توسك المؤيد لأوروبا يؤدّي اليمين رئيساً للحكومة البولندية

رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (أ.ف.ب)
TT

توسك المؤيد لأوروبا يؤدّي اليمين رئيساً للحكومة البولندية

رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (أ.ف.ب)

أدى رئيس الوزراء البولندي المؤيد لأوروبا دونالد توسك وحكومته اليمين الدستورية الأربعاء، منهياً رسمياً 8 سنوات من الحكم الشعبوي القومي في بولندا.

وبحسب «الصحافة الفرنسية»، تعهد توسك، وهو سياسي مخضرم شغل سابقاً منصب رئيس الوزراء بين 2007 و2014، باستعادة مكانة بولندا داخل الاتحاد الأوروبي، ومضاعفة الجهود لتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا المجاورة.

وقال توسك بعدما أدّت حكومته اليمين في حفل أُقيم في القصر الرئاسي: «وطننا مكان للمعجزات السياسية والمدنية»، مرحّباً بالإقبال القياسي للناخبين.

وفاز الائتلاف المدني بقيادة توسك المتحالف مع حزبين سياسيين آخرين، بغالبية في البرلمان في مواجهة القوميين الشعبويين من حزب القانون والعدالة، في انتخابات 15 أكتوبر (تشرين الأول).

وحصل توسك وحكومته على دعم البرلمان الثلاثاء، في تصويت على الثقة.

وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس على منصة «إكس» أنّ «دونالد توسك يريد إعادة بولندا إلى قلب الاتحاد الأوروبي، وهذا بالتحديد المكان الذي تنتمي إليه».

من جهتها، أرسلت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني: «تهانيها إلى دونالد توسك على ولايته الجديدة رئيساً للوزراء... في انتظار لقائه غداً بالمجلس الأوروبي في بروكسل».

وسيتوجه توسك إلى بروكسل في أول رحلة له إلى الخارج، حيث سيشارك في القمة الأوروبية يومي الخميس والجمعة.

وفي كلمته أمام النواب الثلاثاء، دعا توسك (66 عاماً) العالم إلى التعبئة الكاملة لصالح أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، وأكد العمل «بفعالية لصالح كييف».

كما أعرب الرئيس السابق للمجلس الأوروبي (2014 - 2019) عن أمله في لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال القمة في بروكسل.

وستواجه الحكومة الجديدة بقيادة توسك معارك يومية مع نواب حزب القانون والعدالة الذين يشكلون أكبر مجموعة في مجلس النواب في البرلمان، والذين أكدوا أنهم «سيواصلون القتال»، حسب المحلل السياسي ياروسلاف كويز.

ولا يزال حزب القانون والعدالة يتمتع بحلفاء في الرئاسة والبنك المركزي والمحكمة الدستورية والمحكمة العليا، وكذلك في العديد من المؤسسات القضائية والمالية المهمة في الدولة.

ويحدد رئيس الوزراء بشكل خاص السياسة الوطنية والدولية لبلاده، وهو المجال الذي يجب عليه أن يتعاون فيه مع رئيس الدولة، وفقاً للدستور.

خلال مراسم الأربعاء، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا، حليف حكومة حزب القانون والعدالة السابقة، أنه منفتح على التعاون مع السلطة التنفيذية الجديدة، لكنه أكد التزامه برنامجه المحافظ أيضاً.



وزير خارجية البوسنة والهرسك: نسعى للتعاون مع «الناتو» لتدابير أمننا

وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)
TT

وزير خارجية البوسنة والهرسك: نسعى للتعاون مع «الناتو» لتدابير أمننا

وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)

في ظل المخاطر التي تطوِّق بلاده من كل الجوانب، أقر وزير خارجية البوسنة والهرسك ألمدين كوناكوفيتش بسعي بلاده لتعزيز تعاونها مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتفعيل تدابير أمنها الداخلي، بما في ذلك مبادرات الأمن السيبراني وتحديث قطاع الدفاع، مشدداً على ضرورة إيقاف إراقة الدماء التي تُسكب في غزة فوراً.

وقال الوزير في حديث مع «الشرق الأوسط» إن بلاده تأمل الوصول لعضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030؛ «لذا يمكننا أن نقول إن أهدافنا متوافقة لنفس المدى الزمني، مع برامج ومشاريع التعاون مع «رؤية 2030» السعودية.

وزير خارجية البوسنة والهرسك ألمدين كوناكوفيتش (الشرق الأوسط)

ويرى الوزير أن الحرب الروسية ـ الأوكرانية تعيد تشكيل التحالفات العالمية، مبيناً أن بلاده تتعامل بحذر مع التحديات الجيوسياسية المعقدة، كما أقر بأن المخاطر المشتركة مع أوروبا، تتمثل في القضايا الأمنية، واضطرابات سلسلة التوريد والتجارة، والانقسامات السياسية، والتضخم، في وقت تعتمد فيه بلاده بشكل كبير على الطاقة الروسية، خصوصاً الغاز الطبيعي.

وحول سرّ تمسُّك بلاده بالانضمام للاتحاد الأوروبي، قال كوناكوفيتش: «إن الاستقرار والسلام هما المفتاح في طريقنا نحو العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، وهذا هو المكان الذي تركز عليه سياستنا الخارجية، حيث يرتبط تراثنا الغربي والأوروبي بفرص وإمكانات الشراكة مع الشرق»، مشدداً على أن الأولوية للوحدة القائمة، على التنمية الاقتصادية، وتعزيز بيئة أعمال أفضل.

وعن تجاوز بلاده محنة تفويج اللاجئين إلى أوروبا عبر بلاده، قال كوناكوفيتش: «نسعى للتوافق مع أنظمة الاتحاد الأوروبي، وندرك أن قضية الهجرة حساسة للغاية من الناحية السياسية في السياق العالمي؛ لذلك نبذل قصارى جهدنا لتنفيذ التدابير التي تحافظ على كرامة وحقوق الإنسان لأولئك الأكثر ضعفاً».

العلاقات مع السعودية

على صعيد العلاقات السعودية ـ البوسنية، قال كوناكوفيتش: «ممتنون إلى الأبد للدعم السعودي لبلادنا في العقود الثلاثة الماضية، لإعادة البناء بعد العدوان والحرب في أوائل التسعينات، فضلاً عن دعم الرياض الأخير للقرار المتعلق بالإبادة الجماعية في عام 1995 في سربرنيتسا، حيث تجاوز عددهم 8 آلاف معظمهم من النساء والأطفال».

وزير خارجية البوسنة والهرسك ألمدين كوناكوفيتش لدى لقائهما بالرياض في شهر أغسطس 2024 (الشرق الأوسط)

وأضاف: «أعتقد اعتقاداً راسخاً أن هناك مجالاً كبيراً لمواصلة تعزيز التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. وسنظل ممتنين إلى الأبد للدعم والمساعدة اللذين قدمتهما السعودية لبلادنا في العقود الثلاثة الماضية، ما ساعدنا على إعادة بناء البلاد بعد العدوان والحرب في أوائل التسعينات».

ويرى الوزير أن دعم السعودية الأخير لـ«القرار المتعلق بالإبادة الجماعية في سربرنيتسا، وتحديد يوم عالمي للتأمل وإحياء الذكرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضاً أمر نعتز به ونقدره»، بوصفه احتراماً واجباً لضحايا الإبادة الجماعية في عام 1995 الذين تجاوز عددهم 8 آلاف معظمهم من النساء والأطفال.

ووفق كوناكوفيتش، فإن الاستثمارات السعودية بلغت في بلاده 200 مليون يورو بحلول نهاية عام 2023، حيث تشمل أهم الاستثمارات، أول بنك إسلامي في جنوب شرقي أوروبا، وهو بنك البوسنة الدولي (BBI)، مع كون «مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» المساهم الأكبر.

وتشمل الاستثمارات السعودية الأخرى عدداً من المشاريع التي طورتها مجموعة «الشدي»، معظمها في مجال العقارات والضيافة، بينما نفذت شركة جنوب أوروبا للاستثمار استثمارات في كثير من المشاريع العقارية والسياحية، بالإضافة إلى مجموعة «ملاك»، حيث يوجد أكثر من 500 شركة في البلاد مسجَّلة برأس مال سعودي.

ونوه بأن لدى الصندوق السعودي للتنمية كثيراً من المشاريع الجارية في البلاد، بالإضافة إلى الطلبات الجديدة التي ستجري الموافقة عليها قريباً من قبل حكومتنا، مثل مؤسسات البحث والتعليم في سراييفو وبانيالوكا، ومشاريع البنية التحتية والرعاية الصحية في أجزاء مختلفة من البلاد، التي تتجاوز قيمتها 115 مليون يورو، «وتمت مناقشة هذه الشراكة مع الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، سلطان المرشد، ونتوقع أن تنمو أكثر في المستقبل القريب».