فنزويلا: إعادة انتخاب مادورو لولاية ثالثة... والمعارضة تؤكد فوز مرشحها

تهنئة وتأكيد على الشراكة من الصين وروسيا

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (رويترز)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (رويترز)
TT

فنزويلا: إعادة انتخاب مادورو لولاية ثالثة... والمعارضة تؤكد فوز مرشحها

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (رويترز)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (رويترز)

فاز نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثالثة من 6 سنوات في فنزويلا، الأحد، بنيله 51.2 في المائة من أصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية، وفق ما أفاد المجلس الوطني الانتخابي، بينما أعلنت المعارضة الفنزويلية، مساء الأحد، فوز مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 70 في المائة من أصوات المقترعين.

وقالت زعيمة المعارضة، ماريا كورينا ماتشادو، في تصريحات، للصحافيين: «لقد فزنا... (وحصلنا على) 70 في المائة من الأصوات»، مضيفة: «لفنزويلا رئيس جديد منتخب هو إدموندو غونزاليس أوروتيا».

وفُتحت مراكز الاقتراع في فنزويلا، الأحد؛ من أجل انتخابات رئاسية سادها التوتر، تَواجه فيها مادورو (61 عاماً) مع الدبلوماسي السابق غونزاليس أوروتيا (74 عاماً)، الذي حلّ محلّ زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو الواسعة الشعبية، عند إعلان السلطات عدم أهليتها للترشح.

وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين مادورو الحليف التقليدي لموسكو على إعادة انتخابه رئيساً لفنزويلا لولاية ثالثة متتالية، وقال بوتين في رسالة إلى مادورو إنه «مستعد» لمواصلة «العمل البناء المشترك» في القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية والأجندة الدولية، حسبما أعلن المكتب الصحافي للرئاسة الروسية. وأضاف بوتين متوجهاً إلى مادورو: «ستكون موضع ترحيب دائماً في الأراضي الروسية».

وتربط روسيا وفنزويلا علاقات وثيقة. ويصف مادورو بوتين بأنه «الأخ الأكبر» له، واعتبر أن إعادة انتخاب الرئيس الروسي في مارس (آذار) الفائت «بشّرت العالم بالخير»، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جهتها، هنّأت الصين مادورو على إعادة انتخابه، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان للصحافيين خلال مؤتمر صحافي إن «الصين مستعدة لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية... بما يفيد شعبي البلدين بشكل أفضل».

وتعهّد مادورو، مساء الأحد، بتوفير «السلام والاستقرار والعدالة». وقال، خلال احتفال أمام القصر الرئاسي في كراكاس: «سيكون ثمة سلام واستقرار وعدالة. السلام واحترام القانون. أنا رجل سلام وحوار».

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الاثنين، عن «مخاوف جدية» من أن الفوز المعلَن للرئيس مادورو بالانتخابات الرئاسية في فنزويلا لا يعكس الإرادة الشعبية في عملية الاقتراع. وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحافي في طوكيو: «لدينا مخاوف جدية من أن النتيجة المعلَنة لا تعكس إرادة أو أصوات الشعب الفنزويلي».

كذلك، أعلن وزير خارجية البيرو خافيير غونزاليس - أولاتشيا استدعاء سفيرها في كراكاس بعد إعلان فوز مادورو. وقال الوزير في منشور على منصة «إكس»: «في ضوء الإعلانات البالغة الخطورة الصادرة عن السلطات الانتخابية الفنزويلية، تمّ ترتيب الاستدعاء الفوري للتشاور للسفير البيروفي في جمهورية فنزويلا البوليفارية».

وتُواجه الدولة النفطية، التي كانت لفترة طويلة من أغنى دول أميركا اللاتينية، أزمة اقتصادية غير مسبوقة. وانهار إنتاج النفط نتيجة سوء الإدارة والفساد، متراجعاً من أكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم، إلى أقل من مليون، في حين تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80 في المائة، خلال عشر سنوات، وسجلت البلاد تضخماً جامحاً أرغم السلطات على دولرة الاقتصاد جزئياً.

وغادر سبعة ملايين فنزويلي البلاد حيث يعاني القسم الأكبر من المواطنين الفقر، مع انهيار كامل للأنظمة الصحية والتربوية. وتؤكد السلطات أن الأزمة هي نتيجة «الحصار الإجرامي» المفروض على البلاد. وشددت الولايات المتحدة عقوباتها على فنزويلا بهدف إبعاد مادورو، بعد إعادة انتخابه في عملية اقتراع، أثارت جدلاً عام 2018، احتجّت عليها المعارضة منددة بأعمال تزوير، وأثارت مظاهرات تعرضت لقمع شديد.


مقالات ذات صلة

انتخابات فنزويلا: المعارضة تؤكد فوزها... وكراكاس تسحب دبلوماسييها من دول لاتينية

أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

انتخابات فنزويلا: المعارضة تؤكد فوزها... وكراكاس تسحب دبلوماسييها من دول لاتينية

أعلنت فنزويلا، الاثنين، سحب موظفيها الدبلوماسيين من 7 دول في أميركا اللاتينية، احتجاجاً على «تدخل» حكوماتها التي شككت في إعادة انتخاب نيكولاس مادورو رئيساً.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
أميركا اللاتينية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)

غوتيريش يدعو إلى «شفافية كاملة» بشأن نتائج الانتخابات في فنزويلا

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «شفافية كاملة» في نتائج الانتخابات الرئاسية الفنزويلية بعد إعلان الرئيس نيكولاس مادورو فوزه بولاية ثالثة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أميركا اللاتينية وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى مغادرته طوكيو الاثنين (أ.ف.ب)

​واشنطن تُعبّر عن «مخاوف جدية» حول الانتخابات في فنزويلا

عبّرت الولايات المتحدة عن «مخاوف جدية» حول شرعية النتائج التي أعلنتها فنزويلا بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد.

هبة القدسي (واشنطن)
شمال افريقيا الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين)

الجزائر: مرشحان يطلقان «حلفاً» بعد إقصائهما من سباق الرئاسة

ساحلي ونغزة انتقدا الأسباب التي ذكرها رئيس «سلطة الانتخابات» لتفسير رفض ملفيهما. وشددا على أنهما جمعا النصاب الذي يشترطه قانون الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عقب إعلان فوزه بولاية ثالثة في كاراكاس الاثنين (أ.ف.ب)

فنزويلا: إعلان فوز مادورو بولاية ثالثة... والمعارضة تعترض

أعلن المجلس الوطني الانتخابي في فنزويلا، الاثنين، فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية ثالثة توالياً، بحصوله على 51.2 في المائة من أصوات المقترعين في الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس - لندن)

مشاهد نادرة لأكبر قبيلة «منعزلة» في العالم (فيديو)

أفراد من السكان الأصليين من قبيلة «ماشكو بيرو» على نهر لاس بيدراس في مقاطعة مادري دي ديوس في بيرو (أ.ب)
أفراد من السكان الأصليين من قبيلة «ماشكو بيرو» على نهر لاس بيدراس في مقاطعة مادري دي ديوس في بيرو (أ.ب)
TT

مشاهد نادرة لأكبر قبيلة «منعزلة» في العالم (فيديو)

أفراد من السكان الأصليين من قبيلة «ماشكو بيرو» على نهر لاس بيدراس في مقاطعة مادري دي ديوس في بيرو (أ.ب)
أفراد من السكان الأصليين من قبيلة «ماشكو بيرو» على نهر لاس بيدراس في مقاطعة مادري دي ديوس في بيرو (أ.ب)

نشرت مجموعة مناصرة للسكان الأصليين صورا لأفراد قبيلة منعزلة يبحثون عن الطعام على شاطئ في منطقة الأمازون في بيرو.

وقالت منظمة «سرفايفل إنترناشونال» إن الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها هذا الأسبوع تُظهر أعضاء من قبيلة «ماشكو بيرو» يبحثون عن الموز والكسافا بالقرب من مجتمع مونتي سلفادو، على نهر لاس بيدراس في مقاطعة مادري دي ديوس. وأشارت المنظمة إلى أن نشاط قطع الأشجار في غابات الأمازون يجبر أفراد القبيلة على الخروج من الغابات المطيرة، حسبما نقلت وكالة «أسوشييتد برس».

وتمتلك كثير من شركات قطع الأشجار امتيازات للأخشاب داخل الأراضي التي تسكنها القبيلة، وفقاً لمنظمة «سرفايفل إنترناشونال»، التي سعت منذ فترة طويلة لحماية ما تقول إنها أكبر قبيلة «منعزلة» في العالم. وقالت المجموعة المناصرة إن هذا القرب يثير مخاوف من نشوب صراع بين عمال قطع الأشجار وأفراد القبائل، فضلاً عن احتمال أن يجلب قاطعو الأشجار أمراضاً خطيرة إلى قبيلة «ماشكو بيرو».

ونشرت منظمة «سرفايفل إنترناشونال»، الثلاثاء الماضي، صورا نادرة لأفراد قبيلة «ماشكو بيرو»، وقالت إنه جرى تصوير أفراد القبيلة نهاية يونيو (حزيران).

ووفقا للوكالة، تم إطلاق النار على اثنين من قاطعي الأشجار بالسهام أثناء الصيد في عام 2022، ما أدى إلى مقتل أحدهما، في مواجهة مع أفراد من القبيلة المنعزلة.

وقال سيزار إيبينزا، وهو محام متخصص في قانون البيئة في بيرو وغير منتسب إلى المجموعة المناصرة، إن الصور الجديدة «تظهر لنا وضعا مزعجا للغاية ومثيرا للقلق أيضا لأننا لا نعرف بالضبط ما هو سبب مغادرتهم (من الغابات المطيرة) إلى الشواطئ»، وأضاف أن القبائل الأصلية المعزولة قد تهاجر في أغسطس (آب) لجمع بيض السلاحف لتأكله.

وأضاف إيبينزا: «لكننا نرى أيضاً بقلق بالغ احتمال حدوث بعض الأنشطة غير القانونية في المناطق التي يعيشون فيها وتدفعهم إلى المغادرة والتعرض للضغوط نتيجة قطع الأشجار».

ودعت منظمة «سرفايفل إنترناشونال» مجلس رعاية الغابات، وهو مجموعة تتحقق من الغابات المستدامة، إلى إلغاء اعتماده لعمليات الأخشاب لإحدى تلك الشركات، وهي شركة «كاناليس تاهومانو» ومقرها بيرو. وردت لجنة الخدمات الفيدرالية في بيان يوم الأربعاء بأنها «ستجري مراجعة شاملة» لعمليات الشركة للتأكد من أنها تحمي حقوق السكان الأصليين.

وقالت شركة «كاناليس تاهومانو»، المعروفة أيضاً باسم «كاتاهوا»، في الماضي إنها تعمل بتراخيص رسمية.

وقال تقرير صدر عام 2023 عن مراسل الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الشعوب الأصلية إن حكومة بيرو اعترفت في عام 2016 بأن قبيلة ماشكو بيرو وغيرها من القبائل المعزولة تستخدم الأراضي التي تم فتحها لقطع الأشجار. وأعرب التقرير عن قلقه بشأن التداخل، وأن أراضي الشعوب الأصلية لم يتم تحديدها «على الرغم من الأدلة المعقولة على وجودهم منذ عام 1999».

وقالت منظمة «سرفايفل إنترناشونال» إن الصور التقطت في الفترة من 26 إلى 27 يونيو وتظهر حوالي 53 رجلاً من ماشكو بيرو على الشاطئ. وقدرت المجموعة أن ما بين 100 إلى 150 من أفراد القبائل كانوا موجودين في المنطقة مع وجود نساء وأطفال في مكان قريب.

وقالت تيريزا مايو، الباحثة في منظمة «سرفايفل إنترناشونال»، في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»: «من غير المعتاد أن ترى مثل هذه المجموعة الكبيرة معاً». وقال المحامي إيبينزا إن السكان الأصليين يحشدون عادة في مجموعات أصغر، وقد تكون المجموعة الأكبر «حالة إنذار» حتى في حالة قطع الأشجار بشكل قانوني.

وفي يناير (كانون الثاني)، خففت بيرو القيود المفروضة على إزالة الغابات، والتي أطلق عليها المنتقدون «قانون مكافحة الغابات». وقد حذر الباحثون منذ ذلك الحين من زيادة إزالة الغابات لأغراض الزراعة وكيف أنها تسهل قطع الأشجار والتعدين غير المشروع.

وقالت الحكومة إن إدارة الغابات ستشمل تحديد المناطق التي تحتاج إلى معاملة خاصة لضمان الاستدامة، من بين أمور أخرى.