زيلينسكي: «فاغنر» ما زالت في أوكرانيا والجيش مسيطر على الوضع

الرئيس الأوكراني يستبعد أي خطة سلام تحول الحرب في بلاده لصراع مجمّد

رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا (يمين) ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (وسط) مع الرئيس البولندي أندريه دودا في كييف اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا (يمين) ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (وسط) مع الرئيس البولندي أندريه دودا في كييف اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي: «فاغنر» ما زالت في أوكرانيا والجيش مسيطر على الوضع

رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا (يمين) ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (وسط) مع الرئيس البولندي أندريه دودا في كييف اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا (يمين) ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (وسط) مع الرئيس البولندي أندريه دودا في كييف اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء إن بعض أعضاء مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة ما زالوا في أوكرانيا، مضيفاً أن الوضع في شمال البلاد تحت سيطرة الجيش الأوكراني. وأدلى زيلينسكي بتصريحاته بعد يوم من سفر يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة «فاغنر» العسكرية من روسيا إلى منفاه في بيلاروسيا، الجارة الشمالية لأوكرانيا، بعد تمرد لم يكتمل.

يفغيني بريغوجين قائد مجموعة «فاغنر» (أ.ب)

ووصف زيلينسكي القادة السياسيين والعسكريين الروس بأنهم قطّاع طرق، واستبعد أي خطة سلام من شأنها تحويل الحرب في أوكرانيا إلى صراع مجمّد.

وشنت كييف هجوماً مضاداً في محاولة لاستعادة الأراضي المحتلة، لكن القوات الروسية لا تزال تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في شرق وجنوب أوكرانيا.

الوضع في شمال البلاد قريباً من الحدود البيلاروسية تحت سيطرة الجيش الأوكراني (رويترز)

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتز الاشتراكي الديمقراطي: «أعول على الهجوم الكبير، الهجوم المضاد، وكل شيء آخر سيسير من تلقاء نفسه». وأضاف بيستوريوس، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «من المحتمل جداً أن يكون هذا العام عاماً حاسماً، فهذه شهور حاسمة الآن. لهذا السبب خرجت ألمانيا مرة أخرى منذ بضعة أسابيع بحزمة دعم كبيرة بقيمة 2.7 مليار يورو»، مشيراً إلى أن هذا سيدعم أوكرانيا بشكل دائم. وأوضح بيستوريوس أن بلاده تعد حالياً ثاني أقوى داعم لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة.

وذكر زيلينسكي أن أوكرانيا «في طريقها إلى النصر»، وقال إن زعماء روسيا يجب ألا يفلتوا من العدالة بعدما شنوا حرباً على بلاده. وقال زيلينسكي في حديثه إلى البرلمان: «يجب ألا تفلت القيادة السياسية والعسكرية لروسيا الاتحادية من العدالة لمجرد أنه من المفترض أن يتمتعوا بالحصانة مثل قادة الدول». وتابع: «إنهم ليسوا قادة دولة إنهم قطّاع طرق سيطروا على مؤسسات الدولة في روسيا... وبدأوا في إرهاب العالم بأسره». ووصف الرئيس الروسي بأنه يعاني من «الجنون».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخاطب قوات من وزارة الدفاع (أ.ف.ب)

وأشار إلى أنه لا يزال يعارض أي خطة سلام تبقي على المكاسب التي حققتها روسيا على الأرض منذ أن بدأت غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022. وقال، كما نقلت عنه «رويترز»: «أوكرانيا لن توافق على أي شكل من أشكال الصراع المجمّد». ووضع زيلينسكي «صيغة» سلام من 10 نقاط تشمل استعادة وحدة أراضي أوكرانيا، وانسحاب القوات الروسية، واستعادة حدود الدولة الأوكرانية. وتتضمن الخطة العودة إلى حدود أوكرانيا عام 1991 بعد حصولها على الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي السابق، وقال زيلينسكي مراراً إن هذا يجب أن يكون الأساس لأي اقتراح لإنهاء الحرب.

وبدوره، رحب الكرملين الأربعاء بـ«جهود» الفاتيكان بحثاً عن تسوية للنزاع في أوكرانيا، خلال زيارة يقوم بها موفد من البابا فرنسيس سيلتقي مستشار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن موفد البابا من أجل أوكرانيا الكردينال الإيطالي ماتيو زوبي الذي وصل الثلاثاء إلى موسكو سيجري مباحثات مع مستشار الكرملين الدبلوماسي يوري أوشاكوف. وأوضح: «سيبحثان النزاع في أوكرانيا واحتمالات تسوية سلمية»، مضيفاً أن الكرملين «يثمّن كثيراً جهود الفاتكيان ومبادراته بحثاً عن حل سلمي للأزمة الأوكرانية».

وهذه أول زيارة لمسؤول كبير من الفاتيكان إلى موسكو منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. كما سيحضر الموفد قداساً كاثوليكياً مساء الخميس في العاصمة الروسية، وفق ما أوردت أبرشية موسكو. وذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية احتمال عقده لقاءً مع رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، دون الحصول على تأكيد. وأعلن الفاتيكان أن الهدف الرئيسي من زيارة الكردينال المنتمي إلى جماعة سانت إيجيديو التي تقوم بوظيفة القناة الدبلوماسية غير الرسمية للكرسي الرسولي، هو «تشجيع البادرات الإنسانية التي قد تساعد في الدفع باتجاه حل للوضع المأساوي الحالي وإيجاد إمكانية التوصل إلى سلام عادل». وسبق أن زار الكردينال زوبي كييف في الخامس والسادس من يونيو (حزيران).

وأكد زيلينسكي مجدداً رؤيته أن السلام يعني تحرير جميع أراضي أوكرانيا وطرد جميع الجنود والمرتزقة الروس، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء اليوم الأربعاء. وتابع أن فوز أوكرانيا يعني جلب الأمن والسلام والاستقرار في دول مثل مولدوفا وجورجيا وبيلاروس. وحث زيلينسكي حلف شمال الأطلسي (ناتو) على الكف عن «الالتفات» إلى الكرملين، في اتخاذ قرار بشأن عضوية أوكرانيا.

زيلينسكي مع الأمين العام لـ«الناتو» (رويترز)

سيلتقي رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف اليوم الأربعاء لمناقشة جدول أعمال قمة لحلف شمال الأطلسي مع سعي أوكرانيا للانضمام إليه. وكثف زيلينسكي دعواته الثلاثاء من أجل أن تتلقى أوكرانيا «دعوة سياسية» للانضمام إلى الحلف في القمة التي ستستضيفها ليتوانيا يومي 11 و12 يوليو (تموز). وتقترب الدول الأعضاء في الحلف من الاتفاق على اتخاذ خطوات تدريجية لتعزيز العلاقات مع أوكرانيا بحلول موعد قمة فيلنيوس، لكن لا يزال يتعين عليها حل الخلافات حول كيفية التعامل مع رغبة أوكرانيا في نيل العضوية.

وليتوانيا واحدة من أقوى الداعمين لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وتدعو لقبول عضويتها في كلتا الهيئتين. وستشتري ليتوانيا أنظمة الدفاع الجوي (ناسماس) من شركة نرويجية لصالح أوكرانيا. وقال مكتب نوسيدا في بيان إن الرئيسين سيناقشان «جدول أعمال قمة الحلف» والمفاوضات من أجل انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي والدعم الأوروبي لأوكرانيا. وسيتجه نوسيدا بعد ذلك إلى بروكسل لحضور قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يناقش تعزيز التعاون مع دول «الكومنولث»

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله الأمين العام لمنظمة دول الكومنولث البارونة باتريشيا أسكتلند في الرياض (الخارجية السعودية)

وزير الخارجية السعودي يناقش تعزيز التعاون مع دول «الكومنولث»

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأوكراني أندري سيبها، الأحد، العلاقات الثنائية، ومستجدات الأزمة الأوكرانية – الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)

روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين

أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيَّرة، ليل السبت - الأحد، على العاصمة الأوكرانية كييف والبنية التحتية لميناء أوديسا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن - واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

كشف تقرير صحافي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب طلب نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا في عام 2017.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (من حسابه في «إكس»)

رئيس البرلمان التركي: لا مفاوضات لحل أزمة أوكرانيا من دون روسيا

أكد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش ضرورة إدراك أميركا وبعض الدول الأوروبية استحالة نجاح أي مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا من دون روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

زيلينسكي يستعدّ لطرح «خطة النصر» في اجتماع الحلفاء الأسبوع المقبل

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستطرح «خطة النصر» في اجتماع دوري لحلفائها في رامشتاين بألمانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

وزير خارجية البوسنة والهرسك: نسعى للتعاون مع «الناتو» لتدابير أمننا

وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)
TT

وزير خارجية البوسنة والهرسك: نسعى للتعاون مع «الناتو» لتدابير أمننا

وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)

في ظل المخاطر التي تطوِّق بلاده من كل الجوانب، أقر وزير خارجية البوسنة والهرسك ألمدين كوناكوفيتش بسعي بلاده لتعزيز تعاونها مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتفعيل تدابير أمنها الداخلي، بما في ذلك مبادرات الأمن السيبراني وتحديث قطاع الدفاع، مشدداً على ضرورة إيقاف إراقة الدماء التي تُسكب في غزة فوراً.

وقال الوزير في حديث مع «الشرق الأوسط» إن بلاده تأمل الوصول لعضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030؛ «لذا يمكننا أن نقول إن أهدافنا متوافقة لنفس المدى الزمني، مع برامج ومشاريع التعاون مع «رؤية 2030» السعودية.

وزير خارجية البوسنة والهرسك ألمدين كوناكوفيتش (الشرق الأوسط)

ويرى الوزير أن الحرب الروسية ـ الأوكرانية تعيد تشكيل التحالفات العالمية، مبيناً أن بلاده تتعامل بحذر مع التحديات الجيوسياسية المعقدة، كما أقر بأن المخاطر المشتركة مع أوروبا، تتمثل في القضايا الأمنية، واضطرابات سلسلة التوريد والتجارة، والانقسامات السياسية، والتضخم، في وقت تعتمد فيه بلاده بشكل كبير على الطاقة الروسية، خصوصاً الغاز الطبيعي.

وحول سرّ تمسُّك بلاده بالانضمام للاتحاد الأوروبي، قال كوناكوفيتش: «إن الاستقرار والسلام هما المفتاح في طريقنا نحو العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، وهذا هو المكان الذي تركز عليه سياستنا الخارجية، حيث يرتبط تراثنا الغربي والأوروبي بفرص وإمكانات الشراكة مع الشرق»، مشدداً على أن الأولوية للوحدة القائمة، على التنمية الاقتصادية، وتعزيز بيئة أعمال أفضل.

وعن تجاوز بلاده محنة تفويج اللاجئين إلى أوروبا عبر بلاده، قال كوناكوفيتش: «نسعى للتوافق مع أنظمة الاتحاد الأوروبي، وندرك أن قضية الهجرة حساسة للغاية من الناحية السياسية في السياق العالمي؛ لذلك نبذل قصارى جهدنا لتنفيذ التدابير التي تحافظ على كرامة وحقوق الإنسان لأولئك الأكثر ضعفاً».

العلاقات مع السعودية

على صعيد العلاقات السعودية ـ البوسنية، قال كوناكوفيتش: «ممتنون إلى الأبد للدعم السعودي لبلادنا في العقود الثلاثة الماضية، لإعادة البناء بعد العدوان والحرب في أوائل التسعينات، فضلاً عن دعم الرياض الأخير للقرار المتعلق بالإبادة الجماعية في عام 1995 في سربرنيتسا، حيث تجاوز عددهم 8 آلاف معظمهم من النساء والأطفال».

وزير خارجية البوسنة والهرسك ألمدين كوناكوفيتش لدى لقائهما بالرياض في شهر أغسطس 2024 (الشرق الأوسط)

وأضاف: «أعتقد اعتقاداً راسخاً أن هناك مجالاً كبيراً لمواصلة تعزيز التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. وسنظل ممتنين إلى الأبد للدعم والمساعدة اللذين قدمتهما السعودية لبلادنا في العقود الثلاثة الماضية، ما ساعدنا على إعادة بناء البلاد بعد العدوان والحرب في أوائل التسعينات».

ويرى الوزير أن دعم السعودية الأخير لـ«القرار المتعلق بالإبادة الجماعية في سربرنيتسا، وتحديد يوم عالمي للتأمل وإحياء الذكرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضاً أمر نعتز به ونقدره»، بوصفه احتراماً واجباً لضحايا الإبادة الجماعية في عام 1995 الذين تجاوز عددهم 8 آلاف معظمهم من النساء والأطفال.

ووفق كوناكوفيتش، فإن الاستثمارات السعودية بلغت في بلاده 200 مليون يورو بحلول نهاية عام 2023، حيث تشمل أهم الاستثمارات، أول بنك إسلامي في جنوب شرقي أوروبا، وهو بنك البوسنة الدولي (BBI)، مع كون «مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» المساهم الأكبر.

وتشمل الاستثمارات السعودية الأخرى عدداً من المشاريع التي طورتها مجموعة «الشدي»، معظمها في مجال العقارات والضيافة، بينما نفذت شركة جنوب أوروبا للاستثمار استثمارات في كثير من المشاريع العقارية والسياحية، بالإضافة إلى مجموعة «ملاك»، حيث يوجد أكثر من 500 شركة في البلاد مسجَّلة برأس مال سعودي.

ونوه بأن لدى الصندوق السعودي للتنمية كثيراً من المشاريع الجارية في البلاد، بالإضافة إلى الطلبات الجديدة التي ستجري الموافقة عليها قريباً من قبل حكومتنا، مثل مؤسسات البحث والتعليم في سراييفو وبانيالوكا، ومشاريع البنية التحتية والرعاية الصحية في أجزاء مختلفة من البلاد، التي تتجاوز قيمتها 115 مليون يورو، «وتمت مناقشة هذه الشراكة مع الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، سلطان المرشد، ونتوقع أن تنمو أكثر في المستقبل القريب».