مسؤول بالناتو يقترح تخلي أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا مقابل عضوية الحلف

كييف عدّته «مكافأة للعدوان الروسي»

فتى يلوح بالعلم الأوكراني لمدرعة من الجيش الأوكراني متجهة إلى الخطوط الأمامية في باخموت يوم 27 يونيو 2023 (رويترز)
فتى يلوح بالعلم الأوكراني لمدرعة من الجيش الأوكراني متجهة إلى الخطوط الأمامية في باخموت يوم 27 يونيو 2023 (رويترز)
TT

مسؤول بالناتو يقترح تخلي أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا مقابل عضوية الحلف

فتى يلوح بالعلم الأوكراني لمدرعة من الجيش الأوكراني متجهة إلى الخطوط الأمامية في باخموت يوم 27 يونيو 2023 (رويترز)
فتى يلوح بالعلم الأوكراني لمدرعة من الجيش الأوكراني متجهة إلى الخطوط الأمامية في باخموت يوم 27 يونيو 2023 (رويترز)

اقترح مسؤول كبير في «حلف شمال الأطلسي (الناتو)» أن تتخلى أوكرانيا عن أراضيها لروسيا مقابل عضوية «الناتو» وإنهاء الحرب، ما أثار رد فعل غاضباً من كييف، وفق ما ذكرت صحيفة «الغارديان».

وقال ستيان ينسن، كبير موظفي الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ، خلال وجوده في النرويج أمس (الثلاثاء): «في حين أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون مقبولاً لأوكرانيا، فإن أعضاء (الناتو) يناقشون كيفية إنهاء الحرب التي استمرت 18 شهراً».

وأضاف: «أعتقد أن الحل يمكن أن يكون أن تتخلى أوكرانيا عن الأراضي، وأن تحصل على عضوية (الناتو) في المقابل».

كما أشار إلى أن المناقشات حول وضع أوكرانيا ما بعد الحرب كانت مستمرة في الدوائر الدبلوماسية.

ومع ذلك، دعت أوكرانيا باستمرار إلى استعادة حدودها المعترف بها دولياً قبل عام 2014، وتشن هجوماً مضاداً في محاولة لاستعادة أجزاء كبيرة من أراضيها التي استولت عليها روسيا.

ووفقاً للصحيفة، حرص جينسن على التأكيد أنه كان ببساطة يبث فكرة، وأن «الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر متى؛ وبشروط التفاوض التي تريدها»، مما يعكس موقف «الناتو» بأنه ينبغي عدم الاتفاق على تسوية سلمية حول أوكرانيا من دون إشراكها.

لكن هذا لم يكن كافياً لكييف، وفقاً للصحيفة، التي أشارت الى أن أوكرانيا كانت غير سعيدة؛ لأن جينسن، وهو شخصية مهمة ومقرب من ستولتنبرغ، كان يناقش الاقتراح علناً.

وعدّت كييف أن أي اتفاق على التنازل عن الأرض مقابل عضويتها في «حلف شمال الأطلسي» سيكافئ العدوان الروسي.

وقال ميخايلو بودولاك كبير مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «تجارة الأراضي بمظلة الناتو؟ إنه أمر مثير للسخرية. هذا يعني اختيار هزيمة الديمقراطية عمداً، وتشجيع مجرم عالمي والحفاظ على النظام الروسي، وتدمير القانون الدولي ونقل الحرب إلى الأجيال الأخرى».

ورأى بودولياك أنه ما لم تتكبد روسيا خسارة فادحة في الحرب، فإنها ستواصل طرح مشكلة طويلة الأمد للغرب. وقال: «إذا لم يتكبد بوتين هزيمة ساحقة، ولن يتغير النظام السياسي في روسيا، ولم تتم معاقبة مجرمي الحرب، فإن الحرب ستعود بالتأكيد بشهية روسيا للمزيد».

لكن موقف أوكرانيا يخضع للاختبار من خلال التقدم البطيء في هجومها المضاد الذي بدأ في يونيو (حزيران) الماضي. على الرغم من أن كييف تلقت تبرعات من الدبابات الغربية والصواريخ بعيدة المدى والمدفعية، فإن قواتها لم تحقق حتى الآن سوى مكاسب محدودة على الأرض ضد المواقع الروسية التي تدافع بشدة.

وأصدر «الناتو» بياناً توضيحياً مساء الثلاثاء يهدف إلى تهدئة الخلاف، وقال: «سنواصل دعم أوكرانيا ما دام ذلك ضرورياً، ونحن ملتزمون بتحقيق سلام عادل ودائم».


مقالات ذات صلة

حريق بمستودع نفط في كورسك الروسية بعد هجوم بمسيرات أوكرانية

أوروبا عمال إطفاء يحاولون إخماد حريق منشأة نفطية في كورسك بعد قصفها من قبل أوكرانيا في 15 فبراير (شباط) 2024 (أ.ف.ب)

حريق بمستودع نفط في كورسك الروسية بعد هجوم بمسيرات أوكرانية

النيران اندلعت في 3 خزانات بمستودع للنفط في المنطقة نتيجة هجوم بطائرات مسيرة شنته أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

محادثات «صريحة ومثمرة» بين وزيري خارجية أميركا والصين

أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات «صريحة ومثمرة» أجراها مع نظيره الصيني، وانغ يي، في لاوس.

«الشرق الأوسط» (فينتيان (لاوس))
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

رأت روسيا أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير خارجيته ديمتري كوليبا حول مفاوضات السلام تنم عن تناقض.

«الشرق الأوسط» (فينتيان (لاوس))
أوروبا القوات الروسية دمرت 7 مسيّرات أوكرانية فوق أراضي مقاطعة ريازان (رويترز)

روسيا: تدمير 21 مسيّرة أوكرانية خلال الليل وصباح اليوم

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (السبت) تدمير 21 طائرة دون طيار أوكرانية خلال ساعات الليل والصباح في عدد من مقاطعات البلاد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (قناة الكرملين عبر «تلغرام»)

الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد

لفت الكرملين النظر إلى أن الحالة الديموغرافية «كارثية على مستقبل الأمة»، في حين عجزت السياسات المختلفة المنفّذة في روسيا منذ ربع قرن عن زيادة معدل المواليد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
TT

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)

اتخذت وكالة الأدوية الأوروبية أمس (الجمعة) قراراً برفض طرح دواء لداء ألزهايمر في الاتحاد الأوروبي يهدف إلى الحد من التدهور المعرفي للمرضى؛ إذ اعتبرت أن هذا العقار المرتقب جداً غير آمن.

ورأت الوكالة الناظمة أن النتائج التي يحققها الدواء المطروح باسم «ليكيمبي» (Leqembi) والمُجاز له في الولايات المتحدة «غير متوازنة مع خطر الآثار الجانبية الخطيرة المرتبطة به»، وأبرزها «احتمال حصول نزف في أدمغة المرضى».

وتوقع الخبراء «خيبة أمل» لدى عدد كبير من المرضى من هذا الرأي الذي تأخذ به عادة المفوضية الأوروبية صاحبة القرار النهائي.

وأكدت شركة الصناعات الدوائية اليابانية «إيساي» (Eisai) التي ابتكرت «ليكيمبي» بالتعاون مع الأميركية «بايوجين» (Biogen) أنها ستتقدم بطلب لـ«إعادة النظر في رأي» وكالة الأدوية الأوروبية، معربةً عن «خيبة أمل شديدة».

ونقل بيان عن المديرة السريرية في «إيساي» لين كرايمر قولها إن «ثمة حاجة كبيرة لا تتم تلبيتها لخيارات علاجية جديدة ومبتكرة تستهدف السبب الكامن وراء تطور المرض».

ورخّصت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في مايو (أيار) 2023 لعقار «ليكيمبي» الذي يشكل ليكانيماب (lecanemab) مكوّنة للمرضى الذين لم يصلوا إلى مرحلة متقدمة من المرض. وأشارت «إيساي» إلى أنه يباع أيضاً في اليابان والصين.

وفشل الباحثون طوال عقود في إحراز تقدّم فعلي في محاربة مرض ألزهايمر الذي يصيب عشرات الملايين من الناس في كل أنحاء العالم.

ويعاني نحو ثمانية ملايين شخص في الاتحاد الأوروبي شكلاً من أشكال الخرف، ويمثل مرض ألزهايمر أكثر من نصف هذه الحالات، وفقاً لموقع «ألزهايمر أوروبا». ولا يتوافر إلى اليوم أي دواء يحقق الشفاء.

أعراض جانبية مثيرة للجدل

ولم يتوصل الطب بعد إلى فهم وافٍ للسبب الدقيق لمرض ألزهايمر، إلّا أن مراقبة أدمغة المرضى تُظهر وجود لويحات أميلويد تتشكل حول الخلايا العصبية وتدمرها على المدى البعيد.

ويؤدي ذلك إلى فقدان الذاكرة الذي يُعدّ أبرز تجليات المرض. وفي المراحل الأخيرة منه، لا يعود المرضى قادرين على القيام بالمهام والأنشطة الحياتية اليومية أو على الانخراط في أحاديث.

ويتيح دواء «ليكيمبي» الذي يؤخَذ عن طريق الوريد مرة كل أسبوعين، تقليل عدد لويحات الأميلويد، وفق ما أظهرت التجارب السريرية. لكن الرأي السلبي لوكالة الأدوية الأوروبية لاحظ «بشكل خاص الظهور المتكرر في الصور الطبية لتشوهات مرتبطة بالأميلويد (...) من بينها تورم ونزف محتمل في أدمغة المرضى».

ورأت اختصاصية التنكس العصبي بجامعة أدنبره البروفيسورة تارا سبايرز جونز أن هذا الرأي الذي أصدرته وكالة الأدوية الأوروبية «سيكون مخيباً لآمال الكثيرين». لكنّها اعتبرت في بيان أن «ثمة أسباباً تدعو إلى الاستمرار في التفاؤل»؛ إذ أظهر ليكانيماب أنه «من الممكن إبطاء تطور المرض». وأضافت: «نحن الآن بحاجة إلى تكثيف جهودنا لاكتشاف أدوية جديدة وأكثر أماناً»، حسبما أفاد تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

«فوارق ثقافية»

أما الأستاذ في مستشفى «يو سي إل» الجامعي في لندن بارت دي ستروبر، فرأى أن قرار وكالة الأدوية الأوروبية «مؤسف ولكنه ليس غير متوقع». واعتبر أن «هذه النتيجة تُظهر التباين الثقافي الكبير في الطريقة التي يُنظر بها إلى المخاطر والابتكار في مختلف المناطق»، ملاحظاً أن «أوروبا تميل إلى النظر لنصف الكوب الفارغ، في حين تنظر دول كالولايات المتحدة والصين واليابان إلى النصف الممتلئ».

وأعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الضوء الأخضر مطلع شهر يوليو (تموز) الفائت لطرح دواء جديد آخر لمرض ألزهايمر توصلت إليه شركة «إلاي ليلي» الأميركية يتوقع أن يبطئ تطور المرض.

وباتت القرارات المتعلقة بالأدوية ضد مرض ألزهايمر تخضع لمراقبة من كثب منذ الجدل في شأن «أدوهيلم» (Aduhelm) الذي جرت الموافقة عليه في يونيو (حزيران) 2021، وابتكرته أيضاً شركتا «إيساي» و«بايوجين» ويستهدف لويحات الأميلويد كذلك.

وكان «أدوهيلم» أول دواء معتمد في الولايات المتحدة ضد المرض منذ عام 2003. إلا أنّ هذا العلاج أحدث جدلاً كبيراً؛ إذ عارضت وكالة الأدوية الأميركية رأي لجنة خبراء اعتبروا أن العلاج لم يثبت فاعليته بشكل كافٍ خلال التجارب السريرية. وقيّدت الوكالة في وقت لاحق استخدامه، حاصرة إياه بالأشخاص الذين يعانون حالات خفيفة من المرض.

وأكّد تقرير للكونغرس الأميركي أخيراً أنّ سعر الدواء مرتفع (56 ألف دولار في السنة)، في حين أعلن نظام التأمين الصحي الفيدرالي «ميديكير» المخصص لكبار السن، أنه لن يغطي تكاليفه إلا إذا أُخذ في إطار تجارب سريرية.