اجتماع «تاريخي» لوزراء خارجية «الاتحاد الأوروبي» في كييف

وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (يسار) أثناء استقباله جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي (الخارجية الأوكرانية)
وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (يسار) أثناء استقباله جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي (الخارجية الأوكرانية)
TT

اجتماع «تاريخي» لوزراء خارجية «الاتحاد الأوروبي» في كييف

وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (يسار) أثناء استقباله جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي (الخارجية الأوكرانية)
وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (يسار) أثناء استقباله جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي (الخارجية الأوكرانية)

توجَّه وزراء خارجية «الاتحاد الأوروبي» إلى كييف، لعقد اجتماع غير رسمي لدعم أوكرانيا، وفق ما أعلنه منسق شؤون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الاثنين.

وقال منسق شؤون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن هذه المرة الأولى التي يُعقد فيها مثل هذا الاجتماع لممثلي جميع دول «الاتحاد الأوروبي» الـ27 خارج «الاتحاد الأوروبي».

من جانبه، رحّب وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا باجتماع نظرائه الأوروبيين، فيما وصفه بأنه اجتماع «ضمن الحدود المستقبلية» للاتحاد الأوروبي.

وقال كوليبا «هذا حدث تاريخي؛ لأنها المرة الأولى التي يجتمع فيها مجلس الشؤون الخارجية خارج حدوده الراهنة، خارج حدود الاتحاد الأوروبي، لكن ضمن الحدود المستقبلية للاتحاد الأوروبي»، وذلك في تصريحات أدلى بها، إلى جانب بوريل.

وأكد وزير الخارجية الأوكراني أن دعم واشنطن لكييف لا يضعف، وقلل من أهمية مشروع قانون التمويل المؤقت الذي أقرّه «الكونغرس» الأميركي، والذي أغفل المساعدات لأوكرانيا.

وأضاف كوليبا أن كييف تُجري محادثات مع الجمهوريين والديمقراطيين في «الكونغرس» الأميركي، وأن الأحداث المحتدمة المحيطة بمشروع القانون المؤقت، الذي حال دون إغلاق الحكومة، يوم السبت، كانت «واقعة فردية» لا تعبر عن توجه مُمَنهج.

وقال، للصحافيين، أثناء استقباله جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قبل اجتماع لوزراء خارجية دول من التكتل في كييف: «لا نشعر بأن الدعم الأميركي تناقص؛ لأن الولايات المتحدة تدرك أن ما يحدث في أوكرانيا أكبر بكثير من أوكرانيا فقط».

وتابع، وفقاً لوكالة «رويترز»: «يتعلق الأمر باستقرار العالم وإمكانية التنبؤ به، ومن ثم أعتقد أننا سنكون قادرين على إيجاد الحلول اللازمة».

وقال كوليبا إن السؤال المطروح حول ما إذا كان ما حدث في «الكونغرس» الأميركي، مطلع الأسبوع، «واقعة فردية أم منهج».

ورأى أنه «كان واقعة فردية... أجرينا مناقشة متعمقة جداً مع أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين. وعلى خلفية الإغلاق المحتمل، جرى اتخاذ القرار كما صدر».

وأتبع: «لكننا نعمل الآن مع الجانبين في الكونغرس، للتأكد من عدم تكرار ذلك مرة أخرى تحت أي ظرف من الظروف».

وأكد بوريل، خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووزير دفاعه رستم أوميروف، أمس الأحد، في كييف، أن الاتحاد «يَعدُ بالتزامات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا».

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال، في خطاب يوم الأحد، إنه لا يوجد شيء من شأنه أن يضعف معركة بلاده ضد روسيا، وذلك غداة موافقة «الكونغرس» الأميركي على مشروع قانون تمويل مؤقت أغفل المساعدة لأوكرانيا.


مقالات ذات صلة

السجن مدى الحياة لجنديين روسيين قتلا عائلة أوكرانية

أوروبا عناصر من قوات الشرطة الروسية بالقرب من مركز الاعتقال الذي شهد حادث احتجاز رهينتين في روستوف أون دون 16 يونيو (حزيران) 2024 (أ.ب)

السجن مدى الحياة لجنديين روسيين قتلا عائلة أوكرانية

قضت محكمة روسية بسجن جنديين مدى الحياة بعد إدانتهما بتهمة قتل عائلة مكونة من تسعة أشخاص في منزلها في إحدى المناطق المحتلة من أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة مدفعية باتجاه القوات الروسية على الجبهة قرب دونيتسك (رويترز)

«البنتاغون» يجيز إرسال متعاقدين لأوكرانيا لإصلاح أسلحة أميركية

قررت إدارة الرئيس جو بايدن السماح لمتعاقدين دفاعيين أميركيين بالعمل في أوكرانيا لصيانة وإصلاح الأسلحة المقدمة لها من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يراجع إحدى الخطط القتالية خلال زيارته لأحد معسكرات الجيش (وكالة أنباء كوريا الشمالية)

«الناتو» يدين التدخل الكوري الشمالي في أوكرانيا

أدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشركاؤه في آسيا (كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا) «بشدة» تدخُّل كوريا الشمالية إلى جانب روسيا في حربها.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب مستقبلاً زيلينسكي بنيويورك في 27 سبتمبر (رويترز)

«خطة ترمب» للسلام تُربك أوكرانيا

اقترح جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي المنتخب، أن تُحافظ روسيا على مكاسبها الحالية في الحرب، ضامناً في الوقت نفسه سيادة «بقية أوكرانيا» واستقلالها.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الوسيطة الروسية تاتيانا موسكالكوفا خلال اجتماع مع ممثلي أوكرانيا المعنيين بحقوق الإنسان (قناة تاتيانا موسكالكوفا على تلغرام)

اجتماع نادر بين وسطاء روس وأوكرانيين معنيين بحقوق الإنسان

أعلن وسيطان مكلفان من روسيا وأوكرانيا بملفات حقوق الإنسان، الجمعة، أنهما التقيا في بيلاروسيا لبحث قضايا إنسانية، في اجتماع نادر بين ممثلين للبلدين.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
TT

«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

قالت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، اليوم (الجمعة)، إن الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة في صراعاتها في غزة ولبنان على الرغم من وجود أدلة على انتهاكات للقانون الدولي؛ تشجع الدول المحاربة في مناطق أخرى.

وأضافت أن دولاً مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا بوسعها التأثير على تصرفات إسرائيل، ويجب عليها وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل. وقالت في مقابلة مع «رويترز»: «إذا استمر الدعم العسكري لقوات الدفاع الإسرائيلية و(الحكومات الغربية) تعلم أن هذه الأسلحة تستخدم في ارتكاب جرائم حرب، فيجب أن يكون هذا كافياً لوقف بيع الأسلحة ونقلها».

وأضافت: «في الوقت الراهن، الأطراف التي ربما يكون لها تأثير ما ويمكنها كبح سلوك الأطراف المتحاربة، فيما يتعلق بإسرائيل، هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، وذلك من خلال مبيعات الأسلحة وشحنها». وتقول إسرائيل إنها تحرص على عدم إلحاق الضرر بالمدنيين، وتنفي ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب في صراعها مع حركة «حماس» في قطاع غزة، و«حزب الله» في لبنان.

وتقول إسرائيل إن أعداءها يقاتلون مندسين وسط السكان المدنيين، مما يجعل عملياتها أكثر صعوبة، وإنها تتصرف دفاعاً عن النفس.

وقالت تيرانا حسن إن الدول التي تنتهك حقوق الإنسان تزداد جرأة في أعمالها حين تجد أن مثل هذه الأمور تمر بلا عواقب. وأضافت أن الحكومات التي تزود هذه الدول بالأسلحة تقوض مصداقيتها بصفتها مدافعة عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، فضلاً عن مصداقية النظام الدولي.

وقالت: «هذا ينقل رسالة مفادها بأن هذه القواعد تطبق علينا وعلى حلفائنا بطريقة مختلفة عما تطبق به على الآخرين، وهذا له عواقب وخيمة حقاً». وأضافت أن هذا يتناقض مع مطالبة الدول الغربية بالمساءلة عن غزو أوكرانيا، وتستغله أيضاً دول مثل روسيا والصين. وأوضحت: «إنهم يسارعون إلى الإشارة إلى المعايير المزدوجة من الغرب ويحاولون استغلال ذلك لتقويض النظام».

وتحدثت تيرانا حسن لـ«رويترز» في الوقت الذي أصدر فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريراً عن حصيلة القتلى في الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة، قال فيه إن نحو 70 في المائة من الأعداد التي تم التحقق منها من القتلى من النساء والأطفال.

وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 43500 شخص قتلوا في غزة خلال الحرب المستمرة منذ 13 شهراً، التي اندلعت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة. وأضافت تيرانا حسن: «يجب أن يحفز هذا العالم على التحرك الآن. لا مسوغ حقيقي لقتل الأطفال».

وفي 13 أكتوبر، فرضت واشنطن موعداً نهائياً على حليفتها إسرائيل لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وإلا ستواجه قيوداً محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.

وحين سُئلت عن التأثير المحتمل لانتخاب دونالد ترمب في الولايات المتحدة، قالت إنه لم تكن هناك «ضمانات تذكر» لالتزامه بالقانون الدولي في فترة ولايته السابقة. وأضافت: «رأينا الآن في بعض التصريحات في الحملة الانتخابية تهديدات بالترحيل الجماعي لملايين الأشخاص، وهذا ينقل رسالة مثيرة للقلق بشدة».