توجيه تهم الشروع بالقتل لمجرم «آنسي» ووضعه في الحبس الاحتياطي

غموض دوافع القتل لدى اللاجئ السوري... وتخصيص قاضيين ومائة محقق لجلاء أسراره

باقات ورد في مكان طعن الأطفال في «آنسي» السبت (إ.ب.أ)
باقات ورد في مكان طعن الأطفال في «آنسي» السبت (إ.ب.أ)
TT

توجيه تهم الشروع بالقتل لمجرم «آنسي» ووضعه في الحبس الاحتياطي

باقات ورد في مكان طعن الأطفال في «آنسي» السبت (إ.ب.أ)
باقات ورد في مكان طعن الأطفال في «آنسي» السبت (إ.ب.أ)

حتى صباح الخميس الماضي، كانت مدينة «آنسي» وبحيرتها الجميلة مقصداً يرتاده الباحثون عن الراحة والجمال الطبيعي الذي يمزج بريق المياه الزرقاء والباردة باخضرار التلال المحيطة، وفي البعيد تظهر بعض جبال الألب. وتقارن المدينة الوادعة بمدينة البندقية الإيطالية وتسمى «بندقية جبال الألب». وغير بعيد عن البحيرة التي يطل عليها حصن قديم حوّل إلى متحف تاريخي ومنه يتمتع النظر بالبحيرة من جهة وبسطوح المدينة من جهة أخرى، تقع «حديقة أوروبا» التي تحبها الأمهات بشكل خاص؛ لأنها تحتضن ملاعب للأطفال والصغار ومنها تنبثق بهجة الحياة. إلا أن «عبد المسيح هاء»، اللاجئ السوري إلى السويد منذ عام 2013، ارتكب، صبيحة ذاك اليوم، جريمة لا يعقلها عاقل ويصعب تفسيرها. إذ امتشق سكينه وهاجم مجموعة من الأطفال بلا سبب واضح. ووفق التصريحات، التي أدلت بها ظهر السبت، لين بونيه ماتيس، المدعية العامة في مدينة آنسي، فإنه طعن الأطفال الأربعة، وهم فرنسيان وهولندي وبريطاني، 11 طعنة، بينها لرضيع عمره 22 شهراً وأكبرهم في الثالث من سنواته أي بعمر طفلته التي تركها مع أمها السويدية التي تزوجها ورفضت اللحاق به إلى فرنسا. ولم يكتف عبد المسيح الذي صاح قبل مباشرة فعلته الشنيعة قائلاً بالإنجليزية: «باسم المسيح»، باستهداف الأطفال الأربعة بل طعن رجلين، الأول يبلغ من العمر 78 عاماً والثاني 70 عاماً. وجروح الأول جاءت طفيفة ولم يدخل إلى المستشفى. لكن الثاني كان أقل حظاً إذ أصيب إصابة بالغة وكان بين الحياة والموت، ومصيبته أنه أصيب أيضاً برصاص رجال الشرطة الذين حاولوا إيقاف الجاني بإطلاق النار عليه. وفتح تحقيق لمعرفة ظروف إصابة هذه الضحية بالرصاص. وتفيد المعلومات المتوافرة بأن حياته لم تعد في خطر وهي أيضا حال الأطفال الأربعة، بمن فيهم الطفل الهولندي الذي نقل إلى مستشفى في جنيف الواقعة على بعد 30 كيلومتراً من «آنسي». حتى اليوم، ما زالت جريمة عبد المسيح لغزاً دفيناً. فطيلة الساعات الـ48 التي أمضاها في نظارة الشرطة عقب فتح تحقيق قضائي بحقه، التزم الجاني الصمت المطبق. وأفادت المدعية العامة بأنه رفض النطق، وكان مكثراً في الحراك أو منطوياً على نفسه. والتزم الجاني الصمت أمام الشرطة القضائية، وكذلك أمام القاضيين اللذين كلفا بملفه. وبيّن الفحص النفسي، الذي أخضع له في اليوم الثاني من توقيفه على يدي رجال الشرطة التي لا يبعد مقرها عن موقع الجريمة سوى 200 متر، أنه يتمتع بقواه العقلية وقابل للاستجواب ولم يتصرف تحت تأثير الكحول أو المخدرات. وأكدت المدعية العامة أن الجاني سيخضع مجدداً لفحوص نفسية للتأكد من امتلاكه كامل قواه العقلية، وأنه لم يصب بلوثة جنون حين قيامه بجريمته.

لين بونيه ماتيس، المدعية العامة في مدينة آنسي، وبجانبها رئيس الشرطة داميان ديلابي في مؤتمر صحافي السبت (د.ب.أ)

وقال أحد المحامين المتخصصين بهذا النوع من الجرائم إنه إذا ثبت فقدان بصيرته، فإن الأمور يمكن أن تأخذ مساراً مختلفاً بمعنى انعدام المسؤولية. والثابت منذ اليوم الأول أن جريمة «آنسي» ليست عملاً إرهابياً. في المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس واكتفت بتلاوة ورقة مكتوبة رافضة الإجابة عن أسئلة الصحافيين، أكدت المدعية العامة وضع «عبد المسيح هاء» قيد «الاحتجاز الاحتياطي». وأفادت بأنه تم تعيين قاضيين محققين لمتابعة التحقيق، ورصد ما لا يقل عن 100 محقق من الشرطة القضائية لمحاولة فك لغز الجاني. وتراهن باريس على التعاون القضائي مع دول الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً مع السويد للتوصل إلى فك أسرار لغز من خارج المألوف. وتجدر الإشارة إلى أن العمليات الإرهابية التي حصلت في فرنسا في السنوات العشر الماضية، قام بها متطرفون إسلاميون إما بدفع وتخطيط خارجي وإما على أيدي من يسمون «الذئاب المنفردة»، وكانت ذات أهداف سياسية. والحال أن جريمة «آنسي» لا تدخل في هذا السياق؛ أولاً لأن الجاني ليس متطرفاً إسلاموياً، وثانياً لأن ضحاياه أطفال رضع ورجلان متقدمان في السن، وثالثاً لأنه لا هدف واضحاً لفعلته الآثمة. وأوضحت المدعية العامة أن الجاني كان يحمل صليباً على صدره وفي جيبه صور قديسين، وقد استخدم في عمليته سكيناً يمكن طيها وهي بنصل من 10 سنتيمترات. ووجهت للجاني رسمياً الجمعة تهم «الشروع بالقتل» و«استخدام سلاح لمقاومة عملية توقيفه من قبل رجال الأمن». وبيّنت مقاطع فيديو بثتها القناة الإخبارية «بي إف إم» الفرنسية، عملية نقل الجاني من مقر الشرطة إلى مقر المدعية العامة. وسيكون للشرطة القضائية التي ستعمل تحت إشراف القاضيين المعينين مهمة فك طلاسم هذا الغز، بالتركيز على مسار الجاني منذ خروجه من سوريا وحتى ارتكابه جريمته. الثابت حتى اليوم أن «عبد المسيح هاء» الذي لم تكشف هويته الكاملة، مولود في عام 1991. وقد ترك سوريا في عام 2011، أي منذ بداية الأحداث، فعبر منها إلى تركيا ثم إلى اليونان وبعدها باتجاه وسط أوروبا، وحط رحاله بعد عامين في عام 2013 في السويد. وفي السويد المعروفة بتقبلها للاجئين خصوصاً الذين يعانون من الاضطهاد في بلدانهم، منحته الحكومة حق اللجوء ككثير من السوريين والعراقيين والأفغان. ولا يبدو أن الجاني كان يعاني بشكل خاص من وجوده في السويد، حيث أقام 10 سنوات؛ إذ إنه تزوج هناك من سويدية وأنجب منها طفلة عمرها اليوم 3 سنوات. إلا أنه طلّقها لاحقاً لأنها رفضت اللحاق به إلى فرنسا. وبحسب ما أفادت به، فإنه ترك السويد لأنه لم ينجح في الحصول على جنسيتها، الأمر الذي دفعه للتوجه إلى فرنسا التي وصلها بشكل قانوني في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. وسارع في 28 من الشهر نفسه إلى تقديم طلب لجوء. بيد أن حظه في الحصول على صفة لاجئ في فرنسا كان معدوماً مسبقاً؛ لأن الاتفاقيات الأوروبية تمنع اللاجئ من طلب اللجوء إذا كان معترفاً به كلاجئ في بلد آخر باستثناء حالات خاصة لا تنطبق عليه. وفي أبريل (نيسان) الماضي، رفض طلبه ولم يبلغ بالرفض إلا في الرابع من يونيو (حزيران)، أي قبل 4 أيام من ارتكابه جريمته.

وقالت مطلقته إنه أبلغها، بمناسبة اتصال بينهما، أنه يعيش في كنيسة في «آنسي». وحتى توافر المزيد من المعلومات، فإن السؤال يتناول اختياره هذه المدينة بالذات ليحط فيها رحاله وليعيش، وفق شهادات عدد من سكانها الذين تعرفوا على صورته، متنقلاً بين أسواقها وحدائقها. وتبيّن مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجلاً ملتحياً قوي البنية، يضع نظارات سوداء اللون ويرتدي «حطة» زرقاء اللون ومرقطة تشبه الكوفية، ومرتدياً سروالاً قصيراً وبيده سكين يظهر نصلها بوضوح وهو في وضع المتأهب للانقضاض على ضحاياه.

وثمة مناطق ظل كثيرة يتعين جلاؤها قبل أن تعرف الشخصية الغامضة لهذا الرجل.


مقالات ذات صلة

ميلوني تناقش في تونس ملف الهجرة الشائك

شمال افريقيا ميلوني (أقصى اليمين) وسعيد ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته في قرطاج يونيو الماضي (أ.ف.ب)

ميلوني تناقش في تونس ملف الهجرة الشائك

تترقب تونس زيارة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، الأربعاء المقبل، حيث سيكون على رأس اهتماماتها ملف الهجرة غير الشرعية المنطلقة من تونس.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجيش يوقف تجار مخدرات (وزارة الدفاع)

الأمن الجزائري يوقف المئات من الأشخاص بين مهربين ومهاجرين

بينما اعتقلت وحدات من الجيش 833 شخصاً بين مهربين غير شرعيين، في عمليات متفرقة، صرَح قائد الجيش سلاح الدرك «دعامة أساسية» في خطة محاربة الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من عملية لإنقاذ مهاجرين في سواحل تونس (رويترز)

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين قبالة سواحلها خلال أسبوع

أعلنت الإدارة العامة للحرس الوطني في تونس، اليوم الثلاثاء، انتشال جثة لمهاجر غير شرعي قبالة سواحل البلاد، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي إلى 14 جثة خلال أسبوع.

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم أفراد من الروهينغا ينزلون من قاربهم في شمال آتشيه بإندونيسيا (أ.ب)

الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي

كشفت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم (الثلاثاء)، عن أن ما لا يقل عن 63 ألفاً و285 شخصاً هلكوا أو اختفوا على طرق الهجرة حول العالم بين 2014 وو2023.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الولايات المتحدة​ الحاكم غريغ أبوت يوقّع 3 مشاريع قوانين في موقع بناء الجدار الحدودي في براونزفيل بتكساس (أ.ب)

حاكم تكساس يوقّع قانوناً يسمح باعتقال وترحيل مهاجرين

وقّع حاكم تكساس، أمس (الاثنين)، قانوناً يسمح لشرطة الولاية باعتقال وترحيل مهاجرين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني من المكسيك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لإعادة النظر في خطتها لترحيل لاجئين إلى رواندا

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يتحدث بجوار وزير الدفاع غرانت شابس ونائب رئيس الوزراء أوليفر دودن خلال اجتماع لجنة عمليات الهجرة غير الشرعية في داونينغ ستريت في لندن (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يتحدث بجوار وزير الدفاع غرانت شابس ونائب رئيس الوزراء أوليفر دودن خلال اجتماع لجنة عمليات الهجرة غير الشرعية في داونينغ ستريت في لندن (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لإعادة النظر في خطتها لترحيل لاجئين إلى رواندا

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يتحدث بجوار وزير الدفاع غرانت شابس ونائب رئيس الوزراء أوليفر دودن خلال اجتماع لجنة عمليات الهجرة غير الشرعية في داونينغ ستريت في لندن (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يتحدث بجوار وزير الدفاع غرانت شابس ونائب رئيس الوزراء أوليفر دودن خلال اجتماع لجنة عمليات الهجرة غير الشرعية في داونينغ ستريت في لندن (أ.ب)

بعد إقرار البرلمان البريطاني ليل الاثنين-الثلاثاء مشروع قانون مثيراً للجدل يتيح للحكومة أن ترحل إلى رواندا طالبي لجوء وصلوا إلى المملكة المتحدة بطريقة غير نظامية، توالت الدعوات الدولية لإعادة النظر بالقرار.

وحث اثنان من كبار مسؤولي الأمم المتحدة، هما فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، اليوم (الثلاثاء)، المملكة المتحدة على إعادة النظر في خطتها لنقل طالبي لجوء إلى رواندا، وحذرا من أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير ضار على حقوق الإنسان، وحماية اللاجئين.

وفي بيان مشترك، طلبا من المملكة المتحدة اتخاذ تدابير عملية للتعامل مع التدفقات غير النظامية للمهاجرين واللاجئين بدلاً من نقلهم.

بدورها، دانت جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان اليوم خطة الحكومة البريطانية، ووصفتها بأنها «انتهاك للقانون الدولي»، بحسب وكالة أنباء «بي إيه ميديا» البريطانية.

مهاجرون حاولوا عبور القناة الإنجليزية من فرنسا بعد وصولهم إلى مارينا في دوفر جنوب شرقي إنجلترا في 17 يناير (أ.ف.ب)

وانتقدت جماعة «التحرر من التعذيب» الخيرية، إلى جانب منظمة العفو الدولية ومؤسسة «ليبرتي»، الحكومة البريطانية بسبب تجاهلها للنتائج التي توصلت إليها المحكمة العليا، والتي كانت قد قضت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعدم قانونية هذه السياسة.

وقالت الجماعات الحقوقية إن مشروع القانون يشكل «تهديداً كبيراً لسيادة القانون»، من خلال تقويض ما يحمي الأفراد من سوء استغلال الدولة للسلطة، ووصفت البرلمان بأنه «مسرح الجريمة».

بدوره، دعا مجلس أوروبا بريطانيا إلى العودة عن القرار.

في وقت مبكر من صباح اليوم، وبعد نشوب العديد من الخلافات التي أدت إلى حدوث سجال طويل، وافق البرلمان أخيراً على «مشروع قانون سلامة رواندا» (للجوء والهجرة).

وتعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمس الاثنين بالبدء في إرسال طالبي لجوء إلى رواندا في غضون 10 إلى 12 أسبوعاً بعدما أقر البرلمان تشريعاً تأجل لأسابيع بسبب محاولات لتعديله.

ويجبر مشروع القانون الجديد القضاة على اعتبار الدولة الواقعة في شرق أفريقيا بلداً ثالثاً آمنا، ويمنح الوزراء صلاحية التغاضي عن أجزاء من القانون الدولي، وقانون حقوق الإنسان البريطاني، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويعد التشريع بمثابة رد لسوناك على الحكم الصادر عن المحكمة العليا في المملكة المتحدة العام الماضي، ومفاده بأن إرسال المهاجرين إلى رواندا مخالف للقانون الدولي.

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يتحدث بجوار وزير الدفاع غرانت شابس ونائب رئيس الوزراء أوليفر دودن خلال اجتماع لجنة عمليات الهجرة غير الشرعية في داونينغ ستريت في لندن (أ.ب)

وقال سوناك للصحافيين: «فاض الكيل. لا مماطلة، ولا تأجيل بعد الآن»، وتوقع مغادرة «عدة» رحلات شهرياً خلال الصيف.


سوناك يعلن من بولندا اليوم عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (إ.ب.أ)
TT

سوناك يعلن من بولندا اليوم عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (إ.ب.أ)

يزور رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اليوم (الثلاثاء) بولندا، حيث سيعلن عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني لتمكينها من التصدّي للغزو الروسي، بحسب ما أعلن لندن مساء الاثنين، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال داونينغ ستريت في بيان إنّ سوناك سيلتقي في وارسو كلاً من نظيره البولندي دونالد توسك، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، وسيبحث معهما خصوصاً الملف الأوكراني، وعلى نطاق أوسع الأمن الأوروبي.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تناشد فيه كييف حلفاءها زيادة مساعداتهم العسكرية لها، ولا سيّما من خلال إمدادها بالذخيرة اللازمة لصدّ الهجمات الروسية.

وبعد مفاوضات طويلة وشاقّة، صوّت مجلس النواب الأميركي السبت على حزمة مساعدات ضخمة لكييف بقيمة 61 مليار دولار.

ونقل بيان داونينغ ستريت عن سوناك قوله إنّ «الدفاع عن أوكرانيا في مواجهة الطموحات الوحشية الروسية هو أمر حيوي لأمننا، ولأوروبا بأسرها».

وحذّر رئيس الوزراء البريطاني من أنّه إذا انتصر بوتين «في هذه الحرب العدوانية، فهو لن يتوقف عند الحدود البولندية».

وأوضح بيان رئاسة الوزراء البريطانية أنّ سوناك سيعلن خلال زيارته إلى بولندا عن «زيادة ضخمة» في الدعم البريطاني لأوكرانيا، بما في ذلك مساعدات عسكرية إضافية بقيمة نصف مليار جنيه إسترليني و«أضخم كمية معدّات حيوية نسلّمها» إلى كييف.

وهذه المساهمة الجديدة من المملكة المتّحدة، وهي أساساً إحدى الدول الرئيسية في تقديم مساعدات لأوكرانيا، ترفع الدعم العسكري البريطاني لكييف إلى ثلاثة مليارات جنيه إسترليني للعام 2024 - 2025/2025، بحسب داونينغ ستريت.

وسيتم استخدام هذه المساعدات «لكي يتم سريعاً توفير الذخيرة» التي تحتاج إليها أوكرانيا «بشكل عاجل»، بالإضافة إلى طائرات من دون طيار سيتمّ شراؤها من المملكة المتحدة، ودعم فني.

ومن المفترض بالعتاد الذي سترسله وزارة الدفاع البريطانية إلى أوكرانيا أن يساعد كييف في «صدّ الغزو الروسي برّاً وبحراً وجواً».

وتشمل هذه المساعدات 60 زورقاً، وأكثر من 1600 صاروخ، بينها خصوصاً صواريخ للدفاع الجوي، وصواريخ كروز من طراز ستورم شادو.

كما تشتمل المساعدات على ما يقرب من أربعة ملايين طلقة ذخيرة من أعيرة صغيرة. وفي بيانه شدّد داونينغ ستريت على أنّ أوكرانيا «تواجه تهديداً وجودياً، حيث تواصل روسيا غزوها الهمجي، مما يعرّض أمن واستقرار أوروبا بأسرها للخطر».

من جهة أخرى، سيناقش سوناك مع توسك «تعميق» العلاقات الثنائية بين البلدين.

ومن المقرر أن ينتقل رئيس الحكومة البريطانية بعد ذلك إلى برلين، حيث سيلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس.


أوكرانيا تدمر 15 مسيرة أطلقتها روسيا... وإصابة 9 في أوديسا

صاروخ إسكندر على عربة إطلاق خلال المنتدى العسكري الدولي خارج موسكو عام 2022 (رويترز)
صاروخ إسكندر على عربة إطلاق خلال المنتدى العسكري الدولي خارج موسكو عام 2022 (رويترز)
TT

أوكرانيا تدمر 15 مسيرة أطلقتها روسيا... وإصابة 9 في أوديسا

صاروخ إسكندر على عربة إطلاق خلال المنتدى العسكري الدولي خارج موسكو عام 2022 (رويترز)
صاروخ إسكندر على عربة إطلاق خلال المنتدى العسكري الدولي خارج موسكو عام 2022 (رويترز)

أعلن مسؤولون عسكريون أوكرانيون في وقت مبكر من اليوم (الثلاثاء)، أن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة على أوكرانيا بما في ذلك العاصمة كييف، مما أدى إلى إصابة تسعة أشخاص في ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود بينهم أربعة أطفال، بحسب «رويترز».

وقال حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر عبر تطبيق «تلغرام»، إن الأطفال المصابين، ومن بينهم رضيعان، نقلوا إلى المستشفى بالإضافة إلى ثلاثة من البالغين المصابين.

وأضاف أن مباني سكنية عدة في المدينة تضررت واشتعلت فيها النيران. وأضافت إدارة المدينة أن ما لا يقل عن 14 شقة لحقت بها أضرار.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت ما مجموعه 16 طائرة مسيرة هجومية على أوكرانيا، فضلاً عن صاروخين باليستيين قصيري المدى من طراز إسكندر.

وذكرت القوات الجوية على «تلغرام» أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 15 طائرة مسيرة فوق منطقتي أوديسا وميكوليف بجنوب أوكرانيا ومنطقة تشيركاسي بوسط البلاد ومنطقة العاصمة كييف، لكنها لم تفصح عن مصير الصاروخين.

وقال سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة على تطبيق «تلغرام» إنه تم تدمير جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا على كييف، مضيفاً أنه لم ترد تقارير عن وقوع أضرار أو إصابات نتيجة الهجوم.

وصرح حاكم ميكولايف فيتالي كيم على تطبيق تلغرام أيضاً، إن حطام طائرة مسيرة ألحق أضراراً بمبنى بنية تحتية تجارية.


برلمان بريطانيا يقرّ قانوناً مثيراً للجدل يتيح ترحيل المهاجرين إلى رواندا

مشروع القانون المثير للجدل يتيح للحكومة أن ترحلّ إلى رواندا طالبي لجوء وصلوا بطريقة غير نظامية (أ.ف.ب)
مشروع القانون المثير للجدل يتيح للحكومة أن ترحلّ إلى رواندا طالبي لجوء وصلوا بطريقة غير نظامية (أ.ف.ب)
TT

برلمان بريطانيا يقرّ قانوناً مثيراً للجدل يتيح ترحيل المهاجرين إلى رواندا

مشروع القانون المثير للجدل يتيح للحكومة أن ترحلّ إلى رواندا طالبي لجوء وصلوا بطريقة غير نظامية (أ.ف.ب)
مشروع القانون المثير للجدل يتيح للحكومة أن ترحلّ إلى رواندا طالبي لجوء وصلوا بطريقة غير نظامية (أ.ف.ب)

أقرّ البرلمان البريطاني، ليل الاثنين-الثلاثاء، مشروع قانون مثيراً للجدل يتيح للحكومة أن ترحلّ إلى رواندا طالبي لجوء وصلوا إلى المملكة المتحدة بطريقة غير نظامية.

وبعدما أعاد أعضاء مجلس اللوردات إلى مجلس العموم مشروع القانون لتعديله المرة تلو الأخرى، وافق هؤلاء اللوردات في نهاية المطاف على عدم إدخال أيّ تعديلات إضافية إلى النصّ، ممّا أتاح إقراره، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وبإقراره في البرلمان بمجلسيه، سيدخل مشروع القانون حيّز التنفيذ حالما يصادق عليه الملك.

وسعى رئيس الوزراء ريشي سوناك وحزب المحافظين الحاكم إلى تمرير هذا النصّ لإجبار القضاة على اعتبار رواندا الواقعة في شرق أفريقيا دولة ثالثة آمنة.

وتتعرّض حكومة سوناك لضغوط متزايدة لخفض الأعداد القياسية لطالبي اللجوء الذين يعبرون بحر المانش انطلاقاً من السواحل الفرنسية على متن قوارب صغيرة.

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الاتفاق مع رواندا (أ.ف.ب)

ويمنح التشريع الجديد الوزراء صلاحية التغاضي عن أجزاء من القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان البريطاني.

ولجأ سوناك لإقرار هذا التشريع ردّاً على حكم أصدرته المحكمة العليا العام الماضي واعتبرت فيه أنّ إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا مخالف للقانون الدولي.

وتفيد تقديرات بأنّ ترحيل أول 300 مهاجر سيكلّف المملكة المتحدة 540 مليون جنيه إسترليني (665 مليون دولار) أي ما يعادل حوالي مليوني جنيه إسترليني لكل شخص.

وأكد سوناك أنّ الحكومة جهّزت مطاراً وحجزت طائرات تجارية مستأجرة للرحلة الأولى.

وتعهّد رئيس الوزراء أن تنظّم الحكومة رحلات بشكل دوري لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا خلال الصيف وبعده «إلى أن تتوقف القوارب» التي تصل إلى المملكة المتحدة وعلى متنها طالبي لجوء.


كييف: نحو 25 ألف جندي روسي يحاولون اقتحام منطقة استراتيجية بشرق أوكرانيا

تسيطر أوكرانيا على تشاسيف يار الواقعة على أرض استراتيجية مرتفعة في منطقة دونيتسك (أ. ب)
تسيطر أوكرانيا على تشاسيف يار الواقعة على أرض استراتيجية مرتفعة في منطقة دونيتسك (أ. ب)
TT

كييف: نحو 25 ألف جندي روسي يحاولون اقتحام منطقة استراتيجية بشرق أوكرانيا

تسيطر أوكرانيا على تشاسيف يار الواقعة على أرض استراتيجية مرتفعة في منطقة دونيتسك (أ. ب)
تسيطر أوكرانيا على تشاسيف يار الواقعة على أرض استراتيجية مرتفعة في منطقة دونيتسك (أ. ب)

قال الجيش الأوكراني، اليوم (الاثنين)، إن روسيا لديها ما بين 20 و25 ألف جندي يحاولون اقتحام بلدة تشاسيف يار بشرق أوكرانيا والقرى المحيطة بها ووصف الوضع في المنطقة بأنه صعب.

وبحسب «رويترز»، تسيطر أوكرانيا على كل تشاسيف يار الواقعة على أرض استراتيجية مرتفعة في منطقة دونيتسك المحتلة جزئياً، لكن القيادة العسكرية في كييف قالت إن روسيا تريد السيطرة على البلدة بحلول التاسع من مايو (أيار) الذي يصادف ذكرى يوم النصر السوفياتي في الحرب العالمية الثانية.

وقال نزار فولوشين، المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية: «الوضع حول البلدة صعب لكنه تحت السيطرة... مدافعونا يتلقون تعزيزات ويعملون على استقرار الخط».

وأضاف، في تصريحات أذاعتها قناة «سوسبيلن» العامة: «هناك ما بين 20 و25 ألف جندي روسي يحاولون اقتحام تشاسيف يار وأطراف التجمعات السكانية القريبة منه».

وسيؤدي الاستيلاء على تشاسيف يار إلى وجود روسيا على مقربة من مدينتين مهمتين استراتيجياً خاضعتين للسيطرة الأوكرانية، وهما كراماتورسك وسلوفيانسك.

وبدأت روسيا بالفعل تتقدم ببطء لكن من المتوقع أن تصل المساعدة العسكرية الأميركية التي طال انتظارها إلى أوكرانيا لتخفيف النقص الحاد في الذخيرة في غضون أيام بعد الموافقة النهائية المتوقعة هذا الأسبوع.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي عبر تطبيق «تلغرام»: «الأمر صعب على جنودنا، لكن تلقي المساعدة اللازمة سيوازن الوضع».


الرئيس الأوكراني: كييف وواشنطن «بدأتا العمل على اتفاق أمني»

الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (رويترز)
TT

الرئيس الأوكراني: كييف وواشنطن «بدأتا العمل على اتفاق أمني»

الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (رويترز)

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جو بايدن، أن البلدين «باشرا العمل على اتفاق أمني» ثنائي.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية إن «فريقينا - أوكرانيا والولايات المتحدة - باشرا العمل على اتفاق أمني ثنائي»، مؤكداً أيضا أن كييف وواشنطن احرزتا تقدما في شأن تسليم أوكرانيا صواريخ أميركية بعيدة المدى من طراز «اتاكمز».

ووعد الرئيس الأميركي، الاثنين، في اتصال هاتفي مع زيلينسكي، بأن يرسل إليه «سريعاً» مساعدات عسكرية «مهمة»، ما أن يصادق الكونغرس الأميركي نهائياً على رزمة مساعدات لكييف بقيمة 61 مليار دولار.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الولايات المتحدة «ستقدم سريعاً مساعدات عسكرية جديدة مهمة لتلبية الحاجات الملحة لأوكرانيا في ساحة المعركة وعلى صعيد الدفاع الجوي».

وجاء في منشور سابق للرئيس الأوكراني على منصة إكس "أنا ممتن لجو بايدن لدعمه الراسخ لاوكرانيا ولقيادته العالمية الفعلية".وأشار إلى أن نظيره الاميركي أكد له أن رزمة المساعدات الجديدة ستكون "سريعة وقوية وستعزز قدراتنا على الصعيد الدفاع الجوي والبعيد المدى والمدفعية".

وأجرى الرئيس الأميركي أيضا محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، وفق البيت الأبيض، وقد توافقا على الأهمية "الحيوية" لمواصلة دعم أوكرانيا.

وأكد الأوروبيون الإثنين أنهم سيواصلون تقديم الدعم لكييف، إنما من دون الإعلان عن تدابير ملموسة في حين يطالب الأوكرانيون بتزويدهم بطاريات للدفاع الجوي.

والسبت أقر مجلس النواب الأميركي رزمة ضخمة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا كان بايدن يحضّ منذ أشهر على تمريرها.

ويعاني الجيش الأوكراني من نقص كبير في الذخيرة ما يضعف وضعيته في مواجهة القوات الروسية في الشرق.ويتوقّع أن يتبنى مجلس الشيوخ الأميركي رزمة المساعدات الجديدة سريعا، وربما خلال الأسبوع الجاري.


المسيّرات البحرية الأوكرانية تصنع الفرق ضد الأسطول الروسي

مسيّرة تقترب من سفينة روسية كبيرة في البحر الأسود (أ.ب)
مسيّرة تقترب من سفينة روسية كبيرة في البحر الأسود (أ.ب)
TT

المسيّرات البحرية الأوكرانية تصنع الفرق ضد الأسطول الروسي

مسيّرة تقترب من سفينة روسية كبيرة في البحر الأسود (أ.ب)
مسيّرة تقترب من سفينة روسية كبيرة في البحر الأسود (أ.ب)

في مياه بُحيرة هادئة يسير قارب صغير غريب ذهاباً وإياباً، إنه إحدى المسيّرات البحرية الأوكرانية التي مكنت كييف من إلحاق خسائر بالأسطول الروسي في البحر الأسود رغم أنها لا تملك سفناً حربية.

على ضفة البحيرة، يقف جندي أمام علبة سوداء كبيرة، ويتلاعب بمقود للتحكم بأطراف أصابعه فيجعل القارب يتمايل بعنف.

ويُجري الجندي واسمه الحربي «13» تدريباً على مسيّرة بحرية أوكرانية الصنع من طراز «ماغورا في (5 Magura V5)»، دعت القوات الأوكرانية «وكالة الصحافة الفرنسية» لمتابعتها في مكان سري.

ويوجّه الرجل الملثّم الوحدة التي تحمل أيضاً اسم «13»، وتقود مسيّرات «ماغورا» لصالح الاستخبارات العسكرية الأوكرانية. والوحدة معروفة بعملياتها الجريئة ضد روسيا التي غالباً ما يجري تنفيذها باستخدام مسيّرات جوية أو بحرية.

وعندما يضغط الجندي على دواسة وقود المسيّرة، تظهر ابتسامة من تحت المنديل العسكري الذي يغطي وجهه. وأوضح أن «سرعتها تصل إلى 80 كيلومتراً/ ساعة ويمكنها حمل رأس حربي بوزن 320 كيلوغراماً» من المتفجرات.

بهذا النوع من الآلات الصغيرة التي يبلغ طولها 5 أمتار، حقّق الجندي «13» انتصاراً هزت الأسطول الروسي القوي في البحر الأسود.

سفن روسية بالقرب من ميناء سيفاستوبول (أرشيفية - رويترز)

وهذا هو النجاح الكبير الوحيد للجيش الأوكراني منذ نهاية عام 2022؛ إذ فشل الهجوم المضاد الكبير الذي شنه في الصيف الماضي. وتواجه قوات كييف حالياً صعوبة في صدّ تقدّم قوات موسكو في شرق البلاد.

وأكدت كييف أنها دمرت نحو 30 في المائة من السفن الحربية الروسية بواسطة مسيّرات «ماغورا» البحرية المحمّلة متفجرات، وبينها سفينة «سيرغي كوتوف» للدوريات البحرية الروسية في 5 مارس (آذار)، وزورق إيفانوفيتس لإطلاق الصواريخ في 1 فبراير (شباط)، وسفينة الإنزال الكبيرة سيزار كونيكوف بعد 13 يوماً قبالة ساحل شبه جزيرة القرم.

ودفعت سلسلة النجاحات الأوكرانية في البحر السفن الروسية للتراجع نحو موانئ شرقاً ونحو البحر الأبيض المتوسط، وفق البحرية الأوكرانية.

وقال «13» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بعدد قليل من المسيّرات البحرية، تمكنا من شلّ أسطول العدو».

وأضاف: «إذا عاينتم خريطةً للبحر الأسود اليوم، فلن تروا سفينةً حربية روسية واحدة هناك».

وشتّت وجود الصحافيين انتباه الجندي فنسي آلته التي تقدمت بهدوء واصطدمت بضفة البحيرة، فهُرع لقيادتها مجدداً، وقال: «كان عليكم لفت انتباهي! إنها آلية هشة! ويمكن أن تتضرر جراء الصخور».

صنع مسيرة من طراز «ماغورا في 5» سهل وغير مكلف، وهي مجهزة بمحرّك مماثل لذلك الموجود في الدراجات المائية «جت سكي» وبهيكل من الألومنيوم.

وقال «13» ساخراً: «بالمقارنة مع سعر سفينة حربية، يمكننا القول إن المسيّرة مجانية».

كذلك أكد المتخصص في شؤون أوروبا الشرقية في جامعة غلاسغوحسين علييف ذلك في حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» قائلاً إنه مقارنة بالسفن الروسية، فإن المسيّرات «لا تكلف شيئاً». ولفت إلى أنه «وضع غير عادي إلى حد كبير لم يحدث مطلقاً» في صراع آخر.

ورأى علييف أنّ عدد المسيّرات المشاركة في العمليات البرية والبحرية زاد «بشكل لا يصدق» خلال عامين من الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأضاف قائلاً: «إنه على الأرجح السلاح رقم واحد في أيامنا هذه، وهو أكثر أهمية من المدفعية والمركبات المدرّعة».

وتحدّث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخراً عن مسيرات «ماغورا في 5» قائلاً إنه باستخدام هذا النوع من المعدات «تدرك روسيا أن للعدوان (على أوكرانيا) ثمناً حقاً».

ووقّع زيلينسكي في فبراير إنشاء قوة منفصلة للمسيّرات داخل الجيش الأوكراني.

ورأى حسين علييف أنّ تطوير المسيّرات البحرية أعطى أوكرانيا «ميزة هائلة» في هذا المجال، وخبرة «لا تملكها أي دولة أخرى».

وتشمل ترسانة كييف مجموعة كبيرة من الآليات المسيّرة، مثل الغواصات أو حتى القوارب المطاطية التي تستخدمها أجهزة الأمن الأوكرانية، خصوصاً لاستهداف جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا بالبر الرئيسي الروسي.

وقال الجندي «13»: «نحن لا نعتمد على أحد، ولم يقم أحد غيرنا بإغراق هذا العدد الكبير من السفن».

وأكد أن الروس يحاولون إيجاد حلول لمواجهة المسيّرات الأوكرانية وتدميرها من خلال وضع مزيد من الأسلحة الرشاشة في السفن مثلاً.

وأضاف متباهياً وهو ينظر إلى مسيّرته الصغيرة مبحرةً تحت أشعة الشمس الحارقة: «نحن متقدمون بخطوة، حتى لو كانت الحرب تتطور باستمرار»، وأكد أن «هذه مجرد بداية لحرب المسيّرات».


بوريل: الاتحاد الأوروبي يتفق على توسيع العقوبات ضد إيران

مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (إ.ب.أ)
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (إ.ب.أ)
TT

بوريل: الاتحاد الأوروبي يتفق على توسيع العقوبات ضد إيران

مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (إ.ب.أ)
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (إ.ب.أ)

قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا من حيث المبدأ اليوم (الاثنين)، على توسيع العقوبات الحالية ضد إيران بعد شنها هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.

وللاتحاد الأوروبي برامج عقوبات متعددة على إيران، بسبب نشر أسلحة الدمار الشامل وانتهاكات حقوق الإنسان وإمداد روسيا بطائرات مسيرة.

لكن دولاً عديدة من التكتل دعت إلى توسيع نظام العقوبات المتعلق بالطائرات المسيرة الإيرانية، ليشمل الصواريخ ونقلها إلى جهات تقاتل نيابة عنها.

وقال بوريل للصحافيين بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: «توصلنا إلى اتفاق سياسي يهدف لزيادة وتوسيع نظام (العقوبات) الحالي للطائرات المسيرة حتى يشمل الصواريخ ونقلها... المحتمل إلى روسيا».

وأضاف أنه سيتم توسيع العقوبات أيضاً إلى ما هو أبعد من روسيا، لتشمل كذلك تسليم طائرات مسيرة وصواريخ إلى وكلاء إيران في المنطقة.

وستتعين متابعة مزيد من العمل للموافقة على إطار قانوني قبل بدء سريان توسيع العقوبات.


غضب في فرنسا بعد تأدية عمدة بلدة التحية النازية

التحية النازية  (أ.ف.ب)
التحية النازية (أ.ف.ب)
TT

غضب في فرنسا بعد تأدية عمدة بلدة التحية النازية

التحية النازية  (أ.ف.ب)
التحية النازية (أ.ف.ب)

يواجه عمدة فرنسي دعوات للاستقالة بعد تأديته التحية النازية في أحد الاجتماعات.

وقالت سلطات إقليم فال دو مارن يوم الأحد، إنها سوف تحرك دعوى قضائية ضد فيليب جودان عمدة فيلنوف سان جورج على مشارف باريس. وتردد أن جودان أدى التحية النازية مرتين خلال اجتماع محتدم بأحد مجالس البلديات يوم السبت، بعدما اتهمه سياسي معارض بالتحالف مع اليمين المتطرف للفوز بالمنصب.

ووصف نائب عمدة البلدة، إيمانويلي جوجونيون زاديج، تحية جودان بأنها «تصرف مناهض للسامية»، بينما دعا كثير من أعضاء المجلس إلى استقالة العمدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». ودعا عضو يساري بارز في الجمعية الوطنية الفرنسية وزير الداخلية إلى إجراء انتخابات جديدة في منشور على موقع «إكس» (تويتر سابقا)، قائلا إن البلدة «تخلى عنها مسؤولوها المنتخبون».

وفيما بعد اعتذر جودان، حيث قال عبر قناة «بي إف إم تي في» الإخبارية إنها «إيماءة غير موفقة»، ورفض تفسير تصرفاته على أنها علامة على الولاء.


مسجد باريس الكبير يرد على تصريحات لأتال عن «تسلل الإسلام»

رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال (إ.ب.أ)
TT

مسجد باريس الكبير يرد على تصريحات لأتال عن «تسلل الإسلام»

رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال (إ.ب.أ)

أعرب المسجد الكبير في باريس الاثنين، عن «قلقه العميق» بعد تصريحات لرئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال بشأن «التسلل الإسلامي»، داعياً الحكومة إلى عدم «تأجيج» اليمين المتطرف «عبر وصم المسلمين».

وبحسب وكالة «الصحافة الفرنسية»، قال عميد المسجد شمس الدين حفيظ في بيان، إن «ادعاءات من هذا النوع تحتاج إلى أدلة ملموسة حتى تعدّ ذات مصداقية»، مؤكداً أنه «لا يمكن الاكتفاء بتصريحات تسييسية». وأضاف: «لا بد من اتباع نهج دقيق لتجنب أي وصم أو تمييز».

وفي مقابلة على قناة «بي إف إم تي في» الخميس، بمناسبة مرور مائة يوم على توليه منصب رئيس الحكومة، دان أتال «مجموعات منظمة إلى حد ما تسعى إلى تسلل إسلامي» يدافع عن «مبادئ الشريعة خصوصاً في المدارس».

وكتب حفيظ: «ندعو بشدة غابريال أتال والحكومة إلى الحس السليم في خطاباتهم، لا سيما خلال هذه الفترة الانتخابية التي يستخدم خلالها لسوء الحظ الإسلام والمسلمون في كثير من الأحيان حجة في السباق للحصول على أصوات اليمين المتطرف».

وأضاف: «من واجب الحكومة ومسؤوليتها محاربة اليمين المتطرف من خلال تجنب تأجيجه بوصم المسلمين».

وأكد في بيانه: «إننا كمواطنين مسلمين، ملتزمون بشدة محاربة جميع أشكال التطرف، ونحن على استعداد لأن نكون في الخطوط الأمامية لمحاربة الانتهاكات، إذا تم تحديدها لنا بوضوح».