المعارضة الفنزويلية تدعو الجيش والشرطة لـ«الوقوف إلى جانب الشعب»

مادورو يطالب أنصاره بمقاطعة تطبيق «واتساب»

زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو تحيي أنصارها خلال مظاهرة بكراكاس في 3 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو تحيي أنصارها خلال مظاهرة بكراكاس في 3 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
TT

المعارضة الفنزويلية تدعو الجيش والشرطة لـ«الوقوف إلى جانب الشعب»

زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو تحيي أنصارها خلال مظاهرة بكراكاس في 3 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو تحيي أنصارها خلال مظاهرة بكراكاس في 3 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

دعت المعارضة الفنزويلية، الاثنين، الجيش إلى «الوقوف إلى جانب الشعب» بعدما أعلن المجلس الانتخابي الوطني فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية ثالثة، في نتيجة طعن بصحّتها كثر داخل البلاد وخارجها.

وكتبت زعيمة المعارضة، ماريا كورينا ماتشادو، ومرشح المعارضة، إدموندو غونزاليس أوروتيا، في بيان مشترك: «نناشد ضمائر الجيش والشرطة أن يقفوا إلى جانب الشعب وإلى جانب عائلاتهم هم».

وفي محاولة لضمّ الجيش إلى صفّهما، تعهدا بتقديم «ضمانات لأولئك الذين سيؤدّون واجبهم الدستوري»، مذكّرين بأنهما يملكان «أدلّة غير قابلة للجدل» على فوز غونزاليس أوروتيا بالانتخابات، وذلك بعدما حلّ مكان ماتشادو التي أُعلنت غير مؤهلة لخوض الاقتراع.

زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو ومرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا في مؤتمر صحافي بكراكاس في 29 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وبعيد هذه الدعوة، أعلنت النيابة العامة الفنزويلية أنّها فتحت تحقيقاً جنائياً بحقّ كلّ من غونزاليس وماتشادو، وذلك بتهم عدة من بينها «اغتصاب السلطة ونشر معلومات كاذبة والتحريض على عصيان القوانين والتحريض على التمرد والتآمر الإجرامي».

وقالت النيابة العامة إن غونزاليس وماتشادو «يعلنان عن فائز زائف في الانتخابات الرئاسية (...) ويحرضان علناً عناصر الشرطة والجيش على العصيان».

وأدّت الاضطرابات التي أعقبت إعلان فوز مادورو إلى مقتل 11 مدنياً، وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان.

وأعلن مادورو مقتل اثنين من عناصر الحرس الوطني واعتقال أكثر من ألفَي شخص، واعداً بمواصلة القمع ضد ما وصفها بمحاولة «انقلاب إمبريالي».

الرئيس نيكولاس مادورو وزوجته سيليا فلوريس خلال تجمع بكراكاس السبت الماضي (أ.ف.ب)

وبعد يومين فقط من الانتخابات، التي أعلن رسمياً فوز مادورو فيها، أكّد وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو ولاءه للرئيس.

وكتب بادرينو: «نؤكد مجدداً ولاءنا المطلق ودعمنا غير المشروط للمواطن نيكولاس مادورو موروس، الرئيس الدستوري وقائدنا الأعلى الذي أعيد انتخابه شرعاً من السلطة الشعبية» مضيفاً أن الجيش سيتحرك «بقوة» من أجل «الحفاظ على الانتظام الداخلي».

وأعلنت هيئة الانتخابات الوطنية أنّها سلّمت الاثنين محاضر فرز الأصوات في مراكز الاقتراع كاملة إلى المحكمة العليا.

ونشر في هذه المحاضر مطلب رئيسي للمعارضة وللدول التي تشكّك بفوز مادورو في الانتخابات.

ولم تقدّم السلطات الانتخابية حتى الآن تفاصيل حول الانتخابات في كلّ مركز اقتراع، بحجة أنها ضحية عملية قرصنة إلكترونية. وترى المعارضة في ذلك مناورة لتجنّب الكشف عن النتائج الحقيقية.

والجمعة، صادق المجلس الوطني الانتخابي على فوز مادورو بنسبة 52 في المائة من الأصوات مقابل 43 في المائة لصالح إدموندو غونزاليس أوروتيا.

لكنّ المعارضة طعنت بهذه النتائج، مؤكّدة أنّ مرشّحها فاز بنسبة 67 في المائة من الأصوات.

مؤيدو الرئيس نيكولاس مادورو يتظاهرون تأييداً له بكراكاس الاثنين (أ.ف.ب)

«محكمة راكعة»

ترى المعارضة، كما عدد كبير من المحللين أن المجلس الوطني الانتخابي والمحكمة العليا يخضعان لأوامر السلطة.

ويشير محامي المعارضة بيركينز روتشا إلى أن مادورو «يعترف ضمناً بأنه لا أحد يؤمن بإعلان (المجلس الوطني الانتخابي) لدرجة أنه يطلب تدخّل سلطة أخرى للتصديق على فوزه». ويضيف: «يعلم السيد مادورو أنه يستطيع الاعتماد على محكمة عليا راكعة أمامه».

مساء الاثنين، أعلنت رئيسة المحكمة العليا، كاريسليا بياتريز رودريغيز، تسلمها المحاضر، مشيرة إلى أن المحكمة لديها «15 يوماً قابلة للتمديد» لدراسة المحاضر.

واستدعت مرشحين ومسؤولين لجلسات استماع، بينهم غونزاليس أوروتيا الأربعاء والرئيس مادورو الجمعة.

وفي باريس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يدعمان «تطلعات الشعب الفنزويلي لإجراء انتخابات شفافة».

مؤيدو الرئيس نيكولاس مادورو يتظاهرون تأييداً له بكراكاس الاثنين (أ.ف.ب)

ودعت واشنطن على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر «الأطراف الفنزويلية إلى بدء نقاش حول انتقال سلمي ومحترم للسلطة»، وكذلك إلى «الشفافية ونشر النتائج المفصّلة».

ورداً على التصريحات الأميركية، اعتبرت وزارة الخارجية الفنزويلية أنه «من الواضح أن الولايات المتحدة تقود محاولة الانقلاب وتتجاهل الإرادة الديمقراطية للشعب الفنزويلي».

وسار الآلاف من أنصار مادورو، الاثنين، كما هو الحال كل يوم تقريباً منذ الانتخابات، في وسط كاراكاس للتعبير عن دعمهم له.

وقال مادورو «إما أنكم مع العنف أو مع السلام. إما مع الفاشيين أو مع الوطن. إما مع الإمبريالية أو مع فنزويلا».

ودعا خلال التجمّع كذلك إلى مقاطعة تطبيق «واتساب»، قائلاً: «قولوا لا لـ(واتساب)! (...) من خلال (واتساب)، يهددون الجيش الفنزويلي والشرطة وقادة الشارع والمجتمع».



لولا يفرش السجاد الأحمر احتفاءً بالرئيس الصيني في برازيليا

شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)
شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

لولا يفرش السجاد الأحمر احتفاءً بالرئيس الصيني في برازيليا

شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)
شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)

استقبل الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الذي يجري زيارة دولة إلى البرازيل، الأربعاء، احتفاءً بالتقارب بين بلديهما، على خلفية «الاضطرابات» المتوقعة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض. واستُقبل شي بفرش السجاد الأحمر وبالتشريفات العسكرية والنشيد الوطني. فبعد لقائهما بقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو، خصّ لولا، برفقة زوجته روزانجيلا دا سيلفا، نظيره الصيني باحتفاء مهيب قبل اجتماعهما في ألفورادا؛ مقر إقامته الرئاسي في العاصمة برازيليا، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وكتب الرئيس الصيني، في مقال نشر بالصحافة البرازيلية قبل الزيارة، إن «الجنوب العالمي يشهد حركة صعود جماعي».

سياق دولي معقّد

شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)

ويتبع اجتماعهما في ألفورادا إعلان مشترك في سياق دولي مشحون كما اتضح خلال قمة «مجموعة العشرين»، التي هيمنت عليها أزمة المناخ والحرب في أوكرانيا. وتُنذر عودة دونالد ترمب بتحول انعزالي من جانب واشنطن؛ القوة العظمى في العالم، فضلاً عن موقف أكثر تشدداً تجاه الصين، خصوصاً في المسائل التجارية. وقال شي، على هامش اجتماع أكبر اقتصادات العالم، إن «العالم يدخل مرحلة جديدة من الاضطرابات والتغيير». وكما حدث في «قمة آسيا والمحيط الهادئ» قبل أيام قليلة في ليما، ظهر الرئيس الصيني بوصفه الرجل القوي في اجتماع ريو، حيث عقد لقاءات ثنائية عدّة في مقابل تراجع هالة جو بايدن المنتهية ولايته.

جانب من الاستقبال الرسمي الذي حظي به شي في برازيليا يوم 20 نوفمبر (د.ب.أ)

ويريد شي ولولا مزيداً من توطيد العلاقة القوية بين الصين والبرازيل؛ الدولتين الناشئتين الكبيرتين اللتين تحتلان المرتبتين الثانية والسابعة على التوالي من حيث عدد السكان عالمياً. ويعتزم الرئيس الصيني مناقشة «تحسين العلاقات التي تعزز التآزر بين استراتيجيات التنمية في البلدين»، وفق «وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)».

أما البرازيل، فتسعى إلى تنويع صادراتها بـ«منتجات برازيلية ذات قيمة مضافة أعلى»، وفق ما قال أمين شؤون آسيا بوزارة الخارجية البرازيلية، إدواردو بايس. ويُعدّ العملاق الآسيوي أكبر شريك تجاري للبرازيل التي تزوده بالمنتجات الزراعية. وتُصدّر القوة الزراعية في أميركا الجنوبية فول الصويا والمواد الأولية الأخرى إلى الصين، وتشتري من الدولة الآسيوية أشباه الموصلات والهواتف والسيارات والأدوية.

طرق الحرير

لولا وشي يصلان إلى المؤتمر الصحافي المشترك في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)

مع ذلك، كانت حكومة لولا حذرة حيال محاولات الصين إدخال البرازيل في مشروع «طرق الحرير الجديدة» الضخم للبنى التحتية. وانضمّت دول عدة من أميركا الجنوبية إلى هذه المبادرة التي انطلقت في عام 2013، وتُشكّل محوراً مركزياً في استراتيجية بكين لزيادة نفوذها في الخارج.

أما الإدارة الديمقراطية في واشنطن، فتراقب ما يحدث بين برازيليا وبكين من كثب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ناتاليا مولانو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن واشنطن تنصح البرازيل بأن «تُبقي أعينها مفتوحة لدى تقييم مخاطر التقارب مع الصين وفوائده». وعقّب مصدر دبلوماسي صيني على ذلك بقوله إن «لدى الصين وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي القول الفصل في تطوير العلاقات بينهما». أما لولا، فهو يهدف إلى اتخاذ موقف دقيق متوازن، فيما يتعلق بهذه القضية كما هي الحال مع قضايا أخرى، وهذا ما عبر عنه قبل بضعة أشهر بقوله: «لا تظنوا أنني من خلال التحدث مع الصين أريد أن أتشاجر مع الولايات المتحدة. على العكس من ذلك؛ أريد أن يكون الاثنان إلى جانبنا».