثائق من بينها «وثائق رقمية»، ويجري تحليلها، من دون أن يقدِّم المتحدث أي تفاصيل إضافية عن العملية أو الرجل.

وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض على دانييلا كليته - الإرهابية السابقة في جماعة «الجيش الأحمر» - بالعاصمة الألمانية برلين في أواخر فبراير (شباط) الماضي.

وتُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز وأنشط الجماعات اليسارية المسلحة بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب؛ حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية. ونفذت الجماعة العديد من العمليات التي أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص.

خبراء بالطب الشرعي في الشرطة الألمانية يغادرون المبنى الذي تم فيه القبض على دانييلا كليته في فبراير 2024 (رويترز)

وتجري التحقيقات منذ سنوات ضد غارفيغ (56 عاماً) وشتاوب (70 عاماً) وكليته (66 عاماً) بتهم الشروع في القتل وارتكاب سلسلة من جرائم السطو الخطيرة في الفترة بين عامي 1999 و2016. ويعتقد أنهم نفذوا في تلك الفترة عمليات سرقة استهدفت شاحنات نقل أموال ومحلات سوبر ماركت، خاصة في ولايتي سكسونيا السفلى وشمال الراين-ويستفاليا، بهدف تمويل حياتهم السرية. ومع ذلك، فإن هذه الجرائم لم تكن ذات خلفية إرهابية.

وينتمي الثلاثة إلى ما يعرف بـ«الجيل الثالث» من منظمة «الجيش الأحمر» اليسارية المتطرفة. وكانت الجماعة التي قتلت أكثر من 30 شخصاً، أعلنت عن حل نفسها في عام 1998 وتم تحريك دعوى قضائية ضد كليته في الوقت الحالي.

وبعد فترة وجيزة من اعتقال كليته، صادرت السلطات منزلاً متنقلاً بحيّ فريدريشسهاين في برلين؛ حيث يعتقد أن غارفيغ كان يعيش تحت اسم مستعار هو مارتن. بالإضافة إلى ذلك، أفاد شهود عيان بأنه أقام أيضاً في هامبورغ حيث قالوا إنهم شاهدوه هناك أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.