ماكرون يدافع عن قراره حضور قداس البابا في مرسيليا

البابا فرنسيس (يمين) يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون (ليست في الصورة) بعد لقاء خاص في الفاتيكان في 24 أكتوبر 2022 (رويترز)
البابا فرنسيس (يمين) يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون (ليست في الصورة) بعد لقاء خاص في الفاتيكان في 24 أكتوبر 2022 (رويترز)
TT

ماكرون يدافع عن قراره حضور قداس البابا في مرسيليا

البابا فرنسيس (يمين) يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون (ليست في الصورة) بعد لقاء خاص في الفاتيكان في 24 أكتوبر 2022 (رويترز)
البابا فرنسيس (يمين) يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون (ليست في الصورة) بعد لقاء خاص في الفاتيكان في 24 أكتوبر 2022 (رويترز)

دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، عن قراره حضور القداس الذي سيحتفل به البابا فرنسيس السبت في 23 سبتمبر (أيلول) في مرسيليا بجنوب شرقي فرنسا، قائلاً إنه سيذهب بوصفه «رئيساً» لدولة علمانية وليس بوصفه «كاثوليكياً».

وأثار حضور ماكرون القداس جدلاً في فرنسا، إذ اتهمه اليسار المتطرف بـ«الدوس» على مبدأ حياد الدولة الديني.

وقال ماكرون خلال زيارة إلى سيمور أون أوكسوا في وسط شرق البلاد: «أرى أنني أذهب إلى مكاني. لن أذهب بوصفي كاثوليكياً، بل سأذهب بوصفي رئيساً للجمهورية التي هي في الواقع علمانية». وأضاف: «أنا شخصياً لن أقوم بأي ممارسة دينية خلال هذا القداس».

وفي مواجهة انتقادات اليسار، ذكّر ماكرون بأن البابا رئيس دولة، ورأى أن حضوره لا يثير التساؤلات بشأن حياد فرنسا.

ويرى اليسار باسم العلمانية، أن الرئيس الفرنسي يجب ألا يحضر هذا الاحتفال الديني الكبير.

وقال ماكرون: «الدولة محايدة، الخدمات العامة محايدة، ونحن أيضاً نحافظ على المدرسة، وقد ذكّرنا بذلك مع بداية العام الدراسي»، في إشارة إلى منع ارتداء العباءة في المؤسسات التعليمية.

البابا يوحنا بولس الثاني (يسار) يلوح للحشد في باريس بجانب الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان خلال زيارته الرسمية لفرنسا في 30 مايو 1980 (أ.ف.ب)

ومنذ الأربعاء، أثار احتمال حضور ماكرون القداس، وهو أبرز فعاليات زيارة البابا فرنسيس إلى مرسيليا يومي 22 و23 سبتمبر، انتقادات وغضب حزب «فرنسا الأبية» الحزب اليساري الرئيسي المعارض.

ورأى النائب عن حزب «فرنسا الأبية» باستيان لاشو أن إيمانويل ماكرون «يسخر من العلمانية، ويدوس على مبادئها، و(يسخر) من الفصل بين الكنائس والدولة، ومن حياد الدولة تجاه الأديان»، رغم أن حكومته باسم هذه المبادئ نفسها، منعت ارتداء العباءة في المدارس.

ورأى الأمين العام للحزب الشيوعي فابيان روسيل، الخميس، أن «مكان رئيس الجمهورية ليس بالضرورة في حضوره قداساً» في «جمهورية علمانية».

وستكون مشاركة ماكرون في قداس البابا فرنسيس الأولى من نوعها منذ القداس الذي احتفل به البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في عام 1980 في ساحة كاتدرائية نوتردام في باريس بحضور الرئيس فاليري جيسكار ديستان.

وفي 2017، بعد وقت قصير من انتخابه أول مرة، شارك إيمانويل ماكرون في الإفطار السنوي للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الهيئة الممثلة للديانة الثانية في فرنسا.


مقالات ذات صلة

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً الخميس إلى الكونغرس التشيلي بمناسبة زيارته الرسمية إلى سانتياغو (د.ب.أ)

تحليل إخباري الأسباب التي تدفع إسرائيل لإبعاد فرنسا من لجنة الإشراف على وقف النار مع «حزب الله»

لبنان: الأوراق المتاحة لفرنسا للرد على إسرائيل لإزاحتها من مساعي الحل ولجنة الإشراف على وقف النار .

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في ريو دي جانيرو (د.ب.أ)

ماكرون يندد بموقف روسيا «التصعيدي» إزاء أوكرانيا ويدعو بوتين «للتعقّل»

ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، بموقف روسيا «التصعيدي» في الحرب في أوكرانيا، داعياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى «التعقّل».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بوينس أيرس (أ.ف.ب)

ماكرون: بوتين «لا يريد السلام» في أوكرانيا

أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «لا يريد السلام» مع كييف و«ليس مستعداً للتفاوض».

«الشرق الأوسط» (بوينس أيرس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

«الإليزيه»: ماكرون يزور السعودية بين 2 و4 ديسمبر القادم

يزور الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية في الفترة بين الثاني والرابع من ديسمبر المقبل، حسبما أعلن قصر الإليزيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)

خطة هولندية لمكافحة «معاداة السامية»

اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
TT

خطة هولندية لمكافحة «معاداة السامية»

اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)

أعلنت الحكومة الهولندية، اليوم الجمعة، إطلاق خطة جديدة لمكافحة «معاداة السامية»، بعد أسبوعين من صدامات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وشبان، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخصص مجلس الوزراء مبلغاً إضافياً قدره 4.5 مليون يورو سنوياً لهذه الخطة، سيجري استخدام جزء منه لتعزيز أمن المؤسسات اليهودية والكنس.

وقال وزير العدل ديفيد فان ويل: «للأسف، ازدادت معاداة السامية في هولندا، خلال العام الماضي، كما أظهرت الأحداث التي وقعت في أمستردام قبل أسبوعين».

بعد مباراة في الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بين أياكس أمستردام وفريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تعرّض مشجعون للأخير إلى الملاحقة والضرب في شوارع العاصمة الهولندية، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح، وإثارة سخط في كثير من العواصم الغربية.

واندلعت حوادث متفرقة قبل المباراة، شملت هتافات معادية للعرب رددها مشجعو مكابي وحرق علم فلسطيني في ساحة دام المركزية، قبل أن يتعرض أنصار الفريق الإسرائيلي لأعمال عنف.

وعَدَّت إسرائيل والسلطات الهولندية أن هذه الأحداث «معادية للسامية».

ونُقل خمسة من مشجعي مكابي إلى المستشفى لفترة وجيزة؛ لتلقي العلاج بعد إصابتهم في أعمال العنف التي أثارت غضب قادة غربيين.

وتشمل استراتيجية الحكومة أيضاً تشكيل فريق عمل معنيّ بمعاداة السامية، وإصدار قوانين أكثر صرامة بشأن «تمجيد الإرهاب» والتحقيق في أعمال العنف المرتكبة خلال الاحتجاجات.

كما سيجري استهداف مشجعي كرة القدم من أجل القضاء على الهتافات المعادية للسامية في الملاعب.

وقال رئيس الوزراء ديك شوف، للصحافيين: «إنه مزيج من القمع والوقاية».