تبادل الطرفان الروسي والأوكراني الاتهامات حول تفجير سد نوفا كاخوفكا الضخم، اليوم (الثلاثاء)، وهو سد كهرمائي مُقام على نهر دنيبرو في منطقة خيرسون، وقد غمرت المياه بالفعل العديد من القرى المجاورة.
ووفق تقرير محدث نشرته اليوم صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، يوفر هذا السد الذي هو بنية تحتية استراتيجية، المياه لجزء كبير من جنوب أوكرانيا. كما ينظم مياه النهر، ويخلق بحيرة صناعية لري المنطقة، للحفاظ على درجة حرارة مفاعلات محطة زابوريجيا للطاقة النووية، ولكن أيضاً لنقل المياه إلى شبه جزيرة القرم.
أشار التقرير إلى أن هذا البناء استراتيجي للغاية لكل من كييف وموسكو. وسرعان ما فهم الروس ذلك واستولوا عليه منذ الساعات الأولى من «العملية العسكرية الخاصة». في أغسطس (آب)، بينما كانت أوكرانيا تستعد لهجماتها المضادة في الشمال الشرقي والجنوب، أدى القصف المنسوب إلى قوات كييف إلى إحداث أضرار في السد، فتوقفت العديد من التوربينات. في أكتوبر (تشرين الأول)، وسط هجوم واسع النطاق (أوكراني) في الجنوب، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا، بتقويض السد و«الإعداد عن قصد لكارثة واسعة النطاق».
ويرجح باسكال لو بوتروما، الجيوسياسي والدكتور في التاريخ المعاصر والعلاقات الدولية، أن التفجير الأخير للسد سيعيق الهجوم الأوكراني المضاد، وسيواجه الأوكرانيون مباشرة العديد من النتائج السلبية الناتجة عن تفجير السد.
كما أنه بالإضافة إلى النزوح السكاني الهائل الذي سيحدثه التفجير على ضفتي نهر دنيبرو بسبب فيضان المياه، ستشهد المنطقة (خيرسون) بالتأكيد كارثة بيئية، لأن المناطق المحيطة بها سوف تجد نفسها غارقة بالمياه، حسب التقرير.
هل محطة زابوريجيا للطاقة النووية مهددة؟
أوضح التقرير أن سكان إقليم خيرسون قد يواجهون خطرين آخرين. ففي أكتوبر الماضي، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن انفجار السد «يمكن أن يدمر إمدادات المياه لجزء كبير من جنوب أوكرانيا».
لكن الخطر الأكبر يتعلق بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، إذ قد يؤثر تدمير السد على تبريد مفاعلات المبنى الذي يسحب مياهه من هذه البحيرة الاصطناعية التي تبلغ مساحتها 18 مليون متر مكعب. ومع ذلك، يقول لودوفيك دوبان، من الجمعية الفرنسية للطاقة النووية (SFEN)، أن في محطة زابوريجيا احتياطياً طارئاً من المياه، سيكون كافياً لتبريد المحطة لأشهر.
حرمان القرم من المياه؟
ولفت التقرير إلى أن تدمير السد يمكن أن يسبب مشكلات خطيرة للروس أيضاً، لأنه سيحرم شبه جزيرة القرم - التي ضمتها موسكو في عام 2014 - من المياه. إذ تغذي المياه الآتية من البحيرة الصناعية التي تشكلت من سد كاخوفكا، شبه الجزيرة باستمرار (عبر قناة شمال القرم، يبلغ طولها أكثر من 400 كم)، وتوفر نظرياً 85 في المائة من الاحتياجات المائية لشبه جزيرة القرم سنوياً، أي حوالي 3.5 مليار متر مكعب من المياه.