قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إنَّ بلادَه ليست مستعدة للتنازل عن الانضمام إلى كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، معتبراً في حوار خصّ به «الشرق الأوسط»، أنَّ التحاق كييف بـ«الناتو» هو «أفضل ضمان أمني لأوكرانيا وأوروبا والفضاء الأوروبي - الأطلسي، وأيضاً لروسيا». وأوضح: «ستكون روسيا على يقين بأنَّ أقوى جيش في أوروبا، وهو الجيش الأوكراني، سيركز حصرياً على الدفاع عن الجناح الشرقي في منطقة الأورو - أطلسي».
ورفض كبير الدبلوماسيين الأوكرانيين الحديث عن تقديم تنازلات أوكرانية كسبيل لإنهاء الحرب، معتبراً هذا الطرح «خاطئاً».
وبينما تشهد الجبهات شرق وجنوب أوكرانيا قتالاً عنيفاً، وصف كوليبا الوضع الميداني بـ«الديناميكي للغاية». كما أكَّد تحرير القوات المسلحة الأوكرانية عدداً من القرى، محذراً من أنَّ الوضع متحرك: «نحن في هجوم مضاد في بعض المناطق، لكن روسيا لا تزال في حالة هجوم في مناطق أخرى. الاختلاف الوحيد هو أنَّه في حين نحرز تقدماً، فإنَّ روسيا لا تتقدم».
ورغم قوة الشراكة الصينية - الروسية، عبّر كوليبا عن ثقته بأنَّ الصين «ليست مهتمة» بانتصار روسيا في الحرب، مؤكداً إدراكها أهمية احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها. أمَّا عن احتمال تدخل بيلاروسيا عسكرياً في أوكرانيا بعد قبولها نشر رؤوس نووية روسية على أراضيها، فاستبعد كوليبا تورّط مينسك في هجوم بالقوات البرية على بلاده في المستقبل القريب.
إلى ذلك، قال كوليبا إنَّ السعودية لعبت «دوراً مفيداً وبنَّاءً للغاية في إحدى عمليات تبادل أسرى الحرب، كما لعبت تركيا والأمم المتحدة دوراً مهماً في إطلاق مبادرة حبوب البحر الأسود ورفع الحصار عن الصادرات الأوكرانية من الحبوب إلى الأسواق العالمية».
وعن المشاركة الأوكرانية في قمة جامعة الدول العربية التي انعقدت في جدة الشهر الماضي، قال كوليبا إنَّ «الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي كرّس جزءاً كبيراً من محادثاته في القمة، وكذلك على هامشها خلال الاجتماعات الثنائية، لصيغة السلام». وتابع: «كان حدثاً مهماً بالنسبة لنا، وفرصة مهمة؛ لأنه يتوافق تماماً مع سياستنا المتمثلة في التواصل مع كل منطقة وكل بلد، والتحدث وجهاً لوجه، وشرح ما نناضل من أجله».