كارثة السد تقضي على «آمال 345 مليون شخص يعانون الجوع في العالم»

المياه تغمر عشرات الآلاف من الهكتارات الزراعية... ومئات آلاف أخرى ستترك دون ري وتتحول إلى صحارٍ

الرئيس الفرنسي أجرى محادثة تليفونية مع زيلينسكي عارضاً مساعدات الإغاثة (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي أجرى محادثة تليفونية مع زيلينسكي عارضاً مساعدات الإغاثة (إ.ب.أ)
TT

كارثة السد تقضي على «آمال 345 مليون شخص يعانون الجوع في العالم»

الرئيس الفرنسي أجرى محادثة تليفونية مع زيلينسكي عارضاً مساعدات الإغاثة (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي أجرى محادثة تليفونية مع زيلينسكي عارضاً مساعدات الإغاثة (إ.ب.أ)

حذرت منظمات أممية من حدوث تداعيات مدمرة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الجوع على مستوى العالم جراء تدمير سد كاخوفكا الأوكراني. ووفقاً للتقديرات الأولية تتوقع وزارة الزراعة الأوكرانية أن تغمر مياه سد كاخوفكا المنهار جزئياً نحو 10000 هكتار من الأراضي الزراعية على الضفة الشمالية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون، إضافة إلى أضعاف هذه المساحة في المنطقة الواقعة على الضفة الجنوبية للنهر والتي تقع تحت سيطرة القوات الروسية.

انهار الثلاثاء السد الواقع على نهر دنيبرو عند خط المواجهة بين الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية والأوكرانية. وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بتدمير السد، ويصف كل جانب ما حدث بأنه «هجوم إرهابي» وكارثة غير مسبوقة بالنسبة للبيئة.

وقال أولكسندر بروكودين، حاكم منطقة خيرسون، اليوم الخميس، إن المياه غمرت نحو 600 كيلومتر مربع من المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا، 68 في المائة منها على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو التي تحتلها روسيا.

وكتب على تطبيق «تلغرام» أن متوسط منسوب المياه صباح اليوم الخميس بلغ 5.61 متر، فيما ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء نقلاً عن أجهزة أمنية، اليوم الخميس، أن نحو 14 ألف منزل غرقت، مضيفة أنه جرى إجلاء نحو 4300 شخص.

نحو 14 ألف منزل غرقت في المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية (أ.ف.ب)

وقال مدير مكتب البرنامج في العاصمة الألمانية برلين مارتين فريك، مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن «الفيضانات العارمة ستقضي على الحبوب المزروعة حديثاً، وبالتالي ستقضي على آمال 345 مليون شخص يعانون الجوع في كل أنحاء العالم، والذين تعتبر الحبوب القادمة من أوكرانيا بمثابة إنقاذ لحياتهم». وأضاف فريك أن «أسعار السوق العالمية بالنسبة لمواد الغذاء وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 10 أعوام»، وطالب بألا يكون تدمير السد مدعاة لمزيد من انفجارات الأسعار، «فلم يعد في مقدورنا تحمل المزيد من المعاناة».

وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية اليوم الخميس إن أوكرانيا قد تفقد عدة ملايين من الأطنان من المحاصيل بسبب الفيضانات (أ.ف.ب)

قالت وزارة الزراعة الأوكرانية، اليوم الخميس، إن أوكرانيا قد تفقد عدة ملايين من الأطنان من المحاصيل بسبب الفيضانات الناجمة عن تدمير السد. وقالت الوزارة في بيان: «دون مصدر لإمدادات المياه، من المستحيل زراعة الخضراوات. سنزرع الحبوب والبذور الزيتية باستخدام نموذج منخفض الغلة». وذكرت الوزارة أن تدمير السد هذا الأسبوع سيغرق عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية في جنوب أوكرانيا، ويمكن أن يحول ما لا يقل عن 500 ألف هكتار من الأراضي التي ستترك دون ري إلى «صحارٍ». وأضافت أن الأرض التي غمرتها الفيضانات ستتطلب تقييماً زراعياً كاملاً لحالة التربة، وفي معظم الحالات سيلزم استخدام طرق خاصة لإصلاح التربة. وقالت إن الأراضي المتضررة كانت تنتج في الأساس الخضراوات والحبوب والبذور الزيتية والبطيخ.

وأوكرانيا أكبر منتج ومصدر للحبوب والبذور الزيتية في العالم.

أوكرانيا تعتبر أكبر منتج ومصدر للحبوب والبذور الزيتية في العالم (رويترز)

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، خيرسون، وأشاد بجهود عناصر الإنقاذ والمتطوعين. وقال زيلينسكي: «في خيرسون، زرت نقطة عبور حيث يتم إجلاء السكان من المناطق التي غمرتها الفيضانات. مهمتنا هي حماية الأرواح ومساعدة الناس قدر الإمكان. أشكر عناصر الإنقاذ والمتطوعين. أشكر كل من شارك في هذا العمل».

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس خيرسون وأشاد بجهود عناصر الإنقاذ والمتطوعين (أ.ب)

وكتب زيلينسكي في تعليق مصاحب لتسجيل مصور لزيارته عبر تطبيق «تلغرام»: «نوقشت العديد من القضايا المهمة. الوضع التشغيلي في المنطقة نتيجة الكارثة وإجلاء السكان من مناطق الفيضانات المحتملة، وإنهاء حالة الطوارئ التي سببها انفجار السد، وتنظيم عمليات الدعم للمناطق المنكوبة». وأضاف أنهم ناقشوا أيضاً «آفاق إصلاح النظام البيئي في المنطقة وموقف العمليات العسكرية في منطقة الكارثة التي افتعلتها يد البشر». وقال الرئيس في منشور منفصل، مصحوب أيضاً بتسجيل مصور، إنه تفقد مفترق طرق حيث تجري عمليات إجلاء.

تواصل عمليات إجلاء آلاف من السكان (أ.ف.ب)

ونقلت وكالات روسية عن فلاديمير ليونتييف، رئيس بلدية نوفا كاخوفكا، قوله: «قضى خمسة أشخاص كانوا يرعون الماشية غرقاً». وأضافت الوكالات أن نحو 40 شخصاً نقلوا إلى المستشفيات.

قال زيلينسكي إن على منظمات الإغاثة الدولية أن تتخذ إجراءات فورية لمواجهة تداعيات تدمير السد الذي يُستخدم في توليد الطاقة الكهرومائية في أوكرانيا، مضيفاً أن أي منظمة لا تقدم المساعدة على الأرض فهي ببساطة لا تتمتع بالكفاءة.

زيلينسكي يقول إن على منظمات الإغاثة الدولية أن تتخذ إجراءات فورية لمواجهة تداعيات تدمير السد (أ.ف.ب)

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي المصور: «من الضروري أن تشارك المنظمات الدولية، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على الفور في عملية الإنقاذ ومساعدة الناس في الجزء المحتل من منطقة خيرسون». وتابع: «إذا كانت منظمة دولية غير حاضرة في منطقة الكارثة، فإن هذا يعني أنها غير موجودة على الإطلاق أو ليست لديها الكفاءة». وقال زيلينسكي إن السكان في مناطق تحتلها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا ليس لديهم ماء أو طعام أو خدمات طبية، وإن من المستحيل تحديد عدد الأشخاص الذين قد يموتون في تلك المناطق.

أجزاء من مدينة خيرسون التي غمرتها المياه (أ.ب)

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، أنّ بلاده سترسل في غضون ساعات «مساعدات لتلبية الاحتياجات العاجلة» لأوكرانيا. وكتب ماكرون على «تويتر» بعد مكالمة هاتفية مع زيلينسكي أنّ «فرنسا تدين هذا العمل الشنيع الذي يعرّض السكّان للخطر». وأضاف: «لقد أعربت للرئيس زيلينسكي عن تضامني مع شعبه بعد الهجوم على سدّ كاخوفكا».

من جهته، أوضح قصر الإليزيه، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، أنّ مركز الأزمات التابع لوزارة الخارجية الفرنسية سيرسل على وجه السرعة شحنة أولى من المساعدات زنتها 10 أطنان تشمل مواد صحّية وأخرى متعلقة بالنظافة والصرف الصحّي للمياه.

وبحسب وزارة الخارجية الفرنسية، فإنّ هذه الشحنة تشمل على وجه الخصوص «أجهزة لتنقية المياه، ومستلزمات للنظافة العائلية، و500 ألف قرص لتنقية المياه والعديد من خزّانات المياه».

وخلال محادثة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، أعرب ماكرون عن رغبته بتقديم مساعدات إنسانية للسكّان الأوكرانيين المتضرّرين من الفيضانات والمقيمين في الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش الروسي، بحسب ما أعلن الإليزيه.

قال مسؤولون إن الفيضانات ضربت أكثر من 20 متحفاً وموقعاً ثقافياً في منطقة خيرسون. ونشرت وزارة الثقافة الأوكرانية الأربعاء قائمة بالقطع الثقافية التي يقال إنها تضررت أو دمرت بالكامل بسبب مياه الفيضانات، ومعظمها على الجانب الجنوبي من نهر دنيبرو، في الأراضي التي تحتلها روسيا. كما نشرت الوكالة الحكومية الأوكرانية للتنمية السياحية خريطة بالمعالم السياحية ومناطق الترفيه الطبيعية المهددة الآن نتيجة للفيضانات. ووفقاً للوزارة، فإن المواقع المهددة بالانقراض تشمل قلعة تياكين التي تأسست في القرن الرابع عشر أو ما يسمى بمستوطنة بونياتيفسكي للعصر الحديدي، التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد.

ومن جانب آخر، قال الصليب الأحمر إن الألغام التي اقتلعتها المياه قد تشكل خطراً جسيماً على المدنيين لعقود مقبلة. كما جرفت المياه أيضاً عدداً لا يحصى من الألغام الأرضية التي زرعت خلال الحرب المستمرة منذ 15 شهراً، ولا أحد يعرف الآن مكانها، فربما ما زالت في حقول الألغام أو قد تكون عالقة في طين النهر أو في حقول وحدائق وطرق على مساحة شاسعة.

وقال إريك تولفسن، رئيس وحدة التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية: «من قبل كنا نعرف أين توجد المخاطر. الآن لا نعرف. كل ما نعرفه هو أنها في مكان ما صوب المصب». وأضاف تولفسن في مقطع صوتي: «نشعر بالرعب عندما نشاهد الأخبار الواردة»، مضيفاً أن ألغاماً من الحرب العالمية الثانية عثر عليها تحت الماء في الدنمارك عام 2015 وكانت لا تزال نشطة.

وخلفت الحرب في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كميات هائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة عبر مساحات شاسعة من البلاد، وهو خطر يحذر منه نشطاء منذ إرسال روسيا قوات في فبراير (شباط) من العام الماضي.

متطوعون يقومون بإنقاذ الناس والحيوات الأليفة من خيرسون (أ.ف.ب)

إلى جانب الألغام المضادة للأفراد، استخدم الجانبان كميات هائلة من قذائف المدفعية والألغام المضادة للدبابات. وقال تولفسن إن العدد المحدد للألغام في أوكرانيا غير واضح. وتابع قائلاً: «نحن نعلم فقط أن الأرقام ضخمة». وأشار تولفسن إلى أن مشكلة الألغام ليست بالضرورة عددها فحسب، ولكن المكان الذي زرعت فيه خاصة في بلد زراعي كبير مثل أوكرانيا. وقال إن المناطق الواقعة صوب مصب النهر بعد السد تحتوي على حقول ألغام مضادة للأفراد ومضادة للمركبات زرعها طرفا النزاع.

وحذرت سلطات عينتها روسيا تسيطر على جزء من منطقة خيرسون الأوكرانية السكان، اليوم الخميس، من الألغام التي تجرفها مياه الفيضانات في اتجاه مجرى النهر. وحذر مركز مواجهة الطوارئ المدعوم من روسيا في منطقة خيرسون من أن خطر «انجراف الألغام وأشياء خطرة أخرى أمر ممكن». وخيرسون من بين 5 مناطق في أوكرانيا أعلنت موسكو ضمها من جانب واحد. وأضاف: «بمجرد أن تنحسر المياه، سنبدأ على الفور في الاستكشاف الهندسي للمناطق. لكن في الوقت الحالي ننصح بتوخي الحذر قدر الإمكان».


مقالات ذات صلة

كازاخستان تؤكد أنها لا تساعد روسيا للتحايل على العقوبات

آسيا المستشار الألماني أولاف شولتس (يمين) يتحدث مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف بعد مؤتمرهما الصحافي في برلين، ألمانيا، 28 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

كازاخستان تؤكد أنها لا تساعد روسيا للتحايل على العقوبات

أعلن رئيس أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى الخميس في برلين أن بلاده (كازاخستان) تحترم نظام العقوبات الغربية المفروضة على موسكو رداً على غزو أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا لقاء بين زيلينسكي وستولتنبرغ في كييف الخميس (أ.ب)

أوكرانيا تطالب بتكثيف الدعم العسكري استعداداً لمعارك الشتاء

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، الخميس، ثلاث زيارات متزامنة لمسؤولين غربيين بارزين فيما عدته حكومة فولوديمير زيلينسكي تأكيداً للالتزام الغربي بأمنها.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في أثناء حضوره «حوار برلين العالمي» في ألمانيا 28 سبتمبر 2023 (رويترز)

المستشار الألماني يشيد بتعاون كازاخستان بشأن العقوبات على روسيا

أشاد المستشار الألماني أولاف شولتس بالجهود التي تبذلها كازاخستان، من أجل منع التحايل على العقوبات المفروضة على روسيا المجاورة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى مشاركته في اجتماع تمهيدي لإعلان الميزانية الجديدة، 18 سبتمبر (إ.ب.أ)

حرب أوكرانيا تلتهم ثلث موازنة روسيا العام المقبل

نصّ مشروع الموازنة في روسيا على زيادة الإنفاق على الدفاع في عام 2024 بنسبة 70 % تقريباً.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا وزير الدفاع الألماني يستقبل نظيره الإسرائيلي في برلين الخميس (أ.ف.ب)

ألمانيا تعقد صفقة «تاريخية» مع إسرائيل لشراء منظومة «سهم 3» الدفاعية

وقّعت ألمانيا على صفقة «تاريخية» مع إسرائيل لشراء منظومة «سهم 3» الدفاعية، وسط انتقادات فرنسية، ومن خبراء أسلحة حول جدوى المنظومة.

راغدة بهنام (برلين)

كييف تجمع حلفاء غربيين وتتمسك بعضوية «الناتو»


زيلينسكي لدى استقباله الأمين العام لـ{الناتو} في كييف أمس (أ.ب)
زيلينسكي لدى استقباله الأمين العام لـ{الناتو} في كييف أمس (أ.ب)
TT

كييف تجمع حلفاء غربيين وتتمسك بعضوية «الناتو»


زيلينسكي لدى استقباله الأمين العام لـ{الناتو} في كييف أمس (أ.ب)
زيلينسكي لدى استقباله الأمين العام لـ{الناتو} في كييف أمس (أ.ب)

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، أمس (الخميس)، ثلاث زيارات متزامنة لمسؤولين غربيين بارزين استغلّتها في المطالبة بتكثيف الدعم العسكري استعداداً لمعارك الشتاء.

واستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كييف، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، في زيارة تزامنت مع وصول وزير الدفاع البريطاني، ووزير الجيوش الفرنسي، إلى العاصمة الأوكرانية، في حين تستعدّ كييف، الجمعة، لاستضافة منتدى دولي مكرَّس لصناعات الدفاع.

وكرّس زيلينسكي وستولتنبرغ جزءاً من المباحثات لملف انضمام كييف إلى «الناتو»، التي اعتبر الرئيس الأوكراني أنها «مسألة وقت فقط». من جهته، رأى ستولتنبرغ أن كييف «أقرب إلى الحلف من أي وقت مضى»، متحفّظاً عن تحديد أي جدول زمني، في ظلّ تباين مواقف الدول الأعضاء بـ«الناتو».

وفي موسكو، عرضت الحكومة مشروع موازنة يزيد النفقات العسكرية بنسبة 68 في المائة، خلال 2024، مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 10800 مليار روبل (106 مليارات يورو بسعر الصرف الحالي). وبرّر «الكرملين» هذا التوجه بمتطلبات المرحلة الحالية. وقال الناطق الرئاسي، ديمتري بيسكوف، رداً على سؤال حول الزيادة، إن «روسيا تُواصل عمليتها العسكرية، وتعيش في حالة حرب هجينة».

في سياق متصل، اتهمت بيلاروسيا، أمس، مروحية بولندية بانتهاك مجالها الجوي مرتين، في حادث جديد بين البلدين المجاورين على وقع توتر شديد. ووقع حادث مماثل عند الحدود البيلاروسية، في الأول من سبتمبر (أيلول)، حين نفّذت مروحية عسكرية بولندية من طراز «إم. آي-24» توغلاً قصيراً، وفق مينسك.


معلوف أميناً عامّاً «أبدياً» للأكاديمية الفرنسية

أمين معلوف يتحدث للصحافة عقب انتخابه في مقعد هيلين كارير دانكوس (إ.ب.أ)
أمين معلوف يتحدث للصحافة عقب انتخابه في مقعد هيلين كارير دانكوس (إ.ب.أ)
TT

معلوف أميناً عامّاً «أبدياً» للأكاديمية الفرنسية

أمين معلوف يتحدث للصحافة عقب انتخابه في مقعد هيلين كارير دانكوس (إ.ب.أ)
أمين معلوف يتحدث للصحافة عقب انتخابه في مقعد هيلين كارير دانكوس (إ.ب.أ)

فاز الكاتب والروائي اللبناني ــ الفرنسي أمين معلوف في الانتخابات التي جرت بعد ظهر أمس (الخميس) لتعيين الأمين العام «الأبدي» (مدى الحياة) الجديد للأكاديمية الفرنسية، المؤسسة المولجة حماية اللغة الفرنسية وتطويرها، التي تعد أرقى المنظمات الثقافية الفرنسية بالنظر إلى أن تأسيسها يعود للقرن السابع عشر.

وتنافس معلوف الذي يكتب باللغة الفرنسية والحائز سابقا «جائزة غونكور» الأدبية في العام 1993 التي تعد هي الأخرى من أرقى الجوائز الأدبية في فرنسا، مع الدبلوماسي والطبيب والروائي جان ــ كريستوف ريفان، الحائز هو أيضا «جائزة غونكور» عام 2001.

وحصل معلوف على 24 صوتاً فيما حصل منافسه ريفان على 8 أصوات ما يعد انتصاراً باهراً على «صديقه» ريفان. وبذلك يحل صاحب روايات «صخرة طانيوس» و«ليون الأفريقي» و«سمرقند» في مقعد الأمانة العامة الذي كانت تشغله حتى وفاتها بداية شهر أغسطس (آب) الماضي، المؤرخة والكاتبة السياسية هيلين كارير دانكوس.


3 قتلى بإطلاق نار مزدوج في مدينة روتردام الهولندية

الشرطة في مسرح الجريمة بروتردام (د.ب.أ)
الشرطة في مسرح الجريمة بروتردام (د.ب.أ)
TT

3 قتلى بإطلاق نار مزدوج في مدينة روتردام الهولندية

الشرطة في مسرح الجريمة بروتردام (د.ب.أ)
الشرطة في مسرح الجريمة بروتردام (د.ب.أ)

قُتل ثلاثة أشخاص بعد أن فتح مسلح يرتدي ملابس قتالية وسترة واقية من الرصاص النار في منزل ومستشفى في مدينة روتردام الهولندية الخميس.

وقالت الشرطة الهولندية إن دافع الهجوم لا يزال مجهولا. وألقي القبض على مطلق النار البالغ 32 عاما والذي أضرم النار أيضا في المنزل والمستشفى، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وصرح قائد الشرطة فريد فيستربيكي أن الرجل اقتحم منزلا في المدينة الساحلية أولا وفتح النار ما أسفر عن مقتل امرأة تبلغ 39 عاما وإصابة ابنتها البالغة 14 عاما بجروح خطرة أدت إلى وفاتها في وقت لاحق.

ثم انتقل إلى أحد الفصول الدراسية في مستشفى جامعة «إيراسموس إم سي» وأطلق النار على مدرّس يبلغ 46 عاما، قبل أن يشعل حريقا آخر في المنشأة، مما أثار الذعر.

أشخاص في محيط المركز الطبي حيث حصل إطلاق النار في روتردام (رويترز)

واقتحمت وحدة خاصة من الشرطة المستشفى، فيما هرع إلى خارج المبنى مسعفون مذعورون يرتدون سترات بيضاء وهم يدفعون مرضى على كراس متحركة ونقالات.

وتم توقيف مطلق النار بعد ذلك، وقال المدعي العام هوغو هيلينار للصحافيين إن المشتبه به كان يتعاون مع الشرطة بعد توقيفه.

وأضاف هيلينار «لا نستطيع أن نقول أي شيء عن دوافع هذا العمل المروّع في هذا الوقت. التحقيق لا يزال جاريا».

وأفادت السلطات بأنها تعتقد أن المشتبه به كان يحمل سلاحا ناريا واحدا فقط وليس هناك ما يشير إلى أن له شركاء.

وأوضحت الشرطة أن المشتبه به، وهو طالب في المنشأة، كان معروفا لدى السلطات بسبب إدانته بإساءة معاملة الحيوانات.

ويجري التحقيق لمعرفة ما إذا كان طالبا لدى المدرّس الذي أرداه بالرصاص. وتعتقد السلطات أن المرأة وابنتها كانتا جارتين مقربتين للمشتبه به، ما دفع ويستربيكي إلى التحدث عن «هجومين محددي الأهداف».

وكانت الشرطة قد وصفت المشتبه به في وقت سابق بأنه يرتدي ملابس قتالية، طويل القامة وشعره أسود ويحمل حقيبة ظهر.

من جهته، قال رئيس بلدية روتردام أحمد أبو طالب «أنا غاضب وحزين». وأضاف في تصريح للصحافيين «صدمنا هذا الحادث المروع... المشاعر في المدينة متأججة».

وقال طالب طبّ في تصريح لقناة «آر تي إل نيوز»: «في البداية وقع إطلاق نار في الطابق الرابع. أطلقت أربعة أو خمسة عيارات. ثم ألقيت زجاجة حارقة على المركز التعليمي».

وقال رئيس الوزراء مارك روته في بيان على موقع «إكس»: «قلبي مع ضحايا العنف وأحبائهم وكل من شعروا بالخوف الشديد».

وأعرب الملك فيليم ألكسندر والملكة ماكسيما عن تضامنهما مع أقرباء الضحايا.

وكثيرا ما تشهد روتردام عمليات إطلاق نار تعزى عادة إلى تصفية حسابات بين عصابات مخدرات متنافسة.


أكثر من 70 ألفاً يفرون من كاراباخ إلى أرمينيا

أطفال يجلسون على الرصيف، بينما يتجمع سكان وسط ستيباناكيرت لمغادرة ناغورنو كاراباخ التي يسكنها أرمن، 25 سبتمبر 2023 (رويترز)
أطفال يجلسون على الرصيف، بينما يتجمع سكان وسط ستيباناكيرت لمغادرة ناغورنو كاراباخ التي يسكنها أرمن، 25 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

أكثر من 70 ألفاً يفرون من كاراباخ إلى أرمينيا

أطفال يجلسون على الرصيف، بينما يتجمع سكان وسط ستيباناكيرت لمغادرة ناغورنو كاراباخ التي يسكنها أرمن، 25 سبتمبر 2023 (رويترز)
أطفال يجلسون على الرصيف، بينما يتجمع سكان وسط ستيباناكيرت لمغادرة ناغورنو كاراباخ التي يسكنها أرمن، 25 سبتمبر 2023 (رويترز)

قالت أرمينيا إن أكثر من 70 ألف شخص توافدوا مع أغراضهم وسياراتهم من منطقة ناغورنو كاراباخ التي يبلغ عدد سكانها 120 ألفاً تقريباً، باتجاه أرمينيا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلنت جمهورية ناغورنو كاراباخ، المعلنة من جانب واحد، الخميس، أنها «ستزول من الوجود» في نهاية العام، بعدما منيت بهزيمة عسكرية من أذربيجان، دفعت أكثر من نصف سكانها إلى الفرار، منهية بذلك حلم الاستقلال.

وأصدر الزعيم الانفصالي للإقليم، سامفيل شهرمانيان، مرسوماً يأمر بحل جميع مؤسسات الدولة بحلول نهاية العام، قائلاً إن ناغورنو كاراباخ «ستزول من الوجود» اعتباراً من الأوّل من يناير (كانون الثاني) 2024.

أرمن من ناغورنو كاراباخ يجلسون بعد وصولهم إلى غوريس في منطقة سيونيك، أرمينيا، الخميس، 28 سبتمبر 2023 (أ.ب)

ويبدو أن الستار أُسدل بذلك على واحد من أكثر «النزاعات المجمّدة» طولاً في العالم، الذي بدت تسويته مستعصية، حيث فشلت الإدارات الأميركية المتعاقبة، على غرار المسؤولين الأوروبيين، في حلّه في جولات متواصلة من المحادثات.

غير أن الإعلان فاقم الغضب في يريفان.

واتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الخميس، أذربيجان بتنفيذ حملة «تطهير عرقي» في ناغورنو كاراباخ، مؤكداً أنه لن يبقى أي أرميني في الإقليم «في الأيام المقبلة».

وانتهى الهجوم الأذربيجاني الخاطف بهدنة في 20 سبتمبر (أيلول)، تعهّد فيها الانفصاليون الأرمن تسليم أسلحتهم والدخول في محادثات بهدف «إعادة دمج» ناغورنو كاراباخ.

سكان يجلسون داخل حافلة في وسط ستيباناكيرت التي يسكنها الأرمن قبل مغادرة ناغورنو كاراباخ، 25 سبتمبر 2023 (رويترز)

وأُجريت جولتان من المحادثات، فيما عملت القوات الأذربيجانية بشكل منهجي مع قوات حفظ السلام الروسية على جمع أسلحة الانفصاليين، ودخول بلدات ظلّت خارجة عن سيطرة باكو منذ القتال الأول بين الطرفين في المنطقة في التسعينات.

وبدأت القوات الأذربيجانية تقترب من أطراف ستيباناكيرت، التي كان يعتبرها الانفصاليون الأرمن «عاصمة» منطقة ناغورنو كاراباخ.

وجاء في المرسوم، الذي أصدره شهرمانيان من ستيباناكيرت، أن على السكان أن «يتعرفوا على شروط إعادة الاندماج» التي طرحتها أذربيجان، واتّخاذ «قرار فردي ومستقل» بشأن إن كانوا سيبقون.

وأعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الخميس، أنه «أخذ علماً» بحلّ السلطات الانفصالية نفسها في ناغورنو كاراباخ.

الشرطة الأرمينية تنظم مرور الفارين من منطقة ناغورنو كاراباخ بعد عبورهم الحدود الأذربيجانية الأرمينية، 28 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

تطهير عرقي

الأحد، أعادت أذربيجان فتح الطريق الوحيدة الرابطة بين ناغورنو كاراباخ وأرمينيا، وهو ممر لاتشين الذي تحرسه قوات حفظ سلام روسية، بعد 4 أيام على موافقة القوات الانفصالية الأرمينية على إلقاء سلاحها وتفكيك جيشها.

مذاك، توافد أكثر من 70 ألف شخص مع أغراضهم وسياراتهم من المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 120 ألفا تقريباً باتجاه أرمينيا، وفق يريفان.

الخميس، قال باشينيان لأعضاء حكومته: «يظهر تحليلنا أنه لن يبقى هناك أرمن في ناغورنو كاراباخ في الأيام المقبلة. يشكّل ذلك تطهيراً عرقياً حذّرنا المجتمع الدولي منه منذ مدة طويلة».

غير أن وزارة الخارجية الأذربيجانية قالت، الخميس، إن باشينيان «يدرك تماماً أن السكان الأرمن يتركون ناغورنو كاراباخ بمحض إرادتهم».

وتابعت: «على العكس، ندعو السكان الأرمن إلى عدم مغادرة منازلهم، وإلى أن يصبحوا جزءاً من مجتمع أذربيجان المتعدد الإثنيات».

وأشار الكرملين، الخميس، إلى أنه «لا يرى سبباً» يدعو الأرمن للفرار من المنطقة.

يتجمع أشخاص من القومية الأرمينية في وسط ستيباناكيرت، ناغورنو كاراباخ، على أمل المغادرة إلى أرمينيا، يوم الاثنين، 25 سبتمبر 2023 (أ.ب)

وأعلن هذا الجيب ذو الغالبية الأرمينية، الذي ألحقته السلطات السوفياتية بأذربيجان عام 1921، استقلاله من جانب واحد عام 1991.

وشهدت المنطقة حربين بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين؛ أذربيجان وأرمينيا، الأولى من 1988 إلى 1994 (30 ألف قتيل)، والأخرى في خريف 2020 (6500 قتيل).

وكانت أذربيجان قد وافقت على السماح للانفصاليين الذي يلقون أسلحتهم بالمغادرة إلى أرمينيا بموجب اتفاقية لوقف إطلاق النار تم التوصل إليها الأربعاء الماضي.

غير أن مصدراً حكومياً أذربيجانياً قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن حرس الحدود يبحثون أيضاً عن أشخاص متهمين بارتكاب «جرائم حرب» يتعين أن يمثلوا أمام المحاكمة.

أرمن فارون من ناغورنو كاراباخ يستريحون على جانب الطريق بعد عبور الحدود مع أذربيجان، بالقرب من قرية كورنيدزور، أرمينيا، 28 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

وأمرت محكمة أذربيجانية، الخميس، بوضع الزعيم الانفصالي السابق روبن فاردانيان قيد الحبس الاحتياطي، عقب اتهامه بتمويل الإرهاب وارتكاب جرائم أخرى.

وتصل عقوبة هذه التهم إلى السجن 14 عاماً بحق الملياردير فاردانيان، الذي ترأس حكومة ناغورنو كاراباخ من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 حتى فبراير (شباط) 2023.

ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة، الخميس، إلى احترام حقوق فاردانيان، بعدما وضعته أذربيجان في الحبس الاحتياطي.

واتهم رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، الخميس، حرس الحدود الأذربيجانيين بـ«تنفيذ اعتقالات غير قانونية» بحق أرمن يحاولون الفرار من ناغورنو كاراباخ.

يحاول سكان أرمن من مدينة ستيباناكيرت المغادرة في سياراتهم، نحو أرمينيا، 24 سبتمبر 2023 (رويترز)

بوادر أزمة مع موسكو

انتقد رئيس الوزراء الأرميني روسيا، ما قد يؤدي إلى أزمة بين يريفان وحليفتها التقليدية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واتهم باشينيان موسكو بالفشل في وقف هجوم باكو، ووصف التحالفات الأمنية الحالية لبلده بأنها «غير فعالة». كما حثّ البرلمان على المصادقة على عضوية أرمينيا في المحكمة الجنائية الدولية، في جلسة من المقرر أن تبدأ الأربعاء.

كانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية عمليات ترحيل قسرية لأطفال في أوكرانيا.

وقال الكرملين إنه سيتعامل مع عضوية أرمينيا في المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها عملاً «عدائياً للغاية».

لكن يريفان حصلت على التزام سياسي مهم بالدعم من رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس آيد) سامانثا باور التي تزور أرمينيا.

وقالت باور، في بيان أعلنت فيه نشر فريق أميركي للاستجابة للكوارث في المنطقة، إن «العملية العسكرية غير المقبولة التي جرت الأسبوع الماضي أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً».


كوسوفو تطالب بفرض عقوبات دولية على صربيا

كوسوفو تطالب بفرض عقوبات دولية على صربيا
TT

كوسوفو تطالب بفرض عقوبات دولية على صربيا

كوسوفو تطالب بفرض عقوبات دولية على صربيا

طالبت كوسوفو، الخميس، بفرض عقوبات دولية على صربيا، مؤكدة أن بلغراد كانت وراء المجموعة المسلحة التي يشتبه في أنها قتلت شرطياً كوسوفياً، الأحد.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي أمام البرلمان: «يجب معاقبة صربيا على ذلك».

وأضاف أنه في حال لم تفرض عقوبات عليها «ستعيد الكرة»؛ لأن «الترسانة العسكرية للمحترفين الصرب الذين هاجموا في بانيسكا كانت مؤلفة من أسلحة أتت من صربيا»، في إشارة إلى الترسانة الكبيرة التي تقول سلطات كوسوفو إنها ضبطتها في هذه البلدة الواقعة في شمال كوسوفو، خلال عملية ضد هذه المجموعة بعد قتل شرطي من ألبان كوسوفو في كمين.

وجاء في قائمة نشرها كورتي أن الترسانة كانت تضم آلية مصفحة وقنابل يدوية وبنادق كلاشينكوف وقاذفات صاروخية، بقيمة ملايين عدة من اليوروهات.

وتنفي بلغراد منذ البداية اتهامات بريشتينا.

وقُتل الشرطي، الأحد، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع صربيا خلال دورية. وأعقب ذلك تبادل لإطلاق النار استمر لساعات بين شرطة كوسوفو والمجموعة المسلحة المدججة بالسلاح، والمؤلفة من عشرات الرجال الذين تحصنوا في دير.

وقتل ثلاثة منهم وأوقف ثلاثة آخرون، فيما مصير البقية لا يزال مجهولاً. وتؤكد كوسوفو أن كثراً منهم موجودون في صربيا، ويعالجون في أحد مستشفيات جنوب البلاد.

وأججت أعمال العنف هذه التوترات بين كوسوفو وصربيا التي لم تعترف يوماً باستقلال هذا الإقليم الصربي السابق في عام 2008.

واعتبرت بلغراد الرجال الثلاثة الذين قتلوا، «شهداء»، وأعلنت يوم حداد وطني. ومساء الأربعاء، تجمع مئات الأشخاص في كاتدرائية القديسة سافا في بلغراد؛ لإحياء ذكراهم.

ونشر لاعب كرة المضرب الصربي المصنف أول عالمياً نوفاك ديوكوفيتش عبر «إنستغرام» صورة لهذا التجمع الذي رفعت خلاله صور الرجال الثلاثة.

وندت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خصوصاً، بأعمال العنف هذه، مع دعوتهما صربيا وكوسوفو إلى اتخاذ «تدابير عاجلة»؛ لخفض مستوى العنف ومنسوب التوتر.


النيابة السويدية تطلب السجن لرجل أعمال بتهمة التجسس لصالح روسيا

علم السويد في أحد شوارع أستوكهولم (رويترز)
علم السويد في أحد شوارع أستوكهولم (رويترز)
TT

النيابة السويدية تطلب السجن لرجل أعمال بتهمة التجسس لصالح روسيا

علم السويد في أحد شوارع أستوكهولم (رويترز)
علم السويد في أحد شوارع أستوكهولم (رويترز)

طلب المدعي العام السويدي اليوم الخميس عقوبة السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات بحق رجل أعمال روسي سويدي يشتبه في تزويده روسيا بتقنيات غربية بشكل غير قانوني.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يتهم سيرغي سكفورتسوف الذي استقر في السويد مع زوجته في التسعينات، باستخدام شركات استيراد وتصدير المكونات الإلكترونية التي كان يديرها في أنشطته التجسسية.

جرت محاكمته بتهمة «أنشطة استخباراتية غير قانونية» تلحق الضرر بالسويد والولايات المتحدة، خلف أبواب مغلقة منذ أن بدأت أمام محكمة أستوكهولم في الرابع من سبتمبر (أيلول).

وقال المدعي العام هنريك أولين خلال مرافعاته الختامية إن سكفورتسوف عميل مكلف بإمداد المجمع العسكري الروسي وأجهزته الاستخبارية بالمعلومات، وأضاف أن سكفورتسوف وشركتيه جزء من هذا النظام.

ومن جانبه، أكد المتهم الذي كان يرتدي بدلة داكنة براءته وأنه رجل أعمال سعى للحصول على تراخيص لتصدير معداته.

ووفقا للمدعي العام، كان الهدف من هذه التراخيص «إضفاء طابع شرعي» على نشاطاته لكنه استخدم أسماء مزيفة لشركاء تجاريين، ولم يقدم معلومات عن المواد المصدرة وقدم معلومات كاذبة عن المستخدمين النهائيين.

ولذلك طلب الحكم عليه بالسجن بين «أربع سنوات ونصف إلى خمس سنوات».

لائحة الاتهام

عثر المحققون السويديون على بريد إلكتروني من وزارة الدفاع الروسية أرسل إلى سكفورتسوف كما عثروا على أجهزة كمبيوتر وأقراص مدمجة و (يو إس بي) لتخزين البيانات وهواتف محمولة في منزله، ضمن 81 قطعة من الأدلة التي تم الكشف عنها في لائحة الاتهام.

وطلبت أولريكا بورغ محامية سكفورتسوف إطلاق سراح موكلها، باعتبار أن التحقيق لم يثبت أن السويدي الروسي ينتمي إلى النظام الروسي.

وأضافت «لقد أكد أنه رجل أعمال وله اتصالات عديدة في مجالات مختلفة من الخضراوات إلى وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس».

وأضافت المحامية «اختار الادعاء أشخاصا يزعم أنهم أعضاء في الاستخبارات الروسية أو مرتبطون بها وذلك ببساطة لأنهم يعيشون في الشارع نفسه».

ويتوقع أن يصدر الحكم في هذه القضية في 26 أكتوبر (تشرين الأول).


أوكرانيا تطالب بتكثيف الدعم العسكري استعداداً لمعارك الشتاء

زيلينسكي لدى استقباله أمين عام الناتو في كييف الخميس (أ.ب)
زيلينسكي لدى استقباله أمين عام الناتو في كييف الخميس (أ.ب)
TT

أوكرانيا تطالب بتكثيف الدعم العسكري استعداداً لمعارك الشتاء

زيلينسكي لدى استقباله أمين عام الناتو في كييف الخميس (أ.ب)
زيلينسكي لدى استقباله أمين عام الناتو في كييف الخميس (أ.ب)

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، الخميس، ثلاث زيارات متزامنة لمسؤولين غربيين بارزين استغلّتها في المطالبة بتكثيف الدعم العسكري استعداداً لمعارك الشتاء.

واستقبل الرئيس الأوكراني في كييف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، في زيارة تزامنت مع وصول وزير الدفاع البريطاني ووزير الجيوش الفرنسي إلى العاصمة الأوكرانية. فيما تستعد كييف، الجمعة، لاستضافة منتدى دولي مكرّس لصناعات الدفاع.

وزير الجيوش الفرنسي يزور «حائط الذكرى» لتكريم القتلى في صفوف الجيش الأوكراني الخميس (إ.ب.أ)

وكرّس زيلينسكي وستولتنبرغ جزءاً من المباحثات لملف انضمام كييف إلى الناتو، الذي عدهّ الرئيس الأوكراني أنه «مسألة وقت فقط». من جهته، رأى ستولتنبرغ أن كييف «أقرب إلى الحلف من أي وقت مضى»، متحفّظاً عن تحديد أي جدول زمني في ظلّ تباين مواقف الدول الأعضاء في «الناتو».

ولطالما حذّرت روسيا من أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي يشكل «خطا أحمر». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برر «عمليته العسكرية» في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 بعزم «الناتو» على استخدام أوكرانيا نقطة انطلاق لمحاصرة روسيا.

أطماع «إمبريالية»

وندّد ستولتنبرغ بـ«الهذيان الإمبريالي» لموسكو، ويرى أن «الأوكرانيين يقاتلون من أجل عائلاتهم (...) وحريتهم». كما أشاد بالتقدم الذي أحرزه الهجوم الأوكراني في الفترة الأخيرة، مع أنه يبقى محدوداً في جنوب البلاد وشرقها. وقال ستولتنبرغ مخاطبا زيلينسكي: «اليوم قواتكم تتقدم. وتشارك في معارك شرسة، إلا أنها تتقدم تدريجياً». وأشار إلى أن تحالفاً يضم حوالي خمسين دولة وعد منذ بداية النزاع بمساعدة عسكرية لكييف بقيمة مائة مليار يورو تقريبا، نصفها من الولايات المتحدة.

لقاء بين زيلينسكي وستولتنبرغ في كييف الخميس (أ.ب)

من جانبه، شدّد زيلينسكي الذي يواجه في بعض العواصم تراجعاً في العزم على دعم أوكرانيا، الخميس، على أن بلاده بحاجة إلى مزيد من الدعم ولا سيما الحصول على دفاعات جوية. وتوقع زيلينسكي أن تهاجم موسكو منشآت الطاقة خلال الشتاء لإغراق الأوكرانيين في العتمة والبرد، على غرار ما فعلت العام الماضي. وأكد الرئيس الأوكراني أنه قد «وافق الأمين العام (للناتو) على بذل جهود لمساعدتنا (...) في سبيل حشد صفوف أعضاء الحلف».

المساعدات العسكرية

خلال الأسابيع القليلة الماضية، كثّف زيلينسكي الذي عاد قبل أيام من جولة خارجية شملت الولايات المتحدة وكندا، مباحثاته مع حلفائه الغربيين، مجدداً مطالب بلاده على صعيد المساعدة العسكرية. وباشرت أوكرانيا، في يونيو (حزيران)، هجوماً مضاداً تواجه فيه صعوبات في محاولة لاستعادة الأراضي التي احتلها الجيش الروسي، لكنّها تؤكد أنها بحاجة إلى دعم إضافي لصد روسيا.

الوفد البريطاني برئاسة وزير الدفاع الجديد خلال محادثات مع مسؤولين أوكرانيين بكييف الخميس (رويترز)

وفي هذا الصدد، زار وزير الجيوش الفرنسية سيبستيان لوكورنو كييف، الخميس، برفقة صناعيين في مجال الدفاع للبحث في تطور المساعدة الفرنسية لأوكرانيا، وفي التعاون الصناعي في إطار النزاع الذي يبدو أنه سيطول. فيما استقبل وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف نظيره البريطاني غرانت شابس، وشكر له «دعمه الثابت»، مضيفاً أنه «يركز على (مسألة) الدفاعات الجوية والمدفعية والأنظمة المضادة للمسيّرات». وقال أوميروف إن بلاده مستعدة لحلول الشتاء، مشددا «نحن أقوى معا».


المستشار الألماني يشيد بتعاون كازاخستان بشأن العقوبات على روسيا

المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في أثناء حضوره «حوار برلين العالمي» في ألمانيا 28 سبتمبر 2023 (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في أثناء حضوره «حوار برلين العالمي» في ألمانيا 28 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

المستشار الألماني يشيد بتعاون كازاخستان بشأن العقوبات على روسيا

المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في أثناء حضوره «حوار برلين العالمي» في ألمانيا 28 سبتمبر 2023 (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في أثناء حضوره «حوار برلين العالمي» في ألمانيا 28 سبتمبر 2023 (رويترز)

أشاد المستشار الألماني أولاف شولتس بالجهود التي تبذلها كازاخستان، من أجل منع التحايل على العقوبات المفروضة على روسيا المجاورة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.

وفي أعقاب لقاء مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، قال شولتس في برلين، اليوم الخميس، إنه أمر «جيد ومفيد» أن تتخذ الحكومة الكازاخستانية إجراءات مضادة، وأردف: «هذا مهم بالنظر إلى القرار الذي اتخذناه».

كانت بعض الصادرات إلى روسيا من دول في منطقة آسيا الوسطى مثل كازاخستان، ارتفعت على نحو ملحوظ بعد بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، وهو ما عزز الاشتباه في محاولة شركات من دول غربية الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو عبر هذه الدول.

تجدر الإشارة إلى أن كازاخستان، الجمهورية السوفياتية السابقة، لها حدود مع روسيا تمتد لمسافة 7000 كيلومتر، وهي أطول حدود برية في العالم.

من جانبه، أكد توكاييف أن بلاده تدعم نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي والدول الغربية الأخرى، وقال: «لا ينبغي للجانب الألماني أن يتخوف من إمكانية أن يتم القيام بشيء من جانبنا للتحايل على العقوبات»، وذلك حسب الترجمة الرسمية لتصريحات توكاييف.

وتأتي المحادثات بين توكاييف وشولتس قبيل لقاء يعتزم المستشار الألماني عقده، الجمعة، مع رؤساء كل الدول الخمس في منطقة آسيا الوسطى، وهي جمهوريات سوفياتية سابقة (كازاخستان وقيرغيزستان وطاجكستان وتركمانستان وأوزبكستان).

وتسعى ألمانيا إلى توسيع نطاق اتصالاتها مع هذه الدول الخمس التي تخضع لنفوذ قوي من جانب روسيا حتى الآن.

وتقدم هذه المنطقة مواد خام مهمة لألمانيا.

وتتعرض بعض هذه الدول لانتقادات دولية بسبب انتهاكاتها الخطيرة لحقوق الإنسان، وعلى سبيل المثال تعدّ جمهورية تركمانستان الغنية بالغاز دولة ديكتاتورية معزولة، على غرار كوريا الشمالية.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها شولتس رؤساء الدول الخمس معاً بهذه الصيغة، ومن المقرر بعد هذا الاجتماع حضور مأدبة عشاء مشتركة يليها عقد لقاءات ثنائية ستتناول تعزيز التعاون الإقليمي والاقتصادي.


بيلاروسيا تتهم بولندا بانتهاك مجالها الجوي مرتين

منطقة عسكرية في بيلاروسيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
منطقة عسكرية في بيلاروسيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

بيلاروسيا تتهم بولندا بانتهاك مجالها الجوي مرتين

منطقة عسكرية في بيلاروسيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
منطقة عسكرية في بيلاروسيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

اتهمت بيلاروسيا، حليفة موسكو، اليوم الخميس، مروحية بولندية بانتهاك مجالها الجوي مرتين، في حادث جديد بين البلدين المجاورين على وقع توتر شديد.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت وزارة الدفاع البيلاروسية عبر «تلغرام» إنه قرابة الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش عبرت الطائرة حدود بيلاروسيا بعمق كيلومتر ونصف. وفي الساعة 13:22 بتوقيت غرينتش انتهكت المروحية مجددا حدود الدولة بعدما توغلت نحو 300 متر.

وأضافت الوزارة أنها «تعد مذكرة في هذا الصدد» بالتعاون مع وزارة الخارجية في بيلاروسيا.

ووقع حادث مماثل عند الحدود البيلاروسية في الأول من سبتمبر (أيلول) حين نفذت مروحية عسكرية بولندية من طراز «إم إي-24» توغلاً قصيراً، بحسب مينسك.

وتصاعد التوتر بين بيلاروسيا المتحالفة مع موسكو وبولندا العضو في حلف شمال الأطلسي منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 والأزمة مع الغرب.

وتتبادل سلطات البلدين بانتظام الاتهامات باستفزازات عسكرية.

وبولندا قلقة خصوصاً من وجود مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية في بيلاروسيا، وتتهم مينسك بمساعدة مهاجرين في عبور الحدود في شكل غير قانوني بهدف زعزعة استقرار الدول الأوروبية المجاورة.

من جهتها، تتهم مينسك هذه الدول بالتعامل بوحشية مع من يحاولون اجتياز الحدود.


كرواتيا تسجل ارتفاعاً كبيراً في الهجرة غير الشرعية

انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)
انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)
TT

كرواتيا تسجل ارتفاعاً كبيراً في الهجرة غير الشرعية

انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)
انضمت كرواتيا إلى فضاء شنغن في 2023 حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر بحرية (أ.ف.ب)

أعلن قائد شرطة الحدود زوران نيسينو الخميس أن كرواتيا سجلت زيادة بنسبة 140 في المائة بالهجرة غير الشرعية مقارنة بالعام الماضي، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نيسينو إن أكثر من 54500 شخص عبروا الحدود الكرواتية بشكل غير قانوني، مضيفاً «لقد تقدموا جميعا بطلب لجوء مما يثبت أن المهربين والمهاجرين على دراية بالنظام الأوروبي ويعرفون أنهم قادرون على التنقل بحرية».

حقائق

أكثر من 54 ألف شخص

عبروا الحدود الكرواتية بشكل غير قانوني

وانضمت كرواتيا التي تعد 3.8 مليون نسمة إلى فضاء شنغن في عام 2023؛ حيث يمكن لأكثر من 400 مليون شخص السفر داخله بحرية من دون ضوابط حدودية داخلية.

وكانت البلاد أحد الممرات على طريق البلقان الذي سلكه آلاف الرجال والنساء والأطفال الفارين من الحروب بين عامي 2015 و2016.

وبعد عشر سنوات لا تزال أعداد أقل من المهاجرين تسلكه وتصل إلى كرواتيا من البوسنة أو صربيا.

وفي سلوفينيا على الجانب الآخر من الحدود، تضاعف عدد المهاجرين ثلاث مرات في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

وأشار وزير الداخلية السلوفيني بوستيان بوكلوكار إلى أنه من غير الوارد حاليا إعادة فرض رقابة على الحدود، لكن عدد الدوريات ازداد «في الأماكن الأكثر أهمية».

الطرد غير القانوني

وحذرت عدة جمعيات من عمليات الطرد غير القانوني للمهاجرين في كرواتيا - بمن فيهم الأطفال - ومن عدم توافر أماكن لاستقبال طالبي اللجوء.

وتم توثيق أكثر من 1700 حالة طرد غير قانوني هذا العام، ويقول أكثر من نصف المهاجرين الذين شملهم استطلاع إنهم تعرضوا «للعنف الجسدي أو الإهانة أو السرقة» وفقا لمركز دراسات السلام، وهي منظمة محلية.

وتتهم المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام كرواتيا بانتظام بإبعاد المهاجرين بعنف عند الحدود.

ولطالما نفت زغرب ذلك، رغم تأكيد شرطيين ابتداء من عام 2021، هذه الاتهامات في الصحافة.