زيلينسكي يحث قواته على المبادرة في القتال مع الدخول في الشتاء وتقدم القوات الروسية شرقاً

روسيا تعتزم إجراء انتخابات في 4 مناطق أوكرانية

جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يحث قواته على المبادرة في القتال مع الدخول في الشتاء وتقدم القوات الروسية شرقاً

جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)

بسبب المخاطر التي قد تواجهها حزمة مساعدات طارئة لكييف في الكونغرس الأميركي والتي تتزامن مع تقارير حول استحواذ روسيا على مزيد من الأراضي في شرق لأوكرانيا بعد تعثر الهجوم المضاد وازدياد المصاعب على الجبهة في فصل الشتاء، حث الرئيس فولوديمير زيلينسكي قواته على أن يظلوا مبادرين في القتال.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يناقش العمليات العسكرية مع القادة العسكريين وتأثير نقص السلاح على المعركة مع روسيا (أ.ب)

وعرقل الجمهوريون في الكونغرس الأميركي الأسبوع الحالي مشروع قانون رئيسي كان من شأنه أن يوفر مساعدة لأوكرانيا بقيمة 66 مليار دولار، مطالبين بأن تشدد الإدارة الأميركية الإجراءات الحدودية في جنوب الولايات المتحدة ضد مهاجري أميركا اللاتينية.

وقال زيلينسكي في وقت متأخر ليلة الجمعة في خطابه الدوري للأمة: «مهمة بلادنا - حتى الآن في الشتاء بغض النظر مدى الصعوبة التي قد تكون عليها - هى إظهار القوة وألا ندع العدو يأخذ زمام المبادرة وألا ندعهم يتحصنون»، وفق وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

زيلينسكي طالب بمزيد من الأسلحة قبل حلول فصل الشتاء (إ.ب.أ)

وتابع: «نواصل عمل سياستنا الخارجية النشط لجلب المكاسب لأوكرانيا في الدفاع والتمويل الكلي والقوة السياسية والتحفيزية»، مضيفاً أنه التقى كبار قادته لمعرفة آخر مستجدات المعارك، الجمعة. وقال زيلينسكي: «أي شخص يدافع عن الحرية يحتاج لأن يشعر بأنه ليس بمفرده... يجب أن يتحد العالم الحر».

بينما ذكرت وزارة التجارة الأميركية، الجمعة، أن حكومتي أميركا وأوكرانيا تعتزمان العمل معاً من كثب، حول إنتاج أسلحة، لـ«دعم حرب أوكرانيا من أجل الحرية والأمن». وأفاد بيان صحافي بأن الدولتين وقّعتا على بيان نيات، بشأن «الإنتاج المشترك وتبادل البيانات الفنية». ويتعين أن يغطي الاتفاق الاحتياجات العاجلة للجيش الأوكراني، في مجالات أنظمة الدفاع الجوي والإصلاح والصيانة بالإضافة إلى إنتاج ذخائر.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

وتأتي الصفقة نتيجة لمؤتمر، عُقد في واشنطن، هذا الأسبوع، حضره أكثر من 300 ممثل عن الصناعة والحكومة الأميركية والأوكرانية. وذكرت وزارة التجارة أن أميركا شكَّلت أيضاً فريقاً يضم وزارات الخارجية والدفاع والتجارة، لدعم الصناعة والشركاء الآخرين، الذين يسعون للحصول على إرشادات بشأن الصفقات المحتملة، بالإضافة إلى متطلبات التصدير لصناعة الدفاع الأوكرانية.

وتزود واشنطن وشركاء في مجال الصناعة أوكرانيا ببيانات فنية لتحسين أنظمة الدفاع الجوي القديمة في البلاد بذخائر غربية، وفق الوزارة.

يُذكر أن الولايات المتحدة أكبر دولة داعمة لأوكرانيا؛ حيث قدّمت مساعدات أمنية بأكثر من 40 مليار دولار لتمكينها من التصدي للغزو الروسي منذ فبراير (شباط) 2022.

وقالت سيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا إن بلادها سوف تواجه «خطراً مميتاً» حال تراجع الغرب عن تقديم الدعم المالي للتصدي للقوات الروسية.

وقالت زيلينسكا إن الشعب في بلادها سوف يُترك للموت حال سئم العالم تقديم المساعدات، وذلك في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، في وقت تضغط فيه بريطانيا على الجمهوريين بأميركا للموافقة على إرسال مساعدات لكييف.

زيلينسكي خلال زيارة إلى مجلس الشيوخ في 21 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

وخلال زيارته للولايات المتحدة، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الجمهوريين هناك من أن التوقف عن تقديم دعم مالي جديد سوف يكون «هدية عيد الميلاد» (الكريسماس) للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

ويتصاعد قلق الحلفاء في الغرب إزاء الدعم بالغ الأهمية لأوكرانيا كي تواصل التصدي للغزو الروسي، وسط إمكانية عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وفي معرض حديث لبرنامج «صنداي» السياسي على شبكة «بي بي سي» قالت زيلينسكا: «نحن نحتاج حقاً للمساعدة. وبكلمات بسيطة لا يمكننا أن نسأم من هذا الوضع، لأنه إذا سئمنا فسنموت». وأضافت: «وببساطة، إذا سئم العالم، فسوف يتركنا نموت».

وتعهد المستشار الألماني أولاف شولتز باستمرار دعم بلاده لأوكرانيا في حربها الدفاعية ضد روسيا وذلك رغم أزمة الموازنة الحالية. وفي الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر الاتحادي لحزبه الاشتراكي الديمقراطي، قال شولتز في برلين، السبت، إن ألمانيا ستواصل مساعدة أوكرانيا بالمال والسلاح.

وفي إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال شولتز إنه «لا ينبغي، ولا يجوز له، أن يتوقع أننا سنتراخى».

وأعرب المستشار الألماني عن اعتقاده أنه يجب على بلاده أن تكون قادرة على استئناف المساعدات، وربما تقديم شيء أكبر، مشيراً إلى أنه سيتخذ قرارات «من شأنها أن تبقي علينا في وضع يسمح لنا بمواصلة القيام بهذا».

وتعد ألمانيا حالياً ثاني أكبر داعم لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وقد وردت ألمانيا أسلحة بكم كبير إلى أوكرانيا، ومن بينها دبابات قتالية وقطع مدفعية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي.

نددت أوكرانيا بشدة، السبت، بالخطط الروسية لإجراء انتخابات رئاسية في الربيع المقبل على الأراضي التي تحتلها موسكو، ووصفتها بأنها «لاغية وباطلة»، وتعهدت بمقاضاة أي مراقبين يرسلون لمراقبتها. وقرر مجلس الاتحاد الروسي، المجلس الأعلى بالبرلمان، قبل أيام إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد في مارس (آذار) المقبل، وقالت رئيسة المجلس فالنتينا ماتفيينكو إن السكان في 4 مناطق أوكرانية محتلة سيتمكنون من التصويت لأول مرة في الانتخابات.

وأعلنت روسيا ضم مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون في شرق وجنوب أوكرانيا خلال استفتاءات أجريت العام الماضي، ورفضتها كييف والغرب ووصفاها بأنها صورية. ومع ذلك، لا تسيطر روسيا بشكل كامل على أي من المناطق الأربع. كما استولت موسكو على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود من أوكرانيا في عام 2014.

بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكسندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان، كما نقلت عنها «رويترز»: «ندعو المجتمع الدولي إلى التنديد بحزم باعتزام روسيا إجراء انتخابات رئاسية في الأراضي الأوكرانية المحتلة، وفرض عقوبات على المشاركين في تنظيمها وسير أعمالها». كما حذرت الدول من إرسال مراقبين إلى «الانتخابات الزائفة»، قائلة إن المخالفين «سيواجهون مسؤولية جنائية».

وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو (يمين) مع الرئيس فلاديمير بوتين وقائد الجيش فاليري غيراسيموف (أ.ف.ب)

وقالت الوزارة: «أي انتخابات تجري في روسيا لا علاقة لها بالديمقراطية. إنها مجرد أداة لإبقاء النظام الروسي في السلطة». وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، ترشحه للرئاسة مجدداً، في خطوة من المتوقع أن تبقيه في السلطة حتى عام 2030 على الأقل.

على الصعيد الميداني، قالت السلطات الأوكرانية، السبت، إن مدنياً قُتل، وأصيب آخر بعد أن أسقطت قوات روسية عبوة ناسفة من طائرة مسيرة على بلدة في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا. وفتح ممثلو ادعاء تحقيقاً في جرائم حرب بشأن الحادث الذي وقع الساعة العاشرة صباحاً تقريباً في بلدة بيريسلاف. وقالت السلطات إن القتيل والمصاب كانا يسيران في الشارع وقت الهجوم. تشن القوات الروسية هجمات بشكل متكرر على الجزء الغربي من منطقة خيرسون، خصوصاً عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، منذ انسحابها عبر نهر دنيبرو أواخر العام الماضي.


مقالات ذات صلة

واشنطن وموسكو تتفقان على التحضير لقمة روسية أميركية ذات مستوى عالٍ

أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ب) play-circle

واشنطن وموسكو تتفقان على التحضير لقمة روسية أميركية ذات مستوى عالٍ

أعلنت روسيا أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو أجريا اتصالاً هاتفياً بعد أيام على مباحثات هاتفية بين الرئيسين ترمب وبوتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الحدود البيلاروسية البولندية القريبة من مدينة بريست (رويترز)

بداية ذوبان الجليد مع بيلاروسيا تشير إلى تغييرات عميقة في سياسات واشنطن

كشفت تقارير إعلامية أميركية أن كريستوفر سميث، نائب مساعد وزير الخارجية، ومسؤولين أميركيين آخرين، زاروا مينسك للقاء الرئيس «المكروه» من الغرب، ألكسندر لوكاشينكو.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

زيلينسكي يرفض اتفاقاً مع واشنطن حول المعادن الأوكرانية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إنه رفض توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة حول المعادن الأوكرانية معتبراً أنه «لا يحمي» بلاده في صيغته الحالية.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يجتمع مع نظرائه من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في ميونيخ (أ.ب) play-circle

أميركا تشدد على التنسيق لمواجهة عدم امتثال إيران للاتفاق النووي

أكد مارك روبيو وزير الخارجية الأميركي، السبت، «أهمية التنسيق الوثيق لمعالجة سلوك إيران المزعزع للاستقرار، خصوصاً عدم امتثالها المتزايد للاتفاق النووي».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
أوروبا وزيرا الخارجية الأميركي ماركو روبيو والألمانية أنالينا بيربوك (أ.ب)

شولتس يرد على فانس بالمرارة نفسها: تاريخنا علّمنا أن لا تعاون مع اليمين المتطرف ولا نقبل التدخلات في شؤوننا

قال دبلوماسي أوروبي لـ«الشرق الأوسط» إن ما يسمعه الأوروبيون من الأميركيين خلف الأبواب ليس بسوء الخطاب العلني، رداً على الغضب الأوروبي من كلمة فانس بمؤتمر ميونيخ

راغدة بهنام (ميونيخ)

هل اقتربت نهاية الناتو بسبب سياسات ترمب؟

علم الناتو (رويترز)
علم الناتو (رويترز)
TT

هل اقتربت نهاية الناتو بسبب سياسات ترمب؟

علم الناتو (رويترز)
علم الناتو (رويترز)

طرحت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية سؤالا بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وهل نهايته اقتربت؟ وذلك تعليقاً على مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بشروط تخشى كييف وحلفاؤها الأوروبيون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن تكون مواتية لروسيا.

وقالت الصحيفة إن ترمب من أشد المعجبين برئيس وزراء بريطانيا السابق خلال الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل، وتساءلت: ماذا قد يفعل الزعيم الأسطوري لبريطانيا إذا حضر مؤتمر ميونيخ للأمن في عام 2025؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال قمة «الناتو» ببريطانيا في 4 ديسمبر 2019 (أ.ب)

وذكرت مقولة تشرشل لرئيس وزراء بريطانيا آنذاك نيفيل تشامبرلين هذه المدينة البافارية قبل 87 عاماً، ممسكاً بقطعة ورق تبين أنها لا معنى لها بعد توقيع معاهدة ميونيخ مع زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر: «لقد أعطيت الاختيار بين الحرب والعار. لقد اخترت العار وستحصل على الحرب».

وتابعت: «هل سيكون هذا رد فعل تشرشل على مساعي ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بشروط تخشى كييف وحلفاؤها الأوروبيون أن تكون مواتية لموسكو ولا تعني سوى حرب أكبر أخرى في المستقبل؟».

وذكرت أن كلمة «التهدئة» التي تتردد على ألسنة الأوروبيين في المؤتمر، وبالنسبة لأولئك الأكثر حساسية للتاريخ ــ مثل وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس ـ لها الصدى نفسه الذي قيلت فيه بميونيخ نحو عام 1938 قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية لاحقاً بسنوات قليلة.

وذكرت أنه بينما يجتمع المسؤولون الأوروبيون لحضور المؤتمر، ما زالوا يشعرون بحالة ذهول من المكالمة الهاتفية التي استمرت 90 دقيقة بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فضلاً عن الخطاب الذي ألقاه وزير الدفاع الأميركي بيتر هيغسيث في منتصف الأسبوع في بروكسل. وبالنسبة لوزير الخارجية الليتواني السابق غابريليوس لاندسبيرجيس، كان التحذير الأكثر تجاهلاً ورعباً لهيغسيث من أن «الحقائق» ستمنع الولايات المتحدة من أن تكون ضامنة لأمن أوروبا، بعبارة أخرى لا دعم أميركي.

ومثله كمثل الآخرين، يشعر لاندسبيرجيس بنهاية عصر الناتو، وقال: «قد يكون هذا بمثابة بداية نهاية حلف شمال الأطلسي وخاصة عندما تدمج ذلك مع ما أعتقد أن واشنطن ستعلن عنه قريباً - انسحاب 20 ألف جندي أميركي من أوروبا».

وكان هيغسيث قال للأوروبيين: «إنكم لا تستطيعون أن تفترضوا أن وجود أميركا سيستمر إلى الأبد».

وزير الدفاع الأميركي خلال حضوره جلسة لحلف «الناتو» في بروكسل (أ.ب)

وذكرت الصحيفة أن المشرعين الأميركيين الذين حضروا المؤتمر حاولوا تقديم بعض الطمأنينة لأوروبا القلقة وإن لم يكن ذلك مفيداً كثيراً، وكان من بينهم السيناتور روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، الذي قال لبوليتيكو إن هيغسيث ارتكب «خطأ يرتكبه شخص مبتدئ، ولا أعرف من كتب الخطاب لكن ربما يكون قد كتبه (الإعلامي) تاكر كارلسون الأحمق»، ولكنه لفت إلى «وجود الكثير من الأشخاص الجادين حول ترمب الذين يستمع إليهم».

وأشار ويكر إلى أن هيغسيث تراجع بالفعل عن بعض تصريحاته الأكثر قسوة، لكنه أقر بأن هيغسيث لم يفعل ذلك بعد عندما يتعلق الأمر بخسارة أوروبا للضمان الأمني الأميركي، وهو ما يقوض المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي التي تلزم أعضاء التحالف بالدفاع الجماعي.

وهذا التصريح، أكثر أهمية، إلى جانب تصريحات قاسية مثل: «لا تخطئوا، لن يسمح ترمب لأحد بتحويل العم سام إلى عم مغفل».

وقال كير جايلز، من مركز أبحاث تشاتام هاوس في بريطانيا «إن النهج المباشر الذي يتبناه ترمب تجاه بوتين، إلى جانب إبلاغ وزير الدفاع هيغسيث للحلفاء في بروكسل بأن الولايات المتحدة تتقبل بشكل استباقي لبعض المطالب الأساسية لروسيا قبل أن تبدأ المحادثات حتى، يشكل ضربة مزدوجة ليس فقط لأوكرانيا بل وأيضاً لمستقبل أوروبا».

وأضاف: «قبول أن المعتدي يمكنه الاحتفاظ بالأراضي التي استولى عليها في مقابل مناشدة السلام لا يمكن أن تكون أوجه التشابه مع عام 1938 أكثر وضوحاً إلا إذا رفع ترمب مذكرة وقال إن بوتين أكد له أنه لا يملك أي طموحات إقليمية أخرى في أوروبا».

وفي الوقت نفسه، فإن خطاب نائب ترمب، جيه دي فانس في ميونيخ، الذي ركز على انتقاد الممارسة الديمقراطية في أوروبا، لا يفعل شيئاً لتخفيف المخاوف الأوروبية، لا مخاوف الأميركيين المؤيدين لحلف شمال الأطلسي.

وقال الأكاديمي والدبلوماسي الأميركي السابق مايكل ماكفول: «فكر في جرأة شخص ترشح مع رجل ألهم أعمال شغب ضد الكونغرس في عام 2020، ليأتي إلى أوروبا ويقول: (يا رفاق، لديكم مشاكل مع الديمقراطية، ولدينا أزمة دستورية مستمرة الآن مع تجاوز السلطة التنفيذية وصحة الديمقراطية الأميركية)».

وأضاف أن «فانس تجاهل المشكلة الأكثر وضوحاً وهى حرب أوكرانيا، كان بإمكانه استخدام الخطاب لتوضيح موقفهم التفاوضي واختار عدم القيام بذلك».

مقر قوى حلفاء «الناتو» المعروف باسم «القيادة العليا للقوات المتحالفة في أوروبا» (إكس)

وقال الدبلوماسي الألماني السابق فولفغانغ إيشنغر لبوليتيكو إن «أوروبا ربما كانت بحاجة إلى الصعق الكهربائي»، حتى تصبح أكثر ميلاً إلى التقدم والاعتماد على الذات.

وأضاف أن «القادة الأوروبيين يتحملون جزئياً اللوم على الموقف الذي يشكون منه الآن لقد تلقوا تحذيراً كافياً بشأن ما قد تنطوي عليه فترة ولاية الرئيس الأميركي الثانية، ومع ذلك تحركوا ببطء شديد لزيادة إنفاقهم الدفاعي على الحلف الأطلسي».

وقال أحد كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، الذي سُمح له بعدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة: «لدينا الآن تحالف بين رئيس روسي يريد تدمير أوروبا ورئيس أميركي يريد أيضاً تدمير أوروبا، لقد انتهى الحلف الأطلسي».