العاصفة «كيران» توقع قتلى في أوروبا وتعرقل حركة النقل

انقطاع الكهرباء في فرنسا... وتعليق الدراسة بجنوب إنجلترا... وإغلاق موانئ

صورة جوية لفيضانات في بريطانيا (إ.ب.أ)
صورة جوية لفيضانات في بريطانيا (إ.ب.أ)
TT

العاصفة «كيران» توقع قتلى في أوروبا وتعرقل حركة النقل

صورة جوية لفيضانات في بريطانيا (إ.ب.أ)
صورة جوية لفيضانات في بريطانيا (إ.ب.أ)

تسببت عاصفة «كيران» الخريفية القوية التي ضربت أوروبا الغربية، الخميس، في مقتل خمسة أشخاص على الأقل وفي اضطرابات كبيرة عبر إغلاق موانئ وإلغاء رحلات والدراسة في عدد من المناطق.

وكان سقوط الأشجار الناجم عن هبوب رياح عنيفة هو السبب وراء حوادث مميتة أدّت إلى مقتل رجل في حديقة بمدينة غاند ببلجيكا، وامرأة في وسط مدريد، وسائق شاحنة في فرنسا، ورجل في الأربعين من عمره في ألمانيا، وآخر في هولندا. وأدت العاصفة «كيران» إلى تعطيل جزء من حركة النقل بسكك الحديد في فلاندرز، كما خفضت القطارات سرعتها في بقية أنحاء بلجيكا، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

انقطاع الكهرباء في فرنسا

وتوقّفت حركة المرور البحرية في منطقة ميناء أنتويرب. وشهد مطار بروكسل أيضا اضطرابات، لكن استمر تسيير الرحلات الجوية على الرغم من حدوث تأخير. وفي شمال فرنسا، قُتل سائق عندما سقطت شجرة على شاحنته، وأصيب 16 شخصاً بينهم سبعة من رجال الإطفاء، وفق وزارة الداخلية. وحُرم حوالي 1.2 مليون منزل من الكهرباء في فرنسا، بما في ذلك 780 ألف منزل في بريتاني في الغرب.

رجال الإطفاء يزيحون شجرة اقتلعتها الرياح العنيفة في مدريد (أ.ف.ب)

وفي هذه المنطقة الفرنسية، اقتربت سرعة الرياح من 200 كلم في الساعة في أثناء الليل بفينيستير، عند طرف بريتاني. وكانت 23 من أصل 96 مقاطعة في حالة تأهب عالٍ، وفق هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية. ووُضعت منطقة بريتاني بأكملها في حالة تأهب من الرياح باللون الأصفر، مع تركز خطر العواصف القوية جدا بين قناة المانش وشمال فرنسا.

وتعطل قطاع النقل في غرب البلاد، وتقرر توقيف حركة القطارات حتى صباح الجمعة، والقطارات السريعة على محوري باريس لو مانس وباريس نانت.

وفي مطار بوفيه، بالقرب من باريس، ألغيت كل الرحلات حتى الظهر.

تعليق الدراسة في إنجلترا

وفي جنوب إنجلترا في المملكة المتحدة، تسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة باضطرابات كبيرة أدت إلى تعليق الاتصالات البحرية من ميناء دوفر، وإغلاق مئات المدارس. وسجلت جزيرة جيرسي، التي أعلنت فيها أقصى حالات التأهب باللون الأحمر، رياحا تصل سرعتها إلى 160 كيلومترا في الساعة، واضطر 35 شخصا إلى الإقامة في الفنادق بعد الأضرار التي لحقت بمنازلهم وفقا للشرطة.

المياه تتدفق في غرب فرنسا وسط العاصفة (أ.ف.ب)

وألغيت جميع الرحلات الجوية في مطارات جيرسي وغيرنسي وألديرني. وفي كورنوال جنوب غربي إنجلترا، انقطعت الكهرباء عن أكثر من 8500 منزل، مع رصد هطول أمطار غزيرة في 54 موقعا، معظمها على الساحل الجنوبي لإنجلترا، وفق هيئة البيئة.

إلغاء رحلات في هولندا

وفي هولندا، رُفع مستوى التأهب إلى اللون البرتقالي، مع توقع وصول سرعة الرياح إلى 110 كيلومترات في الساعة. وفي مطار شيبول - أمستردام، ألغيت نحو 200 رحلة جوية، معظمها إلى وجهات أوروبية مجاورة. كما تعطلت حركة السكك الحديدية والعبارات. وفي مواجهة الاختناقات المرورية، طُلب من الموظفين العمل من المنزل.

تحذير «أحمر» في إسبانيا

وتهب على العديد من المناطق الإسبانية رياح قوية جدا. ويعد شمال غربي البلاد الأكثر تأثرا بهبوب رياح تتجاوز سرعتها 150 كلم/ساعة على ساحل المحيط الأطلسي، حيث وصل ارتفاع الأمواج إلى 8 أو 9 أمتار. ووُضعت بعض مناطق غاليثيا في حالة تأهب أحمر. ودعت الحكومة الإسبان إلى «توخي الحذر الشديد على الطريق والحد من التنقل». وألغي ما يقرب من 50 رحلة جوية، بينها 13 في بلباو في منطقة الباسك في الشمال. وأدت العاصفة أيضا إلى توقف حركة السكك الحديدية الخميس، خاصة على خطوط معينة في غاليسيا.

أمواج ترتطم بميناء في كنت البريطاني (إ.ب.أ)

ووفقا لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية وُضعت بعض المناطق الساحلية في منطقتي كانتابريا وإقليم الباسك في حالة تأهب أحمر. أما في البرتغال، فقال المعهد الوطني للأرصاد الجوية إن البلاد لن «تتأثر بشكل مباشر» بالعاصفة «كيران»، لكنه وضع المناطق الساحلية في وسط وشمال البلاد في حالة تأهب أحمر.

تعد الأحداث المناخية المتطرفة مثل الأعاصير وموجات الحر والفيضانات والجفاف ظواهر طبيعية، لكن الانحباس الحراري العالمي الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري يمكن أن يؤدي إلى استفحالها.


مقالات ذات صلة

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا فتاة تركب دراجة هوائية تحت المطر في فالنسيا بإسبانيا (إ.ب.أ)

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

تسببت موجة جديدة من العواصف في إسبانيا في إغلاق مدارس وإلغاء رحلات قطارات، بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 220 شخصاً وتدمير آلاف المنازل جراء فيضانات مفاجئة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد رافعات ضخ النفط في مستودع فاكا مويرتا للنفط والغاز الصخري في الأرجنتين (رويترز)

النفط يتراجع مع انحسار تهديد عاصفة في أميركا وحوافز صينية مخيّبة للتوقعات

واصلت أسعار النفط انخفاضها يوم الاثنين مع انحسار خطر تعطل الإمدادات بسبب عاصفة أميركية، وبعد أن خيّبت خطة التحفيز الصينية آمال المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد علم الولايات المتحدة يرفرف بينما تشتد قوة الإعصار في خليج المكسيك (رويترز)

توقعات بتوقف إنتاج 4 ملايين برميل نفط في أميركا الأسبوع الجاري

يتوقع باحثون تعطل إنتاج النفط في الولايات المتحدة بنحو أربعة ملايين برميل خلال الأسبوع الجاري، وذلك مع قرب العاصفة «رفائيل» إلى خليج المكسيك.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
أوروبا صورة ملتقطة في الأول من نوفمبر 2024 تظهر الآثار المدمرة للفيضانات على منطقة تجارية في بلدة ألفافار بمنطقة فالنسيا شرق إسبانيا (أ.ف.ب)

205 قتلى جراء الفيضانات في إسبانيا... وأضرار هائلة تخلّفها العاصفة

ارتفعت حصيلة عدد قتلى الفيضانات العنيفة في إسبانيا إلى 205 أشخاص على ما أفادت فرق الإنقاذ مع ترجيح أن يرتفع العدد نظراً لعدد المفقودين الكبير.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)

ماذا نعرف عن الصاروخ «أوريشنيك» الذي أطلقته روسيا على أوكرانيا؟

TT

ماذا نعرف عن الصاروخ «أوريشنيك» الذي أطلقته روسيا على أوكرانيا؟

صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)
صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بإطلاق بلاده صاروخاً جديداً فرط صوتي على مصنع أسلحة أوكراني. وهذا السلاح، غير المعروف حتى الآن، استخدمته روسيا للمرة الأولى ضد أوكرانيا ولتحذير الغرب.

فيما يلي ما نعرفه عن هذا الصاروخ التجريبي الذي أُطلق عليه اسم «أوريشنيك»:

آلاف الكيلومترات

حتى استخدامه يوم الخميس، لم يكن هذا السلاح الجديد معروفاً. ووصفه بوتين بأنه صاروخ باليستي «متوسط المدى»، يمكنه بالتالي بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

صاروخ «يارس» الباليستي الروسي قبل إطلاقه (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

وحسب الرئيس الروسي، فإن إطلاق الصاروخ كان بمثابة تجربة في الظروف القتالية؛ مما يعني أن هذا السلاح لا يزال قيد التطوير. ولم يعطِ أي إشارة إلى عدد الأنظمة الموجودة، لكنه هدّد بإعادة استخدامه.

تبلغ المسافة بين منطقة أستراخان الروسية التي أُطلق منها صاروخ «أوريشنيك»، الخميس، حسب كييف، ومصنع تصنيع الأقمار الاصطناعية بيفدينماش الذي أصابه الصاروخ في دنيبرو (وسط شرق أوكرانيا)، تقريباً 1000 كيلومتر.

وإذا كان لا يدخل ضمن فئة الصواريخ العابرة للقارات (التي يزيد مداها على 5500 كيلومتر) يمكن لـ«أوريشنيك» إذا أُطلق من الشرق الأقصى الروسي نظرياً أن يضرب أهدافاً على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وقال الباحث في معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح (Unidir) في جنيف، بافيل بودفيغ، في مقابلة مع وسيلة الإعلام «أوستوروزنو نوفوستي»، إن «(أوريشنيك) يمكنه (أيضاً) أن يهدّد أوروبا بأكملها تقريباً».

وحتى عام 2019 لم يكن بوسع روسيا والولايات المتحدة نشر مثل هذه الصواريخ بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى الموقّعة في عام 1987 خلال الحرب الباردة.

لكن في عام 2019 سحب دونالد ترمب واشنطن من هذا النص، متهماً موسكو بانتهاكه؛ مما فتح الطريق أمام سباق تسلح جديد.

3 كلم في الثانية

أوضحت نائبة المتحدث باسم «البنتاغون»، سابرينا سينغ، للصحافة، الخميس، أن «(أوريشنيك) يعتمد على النموذج الروسي للصاروخ الباليستي العابر للقارات RS - 26 Roubej» (المشتق نفسه من RS - 24 Yars).

وقال الخبير العسكري إيان ماتفييف، على تطبيق «تلغرام»، إن «هذا النظام مكلف كثيراً، ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة»، مؤكداً أن الصاروخ يمكن أن يحمل شحنة متفجرة تزن «عدة أطنان».

في عام 2018، تم تجميد برنامج التسليح «RS - 26 Roubej»، الذي يعود أول اختبار ناجح له إلى عام 2012، حسب وكالة «تاس» الحكومية، بسبب عدم توفر الوسائل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع «بالتزامن» مع تطوير الجيل الجديد من أنظمة «Avangard» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويُفترض أنها قادرة على الوصول إلى هدف في أي مكان في العالم تقريباً.

صاروخ «يارس» الباليستي الروسي على متن شاحنة مدولبة (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

حسب بوتين فإن الصاروخ «أوريشنيك» «في تكوينه غير النووي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت» يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ، «أو 2.5 إلى 3 كيلومترات في الثانية» (نحو 12350 كلم في الساعة). وأضاف: «لا توجد أي طريقة اليوم للتصدي لمثل هذه الأسلحة».

عدة رؤوس

أخيراً، سيتم تجهيز «أوريشنيك» أيضاً بشحنات قابلة للمناورة في الهواء؛ مما يزيد من صعوبة اعتراضه.

وشدد بوتين على أن «أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة حالياً في العالم، وأنظمة الدفاع الصاروخي التي نصبها الأميركيون في أوروبا، لا تعترض هذه الصواريخ. هذا مستبعد».

وأظهر مقطع فيديو للإطلاق الروسي نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ست ومضات قوية متتالية تسقط من السماء وقت الهجوم، في إشارة -حسب الخبراء- إلى أن الصاروخ يحمل ست شحنات على الأقل. يقوم هذا على تجهيز صاروخ بعدة رؤوس حربية، نووية أو تقليدية، يتبع كل منها مساراً مستقلاً عند دخوله الغلاف الجوي.