مناهض للإسلام وللاتحاد الأوروبي... ما دلالات فوز خِيرْت فيلدرز بانتخابات هولندا؟

TT

مناهض للإسلام وللاتحاد الأوروبي... ما دلالات فوز خِيرْت فيلدرز بانتخابات هولندا؟

زعيم حزب «الحرية (PVV)» خِيرْت فيلدرز يُلوّح بيديه عند وصوله إلى اجتماع ما بعد الانتخابات في مركز مؤتمرات نيوسبورت في لاهاي بهولندا اليوم (أ.ف.ب)
زعيم حزب «الحرية (PVV)» خِيرْت فيلدرز يُلوّح بيديه عند وصوله إلى اجتماع ما بعد الانتخابات في مركز مؤتمرات نيوسبورت في لاهاي بهولندا اليوم (أ.ف.ب)

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية الهولندية فوزاً كبيراً لخِيرْت فيلدرز (Geert Wilders)، السياسي المناهض للإسلام والمشكك في الاتحاد الأوروبي، في واحدة من كبرى المفاجآت التي شهدتها السياسة الهولندية منذ عقود. ويأتي هذا الفوز في إطار تصاعد شعبية أحزاب اليمين المتطرف في دول الاتحاد الأوروبي، ويحمل دلالات تتخطى الساحة السياسية المحلية، ليهدد بخلق موجة من الانتصارات لهذه الأحزاب، تطول دولاً أوروبية أخرى.

زعيم حزب «الحرية (PVV)» خِيرْت فيلدرز يُلوّح بيديه عند وصوله إلى اجتماع ما بعد الانتخابات في مركز مؤتمرات نيوسبورت في لاهاي بهولندا اليوم (أ.ف.ب)

حكومة ائتلافية صعبة التشكيل

مع فرز جميع الأصوات تقريباً، من المتوقع أن يفوز حزب «الحرية» الذي يتزعمه خِيرْت فيلدرز، بنحو 37 مقعداً من أصل 150 مقعداً في البرلمان -أي أكثر من ضعف العدد الذي حصل عليه في انتخابات 2021.

غراف يُظهر نتائج الانتخابات البرلمانية في هولندا، ويبيّن فوز السياسي "خِيرت فيلدرز" على رأس "حزب الحرية" (PVV) ﺑ37 مقعداً نيابياً (الشرق الأوسط)

فوز فيلدرز ربما يُحدث تحوّلاً جذرياً في السياسة الهولندية، بعد حكومات مارك روته الوسطية الأربع المتعاقبة (منذ عام 2010)، وفق تقرير اليوم (الخميس) لموقع «بوليتيكو». لكن السؤال المطروح الآن هو عما إذا كانت أحزاب أخرى على استعداد للانضمام إلى فيلدرز لتشكيل ائتلاف. وعلى الرغم من ظهوره كأكبر حزب في هولندا بعد الانتخابات، فإنه سيكافح من أجل الحصول على أغلبية عامة في البرلمان.

وقد أبدى فيلدرز بعد فوزه بالانتخابات انفتاحاً على البحث في تشكيل ائتلاف حكومي، قائلاً في أثناء توجهه إلى أنصاره المبتهجين بانتصاره: «أدعو... إلى أن نبحث عن اتفاقات (بين الكتل) بعضنا مع بعض (لتشكيل حكومة)». وأضاف: «لم يعد من الممكن تجاهل حزب الحرية».

زعيم حزب «الحرية» خيرت فيلدرز (في الوسط) وأعضاء الحزب يحتفلون بعد فوزهم بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات العامة في لاهاي بهولندا اليوم (أ.ب)

ويبقى من غير الواضح إذا كان فيلدرز سيتمكن من حشد الدعم اللازم لتشكيل ائتلاف واسع بالقدر الكافي لتشكيل حكومة عملية.

وكان زعماء الأحزاب الثلاثة الكبرى الأخرى قد استبعدوا في السابق الانضمام إلى ائتلاف يقوده حزب «الحرية» بزعامة فيلدرز، لكن يبدو أن بيتر أومتسيغت، الذي فاز حزبه «العقد الاجتماعي الجديد» بـ20 مقعداً وفقاً لاستطلاعات الرأي، خفَّف من موقفه قائلاً إنه «مُتاح» رغم قوله إن محادثات الائتلاف «لن تكون سهلة»، وفق تقرير اليوم لصحيفة «لوموند» الفرنسية.

السياسي اليميني خيرت فيلدرز يُدلي ببيان مقتضَب بعد أن برَّأته محكمة هولندية من تهمة خطاب الكراهية والتمييز في أمستردام بهولندا 23 يونيو 2011 (أ.ب)

ويحتاج حزب فيلدرز الذي سيحصل على 35 مقعداً (في أقل تقدير)، إلى 76 مقعداً في البرلمان لضمان الأغلبية المطلقة لتشكيل حكومة. وقد اقترح فيلدرز تشكيل ائتلاف من يمين الوسط يضم حزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته روته، ومجموعة يمين الوسط الجديدة «العقد الاجتماعي الجديد» وحركة المواطنين المزارعين. وسيكون لهذه الأحزاب مجتمعة 86 مقعداً لو تمكنت من الاتفاق على ائتلاف حكومي.

وفي سابقة عام 1982، فاز حزب العمال الهولندي بأكبر عدد من المقاعد، ولكن انتهى الأمر بمنافسيه من يمين الوسط إلى قيادة الائتلاف الحاكم.

خِيرْت فيلدرز زعيم حزب «الحرية» يلتقط صورة مع أنصاره بينما كان حارسه الشخصي يراقب بعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع في مدرسة لاهاي بهولندا 22 مايو 2014 (أ.ب)

معارض لسياسات الاتحاد الأوروبي

يُعد خِيرْت فيلدرز البالغ من العمر 60 عاماً، لاعباً أساسياً في السياسة الهولندية لعقود من الزمن. بدأ حياته المهنية عضواً في المجموعة الليبرالية لرئيس الوزراء السابق مارك روته، لكنه انفصل عنها للعمل كمشرّع مستقل قبل تأسيس «حزب الحرية» المعارض بشكل عام لسياسات الاتحاد الأوروبي، المعروف اختصاراً باسم (PVV)، وقد دعا برنامج فيلدرز الانتخابي إلى إجراء استفتاء على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي.

ويعلن فيلدرز أنه معجب بفيكتور أوربان، اليميني المتطرف الحاكم في المجر، كما أنه مناهض بشكل واضح للاتحاد الأوروبي، ويحث هولندا على خفض مدفوعاتها إلى الكتلة بشكل كبير، ووقف دخول أي أعضاء جدد.

السياسي الهولندي خِيرْت فيلدرز (يسار) زعيم حزب «الحرية» يُستقبَل بالتصفيق خلال لقائه أعضاء حزبه في البرلمان الهولندي بعد الانتخابات البرلمانية الهولندية في لاهاي بهولندا اليوم (رويترز)

كما قال مراراً وتكراراً إن على البلاد أن تتوقف عن تقديم الأسلحة لأوكرانيا، قائلاً إنها بحاجة إلى الأسلحة حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها.

ومع ذلك، لا يشاركه هذه الأفكار أيٌّ من الأحزاب التي يمكنه تشكيل حكومة ائتلاف معها.

ويتعاطف فيلدرز مع نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق «لوموند»، وبرنامج حزبه يعادي سياسة المناخ، ويثير دائماً فكرة «النكست» (خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي) التي يرى أنه ينبغي عرضها للاستفتاء. وفي غضون ذلك، يعتزم الحصول على «مليارات» من اليورو من بروكسل للاهاي.

 

مناهض للإسلام ولسياسات الهجرة

وَعدَ خِيرْت فيلدرز، مساء أمس (الأربعاء)، بعد إطلالته السريعة أمام نشطائه المجتمعين في شيفينينغن في لاهاي الهولندية، بإرضاء 2.3 مليون مواطن صوَّتوا لحزبه، ويجب عليهم، على حد تعبيره، «استعادة السيطرة على بلادهم». وقال: «يجب وقف تسونامي اللجوء، ويجب أن يكون لدى الناس المزيد من الأموال في محافظهم».

وقال فيلدرز، في مناظرة تلفزيونية خلال الحملة الانتخابية منتقداً استقبال بلاده للاجئين: «لقد أصبح الأمر كافياً الآن. وهولندا لا تستطيع أن تتحمل المزيد. علينا أن نفكر الآن في شعبنا أولاً. الحدود مغلقة. صفر طالبي لجوء»، وفق ما نقله تقرير اليوم لصحيفة «إندبندنت» البريطانية.

ويقول حزبه في بيانه الانتخابي إن «هولندا قد أُضعفت بشكل خطير بسبب استمرار تسونامي اللجوء والهجرة الجماعية».

تفاعل أعضاء تحالف اليسار-البيئيين وهم يشاهدون السياسي الهولندي اليميني المتطرف زعيم حزب «الحرية» خِيرْت فيلدرز على الشاشة فيما تظهر النتائج المبكرة للانتخابات البرلمانية الهولندية في أمستردام بهولندا أمس (رويترز)

ويواجه فيلدرز تهديدات بالقتل بسبب آرائه المعادية للإسلام، ويخضع لحماية مشددة من الشرطة منذ عام 2004، وقد تعهد بحظر القرآن والمساجد.

ودعا برنامج حملته الانتخابية إلى «وقف اللجوء» و«منع المدارس الإسلامية والمصاحف والمساجد»، على الرغم من تعهده ليلة أمس (الأربعاء)، بعدم انتهاك القوانين الهولندية أو دستور البلاد الذي يكرس حرية الدين والتعبير، وفق ما نقلته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وفي عام 2020، أدانته المحكمة بتهمة الإهانة بسبب تعليقات أدلى بها بشأن المهاجرين المغاربة، لكنَّ القضاة لم يفرضوا عليه أي عقوبة، وفق تقرير مجلة «تايم ماغازين» الأميركية. فقد هتف فيلدرز في تجمع انتخابي عام 2014 سائلاً الحشد عمّا إذا كانوا يريدون عدداً أكبر أو أقل من المغاربة (في هولندا)، فردَّ عليه المؤيدون هاتفين: «أقل!» (أي نريد عدداً أقل من المغاربة)، فأجابهم فيلدرز: «سوف نعتني بذلك».

وخلال الأسابيع الأخيرة من حملته الانتخابية استعداداً للانتخابات الأخيرة، خفَّف فيلدرز من حدة مواقفه، وتعهَّد بأنه سيكون رئيساً لوزراء كل الشعب الهولندي، حسب وكالة «أسوشييتد برس».

لافتة انتخابية لزعيم حزب «الحرية» خِيرْت فيلدرز بالقرب من بيننهوف تُزال بعد يوم من انتهاء انتخابات مجلس النواب في لاهاي بهولندا اليوم (إ.ب.أ)

دلالات فوز فيلدرز بالانتخابات

يُنظر إلى خِيرْت فيلدرز، حسب «تايم ماغازين»، على أنه الممثل الهولندي لنوع الشعبوية التي يناصرها دونالد ترمب أو الرئيس الأرجنتيني المنتخب حديثاً خافيير ميلي.

جاء هذا النصر التاريخي لليمين المتطرف في هولندا بعد عام واحد من فوز رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي كانت جذور حزبها «إخوة إيطاليا» اليميني المتطرف في إيطاليا غارقة في الحنين إلى حكم الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني (حكم من 1922 - 1945). ومنذ فوزها بالانتخابات، خففت ميلوني موقفها بشأن الكثير من القضايا وأصبحت الوجه المقبول لليمين المتشدد في الاتحاد الأوروبي، وفق تقرير «أسوشييتد برس».

زعيم حزب «الحرية» خِيرْت فيلدرز يتحدث إلى وسائل الإعلام في مركز اقتراع خلال الانتخابات العامة في لاهاي بهولندا أمس (أ.ف.ب)

ويُظهر انتصار فيلدرز الانتخابي، توجهاً متنامياً لدى الناخبين الهولنديين للانتخاب على أساس برنامج يؤيّد تشديد سياسة الهجرة، وهو ملف مرتبط بشكل خاص لدى قسم من الناخبين، بما يرونه حفاظاً على قيم المجتمع الهولندي وحمايته من التطرّف.

ويأتي الفوز بالانتخابات ﻟ«حزب الحرية» المحسوب على اليمين المتطرف، الأحدث في سلسلة من نتائج الانتخابات التي تغيّر المشهد السياسي الأوروبي. فمن سلوفاكيا وإسبانيا إلى ألمانيا وبولندا، انتصرت الأحزاب الشعبوية في بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتعثرت في دول أخرى.

في هذه الصورة الأرشيفية بتاريخ 21 يناير 2017 يلقي خِيرْت فيلدرز خطاباً في اجتماع للقوميين الأوروبيين في كوبلنز بألمانيا (أ.ب)

ويشكّل الفوز المفاجئ لحزب «الحرية» الذي يتزعمه فيلدرز، حسب موقع «أكسيوس» الأميركي، دَفعة أخرى للمحافظين الأميركيين الذين رأوا في فوز خافيير ميلي في الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية، الأحد الماضي، وهو الذي وصف نفسه بـ«الرأسمالي الفوضوي»، دليلاً آخر على أن الشعبوية الترمبية -نسبةً إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب- لا تزال حية وبحالة جيدة.


مقالات ذات صلة

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أوروبا أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

قرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتس رغم عدم تحسن حظوظ الحزب، الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15 في المائة فقط من نوايا التصويت.

«الشرق الأوسط» (برلين)
المشرق العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة للبرلمان الأردني (رويترز)

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

مع بدء الدورة العشرين لمجلس النواب الأردني، الذي انتخب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ الشحن الداخلي في معادلة الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شمال افريقيا ممثلو دول أوروبية داخل مركز العدّ والإحصاء التابع لمفوضية الانتخابات الليبية (المفوضية)

ليبيا: إجراء الانتخابات المحلية ينعش الآمال بعقد «الرئاسية» المؤجلة

قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» إن إجراء الانتخابات المحلية «مؤشر على قدرة الشعب على الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».

جمال جوهر (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

هل يمكن أن يصبح إيلون ماسك رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل؟

مع دخوله عالم السياسة، تساءل كثيرون عن طموح الملياردير إيلون ماسك وما إذا كان باستطاعته أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الداخلية جيرالد دارمانان (اليمين) متحدثاً إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي، إلا أن البديل جاهز بشخص رئيس «حزب التجمع الوطني» جوردان بارديلا.

ميشال أبونجم (باريس)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)
جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)
TT

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)
جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

أعلن متحدث باسم مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية، الثلاثاء، عن تنفيذ حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن الإرهابيَّين السابقَين في جماعة «الجيش الأحمر»، بوركهارد غارفيغ وإرنست-فولكر شتاوب.

وأوضح المتحدث أن المحققين فتشوا رجلاً وشقة في حي غالوس بمدينة فرانكفورت بالإضافة إلى تفتيش شقة هذا الرجل بحيّ فريدريشسهاين في برلين، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية» (د.ب.أ).

ضابط شرطة ألماني أمام شقة دانييلا كليته الإرهابية السابقة التي تنتمي لمنظمة «الجيش الأحمر» (د.ب.أ)

وأكد المتحدث أن الرجل المشار إليه يُعد «شخصاً غير مشتبه به». وأوضح أن أمر التفتيش القضائي الذي صدر بناءً على طلب من الادعاء في مدينة فيردن تعلق بالشقتين والرجل نفسه، ولكنه مرتبط بالبحث الجاري عن غارفيغ وشتاوب. وخلال عمليات التفتيش، صادر المحققون بعض الوثائق من بينها «وثائق رقمية»، ويجري تحليلها، من دون أن يقدِّم المتحدث أي تفاصيل إضافية عن العملية أو الرجل.

وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض على دانييلا كليته - الإرهابية السابقة في جماعة «الجيش الأحمر» - بالعاصمة الألمانية برلين في أواخر فبراير (شباط) الماضي.

وتُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز وأنشط الجماعات اليسارية المسلحة بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب؛ حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية. ونفذت الجماعة العديد من العمليات التي أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص.

خبراء بالطب الشرعي في الشرطة الألمانية يغادرون المبنى الذي تم فيه القبض على دانييلا كليته في فبراير 2024 (رويترز)

وتجري التحقيقات منذ سنوات ضد غارفيغ (56 عاماً) وشتاوب (70 عاماً) وكليته (66 عاماً) بتهم الشروع في القتل وارتكاب سلسلة من جرائم السطو الخطيرة في الفترة بين عامي 1999 و2016. ويعتقد أنهم نفذوا في تلك الفترة عمليات سرقة استهدفت شاحنات نقل أموال ومحلات سوبر ماركت، خاصة في ولايتي سكسونيا السفلى وشمال الراين-ويستفاليا، بهدف تمويل حياتهم السرية. ومع ذلك، فإن هذه الجرائم لم تكن ذات خلفية إرهابية.

وينتمي الثلاثة إلى ما يعرف بـ«الجيل الثالث» من منظمة «الجيش الأحمر» اليسارية المتطرفة. وكانت الجماعة التي قتلت أكثر من 30 شخصاً، أعلنت عن حل نفسها في عام 1998 وتم تحريك دعوى قضائية ضد كليته في الوقت الحالي.

وبعد فترة وجيزة من اعتقال كليته، صادرت السلطات منزلاً متنقلاً بحيّ فريدريشسهاين في برلين؛ حيث يعتقد أن غارفيغ كان يعيش تحت اسم مستعار هو مارتن. بالإضافة إلى ذلك، أفاد شهود عيان بأنه أقام أيضاً في هامبورغ حيث قالوا إنهم شاهدوه هناك أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.