«ديلي تلغراف» و«صنداي تلغراف» للبيع بسبب الديون

«ديلي تلغراف» و«صنداي تلغراف» للبيع بسبب الديون
TT

«ديلي تلغراف» و«صنداي تلغراف» للبيع بسبب الديون

«ديلي تلغراف» و«صنداي تلغراف» للبيع بسبب الديون

من المقرر طرح صحيفتي «ديلي تلغراف» و«صنداي تلغراف» ومجلة «ذا سبيكتاتور» للبيع، بسبب الديون المستحقة على المجموعة الأم، وفق ما كشفت شبكة «بي بي سي».

وذكرت الشبكة أن الحراسة على المجموعة الإعلامية المالكة لـ«التلغراف» نُقلت إلى مجموعة «أليكس بارتنرز» المالية الاستشارية، التي أصبحت تحل محل المالك الأصلي، عائلة باركلي.

وقال الحارس القضائي على المجموعة إنه لا يتوقع أن يمتد أثر هذه التغييرات إلى الأعمال التي تحقق أرباحاً في الصحيفة. وقالت «بي بي سي» إنه من غير الوارد أن يسترد مصرف «لويدز» القرض الذي منحه للمجموعة، الذي تُقدر قيمته بمئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية. كما وضع المصرف البريطاني شركة «بي يو كيه» القابضة، ومقرها برمودا، ومملوكة لعائلة باركلي، تحت الحراسة.

وقالت مجموعة «أليكس بارتنرز» إنها تتولى إدارة مؤسسة «التلغراف» الإعلامية، المالكة للصحيفة المشهورة والشركة المشغلة لمجلة «سبيكتاتور». وأضافت أن أهوارد وآيدان باركلي أقيلا من منصبيهما مديرين للمجموعة.

وأعربت مجموعة «لويدز» المصرفية عن «أسفها» لأنه ليس أمامها خيار سوى تعيين حارس قضائي على الشركة، لكنها قالت إنها «مستعدة لمواصلة المناقشات لإيجاد حل مناسب». وأضافت أن «القرار جاء بعد مناقشات مع شركة بينالتيمايت القابضة للاستثمار، وهي الشركة الأم لشركة (بي يو كيه).

وكان الهدف من تلك المناقشات، التي استمرت لفترة طويلة وجرت بنوايا حسنة، التوصل إلى حل ودي وسداد القرض المستحق على (بينالتيمايت القابضة للاستثمار) لبنك أسكتلندا». لكن البنك أردف قائلاً: «لسوء الحظ، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق». وبينما لا يزال البنك على استعداد لإعادة هذه الممتلكات إلى سيطرة عائلة باركلي في حال سداد القروض، من المحتمل أن ينتقل الأمر الآن إلى عملية البيع. كما كُلف مصرف لازارد الاستثماري للبدء في دراسة الخيارات المتاحة لتنفيذ ذلك.

وأكد «لويدز» والحارس القضائي على الشركة المالكة لإصدارات «التلغراف» أنهما لن يسعيا إلى التأثير على القرارات التحريرية للصحف أثناء فترة الحراسة القضائية. ويقدر محللون قيمة تلك الشركات بحوالي 500 مليون جنيه إسترليني، على الرغم من أن مشترياً ثرياً أبدى حرصه على شراء صحيفة «التلغراف» كأصل تذكاري قد يدفع أكثر من ذلك.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، نفى المليارديرات ملّاك شركة «التلغراف» شائعات ترددت كثيراً عن إمكانية بيع صحفهم.

واشترى التوأمان فريدريك ودايفيد باركلي مؤسسة «التلغراف» الإعلامية في 2004 مقابل 665 مليون جنيه إسترليني من شركة «هولنغر» عقب فصل كونراد بلاك، الرئيس التنفيذي للمجموعة آنذاك، من منصبه.

وتوفي ديفيد باركلي عام 2021 بينما يدير أعمال المجموعة في الوقت الحالي ابنه آيدان.

وتمتد أعمال مؤسسة «التلغراف» إلى ما هو أبعد من الصحافة، إذ تمتلك شركة الشحن «يوديل». وأكد متحدث باسم عائلة باركلي أن المشاورات مع بنك ليودز لا تزال «مستمرة». وأضاف: «نأمل أن نتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف. وكما أوضحت أليكس بارتنرز، لا يتعلق الموقف الحالي بالوضع أو الأداء المالي للشركات المشغلة لصحيفة التلغراف ومجلة ذا سبيكتاتور».

وكانت عائلة باركلي تمتلك فندق «الريتز» في لندن قبل بيعه في 2020. وكشف بيع الفندق الأيقوني عن صدع كبير في العلاقات بين أسر الشقيقين، الذي بدا جلياً في اتهامات متبادلة بينهما بالتجسس التجاري في شكل تصنت على اجتماعات العمل.

وقالت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، الخميس، إنه «سيتم طرح (الديلي) و(صنداي تلغراف) للبيع في صفقة تعد بإعادة تشكيل المشهد الإعلامي بعد أن فقدت عائلة باركلي السيطرة على أصولها الإعلامية نتيجة ديون غير مسددة تبلغ حوالي مليار جنيه إسترليني».

ونقلت الصحيفة عن متحدث عن بنك أسكتلندا أن المصرف لم يكن أمامه خيار آخر سوى وضع الشركة القابضة للناشر في الحراسة القضائية، قائلاً إن الديون كانت متخلفة عن السداد مع «عدم وجود ما يشير إلى أنه سيتم سدادها». وقال إن المناقشات مع المالكين قد جرت «على مدى فترة طويلة، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق».


مقالات ذات صلة

دمشق تحقق في ظهور محلل سوري مع آخر إسرائيلي

المشرق العربي قرار وقف شركة «آفاق» الذي أصدرته وزارة الإعلام السورية (موقع وزارة الإعلام)

دمشق تحقق في ظهور محلل سوري مع آخر إسرائيلي

أوقفت وزارة الإعلام السورية، السبت، عمل شركة «آفاق للخدمات الإعلامية»، على خلفية تقديمها تسهيلات لاستضافة محلل سياسي من دمشق على قناة عربية، مع آخر إسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
تكنولوجيا على الصحافة أن تنظم نفسها حول الذكاء الاصطناعي (رويترز)

الذكاء الاصطناعي... خطر على الصحافة أم فرصة للتطوير؟

يرى المستشار ديفيد كاسويل أنّ الذكاء الاصطناعي يغيّر بصورة جذرية عمل الصحافيين وسيؤدي قريباً إلى «تغيير جوهري في نظام المعلومات».

«الشرق الأوسط» (روما)
الولايات المتحدة​ نظام مضاد للصواريخ يعمل بعد أن أطلقت إيران طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل كما يظهر من عسقلان 14 أبريل 2024 (رويترز)

إعلام أميركي: إسرائيل حذّرت واشنطن مسبقاً بأنها ستشن هجوماً على إيران

ذكرت وسائل إعلام أميركية أن الولايات المتحدة تلقّت معلومات مسبقة عن الهجوم الإسرائيلي المفترض على إيران، لكنها لم توافق عليه، ولم تشارك في تنفيذه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش (أ.ب)

الكرملين يشير إلى «اتصالات» حول مصير الصحافي الأميركي غيرشكوفيتش

كشف الكرملين، الخميس، عن «اتصالات» بغرض مبادلة محتملة للصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش المتهم بالتجسس والمسجون في روسيا منذ نحو السنة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رودولف سعادة المدير العام التنفيذي لمجموعة «سي إم آي ــ سي جي إم» في 5 سبتمبر 2019 (أ.ف.ب)

رودولف سعادة... قطب إعلامي جديد في فرنسا

رجل الأعمال اللبناني - الفرنسي رودولف سعادة يدخل عالم الإعلام من الباب الواسع، ويتحول إلى رجل مؤثر في السياسة الفرنسية.

ميشال أبونجم (باريس)

لندن تستدعي سفير روسيا للاحتجاج على «نشاط خبيث على الأراضي البريطانية»

الشرطة البريطانية خارج مقر السفارة الروسية في لندن (رويترز)
الشرطة البريطانية خارج مقر السفارة الروسية في لندن (رويترز)
TT

لندن تستدعي سفير روسيا للاحتجاج على «نشاط خبيث على الأراضي البريطانية»

الشرطة البريطانية خارج مقر السفارة الروسية في لندن (رويترز)
الشرطة البريطانية خارج مقر السفارة الروسية في لندن (رويترز)

استدعت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الجمعة، السفير الروسي في لندن؛ على خلفية اتهامات لموسكو «بتدبير نشاط خبيث»، وذلك بعد ساعات من توجيه الاتهام إلى بريطاني بالعمل «لحساب الدولة الروسية»، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت متحدثة باسم الوزارة: «لا تزال المملكة المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء الاتهامات بتدبير روسيا نشاطاً خبيثاً على الأراضي البريطانية، فضلاً عن نمط السلوك الأوسع الذي نشهده من جانب روسيا الاتحادية لرعاية مثل هذا النشاط على أراضي دول أخرى ذات سيادة».


أوستن: سقوط أوكرانيا تحت حذاء بوتين سيضع أوروبا تحت ظله

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
TT

أوستن: سقوط أوكرانيا تحت حذاء بوتين سيضع أوروبا تحت ظله

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)

قال وزير الدفاع الأميركي، في كلمته الافتتاحية أمام اجتماع مجموعة الاتصال الأوكرانية، الذي عُقد افتراضياً في الذكرى الثانية لتأسيسها، إن الولايات المتحدة لن تتراجع عن دعم أوكرانيا في وجه «عدوان» (الرئيس) بوتين الصارخ وازدرائه لحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.

وحذّر أوستن من أنه مع «سقوط أوكرانيا تحت حذاء بوتين، فإن أوروبا سوف تقع تحت ظل بوتين». وأضاف: «لذلك، فإننا لا نزال مصممين على ردع روسيا عن أي عدوان آخر، بما في ذلك ضد حلفائنا في الناتو». وقال: «إذا نجح بوتين في تحقيق مراده في أوكرانيا، فإن زملاءه المستبدين سيتعلمون درساً خطيراً، وسيصبح العالم كله أكثر فوضوية مع انعدام الأمن».

منظومة «باتريوت» المضادة للطيران التي زوِّدت بها أوكرانيا لتعطيل فاعلية الطيران الروسي (د.ب.أ)

بدوره، حذّر وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس من اقتراح تجميد الصراع في أوكرانيا، وذلك خلال حوار تناول رؤيته بشأن الحرب مع روسيا. وفكرة «تجميد» الحرب في أوكرانيا طرحها مؤخراً عضو بارز في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الحاكم. وقال والاس، في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية، الخميس: «في عام 2014 جمدوا الصراع، وقتل لأوكرانيا 18 ألف جندي على الجبهة الأمامية خلال الفترة ما بين عام 2014 إلى بداية الغزو». وتابع أن «روسيا سوف تعيد التسلح، تعيد التجهيز، وتقوم بما قامت بعد 2014، وسوف تعود في وقت لاحق». وأضاف أن «المشكلة في التجميد هي أنه لا يمكن ضمانه». لكنه أشار إلى أن أوكرانيا لن تقتنع أيضاً، في الوقت الذي حاولت فيه بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا جميعاً تقديم ضمانات من أجل الإبقاء على مساعدة كييف في الماضي.

وأقرّ الكونغرس الأميركي قانون المساعدة الطارئة، ووقّع الرئيس جو بايدن عليه، وهو عبارة عن حزمة تتضمن تمويلاً إضافياً بقيمة 60.8 مليار دولار لأوكرانيا.

وأعلن الرئيس الأميركي، يوم الأربعاء، عن حزمة مساعدات عسكرية فورية بقيمة إجمالية تبلغ مليار دولار. وتتضمن تلك الدفعة الأولية معدات للدفاع الجوي وقذائف مدفعية ومنظومات صواريخ ومركبات مدرعة من مخزونات الجيش الأميركي.

وحسب تقرير منصة «بوليتيكو» الإخبارية الأميركية، تعتزم حكومة الولايات المتحدة إعداد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات لمساعدة أوكرانيا. ووفقاً للتقرير، فإنه يمكن أن يعلن عن الخطة، الجمعة، خلال اجتماع افتراضي لمجموعة الاتصال لدعم أوكرانيا بقيادة الولايات المتحدة. ووفقاً لـ«بوليتيكو» فإنه، مع ذلك، ليس من المزمع أن تقدم المساعدات بشكل فوري.

وأفادت «بوليتيكو»، نقلاً عن اثنين من ممثلي الحكومة الأميركية، بأن دفعة المليارات الستة تتضمن عقوداً سوف تقدم لشركات دفاعية أميركية من أجل إنتاج معدات جديدة لصالح أوكرانيا كجزء من برنامج تمويل أميركي. وهذا سوف يعني أن المعدات التي تم التكليف بها من المحتمل ألا تسلم إلى أوكرانيا قبل عدة سنوات. ولم يؤكد البنتاغون التقرير بناء على طلب من «بوليتيكو» للتعليق على هذا الأمر.

واشنطن زوّدت كييف بصواريخ «أتاكمس» طويلة المدى (رويترز)

وقال أوستن إن عدوان بوتين على أوكرانيا «يعد مشكلة أمنية بالنسبة لنا جميعاً. ويجب علينا أن نواصل التصدي لهذه المشكلة معاً». وأضاف: «بعد عامين، اعتقد بوتين أنه سوف يقلب أوكرانيا بكل بساطة. كان يعتقد أن أوكرانيا ليست دولة حقيقية، وأن الأوكرانيين لن يقاتلوا من أجل ديمقراطيتهم. وكان يعتقد أن العالم كان في وضع الاستعداد فقط، لكنه كان مخطئاً في كل نقطة»، بحسب قوله.

وعدّد أوستن ما قدّمته دول المجموعة من مساعدات لأوكرانيا حتى الآن، من بينها أكثر من 70 نظام دفاع جوي متوسطاً ​​إلى بعيد المدى، بالإضافة إلى آلاف الصواريخ. كما قدّمت ​​أكثر من 3000 مركبة مدرعة، بما في ذلك أكثر من 800 دبابة قتال رئيسية، وعشرات آلاف الصواريخ المضادة للدبابات.

US President Joe Biden speaks after signing the foreign aid bill at the White House in Washington, DC, on April 24, 2024. (AFP)

وأكد أوستن أنه في هذا العام، سيبدأ أكثر من سرب من طائرات «إف 16» المتبرع بها في الوصول إلى أوكرانيا، إلى جانب الطيارين والمشرفين الذين تم تدريبهم على يد أعضاء مجموعة الاتصال هذه. وقال إن فريق الاتصال يواصل تكثيف جهوده لتلبية احتياجات أوكرانيا الأكثر إلحاحاً. وأشاد بما عدّها «المبادرة الاستثنائية» التي اتخذتها جمهورية التشيك لشراء آلاف القذائف المدفعية من دول ثالثة، وكذلك بإعلان المملكة المتحدة عن أكبر حزمة منفردة من المعدات على الإطلاق، بقيمة نحو 620 مليون دولار، وبإعلان ألمانيا «الجريء» عن اعتزامها التبرع بنظام «باتريوت» آخر لأوكرانيا.

وأبلغ أوستن المجموعة أن الولايات المتحدة ستقدم اليوم من خلال سلطة السحب الرئاسية مساعدة أخرى بقيمة مليار دولار، بما في ذلك مزيد من صواريخ «هيمارس» وقذائف عيار 155 مليمتراً، وصواريخ اعتراضية للدفاع الجوي في المركبات المدرعة. وقال أوستن: «هذه كلها شهادات على التزامنا المشترك بنجاح أوكرانيا في ساحة المعركة، ومن خلال تحالف قدرات مجموعات الاتصال».

صواريخ باتريوت منصوبة داخل الأراضي البولندية (أ.ب)

من ناحيته، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمته أمام الاجتماع، من أنه في حال عدم حصول بلاده على المساعدات العسكرية، وإذا أظهرت البلدان الصديقة عدم مبالاة بمصير شعبه، فإن العالم سيكون مختلفاً بالتأكيد. وأضاف أن ما وصفه بـ«الأنظمة المفترسة» مثل النظام الروسي، تزيد بسرعة شهيتها للعدوان، وعندما ينجحون في جزء واحد من العالم، ويخلقون مشكلات في كثير من الأماكن الأخرى، ينتشر عدوانهم ولا يتوقف.

وأشاد بتضامن بلدان المجموعة مع أوكرانيا، الذي لم يقتصر على الكلمات، الأمر الذي جنّب العالم التعامل مع روسيا أقوى بكثير. وقال: «لا يزال كثير من الناس في مختلف أنحاء العالم يعتقدون أن الصواريخ الروسية لا يمكن إيقافها، وسيظل كثير من الناس مقتنعين بأن الجيش الروسي قادر على سحق استقلال أي دولة، لكن ما قمنا به أثبت فشل ذلك».

دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)

تجدر الإشارة إلى أن إسبانيا وافقت على إمداد أوكرانيا بصواريخ «باتريوت» المضادة للطائرات، أميركية الصنع، فيما حثّ الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الدول الأعضاء على تكثيف الدعم وإرسال الصواريخ ذات التكلفة المرتفعة لكييف. وذكرت صحيفة «إل بايس» الإسبانية، الجمعة، نقلاً عن مصادر في الحكومة، أن قرار تقديم كمية منخفضة من الذخيرة يأتي بعدما رفضت إسبانيا إرسال نظام كامل، بما في ذلك القاذفة، التي تم نشرها منذ 2013 في مدينة أضنة التركية القريبة من الحدود السورية.

وطلبت أوكرانيا من حلفائها 7 أنظمة «باتريوت» أخرى، على الأقل، أوائل الشهر الحالي. ولم تتعهد سوى الحكومة الألمانية حتى الآن بإرسال المزيد. وبهذا يرتفع عدد الأنظمة التي أرسلتها برلين لكييف إلى 3 أنظمة، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء. وتمتلك إسبانيا 3 أنظمة «باتريوت»، ويشتمل النظام على قاذفة صواريخ ورادار ومحطة تحكم، اشترتها مستعملة من ألمانيا بين عامي 2004 و2014.

وأشار زيلينسكي إلى أنه على الرغم من اضطرار بلاده إلى انتظار قرار بشأن الدعم الأميركي لمدة نصف عام، ما مكّن الجيش الروسي من الاستيلاء على زمام المبادرة في ساحة المعركة، فإن بلاده لا تزال قادرة الآن، ليس على تثبيت الجبهة فقط، ولكن أيضاً المضي قدماً لتحقيق أهدافنا الأوكرانية في الحرب. وطلب زيلينسكي الحصول على مزيد من الأسلحة بعيدة المدى بسبب تأثيرها، مشدداً على استعادة كل جزء من الأراضي المحتلة.

وطالب بتوفير درع جوية كافية من الأنظمة الصاروخية وتسريع تسليم طائرات «إف 16» للتصدي للهجمات الروسية وإيقافها. كما طالب بمزيد من المدفعية عيار 155 مليمتراً لوقف الهجمات الأرضية الروسية والقيام بعملياتنا النشطة. وشدد على أن تعاون دول المجموعة يجب أن يكون أكثر فاعلية من تعاون روسيا مع إيران وكوريا الشمالية. كما طالب بإيلاء «أقصى قدر من الاهتمام لإنتاج الأسلحة في بلدانكم وفي مشاريعنا المشتركة معكم وفي أوكرانيا». وقال إن بلاده لديها الآن القدرة على إنتاج الطائرات من دون طيار على وجه الخصوص، «وهو ما يتجاوز قدراتنا المالية بشكل كبير». وينطبق هذا الأمر أيضاً على أنظمة الحرب الإلكترونية. وقال إنه «يعمل حالياً على تشكيل ألوية جديدة لتعزيز مواقعنا».


حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» تنضم لتدريبات «الناتو» للمرة الأولى

حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» (أ.ف.ب)
TT

حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» تنضم لتدريبات «الناتو» للمرة الأولى

حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» (أ.ف.ب)

دشن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم (الجمعة)، واحدة من كبرى عملياته للانتشار البحري منذ غزو روسيا لأوكرانيا، بمشاركة حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» تحت قيادة الحلف للمرة الأولى.

وتشكل الحاملة والسفن المصاحبة لها الأساس لتدريبات «نبتون سترايك»، وهي سلسلة من التدريبات العسكرية التي يقول الحلف إنها ستساعد أعضاءه على العمل المشترك بسلاسة أكبر وردع أعدائهم.

وبدأت حاملة الطائرات الفرنسية التي تعمل بالطاقة النووية مهمتها في البحر المتوسط بالقرب من ميناء تولون الفرنسي، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وينطوي وضع حاملة الطائرات تحت تصرف حلف شمال الأطلسي في العمليات لأول مرة على رمزية عالية، لا سيما أن السفينة الحربية مسماة على اسم الرئيس السابق شارل ديغول الذي أخرج فرنسا في 1966 من هيكل قيادة الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأثار قرار وضع حاملة الطائرات تحت قيادة الحلف انتقادات من تياري أقصى اليسار وأقصى اليمين في فرنسا، إذ عدّ ذلك تضييعاً للسيادة.

ويقول مسؤولون فرنسيون إن التحرك أمر طبيعي في إطار كون البلاد عضواً في حلف عسكري متعدد الأطراف.


فرنسا تأمل في تأسيس «قوة رد سريع» أوروبية العام المقبل

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا في 25 أبريل (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا في 25 أبريل (رويترز)
TT

فرنسا تأمل في تأسيس «قوة رد سريع» أوروبية العام المقبل

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا في 25 أبريل (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا في 25 أبريل (رويترز)

أعلن وزير الجيوش الفرنسي، الجمعة، أن «قوة الرد السريع» الأوروبية التي اقترح الرئيس إيمانويل ماكرون إنشاءها، في خطاب الخميس، والمخصصة لعمليات مثل إجلاء المواطنين من البلدان التي تشهد أزمات، يمكن أن تبصر النور العام المقبل.

عمليات خاصة

وقال سيباستيان لوكورنو، خلال مقابلة مع قناة «فرانس 2» التلفزيونية: «إنها قضية أساسية، وآمل أن نتمكّن من تحقيقها في العام المقبل، من خلال استجابة فعالة وسريعة للغاية». وعزا هذا المشروع إلى وجود «العديد من الأزمات التي ليست من اختصاص (الناتو) والتي غالباً ما تنفذ فيها فرنسا عمليات بمفردها»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار، على سبيل المثال، إلى إجلاء المواطنين من السودان العام الماضي. وأوضح: «لقد أطلقنا عملية في الخرطوم، أخرجنا فيها 1080 شخصاً من جنسيات مختلفة، أو ألف شخص، و200 فرنسي أو (...) 250 على ما أذكر، وأنشأنا جسراً جوياً مهماً بطائرات من طراز A400M، مع قوارب. وتبين أن فرنسا كانت بمفردها عملياً». وأوضح أنه من الطبيعي تقاسم هذا العبء الذي «له ثمن وشأن».

وأضاف: «هناك مهمات تمت عسكرتها، ولكن لا يتعين على (الناتو) أن يعرف عنها لأسباب عديدة، والتي نقول عنها الآن: دعونا نقوم بها أوروبياً، ويشكل ذلك بالنسبة لنا براغماتية». وأكد أن «قوة الرد السريع» ستكون مخصصة «لتوفير أمن الرعايا الأوروبيين والمواطنين البرتغاليين والإيطاليين والألمان والفرنسيين، يجب أن نكون قادرين على تشكيلها بسرعة كبيرة».

«موت أوروبا»

قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، بتفصيل رؤيته لأوروبا، مشيراً بشكل خاص إلى مجالات الدفاع والسياسات الاقتصادية والتجارية، بعد أن قيّم سجل الاتحاد الأوروبي منذ عام 2017. وقال ماكرون في خطاب بشأن مستقبل أوروبا: «يجب أن نكون واضحين اليوم بشأن حقيقة أن أوروبا مهددة بالموت، ويمكن أن تموت».

وأضاف أمام 500 ضيف، من بينهم سفراء الدول الـ26 الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وطلاب وباحثون وأعضاء حكومته، أن «الأمر يعتمد فقط على خياراتنا، لكن هذه الاختيارات يجب أن نتخذها الآن»؛ لأنه «في أفق العقد المقبل (...) هناك خطر كبير يتمثل في إمكان أن نضعف أو حتى نتراجع».

وتحدث الرئيس الفرنسي عن أوروبا «المطوّقة» في مواجهة قوى إقليمية كبرى، ورأى أن قيم «الديمقراطية الليبرالية» الأوروبية «تتعرض لانتقادات وتحديات متزايدة». وحذّر من أن «الخطر هو أن تشهد أوروبا تراجعاً، وقد بدأنا بالفعل في رؤية ذلك على الرغم من كل جهودنا»، داعياً إلى «أوروبا قوية» قادرة على «فرض احترامها» و«ضمان أمنها»، واستعادة «استقلالها الاستراتيجي».

في سياق جيوسياسي تطغى عليه الحرب في أوكرانيا، دعا إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز دفاعاته داخل حلف شمال الأطلسي «ناتو»، مشيراً بشكل عابر إلى إمكانية تجهيز التكتل بدرع مضادة للصواريخ. ووصف سلوك روسيا بعد غزوها لأوكرانيا بأنه «جامح»، وقال إنه لم يعد من الواضح أين تكمن «حدود» موسكو. وأضاف أن «الشرط الذي لا غنى عنه» للأمن الأوروبي هو «ألا تنتصر روسيا في الحرب العدوانية في أوكرانيا».


الجيش الروسي يستهدف قطاراً يحمل أسلحة غربية وكييف تؤكد الضربة

دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)
دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)
TT

الجيش الروسي يستهدف قطاراً يحمل أسلحة غربية وكييف تؤكد الضربة

دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)
دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)

اتهمت كييف القوات الروسية باستهداف مرافق جديدة من بنيتها التحتية بهدف «شلّها»، وذلك بعد سلسلة ضربات استهدفت السكك الحديدية في أوكرانيا، استمراراً للقصف المتبادل بين الطرفين خلال الأسابيع الماضية، والذي طال العديد من محطات الطاقة والوقود ومصافي البترول في البلدين.

وأفاد مسؤول أوكراني أمني كبير، الجمعة، بأن روسيا قصفت شبكة السكك الحديدية الأوكرانية بهدف تعطيل الإمدادات العسكرية، وبينها المساعدة الغربية، التي وعدت بها الدول الغربية الحليفة لكييف، خصوصاً الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية. وقال المسؤول الذي لم يشأ كشف اسمه، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، «إنها إجراءات تقليدية قبل شن هجوم (...) والهدف شل الإمدادات ونقل الشحنات العسكرية».

صواريخ باتريوت منصوبة داخل الأراضي البولندية (أ.ب)

وبدوره، أكد الجيش الروسي، الجمعة، أنه قصف قطاراً في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا كان يحمل أسلحة غربية إلى كييف. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «قطاراً يحمل أسلحة غربية ومعدات عسكرية تم استهدافه قرب بلدة أوداتشنيه»، من دون توضيحات إضافية عما أسفرت عنه هذه الضربة.

كما استهدفت القوات الروسية أيضاً بقصفها، الجمعة، منشأة صناعية ومبنى سكنياً في شمال شرقي أوكرانيا. وذكر مسؤولون محليون أن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا جراء الضربة في منطقة خاركيف.

وقال أوليه سينيهوبوف، حاكم المنطقة، على تطبيق «تلغرام» للتراسل، كما نقلت عنه وكالة «رويترز»، إن الضربة طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي بالمنطقة. وأفادت السلطات الإقليمية بانفجار قنبلتين في منشأة صناعية في منطقة سومي دون الخوض في مزيد من التفاصيل. وتقع المنطقتان المتجاورتان على الحدود مع روسيا، وتعرضتا لهجمات جوية متكررة منذ أن شنت موسكو غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022، وتصاعدت حدة الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية مع استهداف البنية التحتية المدنية والطاقة.

وتزامنت هذه الضربات مع تصريحات لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، يتهم فيها دول «الناتو» باستفزاز موسكو.

دمار أحدثته ضربة أوكرانية على منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا (أ.ف.ب)

ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن شويغو قوله إن القوات التابعة للناتو تشكل تهديدات إضافية لروسيا باقترابها من حدود البلاد، لكن موسكو ليست لها أي مصلحة عسكرية أو جيوسياسية في مهاجمة الدول الأعضاء بالحلف. ونقلت عنه أيضاً القول، الجمعة، إن واشنطن تتعمد إطالة أمد الصراع في أوكرانيا من خلال ممارسة ضغوط غير مسبوقة، منها ضغوط تمارسها على شركائها.

وقال شويغو في اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في أستانا: «اقتربت قوات الحلف كثيراً من الحدود الروسية، وخلقت تهديدات إضافية للأمن العسكري. أريد أن أؤكد أننا لسنا نحن، بل هم الذين جاؤوا إلينا. وهذا يظهر مرة أخرى أننا لا نستطيع أن نثق بالغربيين، الذين شرعوا في التخويف من روسيا، ويزعمون أنه إن لم يتم وقفها في أوكرانيا، ستهاجم دول الحلف»، وفقا لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.

وأشار إلى أن «روسيا الاتحادية تلتزم بسياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وفي الوقت ذاته، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، يستمر توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الشرق، على الرغم من أننا وُعدنا في التسعينات بأن هذا لن يحدث، وقد حدثت ست موجات من توسع الناتو».

وأكد شويغو أن روسيا ليس لديها، ولم تكن لديها، خطط لمهاجمة دول الحلف، واليوم، خلال العملية العسكرية الخاصة، إنها ببساطة تحمي مصالح الناس في أراضيها التاريخية، مشدداً على أن روسيا الاتحادية تبذل دائماً «أقصى الجهود للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي وتوازن القوى في العالم».

يذكر أن روسيا تطلق على غزوها لأوكرانيا في فبراير عام 2022 «عملية عسكرية خاصة».

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يتهم دول «الناتو» باستفزاز موسكو (إ.ب.أ)

ومن جانب آخر، قالت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، في تحديثها الاستخباراتي اليومي بشأن حرب أوكرانيا، إن القوات الروسية تتقدم بوتيرة أسرع في المنطقة عقب الاستيلاء على مدينة أفدييفكا بشرق البلاد.

وكتبت وزارة الدفاع عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «شكلت القوات البرية الروسية... موقعاً عسكرياً ضيقاً في موقع متقدم بالأراضي الأوكرانية لدخول مدينة أوتشاريتيني (15 كيلومتراً شمال وسط أفدييفكا). وكان تعداد أوتشاريتيني، الواقعة في منطقة دونيتسك، نحو 3500 نسمة قبل نشوب الحرب في فبراير 2022.

وأضافت وزارة الدفاع البريطانية أنه حتى بعد الاستيلاء على أفدييفكا منتصف فبراير، لا تزال المنطقة إحدى أهم المناطق للعمليات الروسية. وذكرت وزارة الدفاع أنه «رغم تعرض (القوات البرية الروسية) لخسائر كبيرة، متواصلة، فقد تتمكن من مواصلة استهداف المواقع الأوكرانية في المنطقة، وسيطرت على عدة مستوطنات صغيرة».

ويقرّ مسؤولون في الولايات المتحدة بأن المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا ليست «عصا سحرية» تحلّ كلّ المشاكل على الجبهة، وبأن تحقيق تقدم ليس سهلاً، خصوصاً بسبب النقص في عديد الجيش الأوكراني. وأقر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان بواقع الحال.

وقال في مؤتمر صحافي، الخميس: «سيستغرق الأمر وقتاً قبل الخروج من الهوّة التي أحدثتها ستة أشهر من الانتظار». وحذّر من «احتمال أن تحرز روسيا تقدّماً تكتيكياً إضافياً في الأسابيع المقبلة»، في حين تتوقّع كييف هجوماً روسياً جديداً مقبلاً. وقال: «الطريق أمامنا ليس سهلاً»، لكن «نعتقد أن أوكرانيا يمكنها أن تنتصر وستنتصر»، من دون أن يوضّح ملامح «النصر» الأوكراني.


روسيا: ليست لدينا مصلحة عسكرية أو جيوسياسية في مهاجمة دول «الأطلسي»

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (أ.ب)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (أ.ب)
TT

روسيا: ليست لدينا مصلحة عسكرية أو جيوسياسية في مهاجمة دول «الأطلسي»

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (أ.ب)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (أ.ب)

نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله إن القوات التابعة لحلف شمال الأطلسي تشكل تهديدات إضافية لروسيا باقترابها من حدود البلاد، لكن موسكو ليست لها أي مصلحة عسكرية أو جيوسياسية في مهاجمة الدول الأعضاء بالحلف.

ونقلت عنه أيضا القول اليوم الجمعة إن واشنطن تتعمد إطالة أمد الصراع في أوكرانيا من خلال ممارسة ضغوط غير مسبوقة، منها ضغوط تمارسها على شركائها.


موسكو وطهران تعززان تحالفهما بتفاهم أمني


باتروشيف وأحمديان يوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
باتروشيف وأحمديان يوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
TT

موسكو وطهران تعززان تحالفهما بتفاهم أمني


باتروشيف وأحمديان يوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
باتروشيف وأحمديان يوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)

عززت موسكو وطهران تحالفهما بتوقيع تفاهم أمني، في ختام مباحثات أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان، ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف على هامش مؤتمر أمني في سان بطرسبرغ.

وزادت روسيا تحركاتها في المنطقة على خلفية تصاعد التوترات الأخيرة، وضمنها المواجهة الإيرانية - الغربية على خلفية الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.

وقال بيان مجلس الأمن الروسي إن باتروشيف ونظيره الإيراني «تبادلا وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط، مؤكدَين اهتمامهما بمنع مزيد من تصعيد التوتر».

ويضيف التفاهم الأمني بعداً جديداً لحلقات تعزيز التحالف الروسي الإيراني في المجالات المختلفة، فضلاً عن تركيز الطرفين على أنه تم خلال الاجتماع إيلاء الاهتمام الأكبر لـ«القضايا المتعلقة بتطوير التعاون العملي الروسي الإيراني في مجال الأمن».

في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس (الخميس)، فرض حزمة جديدة من العقوبات على أفراد وشركات إيرانية، مستهدفة صناعة الطائرات المسيرة وصادراتها إلى وكلاء طهران وموسكو.


الأمين العام لحلف «الناتو»: الوقت لم يفت بعد كي تنتصر أوكرانيا على روسيا

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ في برلين (إ.ب.أ)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ في برلين (إ.ب.أ)
TT

الأمين العام لحلف «الناتو»: الوقت لم يفت بعد كي تنتصر أوكرانيا على روسيا

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ في برلين (إ.ب.أ)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ في برلين (إ.ب.أ)

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، ينس ستولتنبرغ، اليوم الخميس، أن «الوقت لم يفت بعدُ كي تنتصر أوكرانيا» على روسيا، ما دام حلفاؤها يفون بتعهداتهم، ويمدونها بمزيد من الأسلحة.

وأضاف، في كلمة ألقاها أثناء زيارة لبرلين: «في الأشهر الأخيرة، لم يقدم الحلفاء في حلف شمال الأطلسي الدعم الذي تعهدوا به».

وتابع، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لكن الوقت لم يفت بعدُ كي تنتصر أوكرانيا؛ لأن هناك مزيداً من الدعم على الطريق».

وعانت أوكرانيا انتكاسات في ساحة المعركة ضد القوات الروسية، خلال الأشهر الأخيرة؛ بسبب نقص الذخائر والأسلحة.

لكن ستولتنبرغ أشار إلى أن الكونغرس الأميركي وافق أخيراً على مشروع قانون لتقديم مليارات الدولارات لدعم أوكرانيا، كما قدمت دول أخرى؛ من بينها بريطانيا وألمانيا وهولندا، تعهدات جديدة.

وأكد: «مسؤوليتنا الآن هي تحويل هذه الالتزامات إلى شحنات حقيقية للأسلحة والذخائر، والقيام بذلك بسرعة».

كذلك، انتقد ستولتنبرغ الصين التي اتهمها بـ«دعم اقتصاد الحرب الروسي»، من خلال تبادل تكنولوجيا متطورة مع موسكو يمكن استخدامها لإنتاج الصواريخ والدبابات والطائرات.

وأضاف أن «الصين تقول إنها تريد علاقات جيدة مع الغرب. وفي الوقت نفسه، تُواصل بكين تأجيج أكبر نزاع مسلَّح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية»، محذراً من هذا التباين.

وتتمتع برلين وبكين تقليدياً بعلاقات اقتصادية وثيقة، حيث تستثمر الشركات الألمانية مبالغ ضخمة في الصين وتُصدّر البضائع بكميات كبيرة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

لكن بعد صدمة موارد الطاقة التي تعرَّض لها الاقتصاد الألماني، وخصوصاً القطاع الصناعي، بسبب الحرب في أوكرانيا، ازدادت الضغوط على الشركات الألمانية للحد من اعتمادها على الصين.

وفي زيارة لبكين، الأسبوع الماضي، أكد المستشار أولاف شولتس أن ألمانيا لا تريد «فك الارتباط» مع الصين، لكنها تسعى لخفض «تبعية أحادية الجانب».


إدانة مغربي بقتل رجل في بريطانيا ثأراً لأطفال غزة

عناصر تتبع الشرطة البريطانية (شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية)
عناصر تتبع الشرطة البريطانية (شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية)
TT

إدانة مغربي بقتل رجل في بريطانيا ثأراً لأطفال غزة

عناصر تتبع الشرطة البريطانية (شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية)
عناصر تتبع الشرطة البريطانية (شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية)

أُدين مغربي، اليوم (الخميس)، بقتل أحد المارة طعناً بسكين في أحد الشوارع بشمال شرقي إنجلترا، فيما قال للشرطة بعدها إنه أقدم على ذلك ثأراً من العملية الإسرائيلية في غزة.

وقال ممثلو الادعاء إن أحمد عليد (45 عاماً)، الذي طلب اللجوء إلى بريطانيا، قتل رجلاً يبلغ من العمر 70 عاماً، بعدما اقترب منه من الخلف على طريق في هارتلبول في الساعات الأولى من صباح يوم 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد أن هاجم رفيقه في المنزل بسكينين.

وذكرت هيئة الادعاء الملكية البريطانية أن عليد قال لمحققين بعد اعتقاله إنه أقدم على ذلك بسبب الصراع في غزة، وثأراً لقتل إسرائيل لأطفال أبرياء، ملقياً اللوم على بريطانيا، لأنها هي التي أقامت إسرائيل.

وقال عليد إنه لو كان لديه مدفع رشاش وأسلحة أخرى لقتل مزيداً من الناس، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال نيك برايس، رئيس قسم الجرائم الخاصة ومكافحة الإرهاب في النيابة العامة، في بيان: «باعترافه، كان سيقتل أحمد عليد مزيداً من الأشخاص في ذلك اليوم لو كان قادراً على ذلك».

أحمد عليد المغربي المدان بقتل أحد المارة طعناً بسكين في أحد الشوارع بشمال شرقي إنجلترا (شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية)

وأضاف: «مهما كانت آراؤه بشأن الصراع في غزة، اختار هذا الرجل مهاجمة شخصين بريئين بسكين، وكانت العواقب كارثية».

وقالت النيابة العامة إن عليد استخدم في البداية سكينين لمهاجمة رفيقه النائم في المنزل، الذي أصبح عدوانياً معه بعد أن علم بتحوله إلى المسيحية، وطعنه 6 مرات، بينما كان يردد: «الله أكبر».

وتمكن رفيقه في المنزل (32 عاماً)، وهو واحد من 5 طلبوا اللجوء لبريطانيا ويتشاركون المنزل، من صدّه وجاء ساكن آخر لمساعدته. وغادر عليد المنزل بإحدى السكاكين، وسار نحو وسط هارتلبول.

وتجاوز بتيرينس كارني على الجانب الآخر من الطريق، قبل أن يعود ويهاجمه من الخلف ويطعنه 6 مرات في الصدر والبطن والظهر. ولفظ كارني أنفاسه الأخيرة بعد وقت قصير من وصول الشرطة.

وبعد مقابلته مع الشرطة، هاجم محققتين، أصيبت إحداهما في كتفها ومعصمها. وأدانته محكمة تيسايد كراون بالقتل والشروع في القتل، وبتهمة الاعتداء على عامل طوارئ.

ومن المقرر أن تصدر المحكمة حكمها عليه في 17 مايو (أيار)، وحينها سيقرر القاضي ما إذا كانت أفعاله مرتبطة بالإرهاب.


أنقرة دعت واشنطن إلى التخلي عن الازدواجية

أرمن لبنان يتظاهرون في بيروت إحياء لذكرى أحداث 1915 (إ.ب.أ)
أرمن لبنان يتظاهرون في بيروت إحياء لذكرى أحداث 1915 (إ.ب.أ)
TT

أنقرة دعت واشنطن إلى التخلي عن الازدواجية

أرمن لبنان يتظاهرون في بيروت إحياء لذكرى أحداث 1915 (إ.ب.أ)
أرمن لبنان يتظاهرون في بيروت إحياء لذكرى أحداث 1915 (إ.ب.أ)

خيّمت أزمتان على العلاقات التركية الأميركية قبل أيام من الزيارة الرسمية الأولى للرئيس رجب طيب إردوغان، إلى واشنطن، في عهد الرئيس جو بايدن المقررة في 9 مايو (أيار). فبينما كرر بايدن وصف الأحداث التي شهدتها منطقة شرق الأناضول عام 1915 إبان الحرب العالمية الأولى بـ«الإبادة الجماعية للأرمن»، مستخدماً أيضاً تعبير «ميتس إيغيرين» الذي يعني «الكارثة الكبرى» في اللغة الأرمينية، أثار تقرير الخارجية الأميركية بشأن حقوق الإنسان لعام 2023 غضب أنقرة.

الرئيس رجب طيب إردوغان يزور واشنطن في 9 مايو (أ.ف.ب)

رفض مزاعم الإبادة

وقالت وزارة الخارجية التركية إنها ترفض التصريحات الأحادية التي أطلقها بعض مسؤولي الدول حول أحداث 1915 من أجل «إرضاء بعض الأوساط المتطرفة».

وأضافت الوزارة، في بيان، أن هذه التصريحات الصادرة عن مسؤولي بعض الدول (لم تحددها) تشوه الحقائق التاريخية، وتتعارض أيضاً مع القانون الدولي، وأن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أشارت بوضوح إلى أن أحداث عام 1915 كانت «موضوعاً مشروعاً للنقاش».

وتقول أرمينيا، التي تحيي في 24 أبريل (نيسان) كل عام ذكرى الإبادة الجماعية، إن 1.5 مليون شخص قُتلوا في عامي 1915 و1916 في محاولة لإبادة الأرمن، وتطالب اللوبيات الأرمينية في أنحاء العالم، تركيا، بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915 على أنه «إبادة عرقية»، بالتالي دفع تعويضات.

وتقر تركيا بحدوث مجازر، لكنّها ترفض استخدام مصطلح الإبادة الجماعية، متطرقة إلى حرب أهلية في الأناضول مصحوبة بمجاعة قضى خلالها ما بين 300 إلى 500 ألف أرمني وما يعادلهم من الأتراك، وتعدّها مأساة للطرفين لا إبادة جماعية، وتطالب بتحقيقات تاريخية مشتركة بشأنها.

بيان بايدن

وأصدر بايدن بياناً، الأربعاء، بمناسبة إحياء الأرمن ذكرى أحداث 1915، كرر فيه وصف الأحداث بـ«الإبادة الجماعية»، كما استخدم تعبير «الكارثة الكبرى» (ميتس إيغيرين) الذي يستخدم في أرمينيا لوصف الإبادة.

وجاء في بيان بايدن: «اليوم، نقف صمتاً على أولئك الذين فقدوا أرواحهم خلال (ميتس إيغيرن) (الكارثة الكبرى)، الإبادة الجماعية للأرمن، ونكرر التزامنا الذي لن ننساه أبداً».

كان بايدن تخلى عام 2021 عن عقود من الدبلوماسية الأميركية الحذرة، ووصف أحداث 1915 بأنها «إبادة جماعية»، ليكون بذلك أول رئيس أميركي يستخدم هذا الوصف ما أثار غضباً شديداً من جانب تركيا.

في السياق ذاته، قال رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، في رسالة بمناسبة الذكرى الـ109 للإبادة الجماعية الأرمنية الأربعاء: «إننا نحيي اليوم ذكرى 1.5 مليون ضحية للإبادة الجماعية الأرمنية (ميتس إيغيرن)، الذين قُتلوا في الإمبراطورية العثمانية منذ عام 1915 لكونهم من الأرمن». وأضاف: «بالنسبة لنا، فإن إحياء ذكرى شهداء الإبادة الجماعية لا ينبغي أن يرمز إلى المفقودين، بل إلى الوطن الحقيقي في جمهورية أرمينيا، التي يمكن لسياساتها التنافسية والمشروعة والمدروسة والإبداعية أن تمنع تكرار (ميتس إيغيرين)».

بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في برقية بعث بها إلى بطريرك أرمن تركيا، إسحق مشعليان، أهمية تناول الأحداث التاريخية في ضوء العقل والضمير والعلم». وأضاف: «لم ولن نسمح حتى لمواطن أرمني واحد بأن يتم تهميشه أو إقصاؤه أو أن يشعر بأنه من الدرجة الثانية في وطنه».

تقرير حقوق الإنسان الأميركي

بينما تجددت أزمة مزاعم الإبادة الجماعية للأرمن مع بيان بايدن، أثار تقرير الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان لعام 2023 غضب تركيا، التي جددت دعواتها للولايات المتحدة إلى «إنهاء شراكاتها مع التنظيمات الإرهابية وترك ازدواجية المعايير بشأن حقوق الإنسان».

ونشرت الخارجية الأميركية، الاثنين، التقرير الذي تضمن أقساماً عن نحو 200 دولة وادعاءات بشأن سجل حقوق الإنسان في تركيا ومعلومات، وصفتها وزارة الخارجية التركية في بيان ليل الأربعاء - الخميس، بـ«غير الواقعية والمتحيزة كما هو الحال في تقاريرها السابقة».

وقالت الخارجية التركية إن «هذا التقرير الذي أعد على أساس ادعاءات مجهولة المصدر وخطابات تابعة للتنظيمات الإرهابية، غير مرحب به... بلادنا تظل ملتزمة بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، رغم التهديدات الإرهابية شديدة ومتعددة الأوجه التي تواجهها».

وجاء بالبيان أن تركيا تنفذ عمليات ضد الإرهاب على أساس حق الدفاع عن النفس، وتستهدف بالكامل العناصر الإرهابية والقدرات التي تستخدمها في أنشطتها الإرهابية، ومن غير الممكن فهم إصرار الولايات المتحدة على تشويه الحقائق بادعاءات غير متناسقة، رغم أننا باعتبارنا دولة حليفة نعرف جيداً نطاق النضال المشروع والمبرر الذي تخوضه الولايات المتحدة ضد جميع أشكال الإرهاب.

مظاهرات في بيرون في الذكرى 109 لأحداث 1915 (أ.ف.ب)

وأكد أن ما جاء في تقرير الخارجية الأميركية يظهر بوضوح أنه أُعد بدوافع سياسية وبعيد كل البعد عن الحياد والموضوعية، مضيفاً: «نجدد دعواتنا لواشنطن إلى إنهاء شراكاتها مع التنظيمات الإرهابية (في إشارة ضمنية إلى دعمها «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا بدعوى التعاون معها في الحرب على «داعش»)، وترك ازدواجية المعايير بشأن حقوق الإنسان».

من المقرر أن يزور إردوغان، واشنطن، في 9 مايو (أيار) المقبل، في أول زيارة رسمية لأميركا في عهد بايدن. وسبقت الزيارة سلسلة من الاجتماعات للإعداد لها، بدأت باجتماع الآلية الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين في واشنطن 13 مارس (آذار) الماضي برئاسة وزيري خارجية البلدين.

وأعقبت ذلك زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإدارية، جون باس، لأنقرة، منذ أسبوعين، للتحضير للزيارة، ثم عقدت مشاورات تركية أميركية في أنقرة حول مكافحة الإرهاب.