زعيم «الائتلاف المدني» دونالد توسك بعد انتهاء علميات الاقتراع الأحد الماضي (رويترز)
وارسو:«الشرق الأوسط»
TT
وارسو:«الشرق الأوسط»
TT
بولندا: تأكيد فوز المعارضة رسمياً في الانتخابات
زعيم «الائتلاف المدني» دونالد توسك بعد انتهاء علميات الاقتراع الأحد الماضي (رويترز)
أكدت اللجنة الانتخابية البولندية، الثلاثاء، فوز المعارضة المؤيّدة لأوروبا في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، والتي أنهت 8 سنوات من حكم حزب «القانون والعدالة» القومي الشعبوي، بزعامة رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي.
وقال زعيم «الائتلاف المدني» دونالد توسك على منصة «إكس» إن «الأحزاب الديمقراطية الفائزة على تواصل دائم، وهي مستعدة لتولي السلطة في أي وقت»، داعياً رئيس البلاد إلى «اتخاذ قرارات جريئة وسريعة».
ووفقاً للنتائج الرسمية الكاملة، يتصدّر حزب «القانون والعدالة» التصويت في مجلس النواب بنسبة 35.38 في المائة، لكن من دون أن يتمكن من تأمين أغلبية، في حين حصل «الائتلاف المدني» بزعامة دونالد توسك على 30.7 في المائة من الأصوات، وحلفاؤه في «الطريق الثالثة» (ديمقراطي مسيحي) على 14.40 في المائة، وفي اليسار على 8.61 في المائة.
ومن حيث عدد المقاعد في مجلس النواب التي تبلغ 460 مقعداً، حصل حزب «القانون والعدالة» على 194 مقعداً مقابل 248 للأحزاب الثلاثة الأوروبية التوجه. وحصل حزب «الاتحاد الكونفدرالي» اليميني المتطرف على 18 مقعداً (7.16 في المائة من الأصوات).
كذلك فازت المعارضة بأغلبية مريحة في مجلس الشيوخ مع حصولها على 66 من أصل 100 مقعد.
وبلغت نسبة المشاركة 74.38 في المائة وهو مستوى قياسي في تاريخ بولندا ما بعد الشيوعية.
ويُعد الاستفتاء على المسائل المتعلّقة بالهجرة والاقتصاد، الذي نظمه حزب «القانون والعدالة» في يوم الانتخابات وقاطعته المعارضة، باطلاً؛ لأنّ نسبة المشاركة بلغت 40.91 في المائة فقط بدلاً من النسبة المطلوبة (50 في المائة).
وبعد الإعلان الرسمي للنتائج، يبقى على الرئيس أندريه دودا الدعوة إلى عقد الاجتماع الأول للبرلمان الجديد في موعد لا يتجاوز 30 يوماً، وتكليف شخص بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة.
ولا يحدّد القانون البولندي من يجب أن يكون الشخص الذي سيشكّل الحكومة. بالتالي، سيختار رئيس الدولة شخصية من الحزب الرئيسي الممثل في البرلمان الجديد، وهو في هذه الحالة حزب «القانون والعدالة» المقرّب منه، لكن يبدو أنّه ليست لديه فرصة لتشكيل ائتلاف أغلبية، أو شخصية من المعارضة التي أعلنت رغبتها في تشكيل حكومة ائتلافية.
وربما تشير النتيجة الإجمالية إلى نقطة تحول في السياسة الخارجية البولندية، وتبشر بمسار أكثر تأييداً لأوروبا، فضلاً على موقف أكثر تصالحية تجاه الجارة ألمانيا.
يشار إلى أن حزب «القانون والعدالة» الحاكم خاض نزاعاً متواصلاً مع بروكسل، كما أغضب برلين بمطالبته بتعويضات الحرب عن الأضرار التي سببها الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية.
خيّم النزاع في الشرق الأوسط إلى حد كبير على حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومع تصاعد حدة التوتر، يمكن أن يغيّر هذا النزاع نتيجة انتخابات الرئاسة في نوفمبر.
روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاينhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5068324-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%83%D8%AB%D9%81-%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%A7%D9%8A%D9%86
عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
كييف - لندن - واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
كييف - لندن - واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين
عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيَّرة، ليل السبت - الأحد، على العاصمة الأوكرانية كييف والبنية التحتية لميناء أوديسا المطل على البحر الأسود. ويأتي هذا التصعيد قبل أيام من اجتماع الحلفاء الغربيين في قاعدة رامشتاين الأميركية بألمانيا، حيث يُفترض أن يقدِّم الرئيس الأوكراني «خطته للنصر».
وذكرت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، الأحد، أن شخصاً واحداً أُصيب، بينما لحقت أضرار بمستودعات وشاحنات بضائع في أوديسا بسبب الهجوم الذي أبقى معظم أنحاء البلاد في حالة تأهُّب ساعات عدة.
87 مسيّرة روسية
قال سلاح الجو الأوكراني إن الجيش أسقط 56 طائرة مسيَّرة من أصل 87 أطلقتها روسيا فوق مناطق مختلفة من البلاد، مضيفاً أن 25 طائرة أخرى «فُقدت» بسبب التشويش الإلكتروني دون أن يذكر تفاصيل.
وقال سيرغي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت جميع الطائرات المسيَّرة التي كانت تستهدف العاصمة. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وأضاف بوبكو أن صفارات الإنذار من الغارات الجوية على العاصمة ومحيطها انطلقت 3 مرات، الليلة الماضية، لتستمر أكثر من 5 ساعات في الإجمال.
بدوره، قال هينادي تروخانوف، رئيس بلدية مدينة أوديسا على البحر الأسود عبر تطبيق «تلغرام»، إن روسيا استهدفت المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، الليلة قبل الماضية، ووردت تقارير عن وقوع انفجارات عدة، ولم ترد معلومات عن وقوع أضرار أو إصابات هناك.
كما قال أولكسندر بروكودين حاكم منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، صباح الأحد، عبر تطبيق «تلغرام» إن مدنياً واحداً قُتل، وأصيب 15 آخرون في هجمات روسية على المنطقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولم يتسنَّ التحقق من صحة التقارير بشكل مستقل.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها بغزو واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، لكنها تطلق بانتظام صواريخ وطائرات مسيَّرة وقنابل على المناطق السكانية خلف جبهة القتال.
وتعرضت أوكرانيا إلى انتكاسة كبيرة في ساحة المعركة، يوم الأربعاء، عندما استولت القوات الروسية على مدينة فوليدار بشرق البلاد بعد عامين من المقاومة.
«خطوات محددة»
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن بلاده ستطرح «خطة النصر» لحلفائها خلال اجتماع في ألمانيا، الأسبوع المقبل؛ ما يمثل اختباراً لدعم رؤية كييف لإنهاء الحرب مع روسيا. وكتب زيلينسكي في منشور على «تلغرام»: «سنطرح (خطة النصر)، وهي خطوات واضحة ومحددة لإنهاء الحرب على نحو عادل».
وسيلتقي زيلينسكي بالرئيس الأميركي جو بايدن وزعماء آخرين في اجتماع دوري لحلف شمال الأطلسي والحلفاء الآخرين لكييف في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية بألمانيا في 12 أكتوبر (تشرين الأول).
وتابع الرئيس الأوكراني في خطابه الليلي، عبر الاتصال المرئي، أن حكومته والمسؤولين العسكريين والدبلوماسيين سيبذلون «كل ما بوسعهم» في الأيام المقبلة لضمان أن يصبح اجتماع رامشتاين «إيجابياً لدفاعنا، ولرؤيتنا بشأن كيفية إنهاء الحرب».
وقدَّم زيلينسكي الخطة للرئيس الأميركي وكذلك للمرشَّحَيْنِ الرئيسيَّيْنِ في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة كامالا هاريس ودونالد ترمب عندما زار واشنطن في الآونة الأخيرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الخطة تتضمن «عدداً من الخطوات البناءة» التي ستتعاون الولايات المتحدة مع أوكرانيا بشأنها، لكن مسؤولاً أميركياً وصف الخطة بأنها طلب مُعادٌ للحصول على مزيد من الأسلحة، ورفع القيود المفروضة على استخدام الصواريخ بعيدة المدى، وقال المسؤول إن الخطة تفترض هزيمة روسيا في الحرب في نهاية المطاف، ويرى بعض المسؤولين أن هذا الهدف غير واقعي.
في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام روسية رسمية أن سفير روسيا لدى الولايات المتحدة عاد إلى موسكو بعد انتهاء فترة عمله في واشنطن في توقيت بلغ فيه التوتر في العلاقات بين البلدين أشده على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وذكرت وكالة «تاس» للأنباء، نقلاً عن وزارة الخارجية: «السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي إيفانوفيتش أنتونوف ينهي مهمته في واشنطن، ويتجه عائداً لموسكو».
ويُعْرف عن أنتونوف (69 عاماً)، المولود في سيبيريا، دفاعه المستميت عن نهج الكرملين، وهو دبلوماسي مخضرم يُنظر إليه بوصفه محافظاً قادراً على التوصل إلى تسويات. وتولى هذه المهمة من 2017، وقال في يوليو (تموز) إنها اقتربت من نهايتها.
«العدو سيُهزم»
ولم يُعْرف بعدُ من الذي سيخلُف أنتونوف سفيراً لروسيا لدى الولايات المتحدة. وأظهرت مواقفه حيال حرب روسيا في أوكرانيا تأييداً راسخاً لقرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال أنتونوف في تعليق على سيطرة القوات الروسية على بلدة فوليدار الأوكرانية في منشور أرسله على تطبيق «تلغرام»: «من الواضح لنا أن العدو سيُهزم، والنصر سيكون حليف روسيا». كما شغل من قبل منصب نائب وزير الدفاع خلال فترة ضمت فيها روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، وكان مُدْرجاً على قوائم العقوبات الأوروبية عندما عيَّنه بوتين سفيراً لروسيا لدى الولايات المتحدة.
وتَسَبَّبَ غزو روسيا لأوكرانيا الذي بدأ في 2022 في أسوأ مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.