كيسنجر: الصراع في أوكرانيا ربما يقترب من نقطة تحولhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/4316801-%D9%83%D9%8A%D8%B3%D9%86%D8%AC%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D8%A8%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D9%86%D9%82%D8%B7%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84
كيسنجر: الصراع في أوكرانيا ربما يقترب من نقطة تحول
توقع بدء مفاوضات بين موسكو وكييف بوساطة صينية بحلول نهاية العام
هنري كيسنجر (رويترز)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
كيسنجر: الصراع في أوكرانيا ربما يقترب من نقطة تحول
هنري كيسنجر (رويترز)
قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، إن الصراع في أوكرانيا يمكن أن يكون قد اقترب من نقطة تحول، متوقعاً أن تبدأ المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بوساطة صينية بحلول نهاية العام الحالي.
وصرح الدبلوماسي البالغ من العمر 99 عاماً، لشبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية، في مقابلة أذيعت أمس (الأحد): «الآن بعد أن دخلت الصين في مسار المفاوضات، أعتقد أنه بحلول نهاية العام سوف نتحدث عن عمليات تفاوض ومفاوضات فعلية بين روسيا وأوكرانيا».
وفي فبراير (شباط) الماضي، قدمت الصين نفسها بوصفها وسيطاً محتملاً بين موسكو وكييف، وطرحت مبادرة تتكون من 12 بنداً، لوقف الحرب. إلا أن هذه المبادرة تم رفضها بشكل قاطع من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بعض بنودها «يتماشى» مع موقف موسكو، ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ببضع بنود فقط، لكنه قال إن «الدولة التي تدور فيها الحرب هي التي ينبغي أن تطلق خطة السلام».
وتعتبر روسيا الصراع في أوكرانيا حرباً بالوكالة بينها وبين «الناتو»، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة إن أي مفاوضات لن تجرى «مع زيلينسكي، الذي هو عبارة عن دمية في يد الغرب، ولكنها ستجرى مباشرة مع أسياده».
وفي واشنطن، تقول إدارة الرئيس جو بايدن إن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر متى تسعى لتحقيق السلام.
وأثار كيسنجر غضب كييف العام الماضي عندما اقترح أن تقبل أوكرانيا العودة إلى «الوضع السابق» قبل الحرب، أي السماح لروسيا بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم ومنح الحكم الذاتي لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وذلك من أجل «تحقيق السلام»، حسب قوله.
وقد اقترح منذ ذلك الحين أن تصبح هذه الأراضي أساساً للمفاوضات بعد وقف إطلاق النار والانسحاب الروسي.
وكان كيسنجر قد لعب دوراً بارزاً في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي عندما كان وزيراً للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.
وخلال المقابلة مع «سي بي إس نيوز»، حذر كيسنجر من تطور الصراع بين الصين وتايوان، قائلاً: «لدينا مشكلة، وهي أن هذا الصراع يمكن أن يتطور إلى حرب عامة بين دولتين تتمتعان بتقنيات عالية. وهذا أمر يتطلب اهتماماً عاجلاً».
كما أكد أنه «لا يمكن استبعاد الصين من النظام الدولي».
ورغم كبر سنه، فإن كيسنجر مهووساً بموضوع الذكاء الصناعي. وقد تعاون مع اثنين من المؤلفين في تأليف كتاب صدر عام 2021 بعنوان «عصر الذكاء الصناعي ومستقبل الإنسان».
وتحدث وزير الخارجية الأميركي الأسبق عن «سباق تسلح بالذكاء الصناعي»، قائلاً إنه سيختلف عن سباقات التسلح السابقة.
وأوضح قائلاً: «في سباقات التسلح السابقة، يمكنك تطوير نظريات معقولة حول كيفية انتصارك. سيكون هناك مشكلة جديدة تمامًا من الناحية الفكرية».
وقال إن السرعة التي يعمل بها الذكاء الصناعي ستجعله إشكالياً في مواقف الأزمات.
وتابع قائلاً: «في زمن الحرب، على سبيل المثال، قد يوصي الذكاء الصناعي بمسار عمل يعتبره الرئيس ومستشاروه غير حكيم تماماً. ولن يتمكنوا من التأكد من مدى فاعلية هذا المسار إذا أرادوا ذلك، لأننا لا نستطيع مراجعة كل المعرفة التي اكتسبتها الآلة وتوصلت نتيجة لها لهذا المسار».
توجه وزير الخارجية الأميركي إلى بروكسل حيث يجري محادثات طارئة مع الأوروبيين لتسريع المساعدات الموجهة لأوكرانيا وذلك على خلفية انتخاب ترمب رئيساً لأميركا.
أوكرانيا والحلف الأطلسي محور الاتصالات الغربية استباقاً لخطط ترمبhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5081023-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%84%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%82%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%B7-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8
أوكرانيا والحلف الأطلسي محور الاتصالات الغربية استباقاً لخطط ترمب
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستقبلاً أمين عام الحلف الأطلسي مارك روته في زيارته الأولى لباريس منذ تسلمه منصبه الجديد (إ.ب.أ)
منذ الإعلان عن فوز الرئيس السابق دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية بولاية جديدة، تتمحور الاتصالات والمؤتمرات واللقاءات الغربية حول موضوعين متصلين: الأول يتناول مصير الحرب الروسية - الأوكرانية في حال قرر ترمب وقف دعم كييف بالسلاح والمال ومعرفة ما إذا كانت الدول الأوروبية قادرة على الحلول محل الطرف الأميركي، والثاني، مصير الحلف الأطلسي، وذلك على خلفية المخاوف التي ستترتب على تقليص الولايات المتحدة انخراطها في الحلف المذكور، ما سيطرح حكما موضوع أمن أوروبا ربما مع تراجع المظلة الأميركية ــ الأطلسية بما فيها شقها النووي.
وتبرز قراءة التصريحات الصادرة عن القادة الأوروبيين في الأيام الثمانية المنقضية محورية المخاوف المرتبطة بالموضوعين المشار إليهما، لا بل الهلع من أن يعمد ترمب إلى تنفيذ تهديداته التي كررها كثيرا من المرات خلال الحملة الانتخابية الأميركية.
بناء الركن الأوروبي للحلف الأطلسي
ومن بين القادة الغربيين، يبدو الرئيس الفرنسي الذي كان من أوائل المهنئين بفوز ترمب، الأكثر رغبة في أن يلعب دورا محوريا في هذه المرحلة كونه كان سباقا في الدعوة، منذ عام 2017، إلى بناء «الاستقلالية الاستراتيجية» الأوروبية التي تغطي بالطبع الجوانب العسكرية ولكن أيضا الصناعية والتكنولوجية والسيبرانية... بيد أن دعوته السابقة لم تلق الأصداء التي كان يطمح إليها.
إلا أن عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وفق مصادر فرنسية، «أحدثت تغييرا في المقاربة الأوروبية»، لا، بل إن دولا أدارت ظهرها سابقا لدعوات ماكرون، تبدو اليوم مقتنعة برؤيته وأبرزها بولندا التي تحولت مع الحرب الروسية ــ الأوكرانية إلى بلد محوري في إطار الحلف الأطلسي.
ويومي الاثنين والثلاثاء، استقبل ماكرون رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وأمين عام الحلف الأطلسي مارك روته الذي زار باريس للمرة الأولى منذ تسلمه منصبه الجديد. وبالطبع كان هذان الموضوعان محور المحادثات المطولة التي أجراها الثلاثة من أجل التوافق على رؤية تشجع ترمب وتقنعه بمواصلة دعم أوكرانيا والإبقاء على انخراط واشنطن في الحلف الأطلسي.
في كلمته إلى الصحافة ظهر الثلاثاء، ربط ماكرون أمن الغربيين بالحاجة إلى أوكرانيا قوية وإلى أوروبا قوية فضلا عن حلف أطلسي متماسك وقوي، معتبرا أن هذه الثلاثية «ستشكل الأجندة الغربية للأشهر والسنوات المقبلة». فالبنسبة لأوكرانيا، رأى ماكرون أن مواصلة دعمها، ما دامت في حاجة لذلك، «تعد الأولوية القصوى» و«الطريق الوحيد للذهاب إلى المفاوضات»، مضيفا، في ما يبدو أنه رسالة لترمب: «لا شيء يجب أن يقرر بشأن (مصير) أوكرانيا من غير الأوكرانيين ولا بالنسبة لأوروبا من غير الأوروبيين».
بالمقابل، رأى ماكرون أنه يتعين على الأوروبيين «بناء الركن الأوروبي في إطار الحلف الأطلسي لأمن جناحيه على ضفتي المحيط، وهو ما تنتظره الإدارة الأميركية من الأوروبيين». وزاد ماكرون أنه «خلال فترات طويلة تحاشت أوروبا أن تتحمل أعباء أمنها معتبرة أنها تستفيد من منافع السلام من غير أن تدفع الثمن»، متبنيا بذلك اتهامات ترمب للقادة الأوروبيين المتكررة خلال ولايته الأولى. وللتذكير، فإن الأخير نبه الأوروبيين بأنه سيترك الباب مفتوحا للرئيس الروسي ليفعل ما يشاء بالبلدان الأوروبية التي لا تساهم كفاية بميزانية الحلف.
ومرة أخرى، دافع ماكرون عن حاجة الأوروبيين إلى أجندة لاستقلالية أوروبا الاستراتيجية، ليصل إلى الحاجة لحلف أطلسي قوي «قادر على ردع أعدائنا ويكون مجهزا بخطط دفاعية محدثة وبقدرات (عسكرية) مضاعفة وبأسلحة متداولة بين جميع أعضائه...». وبنظره، «يتعين التعامل بجدية مع تعزيز القدرات الدفاعية والردعية للحلف»، مضيفا أن القوة النووية الفرنسية تعد جزءا من هذه القدرات.
توافق في المقاربة بين روته وماكرون
لا تختلف قراءة مارك روته عن مقاربة ماكرون أو المقاربة الغربية بشكل عام. فالأول يعد أن اللحظة الراهنة «بالغة الدقة بالنسبة للسلام والأمن عبر العالم»، منددا بالتحالف الذي بنته روسيا مع الصين وإيران وكوريا الشمالية. فمن جهة، يرى أن الثمن الذي تقدمه روسيا مقابل ما تحصل عليه من كوريا الشمالية {أسلحة وصواريخ ورجالا} وقوامه التمويل وتكنولوجيات يمكن بيونغ يانغ من تصنيع صواريخ قادرة على استهداف الأراضي الأميركية فضلا عن أوروبا والفضاء الأور ــ أطلسي إضافة إلى منطقة المحيط الهندي ــ الهادئ وبالطبع جوارها المباشر (كوريا الجنوبية واليابان).
أما ما تجنيه إيران من مبيعات السلاح إلى روسيا، فإنها «تستخدمه مع وكلائها في زعزعة استقرار الشرق الأوسط وتغذية الإرهاب». ولمواجهة هذه المخاطر، يدعو روته إلى المحافظة على الحلف الأطلسي وتعزيزه. وكما ماكرون، فإنه يرى أن التحدي الأول هو توفير الدعم المستدام لأوكرانيا التي «تتحضر لمواجهة فصل الشتاء الأقصى منذ عام 2022»، ملمحا بذلك إلى الصعوبات التي تواجهها القوات الأوكرانية ميدانيا.
وقال روته ما حرفيته: «لم يعد كافيا أن نمد كييف بما يمكنها من مواصلة القتال... بل يجب أن نقدم لها ما يجعلها في وضع القادر على تغيير مسار الصراع». كذلك دافع روته عن الحاجة لتعزيز قدرات الحلف الأطلسي الدفاعية «في عالم أصبح أكثر خطورة» منوها بالحاجة للإسراع في تعزيز التعاون ما بين أعضاء الحلف، من غير التلميح لما قد يقدم عليه الرئيس ترمب بعد تسلمه السلطة.
حتى اليوم، يبدو الغربيون في وضع ترقب ما سيصدر عن الرئيس الأميركي الـ47. وإذا كان الشعور العام عنوانه الحاجة لرص الصفوف، فإن كثيرا من القادة الغربيين وعلى راسهم ماكرون يتخوفون من أن يهرع بعض هؤلاء إلى واشنطن للحصول على «مباركة» ترمب والتأكد من وجود علاقة «مميزة» بينه وبينهم.
ومن بين هؤلاء رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ورئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني، وأيضا رئيس الوزراء البريطاني ستارمر وآخرون غيرهم. ومن الأفكار التي طرحت في لقاء ماكرون ــ ستارمر، وفق الصحافة البريطانية، السعي لإقناع الرئيس بايدن بالسماح للأوكرانيين باستخدام صواريخ «ستورم شادو» البريطانية ونظيرتها الفرنسية «سكالب» لاستهداف العمق الروسي، وذلك قبل رحيله عن البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) القادم. والحال أن واشنطن رفضت حتى اليوم قبول الطلب الذي يصر عليه الأوكرانيون منذ أشهر طويلة. وفي سياق موازٍ، تريد باريس ولندن من تعزيز تسليح كييف تمكينها من أن تكون في موقع قوي عندما تنطلق المفاوضات التي لا محيد عنها لوضع حد للحرب القائمة.
يبقى أن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لا يريد الاستعجال في إطلاق الأحكام المسبقة بشأن ما ستكون عليه سياسة ترمب إزاء أوكرانيا، داعيا إلى «إعطاء الإدارة الأميركية (الجديدة) وقتها». إلا أنه لم يفته التذكير بأن أي مبادرات يجب أن تمكن أوكرانيا من أن تحدد نفسها التوقيت والشروط اللازمة للمشاركة في عملية التفاوض.